بوابة الوفد:
2025-08-02@16:13:52 GMT

تنصيب الإمبراطور

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

يختلف النظام الانتخابى الأمريكى المعقد عن النظم الانتخابية الاوروبية المباشرة فعملية تنصيب رئيس الوزراء البريطانى لا تستغرق أكثر من يوم واحد منذ إعلان نتائج الانتخابات العامة وكذلك فرنسا لا يتجاوز الفارق الزمنى بين التصويت وتنصيب الرئيس عتبة العشرة ايام فى حين العرف الامريكى على مدار قرابة قرن تمتد الفترة إلى اربعة اشهر فتقام مراسم التنصيب فى الاول من مارس، لكن سنة 1933 تغيرت التقاليد نتيجة تدهور اوضاع البلاد التى كانت تئن تحت وطأة الكساد الكبير مما استدعى التصديق على التعديل العشرين للدستور الأمريكى، فجرى تقصير هذه الفترة إلى العشرين من يناير للحد من أى فرصة لإثارة أعمال فوضى وزعزعة الاستقرار.

 
فى مثل هذا التوقيت منذ 4 سنوات تعرضت الديمقراطية الامريكية إلى اختبار عسير كاد يعصف بها إلى قاع الفوضى حينما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول للحيلولة دون تصديق الكونجرس على نتيجة فوز جو بايدن نشأت تلك الأحداث المثيرة والغريبة إثر مزاعم بحدوث تزوير انتخابى فاضح أدى إلى سرقة فوزه ورفض أكثر من نصف النواب الجمهوريين نتائج الانتخابات لكن سرعان ما انتصرت الحكمة لتعبر النخبة السياسية تلك المحنة الشديدة وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة حقق ترامب المكبل بدعاوى قضائية عديدة وتحيز إعلامى فاضح معجزة سياسية بكل المقاييس بعدما نجح فى أن يهزم كامالا هاريس والدولة العميقة معا هزيمة تاريخية ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية بعدما أعلنت هاريس بنفسها، بصفتها نائبة للرئيس الأمريكى، المصادقة على فوز غريمها خلال جلسة مشتركة لمجلسى النواب والشيوخ. وأكدت أن ترامب حصل على 312 صوتا مقابل 226 صوتا لهاريس، معتبرة ذلك إعلانا كافيا بأهلية ترامب ونائبه جى دى فانس لتولى المناصب القيادية. أبدى كبار المديرين التنفيذيين فى شركات التكنولوجيا والمتبرعون الرئيسيون استعدادهم لتقديم مساهمات مالية كبيرة لدعم تمويل هذا الحدث الأسطورى فجمعت حملة تنصيب ترامب 200 مليون دولار، في حين جمع بايدن نحو 62 مليون دولار لحفل تنصيبه.
تبغض امريكا او تحبها لن يغير من انها أقوى امبراطورية فى التاريخ الحديث بعدما ورثت الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس التى سيطرت على مستعمرات ما وراء البحار ومحميات وانتداب فى كل ارجاء قارات العالم الخمس لكنّ العبء الاقتصادى الكبير للحرب العالمية الأولى أثقل كاهلها ففقدت بريطانيا سيطرتها تدريجيا على مستعمراتها فكانت بداية النهاية لكن واشنطن أقامت إمبراطورية تعتمد فى المقام الأول على السيطرة المؤسساتية بدل السيطرة الجغرافية، وهذا يعد مفهومًا جديدًا نسبيًا فى عالم السياسة. فأنشأت الأمم المتحدة، وأقامت مجموعة من المؤسسات والمعاهدات الدولية تحت مظلة تلك المنظمة الدولية. هذه الدعائم الهدف منها أن تحظى المصالح الأمريكية بالأولوية.
اكتسب ترامب مهارات تمثيلية مقنعة من خلال عمله فى مجال البرامج التليفزيونية واختلاطه الدائم مع نجوم هوليوود حتى انه مثل فى احد الأفلام الشهيرة وفى معترك السياسة يتمادى بلعب دور الرئيس المجنون الأحمق الذى لا تتوقع ردود أفعاله لذا يخشاه الجميع ويدينون له بالولاء سياساته المباغتة والخشنة تثير حفيظة حلفائه واصدقائه وتبث الرعب فى نفوس خصومه وهو سعيد جدا بهذا الانطباع الزائف عن صورته الذهنية والتى هى بخلاف الحقيقة لكن على ما يبدو أن تصنع الجنون نجح نجاحا باهراً فى جعل خصومه يقدمون تنازلات كبيرة ما كانت لتحدث بالوسائل التقليدية. 
‏‎ أسلوب ترامب البراجماتى الصادم يذكرنى بمأساة الإمبراطور الرومانى المجنون كاليجولا والذى بالمناسبة حكم لمدة ‏‎اربع سنوات فقط.
انتهت بقتله شر قتلة بعدما قرر تعيين حصانه عضو فى مجلس الشيوخ، اعتقد أن عقدة العظمة هى أخطر تحدٍّ يقابله الإمبراطور ترامب بعد تنصيبه فهناك مخاوف جدية بأن يتحول إلى طاغية فهناك مؤشرات تدل على انه مصاب بمرض جنون العظمة فهو يختزل كل شيء فى شخصيته، ويرى العالم من خلالها. فهو المركز والنقطة المحورية لكل ما يدور حوله. ربنا يستر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الانتخابية الاوروبية ا

إقرأ أيضاً:

مفاجآت يكشفها مصطفى بكري: الرئيس السيسي رفض عرضا من «ترامب» بشأن غزة

قال الإعلامي مصطفى بكري إن ما تشهده مصر حاليًا من حملات إعلامية وتحركات مشبوهة ليس عشوائيًا، بل يأتي في إطار خطة منظمة بدأت منذ أشهر بعد رفض مصر الانخراط في الاتفاق الإبراهيمي، الذي تسعى من خلاله قوى إقليمية ودولية إلى فرض التطبيع الكامل والتنسيق الأمني والعسكري، بزعم تشجيع الحوار بين الأديان على الطريقة الإسرائيلية.

وأوضح بكري، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار"، أن وفدًا إسرائيليًا جاء إلى القاهرة بدعم أمريكي لبحث انضمام مصر إلى الاتفاق، لكن القيادة المصرية رفضت الأمر بشكل قاطع، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول شخصيًا إقناع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالانضمام للاتفاق، لكنه قوبل بالرفض، خاصة بعدما ربط الأمر بمخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما اعتبرته مصر تصفية للقضية الفلسطينية.

وأكد بكري أن الرفض المصري دفع هذه الجهات إلى الانتقال للخطة البديلة، التي تم الاتفاق عليها بين التنظيم الدولي للإخوان والمخابرات الإسرائيلية والأمريكية، وتتضمن عدة محاور لإرباك الدولة المصرية.

وأشار إلى أن أولى هذه المحاور كانت نشر معلومات كاذبة وإشاعات متعمدة تزعم أن مصر ترفض فتح معبر رفح وتمنع دخول المساعدات لغزة. المحور الثاني كان إعداد مسيرات غير مرخصة باتجاه رفح من قبل عناصر الإخوان بالتعاون مع منظمات يسارية ومتطرفة، بتمويل قدره 25 مليون دولار، بهدف إحراج مصر أمام الرأي العام العربي والدولي.

كما حذر بكري من وصول عناصر إرهابية إلى دول مجاورة لمصر، قادمة عبر طائرات خاصة، بهدف التسلل إلى الصحراء الغربية عبر الحدود الليبية، موضحًا أن الأجهزة الأمنية المصرية نجحت في التصدي لهذه المحاولات، وكان من بينها إحباط محاولة تسلل عنصر من حركة "حسم" إلى بولاق الدكرور.

وأضاف أن ما حدث من حصار للسفارات المصرية في عدد من الدول، وعلى رأسها ما جرى في تل أبيب، هو جزء من الخطة. وأشار إلى أن المرحلة التالية تشمل تجميع الفلسطينيين في جنوب رفح، بدءًا بـ 600 ألف نسمة، ثم رفع العدد إلى قرابة 2 مليون، تمهيدًا لمخطط تهجير قسري، وفي حال رفض مصر دخولهم، يتم تحميلها مسؤولية قتلهم، رغم أن الاحتلال هو المتسبب في المجازر.


 

طباعة شارك مصطفى بكري مصر قوى إقليمية التطبيع دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • الهلال يترقب تنصيب نواف بن سعد قبل إطلاق صفقات أوروبية ضخمة
  • الرئيس الأمريكي: علينا الحذر من التهديد النووي
  • سجن أب 50 عامًا بعدما قتل ابنه ووضعه في الغسالة
  • الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
  • مبعوث الرئيس الأميركي يزور قطاع غزة
  • مفاجآت يكشفها مصطفى بكري: الرئيس السيسي رفض عرضا من «ترامب» بشأن غزة
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأمريكى تطوير العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي| مصر تسقط أطنان من المساعدات جواً على قطاع غزة.. فيديو