يمن مونيتور:
2025-10-15@02:37:37 GMT

وطن يصارع الضياع

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

وطن يصارع الضياع

قرأت إن للضياع أوجه وطقوس، متعددة ومختلفة ومتناقضة، ووجدته أضحى حقيقة في واقعنا الراهن اليوم ، حيث ضاع منا وطن تشربنا سماته منذ الطفولة، حلم رددناه كل صباح نشيدا وطنيا من طابور الروضة حتى الجامعة، غُرست فينا بذوره تربية وتعليم، جغرافيا وتاريخ، شعر وأدب، وطنية وفنية وموسيقى ومسرح، تشكل في أفكارنا قيم ومبادئ وأخلاقيات، حملنه في ارواحنا، كمعركة وطنية مستقبلية، نضال وكفاح في وجه القوى التقليدية المتخلفة التي تجرنا بعيدا عن تلك المعركة، وكنا نعرف طريقها ونسير في مسارها، كيف ضعنا وتهنا عن المسار؟

هذا الضياع بكل ما يتصل بيوميات وطني المسلوب، حلمي المغدور، ضياع الهوية والانتماء والتعاطي مع القضية الوطنية الكبرى، بعد ان صرنا نشير بأصبع الاتهام للمشروع الوطني الكبير، ونرتمي في احضان مشاريعنا الصغيرة، حيث ضيق الجغرافيا وضيق التعاطي مع القضايا الانسانية والوطنية، لنتحول لمجرد رعاع في مشاريع الارتهان والتبعية، بل مشاريع استعمارية، كان اسلافنا قد اسقطوها ومرغوا انف الإمامة والمستعمر قبل ان يرحلا مغلوبين مدحورين ، تاركين خلفهم سياسة فرق تسد، تتفجر في وجهنا فتن ما ظهر منها وما بطن، فهل عادوا على بساط تلك الفتن، محمولين بالمصابين بها والمغرر  بهم، وعدد من الموظفين والمؤهلين كعملاء ومستأجرين، كواهمين وتائهين وسائرين كرعاع خلف ما هو سائد، وراقصين على نغم الطبل والمزمار ونفس الشيطان، للضياع والانهيار التام .

ضاع منا وطن، وانهارت احلامنا، عدن مدينتنا الفاضلة صارت اليوم مدينة اشباح، لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، لا راتب ولا معيشة، شوارع تكتظ بالمتسولين الجياع الباحثين عن ما يسد رمقهم، وتمر من امامهم السيارات الفاخرة والاطقم المدججة بالأسلحة، تركبها كروشا منتفخة، ونفوسا جشعة تأكل الأخضر واليابس، تعيش في بروج عالية، حولها بطانة فاسدة ترمي لها فتات وبقايا الفساد، تطبل وتزمر، وتعبد الاصنام المنتشر صورها في الشوارع، هذا هو حالنا في عدن واليمن ، ضياع في ضياع.

ضياع طال الوطن بكل اركانه شماله وجنوبه شرقه وغربه، مشاريع صغيره تؤسس على اثر اغتيال المشروع الوطني، حيث ضياع مفهوم فكرة الدولة الوطنية، وبات الضياع يطال أركان هذه الدولة، التي تديرها دمى تتحرك بأمر قوى الضياع، و اللعب على منهج التناقضات، التي يتم التعاطي معها كنقمة لا نعمه، نقمة تحركت بين اوساط مجتمع جاهل ومتخلف، ويعمل عليها مثقف واكاديمي وسياسي موظف بالعملة الاجنبية، بعار العمالة والارتهان، عملة اجنبية دمرت قيمة العملة الوطنية، والقيم والمبادئ الوطنية، واخلاقيات المجتمع والامة، حيث تتربع قوى فاسدة ومفسدة، لتدير وطن نحو الضياع، والتجزئة لكنتونات للبيع والشراء، للنهب والبسط، للمتاجرة بالقضية والاحلام التي صارت مجرد ارقام في حسابات العصابات.

ضاع وطن وضاعت القيم والمبادئ والاخلاقيات، ضاعت العقيدة الوطنية النضالية للجماهير، بين اروقة التشكيلات السياسية القبلية والعسكرية ، في اروقة السلطة المصطنعة، التي لا تعي معنا المنطق الوطني ولا الانساني، بقدر وعيها بمصالحها، والنتيجة ضياع وتخريب، حيث اصبحت الحيثيات اليومية خربشات لمنصات خطاب منفلت، بعقل تائه وجاهل، وشطط وتهور، وشخيط ونخيط، فضاع كل شيء جميل ورائع، لنرى القبح واقعا ، وأضحى الواقع ضياع وغير معلوم ومعروف المعالم، ورؤية ضبابية للمستقبل.

فهل سنرك أحلامنا لهذا الضياع وهذا العبث، أم أننا سنصحو ونجتث تلك الادوات العفنة، ونستعيد احلامنا وقيمنا ومبادئنا، نستعيد ارادتنا لنستعيد وطن، نستعيد انجازات الثورة والجمهورية والديمقراطية ، ونعيد التلاحم الوطني و وحدة المصير والارادة ، والله على كل شيئا قدير .

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: كتابات

إقرأ أيضاً:

إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله

 أكد الدكتور إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف، أن الدعاء للوطن عبادة راسخة في الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام كان أول من علّم البشرية الدعاء للأوطان قبل أي شيء آخر، استنادًا إلى قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا". 

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، أن سيدنا إبراهيم قدّم طلب الأمن والأمان للوطن على طلب العقيدة، لأن غياب الأمن يعني غياب القدرة على العبادة، فحياة الإنسان واستقراره هما الأساس الذي تُبنى عليه العبادة. 

وتابع، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة إلى شكر الناس على أعمالهم الصالحة، مستشهدًا بحديثه الشريف: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله". وأوضح، أن الدولة المصرية قدمت نموذجًا يُحتذى في الثبات على المبادئ، إذ رفضت كل الضغوط التي مورست عليها للتنازل عن أرضها أو المشاركة في أي مخططات تهجير، مؤكداً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلنها صريحة بأن التهجير خط أحمر، وهو موقف يعكس حكمة القيادة المصرية وثباتها على الحق.

 وأشار إلى أن الشكر واجب ديني ووطني لكل من يسهم في حفظ الوطن وأمنه، مبيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في خطب الجمعة بالأمن والأمان، ويحث المسلمين على الدعاء لولاة الأمور والصالحين من الأمة، لأنهم صمام الأمان في مواجهة الفتن. ولفت إلى أن ما تشهده مصر من أمن واستقرار هو نعمة تستوجب الشكر لله أولاً، ثم لمن كان سببًا فيها من القادة والمؤسسات.

طباعة شارك إبراهيم رضا الأزهر الشريف الدين الإسلامي خليل الرحمن العبادة

مقالات مشابهة

  • إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله
  • سلام القبور.. وشرم الشيخ التي صمتت على بكاء غزة
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب
  • بعد ضياع نوبل| ترامب يحصد قلادة النيل من مصر.. والحمامة الذهبية من إسرائيل
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد
  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟
  • قماطي: نستنكر الافتراءات التي طالت النائب أسامة سعد