منطقة «الحمالين» بالإسكندرية.. حكاية مهنة انقرضت وبقيت ذكراها
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
جذب «ميناء الإسكندرية» الكثير من المواطنين للعمل في مهنة الحمالين أو ما يُطلق عليها «الشيالين»، لحملهم البضائع من داخل الميناء إلى خارجه، في نهاية القرن الـ19، وتجمعوا حتى أصبح عددهم كثير واستقروا في منطقة تم إطلاق اسم «الحمالين» عليها، ومن كثرة حكاياتهم أصبحت مٌلهمة للمؤلفين والمخرجين في القرن العشرين لإنتاج أفلام أو تستوحي منها أفكار عن مهن الشيال والفتوة، وغيرها من مميزات هذه الفترة.
«اختار الحمالين أن يقيموا بالقرب من الميناء، بجوار أعمالهم، وأنشأ الإنجليز لهم هذه المنطقة عام 1895 في نهاية باب الكراسته بالإسكندرية»، يحكي محمد السيد، مسؤول الوعى الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ«الوطن»، أن المقيمين في تلك المنطقة عملوا في حمل الأمتعة والبضائع في ميناء الإسكندرية.
يقع «باب الكراسته» وهي كلمة تركية، تعني باب الأخشاب، في مواجهة إقامتهم، ويعد هذا الباب إحدى البوابات القديمة التي كانت تسمى باب «الدخان»، حيث كان باب رئيسي لدخول التبغ الُمستورد.
وعن شكل مباني منطقة الحمالين يصفها محمد السيد: «تصميم الحي عبارة عن بيوت على الطراز الإنجليزية مكونة من طابقين تعلوها قبة هرمية، مثلثة من الطوب الأحمر، ومساحة المنطقة حوالي 9 أفدنة».
ويحكي السيد، قصة إنشاء جمعية حمالين الجمرك لتنظيم أحوال الحمالين، قائلا إنه في عام 1903 تم إنشاء الجمعية، وتٌولى رئاستها إسماعيل بك حافظ، وفي 7 نوفمبر 1925 صدرت لائحة لتنظيم العمل بالجمعية، حددت تكلفة إصدار رخصة الحمال «الشيال» 5 قروش، وكان يلزم الحمال بوضع صفيحة من النحاس موضح عليها رقمه.
وأشار السيد إلى أن اللائحة حددت تكلفة حمل الأمتعة من 3 إلى 5 مليم، وفرضت غرامة مخالفات الحمالين حوالي 100 قرش، وإذا زادت المخالفة تصل الغرامة إلى الحبس أسبوع.
ويرجح البعض إلى أن اسم «باب الكراستة» يعود إلى الأصول التركية، بمعنى الأخشاب، حسبما ذكر مسؤول الوعى الأثري، حيث كان الباب خاص بتجارة الأخشاب فيما يعتقد البعض أن معناها قطع الغيار أو أنها كلمة استخدمت في الجيش، بمعنى خزانة أو دولاب، وفي عام 1926 تم إنشاء مدرسة صناعية لأبناء الحمالين لتعليم «الحياكة والسروجية وصناعة الأحذية»، ولاحقا تم إنشاء مشغل حياكة لبنات الحمالين
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عمارة منطقة أثرية آثار الإسكندرية تراث الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
صندوق التنمية السياحي: دعم نوعي لتعزيز السياحة وبناء مستقبل واعد في منطقة عسير
البلاد – أبها
برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير ورئيس هيئة تطوير المنطقة، شارك صندوق التنمية السياحي كشريك إستراتيجي في النسخة الثانية من منتدى عسير للاستثمار، الذي يركّز على استعراض الفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة، وفي مقدّمتها القطاع السياحي. وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود الصندوق في تمكين المشاريع النوعية، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز الاستثمارات السياحية في منطقة تزخر بالمقومات الطبيعية والثقافية الفريدة. وشهد المنتدى جولة ميدانية لعدد من قيادات الصندوق شملت أبرز المشاريع السياحية المُمكّنة في المنطقة، حيث بدأت الجولة بزيارة مشروع “ذا بوينت”، أكبر مشروع متعدد الاستخدامات في عسير، الذي يضم أول فندق “هيلتون” في المنطقة يضم (250) غرفة، ومركزًا تجاريًا يحتوي على (150) محلًا و(41) مطعمًا ومقهى، إلى جانب (10) صالات سينما، مُقدّمًا تجربة متكاملة تجمع بين الضيافة والترفيه والتسوّق في بيئة مصممة بعناية تعكس هوية المنطقة الثقافية. وشملت الجولة مشروع “خيال ووك بوليفارد”، الذي يتميّز بتصميم معماري يجمع بين الطابع الحضاري والطبيعة الجبلية، ويضم طوابق مدرّجة تضم مطاعم ومقاهي ومحالًا فاخرة. ووقفت الجولة أيضًا عند مشروع “فندق إنتركونتيننتال”، الذي يُعد من أبرز معالم الضيافة الراقية في عسير، ويضم أكثر من (200) غرفة فندقية بإدارة سلسلة IHG العالمية، إلى جانب مطاعم ومساحات فعاليات ونادٍ للأطفال. وزار الوفد مشروع “لو بريميير”، أول مشروع متعدد الاستخدامات في أبها يتميز بطابع عصري يعكس الهوية الوطنية، ويحتوي على فندق “حجلا” من فئة الأربع نجوم، وقاعة مؤتمرات، ومبانٍ للمطاعم والمقاهي المحلية. وبلغت القيمة الإجمالية للمشاريع السياحية المُمكّنة في منطقة عسير نحو (2) مليار ريال سعودي، في تأكيد لالتزام الصندوق بدعم التنمية السياحية المستدامة، وتعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية عالمية على مدار العام. وأكد الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية السياحي، قصي بن عبد الله الفاخري أن مشاركة الصندوق السياحي في منتدى عسير للاستثمار تترجم إستراتيجية الصندوق في دعم وجهات المملكة الواعدة من خلال تحفيز الاستثمارات وتقديم الحلول التي تمكّن المشاريع السياحية من النمو والازدهار. وقدّم الصندوق خلال المنتدى ورشة عمل بعنوان “التمويل السياحي.. حلول مستدامة للمستثمرين في منطقة عسير”، استعرض فيها أدوات التمويل المتاحة وآليات الوصول إليها، بما يُواكب احتياجات المستثمرين المحليين وتطلعاتهم. كما شارك بجناح تفاعلي قدّم من خلاله استشارات مباشرة للمستثمرين ورواد الأعمال، إلى جانب عرض أبرز الحلول التمويلية والمبادرات غير التمويلية التي يقدمها. ويواصل صندوق التنمية السياحي لعب دوره المحوري في دفع عجلة التنمية السياحية بالمملكة، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية المملكة 2030.