اختيار طالوت ملكًا.. درس في تقديم الكفاءة على الولاء
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
في تفسيره لسورة البقرة، الآيتين 247-248، تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، عن قصة اختيار طالوت ملكًا على بني إسرائيل، وما تحمله من دروس عميقة حول معايير القيادة وأسس بناء المجتمعات.
القيادة لا تقاس بالمال بل بالكفاءةأشار جمعة إلى أن بني إسرائيل اعترضوا على اختيار طالوت ملكًا بحجة افتقاره إلى سعة المال، متجاهلين أن القيادة الحقيقية تعتمد على العلم والكفاءة، وليس على الجوانب المادية.
وأوضح أن العلم في هذا السياق لا يعني المعرفة النظرية فقط، بل العلم الذي يوقظ القلب ويصل الإنسان بالله تعالى.
فالعلم الحقيقي هو الذي يربط الإنسان بربه ويجعله يدرك مسؤولياته تجاه مجتمعه وأمته.
المحسوبية تهدم الأممسلط الدكتور جمعة الضوء على رفض بني إسرائيل لطالوت بسبب خلفيته الاجتماعية والمادية، مشيرًا إلى أن هذا الرفض يعكس ميلهم لتقديم "أهل الثقة" والمحسوبية على "أهل الكفاءة".
وأكد أن هذا النموذج ما زال يتكرر في المجتمعات التي تنهار بسبب تقديم الولاءات الشخصية والمجاملات الاجتماعية على الكفاءة والخبرة.
وأضاف أن المجتمعات التي تعتمد على العدل وتقديم الأكفاء هي التي تبني الحضارات القوية والمستدامة. فالعدل والكفاءة هما أساس النجاح، بينما يؤدي الظلم والمحسوبية إلى انهيار الأمم.
دروس من الآياتأوضح جمعة أن قصة طالوت تضعنا أمام تحدٍ كبير في اختيار القيادات داخل مجتمعاتنا اليوم.
إذا أردنا بناء حضارة قوية، فعلينا تجاوز المظاهر السطحية والخلفيات الاجتماعية، والتركيز على الكفاءة والعدل كمعيارين أساسيين للقيادة.
وختم حديثه بالتأكيد على أن القرآن الكريم يقدم نموذجًا عمليًا لتوجيه المجتمعات نحو النهضة من خلال تقديم الأكفاء، داعيًا إلى استخلاص العبر من هذه القصة القرآنية لبناء مجتمعات عادلة ومستقرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة البقرة طالوت بني إسرائيل
إقرأ أيضاً:
علي جمعة.. مسيرة عقد في دار الإفتاء و20 ألف فتوى موثقة
في إطار التعريف بأعلام الإفتاء ومسيرة كبار العلماء، تستعرض السيرة العلمية لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد عبد الوهاب سليم عبد الله سلمان، أحد أبرز الشخصيات الدينية والفكرية في العصر الحديث، وواحدًا من العلماء الذين تركوا بصمة راسخة في مجالات الفقه والفكر وتجديد الخطاب الديني.
النشأة والبدايات العلمية
وُلِد فضيلته بمحافظة بني سويف في صعيد مصر، يوم الإثنين 7 جمادى الآخرة 1371هـ الموافق 3 مارس 1952م.
بدأت رحلته مع القرآن مبكرًا حيث أتم حفظه، ثم انتقل إلى القاهرة لاستكمال تعليمه، فالتحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس وتخرج عام 1973م.
رغبته العميقة في العلوم الشرعية دفعته للالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف عام 1975م، وهناك تتلمذ على يد كبار العلماء، منهم:
الشيخ محمد أبو النور زهيرالشيخ جاد الرب رمضان جمعةالشيخ الحسيني يوسف الشيخالشيخ عبد الجليل القرنشاوي المالكيوغيرهم من أعلام الأزهر.
واصل المسار العلمي حتى حصل على درجة الماجستير عام 1985م، ثم الدكتوراه بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1988م.
محطات بارزة في المناصب والمهام
حمل الدكتور علي جمعة خلال مسيرته عددًا من أهم المناصب العلمية والدينية، أبرزها:
• عضو هيئة كبار العلماءأعلى مرجعية تقليدية في الأزهر الشريف.
• عضو مجمع البحوث الإسلاميةمنذ عام 2004 وحتى الآن.
• أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهربكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة.
• عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة• المشرف العام على جامع الأزهرمن 1999م حتى 2013م.
• عضو مؤتمر الفقه الإسلامي بالهند• عضو لجنة الفتوى بالأزهرمن 1995م حتى 1997م.
عقد من الإفتاء: 19670 فتوى موثقة
عُيّن الدكتور علي جمعة مفتيًا للديار المصرية عام 2003م واستمر في منصبه حتى 2013م.
خلال هذه الفترة أصدر 19,670 فتوى موثقة في سجلات دار الإفتاء المصرية، تناولت مختلف قضايا المجتمع، وأسهمت في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال.
إنتاج علمي متنوع
يمتلك فضيلته عشرات الكتب والأبحاث العلمية التي أثرت المكتبة الإسلامية، فضلًا عن مشاركاته المحلية والدولية في المؤتمرات والمحاضرات وبرامج تجديد الخطاب الديني.