متطوعون ألمان يجولون بـحافلات البرد لإنقاذ المشردين من صقيع الشتاء
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
ينطلق المتطوعون بالحافلات كل ليلة في المدن الألمانية إلى أن يعثروا على شخص يعتقدون أنه يحتاج مساعدتهم، أو إلى أن يتصل بهم هاتفيا شخص طالبا منهم القدوم إلى موقع ما، في إطار مبادرة "حافلات البرد" التي تهدف إلى تقديم الإغاثة للمشردين في المدن الألمانية خلال الأشهر شديدة البرودة.
وفي هذه الحالة يتوجهون إلى مكان الشخص النائم في العراء، ويقدمون له البطانيات والمشروبات الساخنة والوجبات، بالإضافة إلى طرح خيار نقله إلى مأوى للمشردين.
ويقول المتطوعون إنه في الليالي الشديدة البرودة، يتلقى مركز الاتصال بالمنظمة اتصالا هاتفيا كل دقيقة.
ويستخدم مركز الاتصال برنامجا بالألوان لتحديد شدة وإلحاح كل حالة، إذ يعني اللون الأخضر أن الحالة لا تتطلب التدخل في الحال لأن الشخص قد يكون جالسا داخل مكان دافئ مثل المستشفى.
أما اللون الأصفر فيعني أن الحالة عاجلة، في حين يشير اللون الأحمر إلى أنها عاجلة للغاية، وفي هذه الحالة الأخيرة قد "يكون الشخص مرتديا تي شيرت ويسير حافيا وسط هذا الطقس الشديد البرودة".
إعلانوتقول فرانزي، وهي من المتطوعين، إنها تحاول دائما أن تصحب أولئك الأشخاص إلى أماكن لإيواء الحالات الطارئة، على أن تكون قريبة من أماكن وجودهم، إذ إن الأشخاص المشردين "يحرصون في الغالب على التمسك بالإقامة في مناطق يعرفونها"، وإذا لم يتحقق ذلك وتم إدخالهم إلى مراكز إيواء بعيدة عن المناطق التي اعتادوا عليها، فسنجدهم يقطعون مسافات طويلة للعودة إليها في اليوم التالي من دخولهم مراكز الإيواء البعيدة.
وتشير فرانزي إلى أن "الناس معرضون للخروج من عباءة المجتمع بسرعة شديدة"، ويتمثل دافعها في أن تؤكد لأولئك الأشخاص أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الظروف، وأنه بإمكانهم استعادة قدر من كرامتهم، وقد يعني ذلك أحيانا مجرد إتاحة فرصة الإصغاء إليهم.
وتشير هذه المتطوعة إلى أن أعداد الأشخاص الذين هم بلا مأوى زادت إلى حد كبير خلال الأعوام القليلة الماضية منذ تفشي جائحة كورونا، "حيث فقد الناس وظائفهم أثناء الجائحة ولم يعد في مقدورهم دفع إيجارات المساكن".
وتقول فرانزي إن فترة الجائحة شهدت أيضا زيادة في معدلات الأمراض النفسية وحالات الإدمان.
وتعرض الأشخاص الذين يفتقرون إلى الدعم لأشد حالات المعاناة، حيث تراجعت معدلات إتاحة الاستشارات الطبية والنفسية وغيرها من أشكال الدعم أثناء تلك الفترة.
وتشير بيانات هيئة الشؤون الاجتماعية ببرلين إلى وجود 1165 مكانا لاستقبال حالات الطوارئ لتمضية فترة الليل خلال فصل الشتاء الحالي في إطار برنامج الإغائة من الطقس البارد.
وفي فصل الشتاء الماضي، نقلت "حافلات البرد" 1580 مشردا إلى مراكز الإيواء، بزيادة قدرها 237 شخصا مقارنة بأعداد العام السابق.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رمز تاريخي يحترق... بلوط الشتاء في بلغاريا ينهار تحت ألسنة اللهب
تسبّب حريق غابات اندلع قرب بلدة تران في غرب بلغاريا في تدمير شجرة بلوط عمرها 600 عام، تُعرف محليًا باسم "بلوط الشتاء"، والتي كانت تمثل رمزًا تراثيًا بارزًا للمجتمع المحلي. اعلان
الشجرة، التي تقف بمحاذاة الجدار الخارجي لكنيسة "ميلاد العذراء" في القرية، التهمتها النيران بالكامل، فيما لحقت أضرار محدودة بالمبنى التاريخي للكنيسة الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1859، لكنه صمد في وجه الحريق.
"بلوط الشتاء" لم تكن مجرد شجرة، بل معلم طبيعي محمي حظي بتقدير واسع النطاق، وسبق أن مثّلت بلغاريا في مسابقة "شجرة أوروبا لهذا العام" عام 2017، حيث احتلت المركز السابع بين 15 مشاركًا من 12 دولة أوروبية، وجمعت حينها 6,670 صوتًا، ووصلت مؤقتًا إلى المركز الرابع أثناء التصويت.
Related أزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى بلغاريا: البحث عن الفهد الأسود يتسبّب بخسائر مالية وقطاع السياحة يطالب بتعويضات فيديو يوثق كيف أقدم مشتبه به على تعمّد إشعال حريق بإحدى الغابات شمال بلغاريايُعد الموقع الذي نمت فيه الشجرة موقعًا مقدسًا، إذ تشير السجلات إلى وجود كنيسة فيه منذ الحقبة الثانية من الإمبراطورية البلغارية (القرنان 12–14)، وكان الأهالي يقيمون فيه طقوسًا شعبية سنوية للدعاء بالصحة ودرء الكوارث وجلب الرزق.
ولا تزال بقايا الشجرة المحترقة ماثلة في المكان، في مشهد يختزل قرونًا من التاريخ الشعبي والبيئي الذي فقد جزءًا عزيزًا من ذاكرته.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة