الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: السواك يساهم في إعادة التمعدن الطبيعي للأسنان
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، حلقة جديدة من ملتقاه الفقهي تحت عنوان "رؤية معاصرة"، حيث ناقش موضوع "السواك بين الشرع والطب".
وشارك في اللقاء الدكتور علاء الدين عبد الله محمد إسماعيل، أستاذ طب أسنان الأطفال وطب أسنان المجتمع بكلية طب الأسنان جامعة الأزهر، والدكتور حسين مجاهد، أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الشريعة والقانون، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، وأدار الملتقى الشيخ أحمد الطباخ، الباحث الشرعي بالجامع الأزهر.
قال الدكتور علاء الدين عبد الله إن السواك يُعدّ من الوسائل الفعّالة في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، وهو جزء من السُّنة النبوية التي حثّ عليها النبي.
ويُستخرج السواك من جذور شجرة الأراك، التي تُعرف علميًا باسم "سالفادورا بيرسيكا"، وهي شجرة دائمة الخضرة، تنتشر في الجزيرة العربية وبعض المناطق الاستوائية، ويُستخدم السواك أيضًا في بلدان أخرى من أشجار مثل الزيتون والنيم، إلا أن سواك الأراك يُعدّ الأفضل والأكثر شهرة، لما له من خصائص فريدة تسهم في تنظيف الأسنان، تبييضها، وحماية اللثة من الالتهابات.
وأشار إلى أن السواك يحتوي على خصائص طبيعية فعّالة، إذ يحتوي على السيليكا التي تسهم في تنظيف الأسنان وتبييضها، ومضادات للبكتيريا التي تحمي من تسوّس الأسنان والتهابات اللثة.
كما يحتوي السواك على الكالسيوم، الذي يساعد في إعادة التمعدن الطبيعي للأسنان، بالإضافة إلى الفلورايد المعروف بفعاليته في الوقاية من التسوّس.
ويدعم السواك اللثة ويعزز صحتها بفضل الزيوت الطيّارة التي تحتوي عليها، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض وتساعد في الوقاية من السرطانات. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن السواك يُعدّ بديلاً طبيعيًا لمعاجين الأسنان، حيث يجمع بين فوائد عديدة لا يمكن أن تحتويها عبوة معجون واحدة.
وأضاف الدكتور حسين مجاهد أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، خلقه الله سبحانه وتعالى ليعيش في مجتمعات ويتفاعل مع الآخرين، وهذا التفاعل يتطلب أساسًا من القبول المتبادل والتآلف. إحدى الوسائل الأساسية لتحقيق هذا التآلف هي النظافة الشخصية، التي تعد بوابة التواصل الإنساني، حيث إنها الواجهة الأولى التي يظهر بها الإنسان أمام غيره. النظافة ليست مجرد عادة أو مظهر خارجي، بل هي جزء من التكوين الفطري للإنسان، وقد جعلها الإسلام ركنًا أساسيًا في حياة المسلم، فحث عليها في نصوص كثيرة، منها ما جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. الشريعة الإسلامية لم تكتفِ ببيان أهمية النظافة فحسب، بل جعلتها عبادةً تؤجر عليها، ورغّبت في طهارة الجسد والملبس والمكان، مما يعكس التكامل بين الجانب الروحي والجسدي في حياة المسلم.
وأضاف أن رسول الله ﷺ قد قدّم النموذج الأكمل في الالتزام بالنظافة والطهارة، إذ كان يحرص على تطبيقها في أدق تفاصيل حياته، مؤكدًا بذلك أنها ليست مجرد سلوك فردي، بل ثقافة تنعكس على المجتمع بأسره. ومن السنن التي ركّز عليها النبي ﷺ وأوصى بها، سنة السواك، التي تجمع بين العناية بصحة الفم والنظافة العامة. السواك ليس مجرد أداة لتنظيف الأسنان، بل هو وسيلة تعكس عظمة الإسلام في الجمع بين العناية الجسدية والروحانية. فقد أثبت العلم الحديث أن السواك يحتوي على مواد طبيعية فعّالة تحارب البكتيريا، تمنع التسوس، وتقوي اللثة، ما يؤكد سبق الإسلام في رعاية صحة الإنسان.
وأوضح الشيخ أحمد الطباخ خلال إدارته للملتقى أن الإسلام جاء بمبادئ تعزز التكامل بين الجوانب الروحية والجسدية للإنسان، ومن أبرز هذه المبادئ النظافة الشخصية. فهي ليست مجرد مظهر خارجي، بل تعكس اهتمام المسلم بصحته واحترامه للآخرين. حرصت الشريعة الإسلامية على جعل النظافة جزءًا من العبادة، حيث وردت نصوص متعددة تؤكد على الطهارة والطهارة الجسدية والبيئية. وقد كان النبي ﷺ مثالًا يُحتذى به، حيث مارس النظافة كجزء لا يتجزأ من حياته اليومية، مؤكدًا أهميتها في تعزيز الألفة بين الأفراد وحفظ الصحة العامة، مما يجعل المسلم شخصية متزنة ومحبوبة في جميع المجتمعات.
واختتم الملتقى جلسته بتأكيد المشاركين على أهمية العودة إلى سنن النبي ﷺ في العناية بالنظافة، لاسيما السواك، والذي يعتبر من أعظم وسائل الحفاظ على صحة الفم والأسنان، بالإضافة إلى أنه من العبادات التي تؤجر عليها الأمة، مؤكدين أن العلم الحديث قد أثبت الفوائد الصحية الكبيرة للسواك، مما يجعله أداة طبيعية فعّالة للعناية بالفم، ويؤكد توافق الشريعة الإسلامية مع الاكتشافات العلمية الحديثة في هذا المجال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر لجنة الفتوى الطب السواك الجامع الأزهر المزيد السواک ی
إقرأ أيضاً:
مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا واسعا بسوريا
أثار مقتل الشاب السوري يوسف اللباد، عقب اعتقاله من داخل الجامع الأموي في العاصمة دمشق، موجة غضب وجدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تضارب الروايات بشأن ملابسات وفاته.
ووفق وسائل إعلام سورية، اعتقل اللباد بعد مشادة كلامية مع عناصر الأمن العام رفض خلالها مغادرة المسجد، قبل أن ينقل إلى سجن الحميدية التابع للأمن الداخلي، حيث فارق الحياة بظروف غامضة، وتم تسليم جثمانه لذويه وهي تحمل آثار تعذيب واضحة.
واتهمت عائلة الشاب يوسف، السلطات السورية بقتله تحت التعذيب، بعد اعتقاله من قبل دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي الاثنين الماضي، عقب رفضه الخروج من المسجد الأموي، حيث انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة اعتقاله حيا، من دون أن يبدي أي سلوك عدائي، ما دفع نشطاء للتشكيك بالرواية الرسمية التي تحدثت عن "إيذاء النفس".
وكان اللباد قد انشق عن جيش النظام السوري مع اندلاع الثورة عام 2011، وانضم إلى الجيش السوري الحر، قبل أن يغادر البلاد ويستقر في ألمانيا مع عائلته، ليقرر العودة قبل يومين من مقتله.
في المقابل، أصدر قائد قوى الأمن الداخلي في دمشق، العميد أسامة عاتكة، بيانا قال فيه إن اللباد دخل المسجد الأموي وهو في "حالة نفسية غير مستقرة"، وتلفظ بـ"عبارات غير مفهومة" وثقتها كاميرات المراقبة داخل المسجد.
وأضاف أن "عناصر حماية المسجد تدخلوا لتهدئته، ومنعه من إيذاء نفسه أو المصلين، وتم نقله إلى غرفة الحراسة ضمن الحرم الأمني للجامع، وهناك أقدم على إيذاء نفسه من خلال ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة".
وأضاف العميد عاتكة أنه "تم الاتصال بالإسعاف فورا، لكن الشاب فارق الحياة رغم محاولات إنقاذه"، مشيرا إلى أن الجهات المختصة باشرت تحقيقا شاملا وشفافا لتحديد كافة ملابسات الحادثة، مؤكدا أن الوزارة ستعلن عن النتائج فور توفرها.
إعلانلكن هذه الرواية لم تقنع كثيرين، بل قوبلت بموجة رفض وغضب عارم على مواقع التواصل، حيث اعتبر ناشطون ما جرى "جريمة قتل تحت التعذيب"، تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات بحق العائدين إلى سوريا، رغم الحملات الرسمية التي تروج لـ"العودة الآمنة".
لا أدري ماذا أقول بكل صدق وأمانة لست لأني عاجز عن التعبير بل الخوف من التقصير بالتعبير واختيار الكلمات المناسبة
لكن مشهد استشهاد يوسف اللباد تحت التعذيب كما نقلت زوجته الخبر وكما تشاهدون بالصور يعيد إلى ذاكرة السوريين أصعب اللحظات التي ثرنا وقاتلنا لإيقافها كم من يوسف قضى ظلماً… pic.twitter.com/HRLgsS6zNm
— ahmad (@ahmadL_F) July 30, 2025
واتهم مغردون السلطات بمحاولة "التستر على جريمة قتل واضحة"، من خلال الزعم بأنه أقدم على "إيذاء نفسه" داخل مركز الاحتجاز. ورأى آخرون أنه "ربما لم يكن يوسف متزنا في لحظة ما، لكنه أصبح -منذ اعتقاله- في عهدة الدولة، التي تقع عليها مسؤولية حمايته حتى من نفسه"، متسائلين: "من الذي فقد توازنه حقا؟ يوسف؟ أم المنظومة التي عجزت عن حفظ حياته وصون إنسانيته؟".
ربما لم يكن #يوسف_اللباد متّزناً، لكنّه صار في عهدة الدولة التي احتجزته، وحمايته حتى من نفسه صارت واجبها ومسؤوليتها.
فمن الذي فقد توازنه حقاً؟
يوسف؟ أم المنظومة التي عجزت عن حفظ حياته، وفشلت في صون إنسانيّته؟
اللهم إنّا لا نعلم الغيب، لكن هذا منكرٌ لا نرضاه، ونبرأ إليك من… pic.twitter.com/M3LKV7RqOS
— مازن حاج محمد|Mazin (@MHajMuhammed) July 30, 2025
وكتب أحد النشطاء: "قتل يوسف اللباد مرتين، مرة في المعتقل، ومرة حين عملوه مريضا نفسيا".
قُتل يوسف اللباد مرتين مرة بالمعتقل
ومرة حين عملوه مريض نفسي .
— @رياض قزموز (@mlpmlp998877) July 31, 2025
في المقابل، أكد آخرون أن اللباد لم يكن مختلا عقليا كما زعمت الجهات الرسمية، بل كان شابا تلقى تعليمه في ألمانيا وعاد إلى بلده على أمل استعادة شيء من انتمائه، لكنه قوبل بالاعتقال والتعذيب حتى الموت.
#يوسف_اللباد ليس مجنوناً، بل أنتم المجرمون.
شابٌ عبر البحار والحدود، عاش في #أوروبا، وتعلّم في #ألمانيا… ثم يعود إلى وطنه ليُقال لنا إنه مختلٌّ عقلياً؟!
أهذا هو الوطن الذي ينتظر أبناءه في المنافي والمخيمات؟!
كيف لشخصٍ عاش في دولٍ تحترم الإنسان، أن يدخل إلى بلاده فيُعتقل… pic.twitter.com/OCacVaI4Wy
— Talal Alhashemi (@Tal_Alhashemi) July 31, 2025
وعلق أحدهم بالقول: "أهذا هو الوطن الذي ينتظر أبناءه في المنافي والمخيمات؟".
كما تداول نشطاء مقطعا مصورا من كاميرات المسجد، يظهر لحظة اعتقال اللباد وهو سليم، هادئ، ويمشي دون مقاومة، مؤكدين أن الفيديو لا يظهر أي تصرف عدائي أو محاولة لإيذاء النفس، ما يناقض ادعاءات وزارة الداخلية.
فيديو يوسف اللباد
أقول لوزارة الداخلية لا تستغبوا الشعب الفيديو واضح وضوح الشمس لا يوجد أي شيء يقول كما ذكرتم قبل قليل في بيانكم أن الشب يقوم بحركات غريبة واضح منه أنه سعيد بعودته والتدين واضح عليه، ذهب ألى الجامع الأموي مسرورا ولا يوجد به أي خلل عقلي، وعند الاعتقال تم اقتطاع… pic.twitter.com/MwR4kINZAr
— أحمد الضاهر شبلي (@aldaher_shbli) July 30, 2025
إعلانوأضاف النشطاء: "الفيديو واضح وضوح الشمس. الشاب كان يبدو سعيدا بعودته، وتظهر عليه علامات التدين. من يزعم أنه مختل نفسيا فليشاهد الفيديو أولا".
#دمشق
فيديو من كميرات الجامع الأموي يظهر فيه أن الأمن العام إعتقل الشاب يوسف اللباد وهو ماازال على قيد الحياة ولم يظهر فيه أي لقطة تبين أنه قام بإذاء نفسه pic.twitter.com/y8tyI5DVZb
— أحمد الرمضان (@ahmadalramdani) July 30, 2025
واتهم آخرون السلطات بـ"اقتطاع أجزاء من الفيديو لإخفاء ما جرى بعد الاعتقال"، مطالبين بالكشف الكامل عن المشاهد، ومساءلة المسؤولين عن وفاته.
وشدد مدونون على أن مجرد وفاة اللباد داخل مركز احتجاز رسمي، يحمل الدولة المسؤولية كاملة، سواء كانت الوفاة ناتجة عن تعذيب، أو نتيجة إهمال وسوء معاملة وظروف احتجاز غير إنسانية.
١. لست على يقين تام من ملابسات وفاة يوسف اللباد—سواء كان قد توفي تحت التعذيب أو لأسباب أخرى. ما نعرفه أن وفاته حدثت داخل مركز احتجاز، وهذه وحدها كافية لتحمّل الجهات الرسمية المسؤولية.
— Omar Alshogre | عمر الشغري (@omarAlshogre) July 31, 2025
وقال أحد المدونين: "ليست لدينا كل الحقائق بعد، لكن ما نعرفه أن الشاب توفي وهو في عهدة الدولة. إن ثبت تعرضه للتعذيب، فهذه جريمة لا يمكن تبريرها. وإن كانت الوفاة نتيجة إهمال، فالمسؤولية لا تزال قائمة".
تعليق علمي حول حادثة يوسف اللباد
أؤكد، تأكيدًا علميًا مستندًا إلى أدبيات علم النفس السريري — لا بدافع الدفاع عن أحد، بل انطلاقًا مما يُمليه الحق والواجب المهني — أن بعض الاضطرابات النفسية الشديدة جدًا، وخصوصًا الذهانية منها، قد تدفع المصاب بها إلى إيذاء نفسه أو الآخرين بشكل… pic.twitter.com/EmNe27j8gj
— محمد باشا الصمادي NeoBasha (@Psy_mohsmadi) July 30, 2025
وطالب ناشطون بفتح تحقيق عاجل ومستقل، وتقديم المسؤولين عن الحادثة للمحاسبة، مشددين على أن ما حدث يعيد إلى أذهان السوريين ممارسات شبيحة النظام وأجهزته الأمنية خلال سنوات الحرب، مؤكدين أن "لا أحد يريد لسوريا أن تعود كما كانت تحت أي ظرف".
في المقابل، دعت بعض الأصوات إلى التحلي بالهدوء وانتظار نتائج التحقيق الرسمي قبل إصدار الأحكام، مع التأكيد على ضرورة كشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة المسؤولين أيا كانت مناصبهم، حفاظا على ما تبقى من ثقة بين الناس ومؤسسات الدولة.