شعراء يغنون للحب والوطن والإنسان في مهرجان الشارقة للشعر العربي الـ 21
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
واصل قصر الثقافة في الشارقة أمسياته الشعرية ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحادية والعشرين، حيث تعالت أصوات الشعراء وهي تحمل همومهم، أحلامهم، ورؤاهم، وسط حضور جماهيري كبير من عشاق الكلمة الشعرية الرقيقة، وحضر الأمسية سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة وجمهور كبير من الشعراء والمثقفين والأكاديميين العرب.
وافتتح الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب الأمسية الخامسة أمس الأول بعدة قصائد أبدع فيها بتقديم نصوص تحمل أبعادا إنسانية وفلسفية بعنوان: "كلمات العابر الأخيرة"، و"قميص لأوراق بيضاء"، و"حديث شخصي مع العالم"، ونسج محمد يعقوب في أبياته صوراً شعرية تسكن الروح، وجاء في إحدى قصائده:
باسمي طرقتُ الماء باسمكِ أدخلُ
هل تُدرك الغيمات ماذا تحملُ
يا وردةً والليل يغلق بابهُ
من يسأل الرمّان كيف يُبلّلُ
لم أعتقد بالطين حتى خضتهُ
ما أضعف الإنسان حين يُشكّلُ
لا ذئب في جيب القميص انا هنا
وعدٌ على باب الغياب مؤجّلُ
تلى ذلك الشاعر العراقي سعد محمد الذي ألقى قصائد مفعمة بالحنين والدفء، حملت عناوين: "إمارة العزّ"، و"بائع الورد"، و"مرّ على المدينة شاعر"، مزج فيها الشاعر العراقي بين السرد الشاعري والمشاعر المتدفقة، قائلاً في أحد نصوصه:
بالأمسِ مرَّ على المدينةِ شاعرُ
من خطوهِ دفءُ الندى يتناثرُ
يمشي كأنَّ الأرضَ تحنو حبَّةً
وتبوحُ للنجمِ البعيدِ بصائرُ
من حيثُ مرَّ، تنفَّستْ أزهارُها
والنبضُ في أعماقِها متواترُ
يبني بأوتارِ الحروفِ ممالكًا
تسمو، كأنَّ الحبَّ فيها آمرُ
وقدم الشاعر الموريتاني أحمد شيخنا كباد نصوصه الشعرية التي حملت عناوين: "رحلة الأبد"، و"في قبضة الزمن"، و"عبور مؤجل"، حيث عبّر فيها عن رحلة الإنسان بين الماضي والمستقبل بأسلوب مفعم بالرمزية، يقول في إحدى قصائده:
كهذه الريح تضي ثم لم تعد
تحاول الدهر في ترحالك الأبد
تحصي ملامح وجه الغيب مقترفا
فجا من الركض لا يلوي على أحد
وتستقر على أنقاض مهترئ
من الهواجس مرسوما على النجد
تهز أغصان هذا البدء أسئلة
مذ كنت ذاتا بلا روح ولا جسد
قدم الشاعر المصري محمد عرب صالح قصائد مميزة مثل"صورة ميم"، و"طرقة على باب الغريب". جاءت قصائده مليئة بالفلسفة والتأمل في رحلة الذات، وجاء في إحدى نصوصه:
سافرتُ مِن صَرختي الأُولى وما صَدَفَت..
خُطَى المُريد طريقًا واحدًا صَدَقا
لاقَيْتُ من سَفَري في الناسِ ما لَقِيَتْ..
أُذْنٌ ثُقوبًا ولكن لم تَجِد حَلَقا
حتى لِساني الذي ربَّيْتُ حِكمَتَهُ..
يومَ الكلامِ التَجَا للصمتِ واعتَنَقا
ومع بصمة إفريقية جاء الشاعر وكيل الحاج عبدالسلام من النيجر بنصوصه التي تعكس تجربة مميزة بعنوان: "بصمة الذئب المقنّع"، و"تأويل الرؤيا"، ومن أبياته:
من أعالي الذرى ألوح عطاء
حينما الصبح يستعين ضياء
حينما الوالد الجريح سقوطا
يتهجى حظوظه خيلاء
لم يكن يرسم الحياة جمالا
إنما كان يستغيث.. شقاء
وحماه الذي بناه عرينا
كان عز البنات فيه دناء
واختتمت الأمسية الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي، التي أبهرت الحضور بنصوصها: "في العمر شيءٌ"، و"عدني ببرق الغيم"، و"لا تنجرف للخوف". عبّرت السهلاوي عن معاناة النفس البشرية وما تحمله من تناقضات، قائلة:
حاولتُ ما كلّ شيءٍ كنتهُ صدقا..
في العمر شيءٌ إذا أنقذتُه.. غرقا..
لما تفجّر نبْعي.. متُّ من عطشي..
حين استبيح فؤادي.. مرّةً.. خفقا..
كنّا إذا هِمْتُ بالأيّام تسفهني..
أوْ كلّما اشتقتُ فجراً.. زادني أرقا..
وكنت إن أطلقوا روحي لهم بَقِيَتْ..
طيراً إذا أثقلوا أغلاله انطلقا..
وفي الأمسية السادسة التي أقيمت أمس شارك الشاعر العماني قصي النبهاني في الأمسية التي جمعته بستة شعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي وقدم "البنهاني" قصائده بمنهجية خاصة به، والتي جاءت بعناوين، مثل "الناجي الوحيد، وتناقضات، ومحاكمات مستمرة.. لعمر منقض، وعلى إيقاع نواسي"، وجاء في احد نصوصه:
ولِلصّمْتِ الطَّويل.. بَدَوْتَ حَدْسًا
يُنَبِّئُ عَنْ كَلامٍ.. لَيْسَ مَزْحَا
يُنَبِّئُ: إِنَّ في الآتِي سَرابًا
بِهِ تَجْرِي المِياهُ.. ولَنْ تَشِحَّا
وشارك في سادس أمسيات المهرجان، إضافةً إلى الشاعر العُماني قصي النبهاني، كل من: حسن شهاب الدين (مصر)، وسوسن دهنيم (البحرين)، وعبدالله الهدية (الإمارات)، وسالم الشعباني (تونس)، ومحمد شودب (سوريا)، وعُلا خضارو (لبنان). فيما أدار الأمسية الشاعر عبدالله أبو بكر (الأردن).
وافتتح الأمسية الشاعر المصري حسن شهاب الدين بعدة قصائد أبدع فيها بتقديم نصوص تحمل أبعادًا إنسانية وفلسفية. وحملت القصائد عناوين متعددة: (صدق قلبي، واتبعني، هو الشعر، حدّق).
وأعقبته الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم، حيث ألقت قصائد مفعمة بالحنين والدفء، وحملت عناوين متنوعة مثل: (ضوء تحدّر بل شمس المآلات، وأنشدني لعلي عنك أعفو).
ثم قدّم الشاعر الإماراتي عبدالله الهدية نصوصه الشعرية التي حملت عناوين: (اخلع سُباتك، وأضاعوني، والباحث عن إرم).
وبعده، ارتجل الشاعر التونسي سالم الشعباني تقديم قصائد مميزة مثل: (إلى شاعر، وسوف يأتي، وأقباس).
وعرض الشاعر السوري محمد شودب، بمشاعر عميقة ولغة فصيحة، عددًا من القصائد مثل: (كما يدنو الغريب من الظل، ولأن قلوب العصافير تنسى، ومرثية آدم للجنة، ومن سير المنافي).
واختتمت الأمسية الشاعرة اللبنانية عُلا خضارو التي أبهرت الحضور بنصوصها الشعرية: (سر أبيض، ووصية الزيتون، وأطفال بلا عيد، ولن يصدأ الضوء).
وفي ختام الأمسية، كرّم سعادة عبدالله بن محمد العويس، ومحمد إبراهيم القصير، ومحمد البريكي، الشعراء المشاركين ومدير الأمسية بشهادات تقديرية تكريمًا لما قدّموه من قراءات مميزة لامست قلوب متلقيها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمسیة الشاعر
إقرأ أيضاً:
الشاعر محمد رفاعي يحصل على العضوية الدائمة من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية
حصل الشاعر محمد رفاعى على أعلى تكريم من جميعة المؤلفين والملحنين الفرنسية SACEM، وهي واحدة من أعرق المؤسسات الفنية في العالم، واستلم رفاعى درع التكريم بنفسه في العاصمة الفرنسية باريس، ويعنى ذلك التكريم حصول رفاعى على العضوية الدائمة من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية "ساسيم" ومقرها فرنسا .
وقال رفاعي أغتنم هذه اللحظة الهامة لأوجّه شكري وتقديري الأكبر إلى بلدي الحبيبة مصر، التي كانت ولا تزال سبب كل فضل في حياتي، أضعها في قلبي وأولّيها كل الاهتمام، وأعدها بأن أظل مدافعًا بكل حزم وجدية عن كرامة زملائي الفنانين الذين عانوا لسنوات من التهميش وعدم التقدير، سواء ماديًا أو أدبيًا، وشكرًا لمصر التي سأظل أوفي لها بكل ما أملك من جهد وإخلاص .
وأعرب الشاعر محمد رفاعي عن سعادته بالتكريم الذى يمثل له لحظة مهمة في مسيرته، لأنه يأتي من جهة عالمية تقدر الكلمة واللحن وتؤمن بقيمة الفن الحقيقي.
وقال رفاعى أهدي هذا التقدير لكل فنان تعاونت معه، ولكل جمهور صدّق بكلماتي وتفاعل معها على مدار السنوات، هذا الإنجاز ليس لي وحدي، بل هو لكل صناع الموسيقى في الوطن العربي، ولكل من يؤمن بأن الكلمة قادرة على تجاوز الحدود واللغات.
وأضاف أشكر جمعية SACEM على هذا الشرف، وأتمنى أن يفتح هذا التكريم أبوابًا جديدة لتعاونات فنية بين الشرق والغرب، تقوم على الاحترام المتبادل والإبداع المشترك.
وأشار أتقدّم بجزيل الشكر وعظيم التقدير لجمعية SACEM الموقّرة على التكريم الذي نلته بالأمس من السيد رئيس مجلس الإدارة، وعلى الحفاوة الكبيرة والتقدير غير العادي الذي تلقيته من كافة الأعضاء الكرام. لقد كان شرفًا عظيمًا لي أن أحصل على العضوية الدائمة في الجمعية، وهو ما أعتبره خطوة محورية ومشرّفة في مسيرتي المهنية.
واستكمل حديثه : وبما أنني عضو مباشر في SACEM منذ البداية، فإنه يحق لي وفقًا للنظام الأساسي للجمعية، الترشح خلال العام القادم لعضوية مجلس إدارة SACEM. ويسعدني أن أُعلن أنه في حال تحقق ذلك، فسأكون أول فنان مصري يترشح لهذا المنصب الرفيع، ممثلاً عن كافة الأعضاء المصريين، حاملاً معي همومهم ومشكلاتهم، ساعيًا لإيصال صوتهم والعمل على معالجتها بشكل فعّال وسريع.
وتابع رفاعى : الملفت للنظر والذي سرّني كثيرًا، أن كافة أعضاء مجلس الإدارة الحاليين في SACEM هم من كبار الفنانين، أصحاب الأعمال الخالدة والتاريخ الحافل في مجالات التأليف، والتلحين، والغناء .
الشاعر محمد رفاعى له أعمال ناجحة مع نجوم من مصر وخارج مصر، ومنهم عمرو دياب وايهاب توفيق ولطيفة ونوال الزغبى وفضل شاكر وشيرين وأصالة واليسا وهيفاء وهبى وباسكال مشعلاني ومى سليم ورامى عياش وميريام فارس وغيرهم من نجوم الغناء.