تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثًا للكاتب عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، كتابان جديدان من مؤلفاته، وهما كتاب "في مواجهة الإسلام السياسي.. رحلة في عقل الأصولية الإسلامية" الصادر عن دار كنوز للطباعة والنشر، وكتاب "كهنة التكفير من التنظيم إلى المشنقة" عن دار نفرتيتي، ومن المقرر أن يشارك الكتابان ضمن الإصدارات الحديثة المشاركة بالدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، بمركز المعارض بالتجمع الخامس.

في مواجهة الإسلام السياسي

يتناول كتاب "في مواجهة الإسلام السياسي.. رحلة في عقل الأصولية الإسلامية"، الأطر والمكونات الفكرية والحركية التي تعزز من تركة العنف المسلّح للجماعات الأصولية، وتساهم في إحكام قبضتها على جدران تنظيماتها من خلال "بيعة الموت"، ويبرز النشاط التوسعي للتيارات السلفية داخل المجتمع المصري، وصراعها مع المدرسة السلفية العلمية، وأدوار حركات "الإسلام السياسي" من واقع الأجندة الأمريكية، ومستقبلها بين السّيولة الفكريّة و"الفوضى العبثيّة".

يرصد الكتاب العلاقة المعقدة والغامضة بين تنظيم "القاعدة" وجماعة "الإخوان المسلمين"، ومشروع "دولة الفقيه"، وجهود الأجهزة الأمنية في تجفيف منابع الاستقطاب والتجنيد للجماعات التكفيرية، ووقف تمددها في البقاع المصرية.

يركز المؤلف في كتابه على الغوص في عقلية الأطراف الفاعلة في مشروع الأصولية الإسلامية، والبواطن المحركة لهذه المجموعات، واستبيان دوافعها المعلنة وغير المعلنة في ظل تمتعها بألوان خطابية متعددة على المستوى الفكري والتنظيمي والحركي، وخداع أتباعها وحواضنها المجتمعية التي دارت في فلك مراد مشروعها الفكري، وكشف اللثام عن تمويلاتها ومصادرها المالية التي تمنحها استمرارية البقاء، وتمثل صمام الأمان في معركتها مع الأنظمة السياسية العربية.

أوضح "فاروق" في كتابه أن التعرض للعقلية الأصولية ومكوناتها لا تقل أهمية عن "المواجهة الأمنية" في تجفيف منابع الجماعات الأصولية المتطرفة، واقتلاع جذورها من العمق المجتمعي، من خلال إعادة تصحيح مفاهيم الدين والتدين، التي تم احتلالها من قبل أتباع هذه التيارات واختزالها واستبدالها بمفردات وأدبيات تتلاقى مع مشروعها الفكري والسياسي. 

واعتبر المؤلف في كتابه أن الدولة المصرية في حاجة عاجلة لتجديد ماهية خطاب ديني متماسك، يعلي "العقلية النقدية" على "العقلية النقلية" في تحرير النص الديني، ويضع في أولوياته تفكيك الأيديولوجيا الفكرية للجماعات الأصولية، والقضاء على كلِّ أشكال التعصب الديني وكراهية الآخر المختلف دينيًا ومذهبيًا وعرقيًا، على نحو ينسجم مع المفاهيم والأوضاع الجديدة التي أوجدتها العولمة. خطاب ديني لا يضع المدنية في إطار الإلحاد، ولا يضع التفكير في مساحة التكفير، ولا يضع التطور الفكري في نطاق الردة والخروج من الملة، خطاب يعتمد على المنطق في استنباط الأدلة الشرعية ومقاصدها، وليس الانحصار في دائرة الإتباع والجمود على موروث الماضي، ومنحه سلطان القوة والقداسة على الحاضر المتغير.

غلاف كتاب في مواجهة الإسلام السياسيكهنة التكفير من التنظيم إلى المشنقة

يلقى كتاب "كهنة التكفير من التنظيم إلى المشنقة"، الضوء على تاريخ القيادات والعناصر التي ساهمت في تنامي تيارات الإرهاب الفكري والعقائدي في المنطقة العربية، والأطر الفكرية والحركية التي تربوا على أدبياتها مثل: "العزلة الشعورية"، و"الحاكمية"، و"جاهلية المجتمع" و"التوقف والتبين"، وترجموها عمليًا في كياناتهم ومشاريعهم التنظيمية التي عملت على تفكيك المجتمعات العربية، وإسقاط أنظمتها السياسية وأجهزتها الأمنية، وتأصيلهم لمنهجية العنف والتكفير في شرعنة العمليات الإرهابية.  

أشار المؤلف خلال كتابه إلى أن "كهنة التكفير" والعنف المسلح، تصدروا زعامة الجماعات الأصولية وساهموا في تطوير أطروحاتها الفكرية والحركية والتنظيمية، والتي منحتها فرصة وضع بصمتها في عمق المنطقة العربية، وخلقت في إطارها حواضنها الشعبية والسياسية والاجتماعية، وأشعلت من خلالها نيران الفتنة بين أتباع "الخلافة الدينية" وأنصار "الدولة المدنية"، ابتداء من جماعة "الإخوان المسلمين"، وتنظيم "الجهاد"، و"الجماعة الإسلامية"، مرورًا بجماعة "الشوقيون" وتنظيم "الناجون من النار"، و"التكفير والهجرة"، انتهاء بتنظيم "القاعدة"، وتنظيم "داعش".

ووفقا للكتاب فقد بات "كهنة التكفير" خنجرًا في قلب المنطقة العربية، لما يمثلوه من خطر على أمن واستقرار المحيط العربي والإقليمي، في إطار تمرير سيناريوات "خرائط الدم"، التي وضعها مفكرو الإدارات الغربية والأمريكية، نظرًا لتمكنهم من تطوير وسائلهم وآلياتهم تماهيًا مع التكنولوجية الحديثة، إذ لم تعد فصول نهاية هذه الجماعات بالقريب العاجل، في ظل قدرتها على التمدد والبقاء والتأثير لسنوات طويلة، مع ضعف الدور الرقابي والمجتمعي، وإجادتها لاستغلال حالة "العزلة" التي فرضتها "التطبيقات التكنولوجية" حول الأفراد المستهدفين، وانفصالهم عن واقعهم الاجتماعي.

إن تاريخ وسيرة "كهنة التكفير" مليئة بترجمة حقيقية لمعاني النرجسية، والزعامة المطلقة داخل تنظيماتهم المتطرفة التي تحولت إلى  بيئة حاضنة لأعضائها في تعويض النقص والأمراض النفسية، والأزمات الشعورية المركبة، فأصبح أحدهم "زعيمًا مقدسًا" من قبل الأتباع والدراويش والجهلاء، بعد تمكنه من إخضاعهم لسياسته ونفوذه، تحت لافتة ما يسمى بـ"ظاهرة الإحياء الديني"، وأصبح آخر خصمًا لجهاز أمني قوي، ومنهم من جاهر بعدائه لرئيس الدولة، وتوعده على مرأى ومسمع من الجميع، ومنهم من عبّر عن كبته وضغينته في عمليات انتقامية بالقتل والتفجير تجاه رموز وطوائف المجتمع. فصنعت الشهرة منهم نجومًا ورموزًا، أمام الرأي العام السياسي والشعبي، من خلال اهتمام وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بجرائمهم، وتسليط الضوء على أفعالهم التي ألبسوها رداء الدين والشريعة، خداعًا للبسطاء والعوام من أنهم "حراس العقيدة"، و"سفراء العدالة الإلهية"، ووكلاء الله في أرضه.

وأوضح الكتاب أن الروافد الفكرية لـ"كهنة التكفير"، لا تزال ممتدة ومتشعبة وضاربة بجذورها في عمق بعض الدوائر المجتمعية، ما لم يتم صياغة مشاريع قومية كبرى، تتضافر فيها جهود المؤسسات الرسمية، وتعمل على وقف المد الفكري والتنظيمي للجماعات الأصولية، وتمتلك القدرة على تفكيك بنية خطابها، وتطرح البديل الدعوي المعتدل والآمن، والمتوافق مع روح الرسالة المحمدية ومقاصدها.

غلاف كتاب كهنة التكفير

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المشنقة معرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال

إقرأ أيضاً:

كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي

الجزائر "العُمانية": يُركّز كتاب "التشكلات الفنية والموضوعية في شعر يحيى بن هذيل القرطبي"، الصّادر عن دار ألفا دوك للنشر والتوزيع بالجزائر، للباحث الدكتور حاتم أحمد محمد الحمد على شاعر عاش في القرن الرابع الهجري في البيئة الأندلسية، وهو الشاعر يحيى بن هذيل القرطبي الأندلسي، وقد كان له أثر كبير في الشعر الأندلسي، ومكانة كبيرة بين شعراء عصره.

ويقول الباحث والدكتور في مقدمة الكتاب الذي يقع في 304 صفحات، "تتمثل المشكلة الرئيسة لهذه الدراسة في ضياع مجموعة كبيرة من أشعاره، ولم يصل إلينا إلا القليل، وهو ما قام بجمعه الباحث محمد علي الشوابكة، كما يمكن أن نضيف في المشكلة إنه لم يوف حقه من الدراسة والبحث، ولعله السبب في ضياع أشعاره، وبحدود اطلاع الباحث لا توجد دراسة شاملة وافية لجميع الجوانب الموضوعية والفنية والبلاغية والأسلوبية".

وحول الهدف من الدراسة، قال المؤلف: "لقد هدفت الدراسة إلى التعريف بابن هذيل وإبراز الدور الذي لعبه في منظومة الشعر العربي، كما هدفت إلى تقديم عرض للموضوعات الشعرية بالشرح والتحليل، كما قدمت جانب البلاغة بعناصرها المختلفة (علم البيان، علم المعاني، علم البديع) في إعطاء أشعاره قيمة عظيمة، كما بينت الدراسة الخصائص الأسلوبية ودورها في الجانب الدلالي، وأنها اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الأسلوبي لتحقيق أهداف الدراسة، وسيكون تطبيق هذا المنهج حسب خطوات البحث العلمي من خلال جمع المعلومات وترتيبها وتصنيفها، ثم تحليلها وتعميمها؛ حيث اعتمدت على كتاب الباحث محمد علي الشوابكة جمع وتحقيق لأشعار ابن هذيل".

وقسّم الباحث الكتاب إلى أبواب تناولت جوانب كثيرة من حياة الشاعر ابن هذيل على غرار مولده، وظروف نشأته، والموضوعات الشعرية التي تناولها في شعره، والخصائص الفنية والأسلوبية في شعره.

وقد خلصت هذه الدراسة العلمية إلى أنّ النتائج أظهرت أن الشاعر يحيى بن هذيل، كغيره من الشعراء لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث الكافي، كما بينت مدى تميزه بخصائص حميدة وشخصية فريدة كونه عالمًا وفقيهًا وشاعرًا، وكان الشاعر مكثرا من أشعار الوصف، ولعل ذلك يعود لجمال الطبيعة الأندلسية التي عاش في ظلها، بالإضافة إلى إظهار مدى براعته في رسم الصورة الفنية المستوحاة من البيئة التي عاشها، واستخدامه الألفاظ والتراكيب والخيال.

ووصّت الدراسة بإفراد بحث خاص عن الصورة الشعرية في شعر ابن هذيل، وآخر عن المكان، وثالث عن التشبيه وما يندرج تحته، ورابع عن حضور المرأة في شعره، إذ إنها دراسات تثري المكتبات ويرجع إليها المهتمون بالأدب العربي، والأفراد الذين يعتنون بالمضمون الشعري ويلاحقون كل ما هو جديد.

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: مظاهرات تل أبيب كشفت ازدواجية الإسلام السياسي ومخططاته ضد مصر
  • غرفة زراعة دمشق وريفها تناقش التحضيرات للمشاركة بمعرض دمشق الدولي
  • ملتقى الكتاب السوريين يختتم فعالياته ويكرم الأدباء والمثقفين المشاركين
  • الورداني: المقارنة بين الوطن والأمة فكرة شيطانية لهدم البلدان
  • 4 آلاف وثيقة بمعرض "ذاكرة وطن في أرض اللُبان" بصلالة
  • لماذا يريد الغرب تعميم نموذجه الفكري والسياسي؟
  • بحضور الأنبا رافائيل.. اجتماع كهنة كنائس قطاع وسط القاهرة
  • ملتقى الكتاب السوريين يطرح قضايا فكرية ونصوصاً أدبية غير مسبوقة
  • عاصم الجزار: حزب الجبهة الوطنية يؤمن بأن التنوع الفكري يمثل عنصر ثراء في الحياة السياسية
  • كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي