عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في خلق البعوض" بمشاركة الدكتور٦ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر. 

 وأدار اللقاء الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.


وقال الدكتور مصطفى إبراهيم عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية: أظهرت الدراسات الميكروسكوبية من خلال الفحص الدقيق للبعوضة من الداخل أن لديها القدرة على تحليل الدم، والتعرف على فصيلة الدم، وهذا الجهاز دقيق جدًا رغم صغره المتناهي، وهو دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى، كما أن البعوض بعضه يضع بيضه في الماء العذب والبعض الآخر يضع بيضه في الماء المالح. 

ويحدد البعوض نوع الماء من خلال بخار الماء المتصاعد فيحدد نوع الماء، كما أن البعوضة لديها القدرة على الرؤية الليلة، لأنها تمتلك في كل عين 2000 عيينة يوجد بكل عيينة واحدة 300 ألف خلية ضوئية، وهو ما يجعلها قادرة على الرؤية بدقة في أشد المناطق المظلمة، من خلال الأشعة تحت الحمراء. 

كما أن لديها القدرة على معرفة درجة حرارة جسم الإنسان، ويتكون فم البعوضة من 6 أجزاء اثنان منهم يشبهان الأداة الطبية (السرنجة) المستخدمة في حقن المرضى، لتتمكن البعوضة من سحب الدماء من جسد الإنسان أو الكائنات الحية، واثنان يشبهان شكل الفم لدى الإنسان، كما أن الجهاز الهضمي لديه قدرة فريدة على هضم الدم وتحوله إلى بروتينات وسكر ودهون.

وأوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن الجهاز العصبي للبعوضة لديه القدرة على تحديد مكان الإنسان على بعد 500 متر داخل المدن والأماكن المغلقة، وعلى بعد 5 كيلو في الأماكن المفتوحة، من خلال تتبع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج من الإنسان، وهي قدرة فريدة لهذا الكائن الصغير. 

كما أن الجهاز التناسلي يشبه الجهاز التناسلي لدى الإنسان، لكنها الأنثى في البعوض تضع في كل 300 بويضة في كل مرة، وهو ما يتناسب مع تكاثرها، وبقائها لأنها تتكاثر بكميات كبيرة، والعلماء توصلوا إلى أن البعوض موجود على الأرض منذ 125 مليون سنة، أي قبل خلق الإنسان بكثير، ورغم أن هناك الكثير من الكائنات التي انقرضت، لكن الحق سبحانه وتعالى منح البعوضة القدرة على البقاء والتغلب على الظروف.

وأضاف عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن الشعيرات الموجودة على قرون الاستشعار الخاصة بالبعوضة، تعتبر بمثابة محطة أرصاد جوية متنقلة، فمن خلالها تتمكن البعوضة من قياس درجة حرارة الجو، ودرجة سطوع الشمس، وسرعة الرياح واتجاهها، وهي قدرة فريدة منحها الله سبحانه وتعالى لهذا الكائن الصغير ليتمكن من مواجهة الظروف البيئية المختلفة، ولديها القدرة على التمييز بين الكائنات الحية المختلفة، ولديها القدرة على فلترة الدم بداخلها من خلال التخلص من نسبة الماء الزائدة في الدم وتحتفظ بالدم فقط.

من جانبه قال الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر: إن التعبير القرآني يحمل في طياته العديد من المعاني، بما يفيد مصالح العباد، كما أن التعبير القرآني هو معجز في نفسه، فترى كل لفظ يؤدي معنى مختلفا بحسب السياق الذي استخدم فيه هذا اللفظ، وهو ما يسمى بالإعجاز البياني في استخدام الكلمة، وهناك العديد من أوجه الإعجاز في هذا الكتاب العظيم، ومنها الإعجاز الغيبي، كالإخبار بأمور لم تحدث بعد كما في قصة أبو لهب، وكما في تحدي النبي صلى الله عليه وسلم لليهود" فتمنوا الموت إن كنتم صادقين" بأنهم إذا كانوا على حق فليتمنوا الموت. 

وأضاف أستاذ اللغويات، أنه على الرغم من وضوح الدلائل العلمية في القرآن، إلا أن العلماء تهيبوا هذا المجال في بداية الأمر، ويعود ذلك لاعتقادهم بأن النظريات العلمية متغيرة، كما أنها قابلة للتغيير والتبديل، في حين أن الحقائق القرآنية ثابتة، فخشي العلماء في هذه الحالة من أن يحدث تشكيك في النص القرآني نتيجة التغيرات التي تحدث في النظريات العلمية، ثم اتفقوا على أن الربط يكون بين الحقائق العلمية الثابتة، لأن الحقائق الثابتة هي نتيجة للقدرة الإلهية فيليق ربطها بالقرآن الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى نفسه. 

أما النظريات المتغيرة فهي وجهة نظر بشرية تخضع للتقييم والصدق والثبات، مبينًا أن التعبير القرآني "إن الله لا يستحي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقها" هو رد على استنكارهم على النبي صلى الله عليه وسلم من ضرب الأمثال بالذبابة وغيرها من الكائنات. 

وأوضح أستاذ اللغويات، أن آية "ما فرطنا في الكتاب من شيء" من أعظم الآيات التي تؤكد شمولية القرآن الكريم، وأن كل الحقائق العلمية الموجودة لها ما يؤكدها في القرآن الكريم، وهناك الكثير من الأسئلة التي طرحت حول هذه الحقائق، فمثلا عندما طرح أحد المستشرقين سؤلًا خلال مناظرة مع الإمام محمد عبده، هل يوجد في القرآن ما يتفق مع الحقيقة العلمية التي تؤكد أن تحديد جنس المولود يعود إلى النطفة الذكرية، فأشار الإمام محمد عبده إلى أن هذه الحقيقة يؤكدها القرآن الكريم من خلال قوله تعالى "فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى" في إشارة إلى أن الرجل السبب في الذكر والأنثى. 

وأضاف أنه بسؤال المستشرق حول حقيقة أن الإنسان عندما يصعد إلى طبقات السماء يختنق، فأجاب الإمام محمد عبده على هذه الحقيقة بأنها موجودة في القرآن الكريم من خلال "يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد إلى السماء"، ولا زال القرآن لا تنقضي عجائبه.  
 
كما أكد الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر، خلال إدارته للملتقى، أن كل شبهة يثيرها المشككون والمتربصون، عند تمحيصها ومناقشة العلماء لها، تتحول إلى حجة عميلة للإسلام ويقينًا عمليًا على صدق ما جاء به القرآن الكريم، وهؤلاء لا يرددون هذه الشبهات إلا وهم منكرون كليًا للقرآن، وتربص بهذا النص الجليل والكلام المقدس، لمحاولة صرف المؤمنين عن هذا الدين الحنيف.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الإعجاز العلمي الرياح الحرارة الأزهر الشريف الجامع الأزهر المزيد البحوث الإسلامیة أستاذ اللغویات سبحانه وتعالى القرآن الکریم القدرة على فی القرآن من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

تسجيل اللجنة المؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحوث العلمية بطب أسيوط بالمجلس الاعلى التابع لرئاسة مجلس الوزراء

 

 

 

 

 أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، عن تسجيل اللجنة المؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحوث العلمية بكلية الطب لدى المجلس الأعلى لأخلاقيات البحوث الطبية والإكلينيكية التابع لرئاسة مجلس الوزراء، مؤكدًا أن هذا التسجيل يُمثل إنجازًا علميًا جديدًا يُضاف إلى رصيد الجامعة الحافل بالنجاحات في دعم وتطوير البحث العلمي، وترسيخ ممارساته وفقًا للمعايير الأخلاقية المعتمدة محليًا ودوليًا.

وقد تحقق هذا الإنجاز بعد أن استوفت اللجنة المؤسسية لمراجعة اخلاقيات البحوث العلمية لكلية الطب بالجامعة جميع المتطلبات، والشروط العلمية؛ للحصول على التسجيل بالمجلس الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الطبية والاكلينيكية التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وذلك تحت إشراف؛ الدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمود عبدالعليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ورئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية الطب، والدكتور علاء عطيه عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية، والدكتورة أماني عمر وكيل كلية الطب لشئون الدراسات العليا والبحوث.

 وأعرب الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، عن بالغ فخره بتسجيل اللجنة المؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحوث العلمية بكلية الطب لدى المجلس الأعلى لأخلاقيات البحوث الطبية الإكلينيكية التابع لرئاسة مجلس الوزراء، معتبرًا ذلك خطوة مهمة تعكس التزام الكلية بالمعايير الأخلاقية والعلمية في إجراء البحوث، وحرصها الدائم على تطبيق الضوابط المعتمدة محليًا ودوليًا لحماية حقوق المشاركين وتعزيز جودة الأبحاث.

وأكد الدكتور المنشاوي أن هذا الإنجاز يأتي تتويجًا لمسيرة أكاديمية متميزة لكلية الطب بجامعة أسيوط، التي تحظى بمكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرًا إلى أن اعتماد اللجنة رسميًا يعكس تفوق الكلية المؤسسي وريادتها في المجال البحثي، ويُعد خطوة نوعية تواكب رؤية الجامعة واستراتيجيتها الساعية للتميز في مختلف المجالات العلمية.

كما أشاد رئيس الجامعة بالمستوى الأكاديمي الرفيع الذي تتمتع به الكلية، وبكفاءة أساتذتها ودورهم المحوري في الارتقاء بالعملية التعليمية والبحثية، مؤكدًا أن هذا النجاح يعكس التكاتف والعمل الجماعي والحرص على ترسيخ قيم الجودة والابتكار والالتزام بالمعايير العالمية في التعليم الطبي والبحث العلمي.

وأشار الدكتور جمال بدر، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا والبحوث، إلى إن اعتماد اللجنة المؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحوث من الجهة الوطنية المختصة يُمثل خطوة محورية تؤكد التزام الجامعة بتطبيق أعلى معايير النزاهة والشفافية في البحوث الطبية والإكلينيكية، من خلال توفير إطار أخلاقي معتمد يضمن إجراء الدراسات العلمية بمسؤولية ووفقًا للمعايير المعترف بها، مما يسهم في رفع جودة البحث العلمي وحماية حقوق المشاركين، وبما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية الدولة نحو بحث علمي تطبيقي رصين ومؤثر.

 ومن جانبه؛ أوضح الدكتور محمود عبدالعليم: أن تسجيل اللجنة المؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحوث العلمية لكلية الطب بالمجلس الأعلى لمراجعة الأخلاقيات الطبية والإكلينيكية، يأتي تتويجًا لجهود كبيرة بُذلت في السنوات الأخيرة لتعزيز منظومة البحث العلمي وضبط ممارساته الأخلاقية، مشيرًا إلى أن اللجنة المؤسسية أصبحت جزءًا محوريًا في تنظيم آليات إجراء البحوث والمشروعات البحثية، بداية من تقديم المقترحات وحتى تنفيذها، بما يتماشى مع المعايير الأخلاقية المعتمدة على المستويين المحلي والدولي.

جدير بالذكر؛ أن لجنة أخلاقيات البحوث الطبية بكلية الطب  تُعد إحدى اللجان العلمية المتخصصة التي تقوم بدور محوري في تنظيم ومتابعة الالتزام الأخلاقي في البحوث العلمية والطبية داخل الكلية، وقد تم تشكيل اللجنة لأول مرة في نوفمبر 1998، وتسهم اللجنة منذ تأسيسها في تعزيز أخلاقيات البحث العلمي، وضمان سلامة المشاركين، ومراعاة القيم المهنية.

وتضم اللجنة في عضويتها نخبة من الأساتذة المتخصصين من مختلف أقسام كلية الطب، وهم؛ الدكتور ماجد صلاح محمود – أستاذ متفرغ بقسم الباثولوجي الإكلينيكي، الدكتورة أميمة جلال أحمد –أستاذ متفرغ بقسم الفسيولوجية الطبية، الدكتورة غادة الصدفي –أستاذ بقسم طب الأطفال، الدكتورة لمياء أحمد عبد العزيز –أستاذ بقسم الطفيليات الطبية، الدكتورة نهلة محمد كامل الشربيني –أستاذ بقسم الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة، الدكتورة سهير مصطفى قاسم –أستاذ بقسم الأمراض الباطنة، الدكتور طارق عبد الراضي – أستاذ مساعد بقسم التوليد وأمراض النساء، الدكتور أحمد نصر هندي – أستاذ مساعد بقسم الأمراض العصبية والنفسية، الدكتور رامي عبد الرحيم – أستاذ مساعد بقسم الجراحة العامة.

مقالات مشابهة

  • وزير الشؤون الإسلامية يستقبل رئيس جامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات الإسلامية
  • رئيس جامعة الأزهر يهنئ حمادة خطاب لفوزه بمسابقة القرآن لحجاج بيت الله
  • البحوث الإسلامية يطلق الموسم السادس من المسابقة الثقافية للحج والعمرة
  • هل بدأ النشاط الزلزالي في مصر؟ .. البحوث العلمية تعلق على 4 هزات طالت البلاد خلال شهر
  • مفتي عام المملكة يُوجّه فروع “رئاسة البحوث العلمية والإفتاء” بالعمل خلال إجازة عيد الأضحى
  • مفتي عام المملكة يُوجّه فروع «رئاسة البحوث العلمية والإفتاء» بالعمل خلال إجازة عيد الأضحى
  • مفتي المملكة يُوجّه فروع “رئاسة البحوث العلمية والإفتاء” بالعمل خلال إجازة عيد الأضحى
  • هل مصر مهددة بزلزال مدمر قريبًا؟.. "البحوث الفلكية" تكشف الحقيقة العلمية
  • أمين البحوث الإسلامية يشارك فى مؤتمر الشافعى فى العصر الرقمي ببروناي
  • تسجيل اللجنة المؤسسية لمراجعة أخلاقيات البحوث العلمية بطب أسيوط بالمجلس الاعلى التابع لرئاسة مجلس الوزراء