العدو يواصل خروقاته جنوباً.. توغل وتفجير منازل
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تم رصد توغل قوة عسكرية إسرائيلية فجر اليوم من أطراف بلدة الضهيرة باتجاه وسطها، حيث تمركزت عند الطريق العام واستقرت هناك. وبعد فترة قصيرة، نفذ جيش العدو تفجيراً لأحد المنازل في البلدة.
ابتداءً من الساعة السابعة والنصف صباحاً، تعرضت بلدة عيتا الشعب لعملية تمشيط باستخدام الرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات.
في الوقت نفسه، نفذ جيش العدوّ عمليات نسف وتفجير لمنازل في البلدة.
وسجل ايضا توغل دبابة "ميركافا" وآليات عسكرية نحو منازل في أطراف مارون الراس لجهة مدينة بنت جبيل واطلق عناصرها رشقات رشاشة بإتجاه المنازل المحيطة .
وفي منطقة العرقوب سجل تحركان لالية "هامر" و "بيك اب" للعدو بإتجاه منطقة المجيدية ووادي خنسا بمواكبة مسيّرة معادية حلقت في اجواء المنطقة على علو منخفض .
الى ذلك، تتواصل عمليات البحث عن جثامين الشهداء في عدد من البلدات التي انسحب منها جيش العدو ودخلها الجيش اللبناني، وافيد انه اذا لم تواصل قوات العدو مماطلتها في الانسحاب فإنه من المنتظر ان يبدأ الجيش بالتحرك غدا في إتجاه عدد من بلدات الحافة الأمامية مع اجراءات متخذة لضمان عدم دخول المدنيين قبل تنظيف المنطقة من الذخائر ومخلفات العدوان .
واعتبارا من ظهر اليوم سجل تحليق للطيران الحربي في أجواء معظم الجنوب ، بالتزامن غطى الطيران المسير المعادي اجواء عدد من المناطق الجنوبية على مستويات منخفضة.
وانسحبت قوة اسرائيلية من منزل بعد مداهمته عند أطراف بنت جبيل مارون الراس، بحسب ما أفادت مندوبة "لبنان 24".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حين تُصنع المعجزات على أطراف الفجر
صالح بن سعيد الحمداني
في ساعة منسية من اليوم حين لا تزال المدينة تغط في صمتها والأنوار خافتة والهواتف صامتة، هناك لحظة لا يُدرك قيمتها إلا القليلون لحظة النهوض قبل أن يصحو العالم.
قد تبدو للبعض عبئًا لا طائل منه أو نوعًا من المثالية الزائدة لكنها في الواقع واحدة من أقوى اللحظات التي تُصاغ فيها الحياة من جديد، تلك السويعات الأولى من الفجر حين تتقد الشعلة الأولى في داخل الإنسان دون ضوضاء ودون منافسة، هي اللحظات التي تصنع الفارق الحقيقي بين من يعيش عمره مجرّد رد فعل ومن يقوده بإرادته.
ليس الفجر موعدًا يوميًا اعتدنا عليه منذ الطفولة بل هو اختبار نمر به كل يوم هل سننتصر على أنفسنا أم نؤجل النهوض ليوم آخر؟ نجد في أعماقنا جواباً يقول الصباح قرار ليس مجرد توقيت.
البعض يظن أنَّ الاستيقاظ المبكر مجرد عادة للناجحين لكنه في الحقيقة فلسفة حياة، لحظة الفجر لا تتعلق فقط بالنشاط الجسدي بل تتعلق بالنقاء الذهني والصفاء الروحي والقدرة على رؤية ما لا يمكن رؤيته وسط ازدحام اليوم.
حين تستيقظ قبل الآخرين فأنت لا تسبقهم في جدولك فقط بل تسبق ذاتك القديمة، تنفصل عن الفوضى المعتادة وتمنح نفسك فرصة نادرة للسيطرة على اليوم منذ بدايته، لا أن تكون ضحية له.
العالم الحديث مشبع بالضجيج والمشتتات، بين الإشعارات والمكالمات والمسؤوليات، ننسى أن هناك مكانًا نقيًا يمكننا فيه أن نُعيد ترتيب ذواتنا إنه فجر اليوم الجديد لحظات نصنع فيها المعجزات التي لا تُصنع في الزحام.
ففي هذه الساعات تُكتب الأفكار العظيمة، وتولد المشاريع وتُراجع الخطط وتُصلّى الصلوات التي تحمل شكرك وهمّك ونيّتك، فمن يستثمر هذه اللحظة لا يحتاج بالضرورة إلى ساعات إضافية في يومه بل يستغل أفضل ما فيه.
لذلك لا عجب أن كثيرًا من المفكرين والرواد وقادة التغيير كانت بدايات يومهم في الفجر، لم يكن الأمر فقط التزامًا بجدول بل إدراكًا عميقًا أن البداية المبكرة ليست ترفًا بل ضرورة للذي يسعى للتميّز.
في لحظات السكون، تسمع صوتك الداخلي بوضوح، وضوح عالٍ حيث لا منافسة ولا مُقارنة ولا ضغوط من أحد فقط أنت وأفكارك ونواياك في سكون يسمى الفجر والحقيقة التي جربتها وعشت فيها بأنَّ الهدوء بداية الإلهام.
ففي هذا الهدوء يتجلّى الإلهام لا على شكل وميض خارق بل في وضوح بسيط تفهم أولوياتك تستشعر حلمك وتقرّر أن تبدأ.
ربما لا تكتب رواية في فجرٍ واحد أو لا تُنهي خطة عمل كاملة لكنك تبدأ، وكل بداية في هدوء الفجر تحمل في طياتها صدقًا نادرًا لا يتكرر في زحام النهار.
تأمل هذه الحقيقة البسيطة من يبدأ يومه في وعيٍ وهدوء يملك زمامه، ومن يملك زمام نهاره يملك عمره، لا أحد ينجح عشوائيًا ولا يصل إلى أهدافه مصادفة، النجاح نتيجة لتكرار محاولات وقرارات صغيرة تبدأ من اللحظة التي تسبق استيقاظ الآخرين، النهار يُكتَب فجرًا ويمضي بنا الوقت ونعيشه رويدا رويدا وقد لا ندرك وقته إلا وجدنا أنفسنا على أعتاب المساء الذي ينتهي بهدوء كما بدأ الفجر به وبالسكينة والطمأنينة.
فحين تستيقظ في وقت الفجر تصنع لنفسك هامشًا مريحًا لالتقاط أنفاسك قبل أن تبتلعك التزامات الحياة، وفي هذا الهامش تنضج الأفكار وتُهذّب النوايا وتُشحذ العزيمة.
كثيرون ينتظرون فرصة تغيّر مجرى حياتهم إلهامًا غير متوقع أو معجزة تنقذهم من الركود، لكن الحقيقة التي يغفلون عنها أن هذه "المعجزة" غالبًا ما تتخفّى في روتين بسيط أن تبدأ صباحك بوعي، فالصباح بداية لا تُؤجل.
لا تنتظر أن يُقال لك متى تبدأ لا تنتظر أن تتحسن الظروف أو يقلّ الضغط أو تأتي الإشارة كن أنت الإشارة وكن أنت المعجزة.
ليس المطلوب أن تصبح خارقًا، ولا أن تنجز عشرات المهام قبل الثامنة صباحًا، المطلوب فقط أن تختار أن تبدأ من حيث يتوقف الآخرون أن تستثمر الهدوء قبل الفوضى، وأن تُعيد لنفسك حقها في قيادة يومها، كن أنت من يصحو أولاً.
في الصباح الباكر، لا شيء يُجبرك على شيء أنت فقط من يختار أن تواصل تأجيل الحلم أو أن تبدأ في تحقيقه.
فابدأ قبل أن يصحو العالم… ففي ذلك الفجر لا يُكتَب اليوم فقط بل تُصاغ الحياة.
رابط مختصر