لغز في أعماق الأرض.. اكتشاف غامض يحيّر العلماء ويعيد كتابة تاريخ الكوكب!
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
سويسرا – يدرس العديد من الباحثين الفضاء العميق بنجاح، بينما يحاول آخرون فهم الأسرار التي تخفيها الأرض تحت سطحها الصلب.
وفي تطور مثير، استفاد علماء الجيوفيزياء السويسريون في دراسة جديدة من قوة أحد أجهزة الكمبيوتر العملاقة، واكتشفوا شيئًا لم يتوقعوا رؤيته أبدًا.
وفقًا لعلم الجيولوجيا، ينقسم سطح الأرض الصلب (الغلاف الصخري) إلى صفائح عملاقة تتحرك باستمرار، مما يتسبب في الانجراف القاري كل 400-600 مليون سنة، حيث تتجمع كتل اليابسة ثم تتباعد عن بعضها البعض مرة أخرى.
ويشير الجيولوجيون إلى أن سمك الألواح التكتونية يختلف؛ ففي القشرة القارية يبلغ متوسط سمكها 40 كيلومترًا، بينما يصل متوسط سمك القشرة المحيطية إلى 6-7 كيلومترات. وعند التقارب، تغوص الصفيحة الأرق تحت الصفيحة الأكثر سمكًا وتذوب في الوشاح، في منطقة تُعرف باسم “منطقة الاندساس”. وأشهر مثال على ذلك هو “حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي شريط من النشاط البركاني يمتد عبر هاواي، وكامتشاتكا، وكاليفورنيا، ومناطق أخرى.
قرر الجيولوجيون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، بالتعاون مع زملائهم من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، دراسة تركيب وشاح الأرض باستخدام طريقة غير مباشرة. وذلك من خلال قياس سرعة انتشار الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل، حيث يعتمد هذا المؤشر على كثافة وخصائص المادة التي تمر من خلالها الاهتزازات. وبهذه الطريقة، حصل العلماء على ما يشبه صورة الموجات فوق الصوتية للبنية الداخلية للأرض، وكشفوا عن أجزاء من الصفائح التكتونية المحيطية التي غمرها الوشاح بعد اصطدامها بقشرة قارية سميكة في مناطق الاندساس.
لكن الدراسات السابقة لم تكشف عن أي مفاجآت. أما في الدراسة الجديدة، فقد استخدم الباحثون موجات مختلفة سمحت لهم بالحصول على كميات هائلة من البيانات، والتي عُولجت باستخدام كمبيوتر سويسري عملاق. وكشفت النتائج عن وجود كتل شبيهة بأجزاء من صفائح الغلاف الصخري المغمورة في أماكن غير متوقعة، مثل المنطقة الواقعة تحت المحيط الهادئ الغربي، رغم عدم وجود مناطق اندساس معروفة هناك وفقًا للتاريخ الجيولوجي الحديث.
ويوضح توماس شوتن، الباحث في معهد زيوريخ: “بفضل النموذج الجديد عالي الدقة، يمكننا رؤية مثل هذه الشذوذات في كل مكان في وشاح الأرض. لكننا لا نعرف بالضبط ما هي أو من أي مادة تتكون.”
ويشبّه البروفيسور أندرياس فيشتنر هذا الاكتشاف بقيام أخصائي موجات فوق صوتية باستخدام جهاز متطور واكتشاف شريان في مكان غير متوقع، مثل الأرداف.
حاليًا، لا يستطيع العلماء سوى التكهن بطبيعة هذه الكتل. وفقًا لإحدى النظريات، قد تكون هذه الكتل بقايا صفائح غارقة، بينما تشير نظرية أخرى إلى أنها مواد قديمة غنية بالسيليكون، محفوظة في الوشاح منذ تشكله قبل حوالي أربعة مليارات سنة. وهناك نظرية ثالثة تقترح أنها كتل من الصخور الغنية بالحديد، تجمعت نتيجة حركة المواد المنصهرة.
ويؤكد الباحثون أن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب استخدام أساليب جديدة في البحث للحصول على معلومات أكثر دقة.
المصدر: نوفوستي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
لا هدوء في المحيط الهاديء
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كل مؤشرات القلق والفزع والرعب والخوف في البحار والمحيطات تقف وراءها القوى العظمى، فالمحيط الأكبر، والأشهر بهدوئه المصطنع، اصبح ملاذاً لكل السفن الحربية (الأمريكية والصينية واليابانية والهندية والبريطانية والاسترالية والنيوزلندية والفلبينية ناهيك عن سفن الكوريتين). .
اشتركوا كلهم في نشر حاملاتهم وفرقاطاتهم غرب المحيط في الوقت الذي وصل فيه التنافس إلى اخطر مؤشراته بين واشنطن وبكين من اجل فرض هيمنتهم البحرية في المنطقة. .
ولكي نكون بالصورة لابد ان نذكر ان حاملة الطائرات الأمريكية جورج واشنطن George Washington عادت في وقت سابق إلى مينائها الرئيسي في اليابان، ورست على ارصفة قاعدة يوكوسوكا البحرية Yokosuka naval base بالقرب من طوكيو، لتكون بمثابة واحدة من السفن الحربية الأمريكية المنتشرة لدى الدول الحليفة. .
ودخلت الصين في الوقت نفسه بأسطول يتألف من أكثر من 370 سفينة حربية، بما في ذلك حاملاتها الموجودة بالخدمة الفعلية. حيث اظهرت الصور المنشورة الآن على موقع X تحركات حاملة الطائرات جورج واشنطن وهي تغادر ميناءها لإجراء مناورات بحرية في منطقة عمليات الأسطول السابع الأمريكي، التي تغطي غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي. وشاركت أيضاً في تدريبات سفن الإنزال على سواحل جزيرة إيو تو Iwo To وهي جزيرة يابانية تقع على بُعد 750 ميلاً جنوب طوكيو. بينما كانت حاملة الطائرات الصينية لياونينج Liaoning تعمل في الوقت نفسه على بعد 124 ميلا شمال جزيرة (كوبا Kuba)، وهي جزء من جزر (سينكاكو Senkaku) جنوب غرب اليابان. ثم انضمت اربع سفن حربية إلى حاملة الطائرات لياونينغ في بحر الصين الشرقي، وكانت تتألف من المدمرتين: (Tangshan)، و (Qiqihar)، بالإضافة إلى الفرقاطتين: (Tangshan)، و (Binzhou). .
والشيء بالشيء يذكر ان جزر (سينكاكو) هي جزر غير مأهولة، وتعرف باسم جزر (دياويو Diaoyu) في الصين، التي تطالب بضمها والاستيلاء عليها، الأمر الذي اضطر اليابان إلى إرسال سفينة وطائرة تابعتين لقوتها الدفاعية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية اليابانية. .
ختاماً وعلى وجه العموم شهد المحيط هذا العام تحركات حربية متنوعة، من بينها مناورات عسكرية في مضيق تايوان من قبل الجيش الصيني. وكانت في جنوب شرق آسيا تحركات لحاملة الطائرات الفرنسية (شارل ديغول). بالإضافة إلى ذلك، هناك توقعات بحدوث صراعات، مثل الصراع في شبه الجزيرة الكورية، والصراع بين الصين والولايات المتحدة، مما يثير المخاوف بفقدان الهدوء في المحيط الهادئ.