انكسر العدو الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية، ورفع الراية الجمعة الماضية بتوقيعه مرغما على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واليوم الأحد وفي تمام الساعة (8.30) بتوقيت القدس، الـ(6.30) بتوقيت جرينتش، يبدأ سريان مضمون الاتفاق في مرحلته الأولى التي تمتد لـ(42) يوما، وفضلا عن الاتفاق المُذل للعدو فإنه سيدخل معركة داخلية جديدة بين أحزاب الائتلاف الحاكم المتطرفة، ويبدو الأفق مظلما أمام النتنياهو.
بمقاييس الحروب والعلوم العسكرية، ووفق ظروف المعركة معطيات الميدان، فان الكيان الصهيوني يخرج من عدوانه على غزة بهزيمة نكراء يشهد به حتى العالم المنافق رغم مكابرته، بلا أي هدف استراتيجي إلا من تدمير للمجمعات السكنية والبنية التحتية، إذ فشل العدو الصهيوني بكل ما يمتلكه من سلاح ودعم دولي وحرية الحركة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانهزم أمام ثُلة من الصادقين الطاهرين الرافضين لوجوده واحتلاله لأرضهم، بإمكانياتهم البسيطة، وإلى الآن رغم القتل الإبادة الجماعية وسياسية التدمير لكل شيء ظلت المقاومة تفاجئ الكيان ومن يقف خلفه من الكائنات غير السوية، المشوّهة في ضميرها وأخلاقها، بعمليات نوعية أكانت لجهة العمليات الفدائية الاستشهادية أو اطلاق صليات الصواريخ، حتى بات الأمر مؤرقا محيّرا. من أين تنطلق الصواريخ؟ ولماذا لم تتأثر قدرات المقاومة بعد كل هذا الجحيم من القنابل والقصف والإحراق وكل أشكال الإجرام المتفلت من كل الالتزامات؟ وأين هُم الأسرى الصهاينة الذين جعل منهم النتنياهو شماعة لممارسة حوانيته ضد المدنيين العُزّل؟
عندما بدأ العدوان على غزة، كان المخطط الإسرائيلي الأمريكي أن تكون هذه الجولة حاسمة ونهائية وحاسمة للقضاء على المقاومة وإعادة غزة للاحتلال المباشر بتعيين حاكم متصهين، يكف عن الكيان أي تحركات ثورية ضده، فجاء هذا العدوان بوحشية مخجلة. لكل النوع البشري، لأجل ذلك ظل الكائن الأمريكي يراوغ في سياسته العالم، بشأن الحاجة الفعلية إلى إنهاء هذا العبث الصهيوني في الأراضي المحتلة، وظل العدو الإسرائيلي يمارس حيوانيته بلا رادع من أحد.
حُدد الهدف ورُسمت الخطة وبدأ التنفيذ والمحصلة إعجازية، نصر من الله على الغرور والكِبر والوقاحة الأمريكية في المقام الأول، ثم تأديب للكيان الحيواني المفجوع في استقراره وغطرسته وهيمنته، ثم يأتيك من يتحدث ببلادة عن أن تحرك المقاومة هي من تسببت بكل هذا الإجرام، وكأن العدو جزء أصيلا من نسيج المنطقة نعطيه حق الرد، أو كأنه لم يكفّ عن استهداف الفلسطينيين طوال أكثر من (75) عاما من الاحتلال .
اليوم حيث يبدأ سريان وقف إطلاق النار، سيكون على الكيان غير الشرعي، والبلطجي الأمريكية أن يكفّوا أذاهم عن المنطقة عموما، سواء خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة أو بعدها عقب تنفيذ بنود إطلاق الأسرى من جانب المقاومة وجانب العدو وصولا إلى الوقف النهائي لصوت المعركة، صحيح أن العدو الإسرائيلي ليس أهلا لأي مستوى من الثقة، مراوغ، مخادع، كاذب، منافق، مثله مثل الإدارة الأمريكية، إلا أنه عليهم ألا ينسوا أن هناك من يترصّد أي تحرك في هذا الاتجاه، فاليمنيون سيراقبون صدقية تنفيذ العدو للاتفاق، ومع أي خرق فإن عصا العقوبة والتأديب لن تنتظر الأمم المتحدة والمراقبين بأن يبتّوا في الأمر ولكنها ستنهال على رأس العدو بالضربات الموجعة وهي مسألة أكدها السيد القائد الخميس الماضي.
اليمنيون، لن يلزموا الصمت، وعلى العدو أن يكون على قناعة بأن مظلة النفاق التي تحميه أصبحت مخروقة وعليه أن ينتبه لما سيأتيه من على بعد أكثر من 2000 كيلو متر، وأن يستمعوا لصوت بعض قياداتهم الذين يحذرون من إن القوات المسلحة اليمنية تراقب وستراقب، يقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية للعدو اللواء احتياط تامير هيمان: إن قائد «الحوثيين» كرر التأكيد بأنه سيساند غزة ويتابع عن كثب تنفيذ الاتفاق، وهذا ما ينتظرنا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حماس ترد على المقترح الأمريكي بتثبيت وقف إطلاق النار.. وواشنطن تصطف إلى جانب العدو
يمانيون |
رفض المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ردّ حركة حماس على المقترح الأمريكي الأخير المتعلق باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، واصفاً الرد بأنه “لن يؤدي إلا إلى التراجع”، في موقف وصفته الحركة بأنه منحاز بالكامل للعدو الصهيوني، ويفتقر إلى الحد الأدنى من العدالة والحياد.
وقال ويتكوف في تصريحاته إنّ على حماس “القبول بالإطار المقترح كأساس لمحادثات التقارب”، مدّعياً أن ذلك “الطريق الوحيد” للتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوماً، يُفضي إلى إعادة نصف الأسرى الصهاينة الأحياء ونصف الجثامين، تمهيداً لمفاوضات تهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار، على حد زعمه.
وتطابق الموقف الأمريكي بشكل لافت مع تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الذي رفض بدوره رد حماس، معتبراً أنه يعيد المفاوضات إلى المربع الأول.
في المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تصريحات ويتكوف “منحازة وغير منصفة”، وتعكس تبنّياً كاملاً للرؤية الصهيونية، مشيرة إلى أنها قدمت ردّها بشكل رسمي إلى الوسطاء، متضمناً صيغة واضحة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وفي التفاصيل، أوضحت الحركة أن مبادرتها تشمل إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء، وتسليم 18 جثماناً، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، ضمن اتفاق شامل يضمن الحقوق الفلسطينية الإنسانية والسياسية.
بدورها، شدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن أي مقترح لا يؤدي إلى وقف المجازر بحق المدنيين هو “ذر للرماد في العيون”، مشيرة إلى أن الاحتلال تنصّل من اتفاق 19 يناير، وواصل عدوانه رغم ما تضمنه الاتفاق من بنود إنسانية.
وقالت الفصائل في بيانها إن مقترحات الوسطاء لا تزال عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنها تعاملت بجدية مع كل المبادرات، ولكنها ترفض أي صيغة تشرعن استمرار الاحتلال أو المجازر، وتفتقر إلى ضمانات حقيقية لوقف العدوان وعودة الحياة الطبيعية.
وطالبت الفصائل بصيغة تُفضي إلى إنهاء الاحتلال وانسحاب قوات العدو من القطاع، وعودة النازحين، وبدء إعادة الإعمار دون قيود، إضافة إلى تدفّق المساعدات الإنسانية بشكل دائم وغير مشروط، لوقف المجاعة وتوفير المأوى، وإنهاء كارثة الإبادة الجماعية المستمرة.
كما أكدت الفصائل أنها تعمل ضمن مبادرة وطنية شاملة تهدف إلى تشكيل قيادة موحدة لإدارة شؤون غزة خلال فترات التهدئة، بما يضمن الاستقرار والكرامة للشعب الفلسطيني، ويمنحه الأمل في مستقبل يستعيد فيه حقوقه، ويؤسس لحياة حرة وآمنة تحت راية مقاومته المشروعة.
وفيما يتزايد الانحياز الأمريكي للعدو الصهيوني، تؤكد الفصائل أن استمرار العجز الدولي وغياب الموقف العادل من جرائم الاحتلال يشكل شراكة ضمنية في المجازر، داعية الشعوب الحرة إلى التحرك والضغط لوقف العدوان، وفضح التواطؤ الدولي الذي يكرّس الإبادة ويمنح الاحتلال غطاءً لجرائمه.