ارتفاع مستويات اضطراب الأكل بين الشباب مرتبط باختلافات الدماغ
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
وفقا لبحث جديد أجراه معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN) في "كينغز كوليدج لندن"، أظهر أكثر من نصف الشباب الذين تبلغ أعمارهم 23 عاما في دراسة أوروبية سلوكيات أكل مقيدة أو عاطفية أو غير منضبطة. ويبدو أن الاختلافات البنيوية في الدماغ تلعب دورا في تطوير عادات الأكل هذه.
تبحث الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature Mental Health"، بحسب تقرير لموقع "medicalxpress" ترجمته "عربي21" في الروابط بين علم الوراثة وبنية الدماغ وسلوكيات الأكل المضطربة لدى الشباب.
تتضمن سلوكيات الأكل المقيدة، مثل اتباع حمية غذائية والاستفراغ المتعمد، والذي يتضمن الحد المتعمد من تناول الطعام للتحكم في وزن الجسم وشكل الجسم. وعلى النقيض من ذلك، تتميز سلوكيات الأكل العاطفية أو غير المنضبطة، مثل الإفراط في تناول الطعام، بنوبات من تناول الطعام استجابة لمشاعر سلبية أو رغبات قهرية.
قام الباحثون بتحليل بيانات من 996 مراهقا في مجموعة "IMAGEN" الطولية في إنجلترا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا [وهي مجموعة يتم إجراء دراسات وراثية طويلة الأمد]. قدم المشاركون بيانات وراثية، وأكملوا استبيانات حول رفاهيتهم وسلوكياتهم الغذائية، وخضعوا لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي في سن 14 و 23 عاما.
في سن 23 عاما، تم تصنيف المشاركين إلى ثلاثة أنواع من سلوكيات الأكل: آكلي الطعام الصحي (42%)، وآكلي الطعام المقيد (33%)، وآكلي الطعام العاطفي أو غير المنضبط (25%).
وجدت الدراسة أن المجموعات الثلاث لديها أنماط مختلفة من الصحة العقلية والسلوك بمرور الوقت.
كان لدى الشباب الذين يعانون من سلوكيات أكل غير صحية (مقيدة وعاطفية/غير منضبطة) في سن 23 مستويات أعلى من كل من المشاكل الداخلية (على سبيل المثال، القلق أو الاكتئاب) والمشاكل الخارجية (على سبيل المثال، فرط النشاط، أو عدم الانتباه أو مشاكل السلوك) في سن 14، مقارنة بالذين يأكلون بشكل صحي. زادت المشاكل الداخلية بشكل ملحوظ مع تقدم العمر بين 14 إلى 23 عاما بين الذين يأكلون بشكل غير صحي.
على الرغم من انخفاض المشاكل الخارجية مع تقدم العمر في جميع المجموعات، إلا أن المستويات الإجمالية كانت أعلى بين أولئك الذين يأكلون بشكل عاطفي أو غير منضبط.
اتبع الآكلون المقيدون حمية غذائية أكثر طوال فترة المراهقة مقارنة بالذين يأكلون بشكل صحي. زاد الآكلون العاطفيون/غير المنضبطون من اتباع حميات غذائية بين سن 14 إلى 16 عاما وتناولوا الطعام بشراهة بين سن 14 إلى 19 عاما، مقارنة بالذين يأكلون بشكل صحي. ارتبطت سلوكيات الأكل غير الصحية بالسمنة وزيادة المخاطر الجينية لارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
قام الباحثون بتحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في سن 14 و 23 عاما للتحقيق في نضوج الدماغ بمرور الوقت ومدى انخفاض حجم وسمك القشرة.
وأشارت النتائج إلى أن نضج الدماغ تأخر وكان أقل وضوحا لدى الأشخاص الذين يتناولون طعاما غير صحي. ولعب دورا في الارتباط بين مشاكل الصحة العقلية في سن 14 عاما وتطور سلوكيات الأكل غير الصحية في سن 23 عاما ولم يكن هذا الارتباط مرتبطا بمؤشر كتلة الجسم. كما ساعد انخفاض نضج الدماغ في تفسير كيفية تأثير المخاطر الجينية لمؤشر كتلة الجسم المرتفع على سلوكيات الأكل غير الصحية في سن 23 عاما.
على وجه الخصوص، ساعد انخفاض نضج المخيخ - منطقة الدماغ التي تتحكم في الشهية - في تفسير الارتباط بين المخاطر الجينية لمؤشر كتلة الجسم المرتفع وسلوكيات الأكل التقييدية في سن 23 عاما.
يسلط البحث الضوء على كيفية تفاعل نضج الدماغ والجينات وصعوبات الصحة العقلية للمساهمة في أعراض اضطراب الأكل.
من جهتها قالت شينيانغ يو، طالبة الدكتوراه في "King's IoPPN" والمؤلفة الأولى للدراسة، "تكشف نتائجنا كيف يربط نضج الدماغ المتأخر أثناء المراهقة بين الجينات وتحديات الصحة العقلية وسلوكيات الأكل المضطربة في مرحلة البلوغ المبكر، مما يؤكد على الدور الحاسم لتطور الدماغ في تشكيل عادات الأكل".
وقال الدكتور زو زانغ، الباحث في مركز "كينغز" لطب الأطفال والمؤلف المشارك للدراسة: "من خلال إظهار أن سلوكيات الأكل غير الصحية المختلفة مرتبطة بمسارات مختلفة لأعراض الصحة العقلية وتطور الدماغ، فإن نتائجنا قد تساعد في تصميم تدخلات أكثر تخصيصا".
وقال البروفيسور سيلفان ديسريفيير، أستاذ الطب النفسي البيولوجي في مركز "كينغز" لطب الأطفال والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تسلط نتائجنا الضوء على الفوائد المحتملة لتحسين التعليم الهادف إلى معالجة العادات الغذائية غير الصحية واستراتيجيات التأقلم غير التكيفية. يمكن أن يلعب هذا دورا حاسما في منع اضطرابات الأكل ودعم صحة الدماغ بشكل عام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الشباب أكل الدماغ الصحة صحة دماغ شباب أكل المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحة العقلیة کتلة الجسم أو غیر
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: سوء التغذية بغزة بلغ مستويات تنذر بالخطر
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أدى إلى "خسائر فادحة في الأرواح".
وأضافت المنظمة في بيان "يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزةlist 2 of 2الإغاثة الطبية: موت جماعي يهدد آلاف الرضع في غزةend of listوأشارت إلى أنه من بين 74 وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025 وقعت 63 حالة في يوليو/تموز الجاري، من بينها 24 طفلا دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره على 5 سنوات، و38 بالغا.
وتابعت المنظمة "أُعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية أو توفوا بعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد".
وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل، أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح".
ونقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن طفلا من كل 5 دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد.
وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا ويعانون من سوء التغذية الحاد قد تضاعفت 3 مرات منذ يونيو/حزيران الماضي في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضررا في القطاع الفلسطيني.
وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر.
ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظرا للقيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول، والتي تمنع العديد من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو/تموز الجاري العلاج من سوء التغذية، وكان 18% منهم يعانون من الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد.
إعلانوفي يونيو/حزيران الماضي تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي يوليو/تموز الجاري تم إدخال 73 طفلا إلى المستشفى يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلا في الشهر السابق.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة".
أما بالنسبة للنساء الحوامل والمرضعات فإن أكثر من 40% منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية.
وأضافت المنظمة "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضا البحث اليائس عن الطعام، تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالبا في ظروف خطيرة وتسودها الفوضى".