طقس الإسكندرية.. دافئ ليلاً بارد نهاراً
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
شهدت محافظة الإسكندرية، حالة الاستقرار في الأحوال الجوية ودرجات الحرارة والسواحل الشمالية الغربية للبلاد، اليوم السبت، حيث انعدمت تماما أي فرص لسقط الأمطار.وشهدت سطوع الشمس وقام المواطنين بالتنزه على الكورنيش لاستمتاع بالطقس.
ووفقاً لبيان صادر عن هيئة الأرصاد الجوية، اليوم، تواصلت حالة الاستقرار في درجات الحرارة بالإسكندرية، حيث بلغت العظمى 20 درجة مئوية والصغرى 10 درجات مع رياح هادئة نسبيا لا تتعدى سرعتها الـ28كم/الساعة.
ويسود اليوم السبت طقسا شتويا على محافظة الإسكندرية والسواحل الشمالية الغربية للبلاد، باردا خلال ساعات النهار وشديد البرودة ليلا، مع عدم وجود فرص سقط الأمطار وذلك وفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية، كما هدأت الرياح على مسطح البحر الأبيض المتوسط
من جانب آخر ترفع محافظة الإسكندرية درجة الاستعداد القصوى للنوات بإتخاذ الإجراءات اللازمة، بكافة أحياء المحافظة، للتعامل مع النوات وتوقعات هيئة الأرصاد الجوية.
وأكد محافظ الإسكندرية، أنه يتم اتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن جاهزية المحافظة للتعامل مع أي أحداث أو أزمات طارئة من خلال مراجعة جاهزية كافة المُعدات للسيطرة على أي أزمة أو كارثة طبيعية ومجابهة التغييرات المُناخية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالاستعداد الكامل لإدارة الأزمات والكوارث، وربط مراكز الأزمات بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.
وأوضح الفريق أحمد خالد محافظ الاسكندرية أن إجمالي عدد معدات المحافظة تبلغ 1250 مُعدة هندسية ذات طبيعة خاصة ومركبة مجهزة وناقلة تتضمن: (مُعدات الصرف الصحي، ومُعدات شركة مياه الشرب، والمُعدات الهندسية للأحياء، ومُعدات شركة الكهرباء، وسيارات الإسعاف).
وأضاف محافظ الإسكندرية، أن هناك أطقم فنية مُدربة في مختلفة القطاعات على استخدام تلك المُعدات للتعامل الفوري والتدخل السريع بالمناطق المتضررة، لافتًا إلى أنه تم تنفيذ عدة سيناريوهات للتعامل مع نقاط تجمع الأمطار بالمحافظة خلال النوات الماضية، مبينا أن إجمالي المعدات عبارة عن 80 معدة خاصة بالصرف الصحي تعمل على الاسهام في عمليات تطهير مواقع منظومة الصرف الصحي، وسحب تجمعات مياه الأمطار أثناء النوات، مع الجاهزية لتنفيذ أي مهمة طبقاً للتغييرات المُناخية، بالإضافة إلى 60 معدة لمياه الشرب مُجهزة لنزح المياه، و50 معدة تابعة لشركة توزيع الكهرباء تستخدم لتأمين وتوفير الاحتياجات اللازمة من الكهرباء للمنشآت الهامة، مثل: المستشفيات، ومحطات الصرف الصحي، ومحطات المياه، و كذلك 20 عربة اسعاف مجهزة لنقل الحالات الطارئة وغير الطارئة، بمعدل متوسط (400 – 430) بلاغاً يومياً، وفي حالة الأزمات يتم رفع معدل التشغيل بنسبة 100%، بالإضافة إلى 40 مُعدة هندسية بالأحياء مهمتها فتح الطرق في حالة انهيار عقارات، وازالة أي معيقات على الطرق الرئيسية والسريعة، والعمل بالمواقع غير المُمهدة، والتدخل لرفع التراكمات الخاصة بأعمال الردم والإزالات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية استقرار في درجات الحرارة شهدت محافظة الإسكندرية اتخاذ التدابير اللازمة الأرصاد الجوية م عدات
إقرأ أيضاً:
قراءة في حاضرٍ موحش وماضٍ دافئ
كانت الأسرة بالأمس نسيجًا حيًّا من التفاعل والتراحم، يظللها سقف المحبة قبل سقف الجدران، يجمعها مجلس واحد، وتلمّ شتاتها مائدة واحدة، وتؤنس لياليها أحاديث ممتدة، تشرق فيها ضحكات الآباء والأمهات وتختلط بصوت خطوات الأطفال. كان الحضور حضورًا حقيقيًا لا افتراضيًا، وكان القرب قلبًا قبل أن يكون جسدًا.
أما اليوم، فكم من بيت لا يجمع أفراده إلا اسمه وسقفه؟
غرف مغلقة، وعوالم متوازية داخل الشاشات الصغيرة، تقاطعت فيها القيم وذابت فيها الخصوصيات. كل فرد يعيش في جزيرة إلكترونية منعزلة، يتغذى على ما تبثه وسائل التواصل من أفكار وقيم وسلوكيات، كثيرٌ منها دخيل، وبعضها هدّام.
الوالدان، اللذان كانا يومًا رمزي الحضور والرعاية، صارا – في كثير من البيوت والله المستعان – جزءًا من المشكلة لا من الحل.
أحدهما غائب في مقهى واستراحة يُمارس فيه هروبه الصامت، والآخر غارق في نزهة وجمعة لا تنتهي، وكأنهما يهربان من دورٍ لم يُتقن صنعه بعد.
وإن اجتمعا في البيت، جمعهما صمتٌ ثقيل لا يُكسر إلا بصوت مقطع مضحك، وضحكاتٌ أحادية عابرة تملأ الفراغ، ضحكاتٌ قد تسمعها فتقول من غرابتها: “بسم الله الرحمن الرحيم!”
ضحكات لا تنبع من فرح، بل من فراغ داخلي… فراغ يستعيض عن المعنى بالتسلية، وعن العمق بالسطح.
وليت الأمر توقف عند الضحك…
فحتى المواضيع التي تُطرح في المجالس الأسرية لم تَعُد تدور حول الأولويات:
لا عن سلوك الأبناء، ولا عن مستقبلهم، ولا عن أخلاقهم، ولا عن همومهم النفسية، بل تحوّل محور الحديث إلى ما جاد به “الترند”، حتى كأنّ وسائل التواصل صارت المرجعية، والحديث عن القيم صار ثقيلًا.
لقد انسحب الحوار الأسري أمام زخم المحتوى الرقمي، وتحوّلت الجلسات العائلية إلى مهرجانات صامتة…
كل حاضر بجسده، وغائب بعقله وقلبه.
والسؤال المهم هل حدث تحولات جذرية في المفهوم الأسريّ؟
ربما لم يتحول بقدر ما تمّ تفريغه من محتواه. الأسرة اليوم بحاجة إلى إعادة تعريف، إلى أن يُستعاد دفء الجلوس، وصدق السؤال، وجمال القرب الحقيقي لا القرب الرقمي.
نحن بحاجة أن نعود من الغياب، من خلف الشاشات، من لهوٍ يُضحكنا ويُبكينا، ليجد الأبناء آباءً حاضرون حضورًا حقيقيًا، وتجد البيوت روحًا تسكنها، لا مجرد أجساد تتقاطع في الممرات.
الأسرة ليست مجرد سقف… هي قلبٌ ينبض، وصوتٌ يُسمع، وعينٌ ترقب، ويدٌ تمتد، فإن لم تكن كذلك، فهي مجرد جدران صامتة، مهما علت هندستها وتزيّن أثاثها.