تدشين تمرين النسر الحاسم 25 بمشاركة خليجية وأمريكية
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
أعلنت قطر، تدشين تمرين النسر الحاسم 25 المشترك، الذي تنفذه القوات المسلحة القطرية بمشاركة قوات من دول مجلس التعاون الخليجي العربي والقوات الأمريكية.
وقال مدير تمرين النسر الحاسم 25- العميد الركن حمد حفيظ النابت "إن ما يميز تمرين النسر الحاسم هو رؤيته الشمولية التي تجمع بين التمارين العملية والمناقشات الاستراتيجية، حيث أن تمرين النسر الحاسم يشكل فرصة للتفكير الإبداعي وتبادل الخبرات، مما يعزز من قدرتنا على التكيف مع كافة المتغيرات الحديثة.
ويتمثل التركيز الأساسي في التمرين على إجراءات الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل بين الدول المشاركة، حيث تم إعداد التمرين ليحقق مهمة القوة المشتركة في الدفاع عن أراضي وأجواء الدولة، ومياهها الإقليمية، ومرافقها الحيوية.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها، أن التمرين عسكري متعدد الأطراف يقام مرة كل سنتين، حيث تستضيف دولة قطر هذا التكرار بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وبقيادة القيادة المركزية الأمريكية.
ويهدف التمرين، إلى تعزيز القدرات وتكامل القوات العسكرية من الولايات المتحدة والدول الشريكة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يركز على تطوير الاستجابة للتهديدات الإقليمية ومكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكات بين الدول المشاركة.
ويشمل التمرين أنشطة عسكرية متنوعة مثل العمليات الجوية والبرية والبحرية، وغالبًا ما يتضمن سيناريوهات واقعية وعمليات مشتركة لمعالجة التحديات الأمنية المشتركة.
وبحسب المركزية الأمريكية، فإن التمرين، يعزز المصالح الأمنية المشتركة ويهدف إلى ضمان الجاهزية لمواجهة الأزمات الإقليمية المحتملة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر القيادة المركزية الأمريكية قطر الخليج الحرب في اليمن
إقرأ أيضاً:
قمة "خليجية- أمريكية" بلا "يمن".. حين يصبح الغياب دليلاً على الفشل
في مشهد دولي لافت، تصدرت الصورة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس القيادة السورية أحمد الشرع، وبحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واجهة القمة الخليجية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، لتصبح محور تحليلات المراقبين الدوليين.
وبينما انشغل العالم بلحظة اللقاء، تصاعدت تساؤلات المحللين وملايين اليمنيين حول الغياب التام للملف اليمني عن الطاولة السياسية، رغم أن قيادة المجلس الرئاسي اليمني تقيم في ذات المدينة منذ سنوات.
لم يكن اللقاء حدثاً بروتوكولياً عابراً، بل لحظة سياسية فارقة، حملت في طياتها رسائل عميقة عن موازين القوى الجديدة في المنطقة، وإعادة ترتيب أولويات الشرعيات السياسية.
في المقابل، كان الغياب اليمني عن هذا الحدث حضوراً باهتاً من حيث الوجود، وغائباً كلياً من حيث التأثير. فلم يُذكر اليمن المثقل بالحروب والمآسي منذ أكثر من عقد، لا في الكلمات الرسمية، ولا في الأحاديث الجانبية، رغم أن السعودية – الدولة المضيفة – كانت ولا تزال تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية.
ويرى محللون سياسيون أن هذا التجاهل لم يكن صدفة عابرة، بل نتيجة تراكمات سياسية وإدارية أضعفت من صورة القيادة اليمنية وموقعها في المعادلة الإقليمية والدولية.
وفيما نجحت القيادة السورية الجديدة في فرض نفسها كفاعل سياسي يُعبّر عن مرحلة ما بعد الحرب، بوجه تفاوضي قادر على التأثير، بدا مجلس القيادة الرئاسي اليمني غائباً لا عن القمة فحسب، بل عن المشهد السياسي الدولي بأسره.
في واحدة من كلماته، تساءل ترامب عن سر التحول اللافت في المملكة، موجهاً حديثه إلى ولي العهد السعودي: "عزيزي محمد، كيف تنام؟!.."، ثم أضاف ما معناه: "من المؤكد أنك حتى في منامك تفكر في هذا المشروع الكبير للتطوير".
هذا التساؤل، برأي المراقبين، قد يكون كافياً لهز ضمائر أولئك الذين غرقوا في سبات عميق لعقد كامل، لم يُحقق فيه سوى ارتفاع أعداد النازحين، وتفاقم معاناة اليمنيين بفقدان منازلهم، ووظائفهم، وأبنائهم، وانهيار عملتهم واقتصادهم، بينما قياداتهم لا تزال تقف كأصنام تراقب المشهد بدهشة، دون أن تكون جزءاً فاعلاً فيه.
قيادة يمنية مشتتة، عاجزة عن بناء مشروع وطني موحّد، غارقة في دوامة الخلافات الداخلية والارتهان الإقليمي، لا تستطيع أن تكون رقماً صعباً إلا في كشوف المساعدات أو في تقارير الفساد، هكذا يصفها المراقبون في حديثهم لوكالة "خبر".
ورغم سنوات من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري غير المسبوق، فشلت الشرعية اليمنية في بناء مؤسسة دولة تعبّر عن تطلعات شعبها، وتتحدث إلى العالم بلغة الدولة لا بلغة الشكوى والتذمر.
ويؤكد مراقبون أن غياب اليمن عن طاولة الكبار لم يكن مؤامرة مقصودة، بل نتيجة فراغ حقيقي في الأداء والرؤية والقرار.
ما بين سوريا التي استطاعت، رغم الجراح، أن تفرز قيادة سياسية قادرة على تمثيلها، واليمن الذي غاب عن الوعي السياسي، تتجلى الفروق الجوهرية بين مشروعين هما: "مشروع يسعى لإعادة بناء الدولة، وآخر يكتفي بالعيش على أنقاضها".
لقد آن أوان المراجعة الجادة، ليس فقط لأداء القيادة، بل لمفهوم "الشرعية" ذاته، الذي يبدو أنه بحاجة إلى إعادة تعريف وفق متغيرات الداخل والمحيط. فالتاريخ لا ينتظر أحدا، والسياسة لا تعترف بالفراغ، ومن لا يُحسن تمثيل قضيته، سيتجاوزه الزمن.