سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي قال فيها: "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في أسر حماس في غزة بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، فسيكون هناك ثمن باهظ يُدفع".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في المحصلة دمرت أكثر من 15 شهرا من الحرب المتواصلة الأراضي الفلسطينية، ودمرت الكثير من بنيتها التحتية المدنية وأفقرت مليوني شخص، منوهة إلى أن الاعتقاد السائد هو أن هناك 100 أسير إسرائيلي متبقين في غزة، وثلثهم قد ماتوا، لكن لا تزال جثثهم محتجزة لدى "حماس".



وذكرت أن محادثات وقف إطلاق النار انتعشت هذه الأيام قبيل تنصيب ترامب في البيت الأبيض، وأجرى مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مباحثات حول الصفقة، ما أدى إلى إحراز تقدم كبير.

ماذا إن لم يتم التوصل إلى اتفاق؟
وتساءلت الصحيفة: "ماذا إن لم يتم التوصل إلى اتفاق كبير؟"، مؤكدة أن "إعلان ترامب الأسبوع الماضي أن الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط، يثير تساؤلات حول الأدوات الفعلية التي يمتلكها".

وكما كتب مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية في مقال مؤخرا، فإن الرئيس الذي خاض حملته الانتخابية على أساس سحب الجنود الأمريكيين من الشرق الأوسط من غير المرجح أن ينشر المزيد من القوات الأمريكية في مناطق الحرب هناك، ولن تحقق حملة القصف الأمريكية نتائج مختلفة عن تلك التي حققتها أصلا أشهر من القصف الإسرائيلي.


وقد تخفف إدارة ترامب القيود القليلة التي فرضتها الولايات المتحدة على النشاط العسكري الإسرائيلي، ولكن كما أشار كوبلو، فإن إسرائيل لم تقم بحربها وهي ترتدي قفازات الأطفال. والخيار الآخر المتاح أمام ترامب هو دعم ما طالب به عدد كبير من الساسة الإسرائيليين اليمينيين منذ فترة طويلة ــ أي فرض المزيد من القيود أو حتى وقف المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى الأراضي التي مزقتها الحرب تماما. ولكن مثل هذه الخطوة تخاطر بتداعيات دولية ضخمة، ولا يوجد سوى القليل من الأدلة التي تشير إلى أن حماس سوف تخفف من مواقفها مع معاناة المزيد من المدنيين الفلسطينيين.

وكتب كوبلو: "إن عبارة ’سيدفع ثمنا باهظا’ مقنعة وجذابة، ولكن ما تعنيه هذه العبارة مهم حقا إذا قررت حماس أن ترامب يخادع. إذا قررت حماس تجريب مدى جدية ترامب واتضح أنه ليست لديه استراتيجية لإجبارها على الدفع، فلن يكون الخطاب العدواني بلا ثمن. بل إنه سوف يأتي بنتائج عكسية ويجعل إطلاق سراح الأسرى أكثر صعوبة".

هناك حواجب مقطبة داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية أيضا. قال مصدر أمني إسرائيلي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لموقع "المونيتور"، وهو موقع إخباري يركز على الشرق الأوسط: "نحن لا نعرف حقا ماذا يعني الرئيس المنتخب. من الصعب أن نرى أي تهديد يمكن استخدامه ضد حماس الآن بعد القضاء على قيادتها بالكامل تقريبا وقتل عشرات الآلاف من مقاتليها".

حكومة بديلة في غزة
وأشار يوآف ليمور، المراسل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن التقدم الحقيقي في إنهاء الحرب لن يحدث إلا بعد أن يواجه نتنياهو الترتيبات السياسية في المنطقة التي تجنبها لفترة طويلة لإرضاء حلفائه من اليمين المتطرف. وكتب ليمور: "الحل الوحيد هو حكومة بديلة في قطاع غزة تكون مسؤولة عن القضايا المدنية وتترك لإسرائيل مسؤولية الأمن. لقد امتنعت إسرائيل باستمرار عن الترويج لهذا الحل في محاولة للحفاظ على الائتلاف سليما".

ويقول الكاتب إن بؤس الفلسطينيين العاديين في غزة لا يمكن إنكاره. يبدو أن حوادث الإصابات الجماعية تحدث أسبوعيا وسط القصف الإسرائيلي. وفي حين يسخر المسؤولون الإسرائيليون وأنصارهم من أعداد القتلى التي أحصتها السلطات الصحية المحلية في غزة، وجد تحليل إحصائي تمت مراجعته من قبل أقران في المجلة الطبية البريطانية "لانسيت" أن عدد القتلى في القطاع في الأشهر التسعة الأولى من الحرب ربما كان أقل من العدد الحقيقي بأكثر من الثلث. ولا يزال عدد كبير من الجثث تحت أنقاض الأحياء المدمرة في غزة.


وقد قدر الباحثون، الذين ضموا أكاديميين من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة ييل، أن هناك 64,260 حالة وفاة بسبب "الإصابات المؤلمة" خلال تلك الفترة، وهو ما يزيد بنحو 41% عن العدد الرسمي من قبل السلطات الصحية المحلية.

وكان ما يقرب من 60% من القتلى من النساء والأطفال والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الـ 65 عاما. ولم يقدم الباحثون تقديرا للمقاتلين الفلسطينيين بين القتلى.

وعندما لا يواجهون القصف الإسرائيلي، يستسلم عدد متزايد من الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، لبرد الشتاء القاسي. وقد أدت القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية والافتقار إلى المأوى المناسب لآلاف الأسر النازحة عدة مرات بسبب القتال إلى وفاة الرضع في الخيام، وآباؤهم عاجزون عن حمايتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تهديدات ترامب غزة غزة الاحتلال تهديدات ترامب حرب الابادة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو

زنقة 20 | متابعة

عاد جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في عهد إدارة دونالد ترامب، إلى واجهة النقاش السياسي الدولي بموقف لافت يعيد فيه تأييده لجبهة البوليساريو والجزائر، في وقت تحظى فيه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية بدعم 116 دولة عبر العالم.

وفي مقال رأي نشره مؤخرًا، جدّد بولتون دعوته إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير سكان الصحراء، مستندًا إلى القرار الأممي 690 الصادر عام 1991، الذي أسس لبعثة المينورسو.

واعتبر بولتون أن هذا المسار هو السبيل الأنسب لتسوية النزاع، محذرًا من “تنامي النفوذ الروسي والصيني في منطقة غرب إفريقيا” في حال استمرت الولايات المتحدة في دعم الموقف المغربي.

وفي دفاعه عن البوليساريو، رفض بولتون الاتهامات التي تربط الجبهة بالإرهاب أو بالتعاون مع إيران، مشيرًا إلى تقارير نشرتها صحيفة واشنطن بوست ومصادر أخرى تؤكد نفي كل من الحكومة السورية والبوليساريو لأي علاقة بميليشيات أجنبية دربتها طهران في سوريا.

كما أشار إلى أن هذه “الدعاية”، على حد وصفه، قد أثرت في بعض المشرّعين الأمريكيين، مثل الجمهوري جو ويلسون، الذي قدّم مشروع قانون يصنّف البوليساريو كمنظمة إرهابية.

وأضاف بولتون أن “الصحراويين لم يكونوا يومًا عرضة للتطرف”، معتبرًا أن ربطهم بالدعاية الشيعية الإيرانية لا يستند إلى وقائع، خاصة في ظل وجود طويل الأمد للمنظمات الدينية والمدنية الأمريكية في مخيمات تندوف، والتي تقدّم خدمات إنسانية وتعليمية.

وتجاهل بولتون الوقائع الأمنية التي تشير إلى صورة مغايرة، حيث كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، في أكتوبر 2019، عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على الإرهابي عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو عضو سابق في البوليساريو، انضم لاحقًا إلى داعش وقاد عمليات دامية في منطقة الساحل.

كما ذكر روبرت جرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي التابع لمؤسسة “هيريتيج” المحافظة، بأن جبهة البوليساريو كانت مسؤولة عن مقتل 5 مواطنين أمريكيين في هجوم وقع عام 1988، وهو ما يعزز المطالبات داخل الكونغرس بتصنيفها ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية.

وتأتي مواقف بولتون هذه رغم اعتراف إدارة ترامب، في ديسمبر 2020، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو القرار الذي سبق أن انتقده بولتون بشدة، معتبراً أنه “تخلى عن مسار الشرعية الدولية”.

ويُشار إلى أن دعوة بولتون لإجراء استفتاء تأتي في ظل واقع دولي جديد، حيث تخلت الأمم المتحدة رسميا عن هذا الخيار منذ أوائل الألفية الثالثة، في عهد الأمين العام الأسبق كوفي عنان، الذي قرر حل اللجنة المكلفة بتحديد المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء، لعدم توافق الأطراف.

مقالات مشابهة

  • والد أسير إسرائيلي بغزة يطلب من ترامب إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • أرجوكم أجبروا نتنياهو .. والد أسير إسرائيلي يدعو ترامب للإفراج عن ابنه
  • المتة.. مشروب النجوم الذي يشعل حماس ميسي وسواريز ويغزو ملاعب العالم
  • وزير الخارجية المصري: نضغط لإنهاء الحرب على غزة ونأمل في اتفاق بأسرع ما يمكن
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو
  • مجلس الأمن يبحث اليوم تهديدات السلم العالمي الناجمة عن تصرفات أوروبية
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا