بوابة الوفد:
2025-08-02@19:48:41 GMT

لمحة من جرائم عصر محمد على

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

يصف كثيرون محمد على والى مصر خلال الفترة من 1805- 1848 بباعث النهضة المصرية الحديثة، وهذه مبالغة من مبالغات السلطة التى ورثناها وابتلعناها دون تمحيص.

ذلك لأنه لا يمكن تقييم النهضة والحداثة بما يطرأ على الحجر من تغيرات، دون التفات لأحوال البشر. إذ ما معنى القصور المشيدة والجسور والطرق، والإنسان بائس، متخلف، مساق، وذليل؟؟

ونسبة الفضل لأهله تدفعنا إلى تقدير الدراسات والكشوفات التى قدمها الدكتور خالد فهمى فى هذا الشأن، بدءاً من كتابه الفذ «كل رجال الباشا» وحتى دراسته النابهة «السعى للعدالة».

كذلك، العودة لشهادات المستشرقين الأوروبيين الذين زاروا مصر خلال حكم الباشا، تؤكد أن الناس العامة كانوا فى نهاية حكم محمد على أكثر بؤساً وحرماناً ومعاناة مما كانوا عليه قبل حكمه.

ومن بين الشهادات الرائعة ما يقدمه لنا المستشرق البريطانى إدوارد وليام بين (وهو خال المؤرخ الشهير ستانلى بول). لقد زار «بين» مصر ثلاث مرات، عايش خلالها الناس، وأتقن لغتهم، وتكيف مع عاداتهم، وتفهم همومهم وأنماط تفكيرهم، ليخرج لنا بكتب عظيمة أبرزها «المصريون المحدثون»، وترجمة ألف ليلة وليلة، ودراسات فى القرآن، وغيرها.

وما يعنينا من شهادة الرجل، تلك الإشارات المتنوعة حول بعض الجرائم التى عايشها خلال زياراته الثلاث لمصر من 1825 إلى 1849 وهى ما يدلل على حالة المجتمع الذى زعمت السلطة الحاكمة فيه أنه تمدن.

ففى فبراير 1834 دخل جندى تركى منزل سيدة يهودية ثرية وحيدة، وقتلها ثم قطع رأسها وأخفاه فى زير للمياه، ثم أهال التراب على فوهة الزير، وحمله إلى خارج البيت. لكن لسوء حظه كان الزير مكسوراً من أسفل، فتساقطت منه قطرات الدماء، فلفتت انتباه المارة، فتجمعوا وقبضوا عليه ليجدوا معه مجوهرات القتيلة.

فى الشهر ذاته قبضوا على قواس (شرطى) من حرس الباشا اعتقل حاجاً تركياً فى الإسكندرية ثم سرقه، وقتله وألقى بجثته فى ساقية مهجورة.

ويحكى إدوارد وليام لين أيضاً أنه فى 12 أغسطس 1934 قام أحد القادة المقربين من الباشا واسمه الجنرال سليم، باستئجار عدد من المقرئين، وأمرهم بقراءة القرآن بصوت مرتفع فى منزله، وصعد إلى غرفة الحريم وخنق زوجته. وكان القاتل قد اتهم زوجته بالفسق، وبعث برسالة بذلك إلى إبراهيم باشا، فأذن له أن يفعل ما يشاء، ثم استأذن محمد على فأجابه بالرد نفسه، فنفذ الإعدام فى زوجته.

ويعلق المستشرق البريطانى على الواقعة بأنها تعطينى تصوراً لأفكار محمد على بشأن العدالة، فإنه لو أراد للجنرال سليم أن ينصاع للقانون ويطبقه كما يجب لطلب منه تقديم أربعة شهود ضد زوجته أو تنفيذ فكرة الملاعنة كما أقرها الشرع الإسلامى.

وفى أكتوبر 1933 زار المستشرق مدينة فوه، ولاحظ أن الناس أكثر بؤساً مما هى الحال فى القاهرة، لكنه لاحظ مسيرة الشباب المساق للتجنيد بالقوة من الحقول والقرى وخلفهم تسير زوجاتهم وحبيباتهم حتى يصل الركب كله إلى العاصمة، فيرسل الشباب تباعاً إلى جبهات الحرب، وتضطر النساء – تحت العوز – إلى امتهان البغاء. وحسب شهادته وقتها يقول الرجل «صارت مصر الآن ممتلئة بالبغايا، وأصبحت القرى نصف مهجورة، ويسكنها أكثر الناس فقراً وقبحاً».

تلك نذر يسيرة من أكذوبة محمد على باعث النهضة العظيمة، الذى أتيحت له فرصة لم تتح لغيره للارتقاء بالمصريين وتعليمهم وتغييرهم، حيث حكم لخمس وأربعين سنة متصلة، كان فيها الأول والآخر والمهيمن على كل شىء. غير أنه استغل المصريين فى ساحات صراعاته لبناء ممالكه وأمجاده، التى ذرتها الريح فى النهاية، وظل الإنسان كما كان بل أشد ذلاً وحرماناً.

والله أعلم

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد محمد على

إقرأ أيضاً:

«هيقابل ربنا شهيد».. تعليق جديد لـ محمد رمضان بعد حادث حفل الساحل الشمالي

أعرب الفنان محمد رمضان، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن حزنه لما حدث خلال حفله الأخير أمس بالساحل الشمالي، والذي أسفر عن وفاة أحد العاملين، وعدد من الإصابات بين الجماهير.

وفي هذا السياق، خرج محمد رمضان، في مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على «إنستجرام» يعلق على حادث حفله، قائلا: «ربنا يصبر أهل المتوفي في حفل أمس، ويشفي المصابين يارب، لما شوفت الحدث والانفجار وقفت الحفلة على طول واتعاملت زي أي إنسان وساعدت في نقلهم للإسعاف ووقفت الحفلة».

وأضاف محمد رمضان: «بشكر الناس اللي تفهمت الموقف وزعلان من الناس الوحشة اللي شمتانين في المتوفي وقالوا هتقابل ربنا إزاي، هيقابل ربنا شهيد بيجري على أكل عيشه».

View this post on Instagram

A post shared by Mohamed Ramadan (@mr1)

وتابع محمد رمضان: «قاعد تكتب وتحدد مين هيدخل الجنة والنار، لو بتحب دينك أوي كده دينك قالك الكلمة الحلوة صدقة، لو معندكش تخرس خالص».

ماذا حدث في حفل محمد رمضان؟

وكان الفنان محمد رمضان، أقام حفلًا غنائيًا ضخمًا، في جولف بورتو مارينا بالساحل الشمالي، وشهد حفل الفنان محمد رمضان، انفجارًا مفاجئًا وقع بالقرب من المسرح، ما أسفر عن وفاة شاب وإصابة 6 من الحاضرين.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو موثق للحظة وقوع انفجار في عدد من الأشخاص بالقرب من المسرح، بسبب الألعاب النارية.

إلغاء حفل محمد رمضان في الساحل الشمالي

وبعد وفاة المسئول عن أمان أجهزة «الفاير فوكس» نتيجة الانفجار، قام الفنان محمد رمضان بإيقاف الحفل وطلب سيارة الإسعاف أثناء تواجده على المسرح، وطلب من الجمهور الخروج بهدوء، مؤكدًا أنه لن يغادر المكان قبل الاطمئنان على سلامة الحضور، وقال: «مش همشي غير لما أتأكد إن كل الناس خرجت بخير.. إحنا أهم حاجة عندنا أرواح الناس».

اقرأ أيضا:

«تراجع وقام بحذفه».. محمد رمضان يثير الجدل عن محاولة اغتياله في حفل الساحل

لحظة وفاة شاب في حفل محمد رمضان وهروب الجمهور «فيديو»

«قضاء وقدر وليست محاولة اغتيال».. محمد رمضان ينعي أحد أفراد الألعاب النارية بعد وفاته

مقالات مشابهة

  • الباشا تلميذ.. لايف البلوجر محمد شاكر يثير الجدل بعد أنباء القبض عليه
  • بعد تحريك ترامب لوحدات نووية.. لمحة عن أسطول الغواصات الأمريكي
  • أنا من أسرة مصرية متوسطة الدخل.. النائب محمد أبو العينين يكشف بداية رحلته من الصفر
  • محسن البلوشي يعتذر عن التدريب هذا الموسم
  • المنتخب الأولمبي يلاقي النهضة في نهائي بطولة الخريف.. غدا
  • 27 أغسطس.. علي الحجار يحيي حفلا غنائيا فى ساقية الصاوي
  • «هيقابل ربنا شهيد».. تعليق جديد لـ محمد رمضان بعد حادث حفل الساحل الشمالي
  • خبير أمني: الإخوان يريدون تحميل مصر ثمن جرائم الاحتلال في غزة
  • رئيس الوزراء يتابع مع وزير الاتصالات الموقف التنفيذي لـ مبادرة الروّاد الرقميون
  • محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية