بوابة الفجر:
2025-06-23@12:10:02 GMT

غزة تستريح.. هدنة بأيادٍ مصرية

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

لم يساورني الشك يوما في قوة الموقف المصري المساند لغزة منذ اليوم الأول للحرب التي بدأت منذ طوفان السابع من أكتوبر 2023، وكيف لا ودائما وأبدا كانت وما زالت وستظل القاهرة هي الداعم الأول والأخير للقضية الفلسطينية، مهما تغيرت الإدارات المتعاقبة، ومهما حل على طاولة المفاوضات من لاعبين إقليميين ودوليين.

لا أجامل بلدي إن قلت إنها قدمت للأشقاء الفلسطينيين الدعم المادي والمعنوي، منذ ذلك الطوفان، ما لم ولن يقدمه أي طرف يدعي مساندته، وليس ذلك الدعم مزايدة ولا منّة، فمصر هي الحصن الحصين للدول العربية، والداعم والمعين بعد لله للأشقاء العرب، منذ القدم، حتى في عز معاناتها بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، بادرت بتقديم يد العون، فكانت من الذين «يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة».

الأرقام حتى الآن، تؤكد انفراد القاهرة بصدارة الدعم الذي حصل عليه الغزيون منذ السابع من أكتوبر، فوفق الإحصائيات العالمية قدمت القاهرة ما تجاوز مجموعه 85% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع، وليس هذا وفقط.

الدعم المعنوي كان حاضرا أيضًا وبقوة، فالتحركات المصرية الخارجية، قدمت مساندة دولية للأشقاء في القطاع المحاصر، وشكلت رأيا عاما دوليا، مناهضًا للاحتلال، ومتعاطفًا مع القضية، بعدما فضحت المخططات الخبيثة للكيان الصهيوني، وكشفت عن سوءته أمام العالم، ما كان له أكبر الأثر في أن أصبح منبوذا ومطاردا في جميع دول العالم.

وبدأت القاهرة تلك التحركات بعقد «قمة القاهرة للسلام» في أكتوبر 2023، وحشدت فيه الرأي الدولي، للضغط على الاحتلال، وتبعت ذلك بتحركات مكثفة على الصعد كافة، لتكوين قوة ضغط مواجهة للتحالف الداعم للكيان الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ونجح ذلك في استجابة دول قوية ومؤثرة منها إسبانيا وبلجيكا اللتين أرسلتا رئيسي وزرائهما إلى القاهرة، وعقدا مؤتمرا صحفيا من أمام معبر رفح، ودول أخرى شكلت حائط صد قوي أمام انفراد إسرائيل وحلفائها بالرأي العام الدولي، مثل جنوب إفريقيا التي استكملت المجهود برفع دعاوى قضائية ضد الكيان، أمام محكمة العدل الدولية.

كما خصصت مصر مطار العريش ودعت دول العالم كافة، الراغبة في مساعدة غزة، لإرسال مساعداتها إليه، وكانت الطائرات تهبط بمساعدات مختلفة، الطائرة تلو الأخرى، الأمر الذي وفر الدعم الغذائي والدوائي واللوجستي للغزيين.

ما سبق كان نقطة في بحر الدعم المصري المنقطع النظير للأشقاء في القطاع، وكما قلت «ليست منة أو صدقة على الغزيين» ولكن الأمر واجبا مقدسا، فهم أهلنا وبيننا وبينهم نسبا وصهرا، وأخوة دين وأرض، فقد كانت فلسطين، تحت الحكم المصري في فترة من فترات التاريخ، ولا يخفى على أحد أنها امتداد للأمن القومي المصري، وخط دفاع مهم ومؤثر للدولة المصرية.

لم يكن الدعم المصري المقدم للقطاع، محدد المدة، أو متغيرا بمواقف أو تصرفات فردية، ولكنه مستمر منذ القدم، وزاد بشكل كبير بعد الطوفان الذي أدخل المنطقة برمتها في آتون الصراعات، والحروب، وكان ذلك الدعم مؤرقا للكيان الذي كان يحلم منذ اليوم الأول بتصفية القضية بترحيل الفلسطينيين إلى مصر، وينتهي كل شيء، ولكن القاهرة فطنت لذلك المخطط الخبيث، وفكانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها تلك الأحلام، فرفضت التصفية وتهجير الأشقاء، واستضافتهم في رفح.

وبعد نحو 470 يوما من الحرب الشعواء على القطاع، التي دمرت كل شيء، الحجر والشجر والإنسان، وخلفت أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف مصاب، ومئات الآلاف من المباني المدمرة، أيقن العالم صدق المقولة المصرية «لا حل للنزاع بالسلاح»، فالموقف المصري كان داعيا إلى الجلوس لطاولة المفاوضات لتسوية الأزمات وحل الخلافات الأذلية، والوصول إلى نهاية مرضية للجميع، تقضي على النزاعات التي لا فائدة منها، سوى زيادة الاحتقان والحروب وانتشار الفوضى التي ستأتي بالخراب على الجميع.

أدرك العالم أجمع أن الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط، ليس السلاح أو الحرب، ولكنها وحدها قوة المفاوضات، التي تستند إلى القوانين والأعراف الدولية، وتضمن ارتضاء كل طرف بما سيحصل عليه، ومن ثم تنتهي تلك الدوامة التي ألهبت العالم أجمع، وجعلته على صفيح ساخن.

هدنة غزة، كانت بمثابة تكليل للجهود المصرية -مع الاحترام الكامل لك من ساهم فيها إقليميا ودوليا- وكلمة شكر للمفاوض المصري، الذي كان يضع نصب عينيه «إنهاء معاناة الأشقاء الفلسطينيين» أولًا وأخيرًا، وكان يدرك المراوغات والحيل الخبيثة التي ينتهجها الإسرائيلي، وسعى بكل صدق وإخلاص لإنهاء تلك الدوامة، فقد آن لهذا العالم أن يستريح من مشاهد القتل والتدمير والدماء ولو لدقائق معدودة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة طوفان السابع من أكتوبر الطوفان الأوضاع الاقتصادية الغزيون الدعم المعنوي قمة القاهرة للسلام محكمة العدل الدولية رفح طوفان الاقصي

إقرأ أيضاً:

أحمد كشري: غياب المنافسة في الدوري المصري وراء تراجع الأهلي بالمونديال

علَقَ أحمد كشري نجم النادي الأهلي السابق على أداء الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة الحمراء في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 15 يونيو ختى 13 يوليو.

وخسر الأهلي أمام بالميراس البرازيلي بهدفين دون رد، أمس الأول الخميس 19 يونيو 2025، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الأولى التي تضم كلًا من بورتو البرتغالي وإنتر ميامي الأرجنتيني، ليتجمد رصيد الأحمر عند نقطة واحدة بالمركز الرابع والأخير.

وقال أحمد كشري في تصريحات لبرنامج "البريمو" مع الإعلامي محمد فاروق عبر فضائية "TeN":

الأهلي كان خارج الخدمة أمام بالميراس البرازيلي، ولم أشعر بخطورة لاعبي الفريق، على عكس المباراة الأولى أمام إنتر ميامي الأمريكي التي ظهر فيها لاعبو الفريق بشكل مميز، وأهدروا العديد من الفرص الحقيقية على مرمى أوسكار أوستاري حارس مرمى أصحاب الأرض.

وأضاف: غياب المنافسة في بطولة الدوري المصري الممتاز، وتفوق الأهلي بشكل ملحوظ في المواسم السابقة، أحد أسباب تراجع الآداء والنتائج في بطولة كأس العالم للأندية الحالية، فهناك فارق كبير بين طبيعة اللعب هنا وهُناك.

طباعة شارك الأهلي أخبار الأهلي صفقات الأهلي كأس العالم للأندية أخبار الرياضة

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تدعم أول تحليل جينوم بشرى كامل بأياد مصرية
  • إنجاز بحثي بأيادٍ مصرية.. القوات المسلحة تقود ثورة علمية في الطب الجينومي
  • "زي النهاردة".. ليفربول يعلن التعاقد مع الملك المصري محمد صلاح
  • في ذكرى رحيله.. ألبير قصيري حكيم العدم الذي سخر من العالم ومات ضاحكا
  • أحمد كشري: غياب المنافسة في الدوري المصري وراء تراجع الأهلي بالمونديال
  • سيناريو تأهل الأهلي المصري إلى ثمن نهائي كأس العالم للأندية
  • إنزاغي: سنواجه سالزبورغ بالروح ذاتها التي واجهنا بها ريال مدريد
  • إليك ما يحتاجه الأهلي المصري لبلوغ دور الـ16 في كأس العالم للأندية
  • ما قصة صاروخ الكشري المصري الذي أغضب إسرائيل؟
  • الهلال الأحمر المصري يستعرض دعمه لـ62 جنسية من اللاجئين في مصر بمناسبة اليوم العالمي للاجئين