الشهيد القائد.. صوتُ الحق في وجدان الأُمَّــة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
كتب /غيداء شمسان
ليست الشهادة نهايةً للرجال العظام، بل هي بدايةٌ لخلود أبديّ، يُضيءُ دروبَ الأجيال القادمة في ذكرى استشهاد السيد القائد حسين بدر الدّين الحوثيّ، لا نتحدث عن رحيل جسدٍ، بل عن بقاءِ رسالةٍ، وعن فكرٍ ثائرٍ لم تُخمدهُ رصاصاتُ الظلم، بل ازداد تألقًا بشهادة سجلت اسمه في سجل الخالدين، تضحيته لم تكن عبثًا، بل كانت بذرة أثمرت عزةً وكرامةً، وألهمت أُمَّـة بصمودها.
كان السيد القائد، رحمه الله، أكثر من مُجَـرّد رجلٍ سياسي، كان رمزًا للمقاومة والثبات، صوتًا يرن في وجدانِ الأُمَّــة، ينادي بالحرية والاستقلال، فكرُه كان ملهمًا، كلماتُه كانت مؤثرةً، وأفعاله كانت شاهدةً على إيمانه الراسخ بقضيته لم يكُن يخشى الموت، بل كان يرى في الشهادة النصر والخلود.
اختار الطريقَ الصعب، الطريق الذي يقتضي التضحية والصمود، الطريق الممطر بدماء الشهداء لم يكن ذلك مُجَـرّد اختيار شخصي، بل كان اختيارا لرسالة وقضية عظيمةٍ، قضيةٌ تتجاوز الحدود والثقافات، وتمثل أَمل الأُمَّــة في التحرّر من الظلم والاستبداد كان يؤمن بقدرة الشعب على صنع مستقبله، وكان يحارب؛ مِن أجلِ كرامة الإنسان، ومن أجل بناء مجتمع عادل، يحكم بالعدل والإنصاف.
دعوتُه لم تكن مُجَـرّد كلمات، بل كانت أفعالًا دعا إلى العودةِ إلى أصول الدين الحنيف، إلى إحياء قيم الأخوّة والعدل والحرية، إلى بناء مجتمع يحترم فيه كرامة الإنسان لم يكن هدفُه مُجَـرّد تغيير سياسي، بلْ كان يسعى إلى تغيير جذري في النفوس والقلوب، أراد بناءَ مجتمع يحكم بالقانون، ويرعى فيه حقوقَ المُستضعفين، ويحافظ على هُويته وثقافته.
في ذكرى استشهاده، لا نتذكر مُجَـرّد رجلٍ ارتقى شهيدًا، بل نتذكر فكرًا وإرثًا يستمرُّ في الإلهام، ورسالة تتجاوز حدود الزمان والمكان يجب علينا أن نستلهم من حياته ومثله، أن نسير على نهجه، أنْ نكمل رسالته بالجد والعزم قضيته لم تزل تستدعي الجهاد والنضال، وإرثه يتطلب منا أن نكونَ أوفياءَ لعهده، أوفياء للمثل والقيم التي دافع عنها بروحه.
شهادةُ السيد القائد لم تكن نهاية، بل كانت بداية لمسيرة طويلة، مُسيرةٍ تَستدعي الصَّمودَ والثَّباتَ، والإيمان بالنصر، والعزيمة على تحقيق الأهداف.
إن ذكرى استشهاده ليست مُجَـرّد يوم نتذكر فيه رجلًا شريفًا، بل هي يوم نجدّد فيه العهد مع المبادئ والقيم، مع الحرية والعدالة، مع الأمل في مستقبل أفضل للأُمَّـة فليشهد التاريخ أن تضحيته لم تكن عبثًا، بل كانت بذرة أثمرت عزة وكرامة لليمن وللأُمَّـة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بل کانت بل کان لم تکن
إقرأ أيضاً:
تشييع جثمان الشهيد خميس عياد في سلواد
رام الله - صفا شيّع أهالي بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، يوم الجمعة، جثمان الشهيد خميس عبد اللطيف عياد (40 عامًا) إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة. وانطلق موكب التشييع من مركز طوارئ سلواد إلى منزل الشهيد حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ثم أدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانه في مدرسة مغتربي سلواد، ونقل منها على أكتاف المشيعين إلى المقبرة لمواراته الثرى. وردد خلال التشييع الذي شارك به المئات، هتافات منددة بجرائم المستوطنين وجيش الاحتلال، والتي زادت وتيرتها خلال الأشهر الماضية. وفجر الخميس، استشهد عياد نتيجة إصابته بالاختناق، أثناء محاولته إخماد نيران أضرمها مستوطنون في عدة مركبات، خلال هجومهم على البلدة، والذي تزامن مع اقتحام قوات الاحتلال وإطلاق وابل من قنابل الغاز السام المسيل للدموع. ومنذ مطلع العام الجاري، شن المستوطنون أكثر من 2153 اعتداءً، تسببت في استشهاد 8 مواطنين.