مؤخرًا، قرأت مقالًا في موقع Harvard Business Review للكاتب بريان سوليس بعنوان: “درِّب عقلك على العمل الإبداعي مع الذكاء الإصطناعي التوليدي”. وجدت المقال مليئًا بالأفكار الملهمة التي دفعتني للتفكير في كيفية استخدام هذه التقنية بطريقة مبتكرة لتحسين الذات وإعادة تشكيل طريقة تعاملنا مع العالم من حولنا.
ماأثار اهتمامي هو فكرة أن الذكاء الإصطناعي التوليدي ليس مجرد أداة لتسهيل المهام اليومية، بل هو شريك يمكنه أن يفتح آفاقًا جديدة للإبداع.
تغيير هذه العقلية، يتطلب تدريب عقولنا على الخروج من التفكير النمطي، فبدلاً من البحث عن إجابات مباشرة، يمكننا طرح أسئلة مفتوحة تحفِّز الإبداع. على سبيل المثال، بدلاً من سؤال الذكاء الإصطناعي عن أفضل طريقة لتحسين الإنتاجية، يمكننا أن نسأله: “كيف يمكنني إعادة تصور مفهوم الإنتاجية من منظور جديد تمامًا؟”. هذا النوع من الأسئلة، يفتح المجال أمام احتمالات غير محدودة، ويساعدنا على اكتشاف حلول مبتكرة.
ما يجعل هذا النهج مميزًا، هو أنه لا يعتمد فقط على الذكاء الإصطناعي، بل يتطلب منا أيضًا الانخراط بشكل فعَّال في عملية الإبداع. نحن بحاجة إلى أن نكون فضوليين، وأن نتحدّى توقعاتنا، وأن نستمتع بعملية الاكتشاف. يمكننا استخدام الذكاء الإصطناعي كوسيلة لتوسيع آفاقنا بدلاً من الاكتفاء بالنتائج السريعة.
من الأفكار العملية التي قدمها المقال، كانت دعوة إلى تجربة أنماط جديدة من التفاعل مع الذكاء الإصطناعي. يمكننا، على سبيل المثال: طلب وصفات طهي باستخدام المكوِّنات المتوفرة لدينا في المنزل، أو طرح أسئلة تعكس تفكيرًا خياليًا، مثل: “كيف يمكن أن يساعدني الذكاء الإصطناعي في طهي وجبة مستوحاة من أسلوب طاهٍ مشهور من القرن الثامن عشر؟”. هذا النوع من التجارب، يعزِّز الإبداع ويجعل العملية ممتعة، ومليئة بالمفاجآت.
لكن الأمر لا يقتصر على التسلية فقط.، بريان سوليس يلفت الانتباه إلى أن الإبداع مع الذكاء الإصطناعي يمكن أن يكون أداة فعالة لتحقيق الأهداف المهنية والشخصية. من خلال تغيير طريقة تفكيرنا، يمكننا تحسين أداءنا اليومي، واكتشاف فرص جديدة، وتطوير مهاراتنا بطرق لم تكن ممكنة من قبل. الذكاء الإصطناعي يمكنه أن يجعلنا أكثر كفاءة وإنتاجية، لكنه أيضًا يمنحنا القدرة على التفكير بطرق غير تقليدية.
المقال أيضًا يذكرنا بأن الإبداع ليس مجرد عملية تلقائية. نحن بحاجة إلى تدريب عقولنا على العمل بطريقة جديدة. يمكننا تحقيق ذلك من خلال طرح أسئلة تتحدّى الافتراضات التقليدية، واستكشاف أفكار جديدة، وتجربة طرق مختلفة للتفاعل مع التكنولوجيا. علينا أن نكون مستعدين للفشل، والتعلُّم من التجربة، وأن نحتفظ بعقلية مفتوحة تجاه الإمكانات غير المحدودة التي يمكن أن تقدمها هذه التقنية.
الذكاء الإصطناعي التوليدي هو دعوة لإعادة تصور ما يمكن أن نحققه غدًا. إذا استطعنا تغيير طريقة تفكيرنا واستخدام هذه التقنية بشكل إبداعي، يمكننا تحقيق إنجازات تتجاوز توقعاتنا. كما قال بريان سوليس في مقاله، المفتاح هو تبنِّي الفضول والتجربة، والسماح لأنفسنا بالتفكير بجرأة أكبر في عالم أصبح فيه الذكاء الإصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بدر الشيباني الذکاء الإصطناعی هذه التقنیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
شهد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، العرض المسرحي “حواديت”، مشروع تخرج الدفعة الثالثة (المجموعة A) من مبادرة “نجوم المستقبل” بمركز الإبداع الفني، دفعة الفنان الراحل علي فايز، وذلك تحت إشراف وإخراج الفنان خالد جلال، وإنتاج مركز الإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس حمدي السطوحي.
أُقيم العرض على خشبة مسرح سيد درويش “أوبرا الإسكندرية”، التابع لدار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، وذلك ضمن برنامج زيارة الوزير لمحافظة الإسكندرية، والتي تشمل افتتاح عدد من الفعاليات الثقافية والفنية بالتزامن مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي.
وأعرب وزير الثقافة عن إعجابه الشديد بالمستوى الإبداعي الرفيع للعرض، مشيدًا بعمق الفكرة وبراعة التنفيذ، ومهنئًا أبطاله من شباب الدفعة على تألقهم اللافت وأدائهم الذي نال إعجاب الجمهور. وأكد أن ما شهده العرض يُبشر بجيل جديد واعد من الفنانين الموهوبين، ويعكس ثمار العمل الأكاديمي والتدريب الاحترافي داخل مركز الإبداع.
وأشار الوزير إلى أن تقديم عرض “حواديت” في الإسكندرية يأتي استكمالًا لرؤية وزارة الثقافة في ربط الفعاليات الكبرى معًا ضمن منظومة متكاملة، حيث تتزامن عروض المسرح مع فعاليات مهرجان الأوبرا الصيفي، ومعرض الإسكندرية للكتاب، في مشهد ثقافي يعكس تكامل الجهود وتنوع الأنشطة. وأكد أن هذا النهج سيُعمم في مختلف المحافظات خلال الفترة المقبلة.
كما أثنى الدكتور أحمد فؤاد هنو على الحضور الجماهيري الكبير الذي شهده العرض، معتبرًا إقبال الأسر المصرية على المسرح مؤشرًا إيجابيًا على تنامي الوعي بأهمية الفن ودوره في بناء الذوق العام.