ما بين جوبا وودمدني، السياسة ووجدان الشعوب
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
بقلم : محمد بدوي
في مقال سابق حول آثار الحرب في السودان أشرت إلي أن ما يحدث في السودان لن يبقي في السودان، وذلك لعدة اسباب اشرنا إليها في ذاك الحيز، في ربطها بموضوع المقال فإن الاثر الاكبر وقع على دولة جنوب السودان، لتوقف الخط الناقل للبترول حينها نتيجة للحرب، فانعكس في تراجع إقتصادي بجوبا لإعتمادها على البترول كمصدر يساهم ٩بنسبة % في الموازنة العامة.
ضرورة الفقرة الاولي واقترانها بموضوع المقال المخصص لعلاقات الشعوب علي خلفية التطورات التي برزت عقب إعادة الجيش السيطرة على ولاية الجزيرة بوسط السودان، بعد عام من الانسحاب وسيطرة الدعم السريع عليها، تمثلت جملة التطورات في الانتهاكات التي طالت المدنيين، بما شمل الجنوب سودانيين وفقا للخارجية الجنوب سودانية التي إستدعت السفير السوداني بجوبا لإبلاغة بإحتجاج الدولة على ما تم.
دون الخوض في التفاصيل وأشكال الانتهاكات لأنها ليست بجديدة في السجل السوداني لما بعد الاستقلال لكن الجديد هو اتساع نطاقها وتوثيقها من قبل مرتكبيها، وياتي التوثيق كجزء من سلسلة إقتران الانتهاكات بخطاب الكراهية الذي يمثل التوثيق والنشر جزء من الانتهاك الذي في اختلاف طبيعته يخلص إلي إشباع رغبة المنتهكين في التشفي والشماتة المرضيتان، لأن مفعول خطاب الكراهية يكتمل عند المنتهك الا بمعاملة الضحايا كالحيوانات، وهذا يكشف لماذ الذبح احد أشكال الانتهاكات .
عطفا علي ما سبق فإن ما حدث في مدني استهدف المدنيين بناء على العرق قبل الانتماء بالجنسية أو للسودان أو جنوب السودان، هذا يقود إلي أن ما تم ينتهك الكرامة الانسانية ويختلف الضمير الإنساني والوجدان السليم.
جاءت بيانات الشجب والتضامن مع الضحايا من قطاعات واسعة خارجية وداخلية ربط بينها احترام الحق في الحياة واحترام حقوق الانسان، ولعل غزارة البيانات والمواقف المعلنة تجاوزت ما صدر في اي حدث اخر خلال هذه الحرب.
في تطور لاحق جاء رد فعل بعض الفئات بجنوب السودان تدعوا للتصعيد والنظر بالمقابل تحريضا ضد المدنيين السودانيين السودانيين بجنوب السودان، يمكن فهم ما حدث في سياق أن ما تم جاء نتيجة لاعادة ذاكرة الحرب الاهلية، لكن بالنظر الي الاصوات التي نشطت في التحريض فهم يمثلون فئات عمرية لم تشهد عمق وفظاعة الحرب الاهلية، ليرتبط الأمر بسؤال جوهري حول الأسباب التي دعت تلك الاصوات للنشاط للتحريض، لعل جزء من الإجابة يمكن الوقوف عليها بالنظر الي اتفاق إعادة ضخ بترول جنوب السودان عبر السودان في ٨ يناير ٢٠٢٥ بعد توقف دام لما يقارب ال١١ شهرا .
ما يحدث في جوبا في تقديري يتطلب النظر بروية والاستفادة من ما يحدث في السودان، وعلى إنها حرب سلطة وموارد، فانتقالها مظاهرها إلي اي مكان آخر يحمل ذات جينات الأسباب بما فيها نسق عدم الاستقرار.
أن العنف وتوجيهه نحو المدنيين في جنوب السودان، لن يحل الازمة لأنهم ليسوا طرفا في الصراع،في الغالب تواجدهم بجوبا ناتج من أسباب مختلفة منها رفضهم للحرب أوهربا منها أو بحثا عن العيش الاقتصادي الكريم
ظلت الحرب بين السلطات السودانية والحركة الشعبية بفتريتها مرتبطة بطبيعة سياسية، حتي جاء الانفصال / الاستقلال أيضا كقرار سياسي مرتبط باتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥، في هذا الخضم ظلت علاقات الشعوب السودانية لا مجال لها لتعبر عن مواقفها في ظل الهينمة السلطوية، بما يتطلب النظر مليا إلي علاقات الشعوب بعيدا عن العلاقات الرسمية للحكومات التي تتاثر سلما وتوترا، لأن ما يربط بين الشعوب تواريخ مشتركة، و ذاكرة السلم غيبت قسرا وحسن الجيرة، والملاذات حين تعمل آلة الحرب في اي من الجغرافيا.
الخلاصة : تراخينا في التوحد كمدنيين في وقف الحرب في السودان، بما يجعل هذه التطورات تعيد تذكيرنا بذلك وتفرض واجب العمل المشترك بين شعوب الدولتين لتفويت الفرص على زعزعة الاستقرار، غياب العدالة والمحاسبة تاريخيا حتي في بنود اتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥ ستظل الحلقة المفقودة لضمان الاستقرار في السودانيين
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جنوب السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
أمطار غزيرة في السودان خلال الساعات المقبلة
متابعات- تاق برس- توقعت هيئة الأرصاد الجوية أن تشهد بعض المناطق في السودان عواصف رعدية وأمطارا غزيرة، حيث تتأثر جنوب وغرب كردفان، شرق ووسط دارفور بعواصف رعدية وأمطار غزيرة. وشمال سنار، جنوب وغرب شمال كردفان، وسط وجنوب شمال دارفور، جنوب وغرب دارفور بأمطار متوسطة إلى غزيرة. وجنوب البحر الأحمر، كسلا، القضارف، شرق وجنوب سنار، النيل الأزرق، جنوب وجنوب شرق الجزيرة، النيل الأبيض، شمال شمال دارفور بأمطار خفيفة إلى متوسطة.
وأشارت إلى استمرار هيمنة منخفض الهند الموسمي على معظم أنحاء البلاد.
وأوضحت أن الفاصل المداري يمر اليوم شمال ولاية البحر الأحمر، شمال أبوحمد، جنوب دنقلا، شمال الأجزاء الشمالية من شمال دارفور.
وأشار تقرير الهيئة إلى أنه من المتوقع أن تشهد درجات الحرارة انخفاضًا طفيفًا في شرق، غرب، وجنوب أواسط البلاد، بينما ترتفع في شمال الأواسط وتستمر القيم المرتفعة في شمال وشمال شرق البلاد.
وتوقعت الهيئة أن يكون الطقس حارًا إلى حار جدًا نهارًا في الولاية الشمالية، وشمال نهر النيل، والبحر الأحمر، بينما يكون معتدلًا نهارًا ويميل للبرودة ليلًا في بقية أنحاء البلاد.
وتوقعت الأرصاد الجوية أيضًا نشاطًا للرياح الجنوبية الغربية المثيرة للغبار والأتربة في بعض المناطق، حيث تصل أعلى درجة حرارة متوقعة إلى 47.0°C في دنقلا، بينما تصل أدنى درجة حرارة صباح الغد إلى 20.0°C في كادقلي.
أمطار السودانطقس السودانمنخفض الهند الموسمي الحراري