منافسة كبيرة في انطلاق مهرجان الأصالة للهجن والخيل بصحم
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
شهد ميدان سباقات الهجن بسيح الطيبات بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة صباح اليوم انطلاقة مهرجان الأصالة للهجن والخيل، برعاية سعادة الشيخ محمد بن علي بن حميد البلوشي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صحم، وبتنظيم من لجنة سباقات الهجن بولاية صحم وبإشراف من الاتحاد العماني لسباقات الهجن ويستمر لغاية 18 من الشهر الجاري، حيث يأتي المهرجان لجميع ملاك الهجن من أبناء سلطنة عمان وخصص له العديد من الجوائز.
وبدأت أشواط المهرجان للفترة الصباحية التي خصصت لأشواط فئة اللقايا لعمر 3 سنوات من السلالة الباطنية التي تمتاز بها هجن البواطن حيث استطاعت بويضا فلهود من هجن الدوار لمالكها مسعود بن جمعة الزدجالي من ولاية المصنعة بالفوز بالمركز الأول، وجاءت سمحة الضبع لمالكها حميد بن سالم بن علي القريني من ولاية الخابورة في المركز الثاني، وحصلت الخوارة لمالكها حمد بن محمود بن زايد السناني من ولاية الخابورة على المركز الثالث.
وفي الشوط الفضي، الذي يأتي من بعد الشوط الذهبي، حلت في المركز الأول فرحه لمالكها حمد بن حميد بن عبدالله البادي من ولاية صحم، وجاءت في المركز الثاني شهبار لمالكها سالم بن خليفة بن عبدالله البادي من ولاية صحم، بينما حلت في المركز الثالث سمحه لمالكها خليفة بن سعيد البلوشي من ولاية الخابورة.
وفي الشوط البرونزي والأخير للأشواط الصباحية والذي حضره عدد كبير من محبي رياضة الهجن، جاءت في المركز الأول السبيعه لمالكها أسعد بن خليفة بن سالم السناني من ولاية السويق، وحلت في المركز الثاني البحري لمالكها حمد بن ناصر بن عيسى المخمري من ولاية الخابورة، فيما جاءت في المركز الثالث كتشه لمالكها نادر بن محمد بن ذياب المعمري من ولاية لوى.
وأكد خميس بن عبدالله البادي عضو لجنة سباقات الهجن بصحم أن اللجنة تسخر جل طاقاتها لتوفير الأرضية الصلبة للارتقاء برياضة الهجن وتشجيع ملاكها ومربيها والقائمين على خدمتها لزيادة الاهتمام بها وتعمل وفق برنامج متنوع يغطي كافة الجوانب التي تعنى بشؤون هذه الرياضة العريقة وأفرع مسابقاتها على مدار الموسم.
وأضاف: حظي مهرجان الأصالة للهجن والخيل هذا العام بمشاركة واسعة من ملاك الهجن من مختلف المحافظات، ولقد استعدت لجنة الهجن بالولاية برئاسة سعادة الشيخ والي صحم مبكرا لهذا الحدث الرياضي الأبرز على مستوى محافظة شمال الباطنة، حيث كانت الانطلاقة بسن اللقايا الذهبي والفضي والبرونزي وكانت المنافسة قوية بين هجن البواطن لمحافظتي شمال وجنوب الباطنة.
وتابع حديثه: المهرجان يمثل عائدا اقتصاديا لملاك الهجن من خلال المشتريات وكذلك إحياءً لموروث الآباء والأجداد واختتم حديثه، وسيكون الختام يوم السبت القادم، حيث سيتخلله العديد من البرامج والفعاليات وتكريم الفائزين بالمراكز الأولى.
كما أشاد بالدور الإعلامي لهذا العام من خلال انتشار مقاطع الفيديو المرئية من ميدان المهرجان على نطاق واسع في سلطنة عمان أو في دول مجلس التعاون الخليجي مما يفتح بابا للتسويق والبيع بفرص كبيرة ومن خلال ما لمسناه فإن بعضا من أصحاب الهجن قد حالفهم الحظ في البيع والشراء مما يوجد من هذه المشاركات سوقا تجاريا بين ملاك الهجن، وقد ساعد عمليات البيع اجتهادات أهل الهجن وسعيهم المستمر لاقتناء السلالات الجيدة مما أسهم في توفر مناخ جيد للمنافسة في السباقات المفتوحة لجميع المحافظات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ولایة صحم فی المرکز
إقرأ أيضاً:
صون الأصالة في وجه التحديات
محمد بن رامس الرواس
يشهد المجتمع الدولي اليوم وتيرة متسارعة من المتغيرات التي تطال كافة جوانب الحياة وأولها زعزعة الثوابت الدينية والثوابت الوطنية، وثانيها زعزعة سلوكيات الفطرة السليمة وذلك من خلال استخدام التطور التكنولوجي الهائلة بكافة وسائله وتقنياته.
وفي خضم هذه المتغيرات، حَريٌّ بنا أن نقف بجانب سلطنتنا الحبيبة عُمان لتظل شامخة بثوابتها الراسخة ومبادئها الأصيلة التي تشكل الدرع الحصين في مواجهة التحديات المستجدة على الفطرة والقيم الإيمانية والسلوكية، لا سيما تلك المتعلقة بالانحرافات السلوكية والشبهات الفكرية.
إن المجتمع العُماني مجتمع متجذر في قّيمه الإسلامية والعربية الأصيلة لكن شأنه اليوم شأن بقية المجتمعات الأصيلة يواجه التحديات التي تفرضها العولمة والانفتاح على ثقافات العالم المتنوعة بخيرها وشرها، وهذه التحديات قد تتسلل وتتمثل أحيانًا في شكل انحرافات سلوكية لا تتوافق مع الأعراف وتقاليدنا المجتمعية أو قد تظهر في هيئة شبهات فكرية تحاول المساس بأسس عقيدتنا السمحة وفطرتنا السليمة.
ومن ذلك انتشار الأفكار الدخيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية التي تتطلب يقظة وحصانة فكرية للحفاظ على هوية المجتمع وقّيمه النبيلة. وعلى سبيل المثال نشهد اليوم انتشارًا واسعًا للمعلومات المضللة والشائعات المغرضة عبر المنصات الرقمية التي تهدف أحيانًا إلى زعزعة الثقة أو نشر الارتباك بالمجتمع في لضرب جذوره الراسخة، لذلك أصبح التثبُّت من الأخبار عبر الرجوع إلى المؤسسات الدينية والرسمية والمعرفية والمجتمعية ضرورة لما تمثله هذه الجهات من مصادر موثوقة ضد هذه الشبهات.
كما إن تبني بعض الشباب أنماط حياة وعادات مستوردة لا تتوافق مع الهوية العُمانية الأصيلة يمثل تحديًا حقيقيًا لزعزعة الهوية الوطنية؛ إلا أن التمسك بالعادات الوطنية والاجتماعية التي تُبرز التراث العُماني وتُعزز الانتماء هي ركيزة أساسية للحفاظ على تميزنا الثقافي بالمجتمع الدولي.
تتمثل الثوابت العُمانية في قيم التسامح والاعتدال، واحترام الآخر والاعتزاز بالتاريخ والتراث العريق، وهذه الثوابت ليست مجرد شعارات؛ بل هي نتاج عقود قرون من التراكم المعرفي والتجربة الإنسانية صقلتها حكمة القيادات الرشيدة التي سعت دائمًا إلى تعزيز اللحمة الوطنية وصون النسيج الاجتماعي الواعي.
إنَّ الأسرة العُمانية سليمة الفطرة بهويتها الوطنية تُعد نواة راسخة تمارس دورًا حيويًا في غرس هذه القّيم والثوابت في نفوس الأجيال الشابة وتحصينهم ضد أي محاولات للتشويه أو التفكيك، كما إن التصدي للانحرافات السلوكية والشبهات الفكرية يتطلب منهجية شاملة تبدأ بتعزيز الوازع الديني والأخلاقي، وتفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية في بناء الوعي الفكري، وتزويد الشباب بالأدوات اللازمة للتمييز بين الغث والسمين، كما يتوجب على المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة أن تلعب دورًا بنَّاءً في نشر المحتوى الهادف الذي يعزز القّيم الإيجابية بالمجتمع ومحارب الأفكار الهدامة الضالة.
وختامًا.. إنَّ كل فكر شاذ يُشوِّه الفطرة وكل شبهة ضالة تطعن في الإيمان وكل سلوك منحرف يفكك الأسرة ويفتت اللحمة المجتمعية، هو تهديد لوجودنا وهويتنا، لذلك تظل ثوابتنا العُمانية هي المنارة التي تهدينا في زمن المتغيرات، وهي الحصن المنيع الذي يحمينا من كل ما يمكن أن يمس أصالتنا ويشوه فطرتنا، والتمسك بهذه الثوابت ليس خيارًا؛ بل هو ضرورة حتمية لضمان مستقبل مزدهر لأجيال قادمة تتمسك بهويتها وتعتز بقيمها.
رابط مختصر