بوابة الفجر:
2025-08-12@06:10:18 GMT

غزة تستريح.. هدنة بأيادٍ مصرية

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

لم يساورني الشك يوما في قوة الموقف المصري المساند لغزة منذ اليوم الأول للحرب التي بدأت منذ طوفان السابع من أكتوبر 2023، وكيف لا ودائما وأبدا كانت وما زالت وستظل القاهرة هي الداعم الأول والأخير للقضية الفلسطينية، مهما تغيرت الإدارات المتعاقبة، ومهما حل على طاولة المفاوضات من لاعبين إقليميين ودوليين.

لا أجامل بلدي إن قلت إنها قدمت للأشقاء الفلسطينيين الدعم المادي والمعنوي، منذ ذلك الطوفان، ما لم ولن يقدمه أي طرف يدعي مساندته، وليس ذلك الدعم مزايدة ولا منّة، فمصر هي الحصن الحصين للدول العربية، والداعم والمعين بعد لله للأشقاء العرب، منذ القدم، حتى في عز معاناتها بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، بادرت بتقديم يد العون، فكانت من الذين «يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».

الأرقام حتى الآن، تؤكد انفراد القاهرة بصدارة الدعم الذي حصل عليه الغزيون منذ السابع من أكتوبر، فوفق الإحصائيات العالمية قدمت القاهرة ما تجاوز مجموعه 85% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع، وليس هذا وفقط.

الدعم المعنوي كان حاضرا أيضًا وبقوة، فالتحركات المصرية الخارجية، قدمت مساندة دولية للأشقاء في القطاع المحاصر، وشكلت رأيا عاما دوليا، مناهضًا للاحتلال، ومتعاطفًا مع القضية، بعدما فضحت المخططات الخبيثة للكيان الصهيوني، وكشفت عن سوءته أمام العالم، ما كان له أكبر الأثر في أن أصبح منبوذا ومطاردا في جميع دول العالم.

وبدأت القاهرة تلك التحركات بعقد «قمة القاهرة للسلام» في أكتوبر 2023، وحشدت فيه الرأي الدولي، للضغط على الاحتلال، وتبعت ذلك بتحركات مكثفة على الصعد كافة، لتكوين قوة ضغط مواجهة للتحالف الداعم للكيان الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ونجح ذلك في استجابة دول قوية ومؤثرة منها إسبانيا وبلجيكا اللتين أرسلتا رئيسي وزرائهما إلى القاهرة، وعقدا مؤتمرا صحفيا من أمام معبر رفح، ودول أخرى شكلت حائط صد قوي أمام انفراد إسرائيل وحلفائها بالرأي العام الدولي، مثل جنوب إفريقيا التي استكملت المجهود برفع دعاوى قضائية ضد الكيان، أمام محكمة العدل الدولية.

كما خصصت مصر مطار العريش ودعت دول العالم كافة، الراغبة في مساعدة غزة، لإرسال مساعداتها إليه، وكانت الطائرات تهبط بمساعدات مختلفة، الطائرة تلو الأخرى، الأمر الذي وفر الدعم الغذائي والدوائي واللوجستي للغزيين.

ما سبق كان نقطة في بحر الدعم المصري المنقطع النظير للأشقاء في القطاع، وكما قلت «ليست منة أو صدقة على الغزيين» ولكن الأمر واجبا مقدسا، فهم أهلنا وبيننا وبينهم نسبا وصهرا، وأخوة دين وأرض، فقد كانت فلسطين، تحت الحكم المصري في فترة من فترات التاريخ، ولا يخفى على أحد أنها امتداد للأمن القومي المصري، وخط دفاع مهم ومؤثر للدولة المصرية.

لم يكن الدعم المصري المقدم للقطاع، محدد المدة، أو متغيرا بمواقف أو تصرفات فردية، ولكنه مستمر منذ القدم، وزاد بشكل كبير بعد الطوفان الذي أدخل المنطقة برمتها في آتون الصراعات، والحروب، وكان ذلك الدعم مؤرقا للكيان الذي كان يحلم منذ اليوم الأول بتصفية القضية بترحيل الفلسطينيين إلى مصر، وينتهي كل شيء، ولكن القاهرة فطنت لذلك المخطط الخبيث، وفكانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها تلك الأحلام، فرفضت التصفية وتهجير الأشقاء، واستضافتهم في رفح.

وبعد نحو 470 يوما من الحرب الشعواء على القطاع، التي دمرت كل شيء، الحجر والشجر والإنسان، وخلفت أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف مصاب، ومئات الآلاف من المباني المدمرة، أيقن العالم صدق المقولة المصرية «لا حل للنزاع بالسلاح»، فالموقف المصري كان داعيا إلى الجلوس لطاولة المفاوضات لتسوية الأزمات وحل الخلافات الأذلية، والوصول إلى نهاية مرضية للجميع، تقضي على النزاعات التي لا فائدة منها، سوى زيادة الاحتقان والحروب وانتشار الفوضى التي ستأتي بالخراب على الجميع.

أدرك العالم أجمع أن الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط، ليس السلاح أو الحرب، ولكنها وحدها قوة المفاوضات، التي تستند إلى القوانين والأعراف الدولية، وتضمن ارتضاء كل طرف بما سيحصل عليه، ومن ثم تنتهي تلك الدوامة التي ألهبت العالم أجمع، وجعلته على صفيح ساخن.

هدنة غزة، كانت بمثابة تكليل للجهود المصرية -مع الاحترام الكامل لك من ساهم فيها إقليميا ودوليا- وكلمة شكر للمفاوض المصري، الذي كان يضع نصب عينيه «إنهاء معاناة الأشقاء الفلسطينيين» أولًا وأخيرًا، وكان يدرك المراوغات والحيل الخبيثة التي ينتهجها الإسرائيلي، وسعى بكل صدق وإخلاص لإنهاء تلك الدوامة، فقد آن لهذا العالم أن يستريح من مشاهد القتل والتدمير والدماء ولو لدقائق معدودة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة طوفان السابع من أكتوبر الطوفان الأوضاع الاقتصادية الغزيون الدعم المعنوي قمة القاهرة للسلام محكمة العدل الدولية رفح طوفان الاقصي

إقرأ أيضاً:

«الدور المصري خط أحمر».. هاشتاج يتصدر «إكس» ورفض واسع لتشويه دور القاهرة في دعم فلسطين

دشن نشطاء على موقع «إكس» «تويتر سابقا» هاشتاجًا بعنوان «الدور المصري خط أحمر» مؤكدين من خلاله رفضهم لمحاولات تشويه دور القاهرة في الدعم السياسي والإنساني للقضية الفلسطينية على مدار عقود، وكذلك ما يتم الترويج له من ادعاءات تتضمن إنكارا لتقديمها المساعدات الإنسانية لسكان غزة، منذ بدء العدوان الغاشم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023.

الدور المصري خط أحمر

ولقي الهاشتاج تفاعلا واسعا مما جعله في صدارة الأكثر تداولا على «إكس»، وأرفق المغردون في تعليقاتهم مقاطع فيديو من مسلسل هجمة مرتدة للفنان أحمد فؤاد سليم، قال فيها:«إلا هيعدي سليم لـ2030 هو اللي هيكمل يا رفعت، وأظن إنت قاري الكلام دا كويس ومحضر نفسك».

ليه كل الهجوم ده عليك!
اللي هيعدي سليم ل 2030
هو اللي هيكمل.
هجمه مرتده ياشباب
وابرز دور بلدك
هنشتغل الهاشتاجين دول#المصريين_معاك_ياريس#الدور_المصري_خط_أحمر
رتويت ونشارك ????????✊ pic.twitter.com/t1Ja94j211

— المايسترو.. ✊???????????????????????????????????????? (@BASSEMELMASSRY) August 9, 2025

مصر فقدت 120 ألف من أبنائها في حروبها من أجل فلسطين

وانهالت التغريدات عبر الهاشتاج، حيث قال أحد المغردين: «بعد انتهاء الانتداب البريطاني بدأت مصر والعرب حربهم ضد الاحتلال، ومصر فقدت 120 ألف من أبناء الوطن، ومازالت مصر داعم محوري لأن مصر كانت ولا تزال السند السياسي والرئيسي في القضايا الفلسطينية، من المصالحة إلى التهدئة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني».

مصر.. دعم تاريخي للقضية الفلسطينية

وقال آخر: «منذ عام 1948 حتى 1973 استنزفت الدولة اقتصاديًا بسبب الحروب من أجل القضايا العربية ثم أتت الثورة لتكمل إنهاك الدولة، وحين نعيد بناء دولتنا من جديد الجميع يريد لنا الحرب … هيهات لم ولن نحارب لأحد مرة أخرى، الجيش المصري فقط لحماية أرض مصر»، وأضاف ثالث: «محاولات مستميتة لتشويه دور مصر لكن أي إنسان صاحب ضمير هيكون متأكد إن لولا مصر لانتهت القضية الفلسطينية للأبد».

أسامة الدليل يكشف محاولات تشويه دور مصر في دعم غزة

وجاءت هذه الحملة التي دشنها نشطاء موقع إكس عقب تصريحات الصحفي أسامة الدليل الذي كشف من خلالها الأكاذيب والادعاءات التي وُجهت لمصر بشأن دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدا أن ما يُثار بشأن دور مصر في قطاع غزة تختلط فيه الكثير من الأكاذيب والادعاءات، مشددًا على أن المنطقة تعيش وسط «غابة من الخداع النفسي» تحتاج إلى كشف الحقائق أمام الرأي العام.

وأوضح الدليل، خلال لقائه على قناة «العربية»، أن هناك ستة معابر بين غزة وإسرائيل ومصر، منها معبر رفح وكرم أبو سالم، مؤكدًا أن الأخير لا علاقة لمصر به، لافتا إلى أن أي معبر بري في العالم يتكون من نقطتين.

وتابع الدليل: «النقطة الأولى على أرض الدولة المانحة لإذن الخروج، والثانية على أرض الدولة المانحة لإذن الدخول»، مشددًا على أن «فتح أي معبر يجب أن يسبقه سؤال أساسي: من يسيطر على الجهة الأخرى في غزة؟».

اقرأ أيضاًأسامة الدليل يكشف الأكاذيب والإدعاءات ضد مصر بشأن دخول المساعدات لـ غزة |فيديو

دخول قافلة «بيت الزكاة والصَّدقات» الإغاثية الحادية عشرة إلى قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • أنس الشريف ورفاقه.. حكاية طاقم الجزيرة الذي قتل أمام العالم
  • 4 محاور مصرية في السودان تهددها خلافات “الرباعية”
  • وزير البيئة الليبي لـعربي21: وضع بلادنا كارثي بيئيا.. ونكافح التلوث بأيادٍ فارغة (فيديو)
  • رغم كونها الدولة الأكثر زيارة في العالم.. كيف نجت فرنسا من الاحتجاجات ضد السياحة التي عصفت بجيرانها؟
  • «الدور المصري خط أحمر».. هاشتاج يتصدر «إكس» ورفض واسع لتشويه دور القاهرة في دعم فلسطين
  • حساب سعودي شهير يهاجم الدعم المصري لإسرائيل
  • شاهد بالفيديو.. أيقونة الثورة السودانية “دسيس مان” يظهر حزيناً بعد إصابته بكسور في يديه ويلمح لإنفصاله عن الدعم السريع والجمهور يكشف بالأدلة: (سبب الكسور التعذيب الذي تعرض له من المليشيا)
  • استئناف ترميم قلعة القاهرة بتعز بعد سنوات من الدمار الذي تسببت به مليشيا الحوثي
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر خرق للاستحقاقات التي باشرت الحكومة السورية في تنفيذها بما في ذلك تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وبدء أعمالها، ومسار الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية في شباط الماضي والمستمر حتى إيصال البلاد إ