يمن مونيتور:
2025-06-03@05:29:19 GMT

وطن يصارع الضياع

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

وطن يصارع الضياع

قرأت إن للضياع أوجه وطقوس، متعددة ومختلفة ومتناقضة، ووجدته أضحى حقيقة في واقعنا الراهن اليوم ، حيث ضاع منا وطن تشربنا سماته منذ الطفولة، حلم رددناه كل صباح نشيدا وطنيا من طابور الروضة حتى الجامعة، غُرست فينا بذوره تربية وتعليم، جغرافيا وتاريخ، شعر وأدب، وطنية وفنية وموسيقى ومسرح، تشكل في أفكارنا قيم ومبادئ وأخلاقيات، حملنه في ارواحنا، كمعركة وطنية مستقبلية، نضال وكفاح في وجه القوى التقليدية المتخلفة التي تجرنا بعيدا عن تلك المعركة، وكنا نعرف طريقها ونسير في مسارها، كيف ضعنا وتهنا عن المسار؟

هذا الضياع بكل ما يتصل بيوميات وطني المسلوب، حلمي المغدور، ضياع الهوية والانتماء والتعاطي مع القضية الوطنية الكبرى، بعد ان صرنا نشير بأصبع الاتهام للمشروع الوطني الكبير، ونرتمي في احضان مشاريعنا الصغيرة، حيث ضيق الجغرافيا وضيق التعاطي مع القضايا الانسانية والوطنية، لنتحول لمجرد رعاع في مشاريع الارتهان والتبعية، بل مشاريع استعمارية، كان اسلافنا قد اسقطوها ومرغوا انف الإمامة والمستعمر قبل ان يرحلا مغلوبين مدحورين ، تاركين خلفهم سياسة فرق تسد، تتفجر في وجهنا فتن ما ظهر منها وما بطن، فهل عادوا على بساط تلك الفتن، محمولين بالمصابين بها والمغرر  بهم، وعدد من الموظفين والمؤهلين كعملاء ومستأجرين، كواهمين وتائهين وسائرين كرعاع خلف ما هو سائد، وراقصين على نغم الطبل والمزمار ونفس الشيطان، للضياع والانهيار التام .

ضاع منا وطن، وانهارت احلامنا، عدن مدينتنا الفاضلة صارت اليوم مدينة اشباح، لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، لا راتب ولا معيشة، شوارع تكتظ بالمتسولين الجياع الباحثين عن ما يسد رمقهم، وتمر من امامهم السيارات الفاخرة والاطقم المدججة بالأسلحة، تركبها كروشا منتفخة، ونفوسا جشعة تأكل الأخضر واليابس، تعيش في بروج عالية، حولها بطانة فاسدة ترمي لها فتات وبقايا الفساد، تطبل وتزمر، وتعبد الاصنام المنتشر صورها في الشوارع، هذا هو حالنا في عدن واليمن ، ضياع في ضياع.

ضياع طال الوطن بكل اركانه شماله وجنوبه شرقه وغربه، مشاريع صغيره تؤسس على اثر اغتيال المشروع الوطني، حيث ضياع مفهوم فكرة الدولة الوطنية، وبات الضياع يطال أركان هذه الدولة، التي تديرها دمى تتحرك بأمر قوى الضياع، و اللعب على منهج التناقضات، التي يتم التعاطي معها كنقمة لا نعمه، نقمة تحركت بين اوساط مجتمع جاهل ومتخلف، ويعمل عليها مثقف واكاديمي وسياسي موظف بالعملة الاجنبية، بعار العمالة والارتهان، عملة اجنبية دمرت قيمة العملة الوطنية، والقيم والمبادئ الوطنية، واخلاقيات المجتمع والامة، حيث تتربع قوى فاسدة ومفسدة، لتدير وطن نحو الضياع، والتجزئة لكنتونات للبيع والشراء، للنهب والبسط، للمتاجرة بالقضية والاحلام التي صارت مجرد ارقام في حسابات العصابات.

ضاع وطن وضاعت القيم والمبادئ والاخلاقيات، ضاعت العقيدة الوطنية النضالية للجماهير، بين اروقة التشكيلات السياسية القبلية والعسكرية ، في اروقة السلطة المصطنعة، التي لا تعي معنا المنطق الوطني ولا الانساني، بقدر وعيها بمصالحها، والنتيجة ضياع وتخريب، حيث اصبحت الحيثيات اليومية خربشات لمنصات خطاب منفلت، بعقل تائه وجاهل، وشطط وتهور، وشخيط ونخيط، فضاع كل شيء جميل ورائع، لنرى القبح واقعا ، وأضحى الواقع ضياع وغير معلوم ومعروف المعالم، ورؤية ضبابية للمستقبل.

فهل سنرك أحلامنا لهذا الضياع وهذا العبث، أم أننا سنصحو ونجتث تلك الادوات العفنة، ونستعيد احلامنا وقيمنا ومبادئنا، نستعيد ارادتنا لنستعيد وطن، نستعيد انجازات الثورة والجمهورية والديمقراطية ، ونعيد التلاحم الوطني و وحدة المصير والارادة ، والله على كل شيئا قدير .

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: كتابات

إقرأ أيضاً:

الحصيني يكشف سبب العاصفة المفاجئة التي ضربت الإسكندرية

الرياض

كشف الباحث في الطقس والمناخ، عبدالعزيز الحصيني، عن أسباب العاصفة المفاجئة التي ضربت مدينة الإسكندرية في مصر.

وقال الحصيني عبر حسابه الرسمي بمنصة “إكس”: “شهدت الإسكندرية بمصر الشقيقة تقلبات جوية قوية، شملت رياحًا قوية وأمطارًا غزيرة وعواصف رعدية مصحوبة بحبات برد، من منتصف ليلة اليوم السبت 4 ذي الحجة الموافق 31 مايو.”

وأضاف: “السبب يرجع إلى تفاعل كتلة باردة مع كتلة رطبة، أدت – بمشيئة الله – لتشكل سحب رعدية عملاقة، المعروفة بغزارة أمطارها وشدة رياحها.”

وتسببت العاصفة في غرق بعض الشوارع نتيجة الأمطار الغزيرة والثلوج، كما تطايرت بعض الأسقف المعدنية للمحال التجارية، واندلعت النيران في سيارة، وتحطمت سيارتان أخريان جراء انهيار واجهة أحد العقارات تحت تأثير الرياح القوية.

وتعمل السلطات المحلية في الإسكندرية على إزالة آثار العاصفة، وسط تحذيرات من استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي في عدد من المناطق الساحلية خلال الأيام القادمة.

اقرأ أيضاً

عاصفة جوية غير مسبوقة تضرب الإسكندرية.. فيديو

مقالات مشابهة

  • قصة مليون قتيل بـ100 يوم.. رواندا التي عامت على بحور من الدم
  • مناشدات لمراقبة المحال التجارية التي تستخدم نقاط بيع بأسماء مختلفة
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • لضيوف الرحمن.. أبرز المزايا التي توفرها خدمة "حج بلا حقيبة"
  • العراق: 100 عام من الضياع والتخبط
  • أعمال الحج التي يجب أداؤها في المناسك
  • هذا هو عقاب هارفارد والجامعات التي خانت طلابها
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • صادي: “حضورنا البطولة الوطنية للأكاديمات دليل على الأهمية التي نوليها للتكوين”
  • الحصيني يكشف سبب العاصفة المفاجئة التي ضربت الإسكندرية