الثورة نت:
2025-07-30@22:29:29 GMT

الموقف اليمني وانتصار غزة

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

الموقف اليمني وانتصار غزة

 

 

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ ، بعد أكثر من 15 شهرا من جرائم الإبادة الجماعية التي يندى لها جبين الإنسانية ، باتت الكرة اليوم في ملعب كيان العدو الصهيوني وحكومته اليمينية المتطرفة برئاسة السفاح النتن ياهو ، في استكمال تنفيذ مراحل هذا الاتفاق حسب ما تضمنته الآلية التنفيذية المزمنة الموقع والمتفق عليها بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية قطرية مصرية ، وعدم التنصل أو التراجع عنه ، باعتبار ذلك من الحماقات الكبرى التي ستفتح عليه أبواب جهنم ، وسيواجه هذا الكيان إن هو نكث أو غدر أو مكر، ما لم يواجهه على مدى خمسة عشر شهرا .


من السخف أن يظن العدو الإسرائيلي أن بإمكانه اللعب بورقة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ، للذهاب نحو شن عدوان على الضفة الغربية ، ومواصلة مسلسل الاغتيالات لقادة المقاومة ، وارتكاب المزيد من الخروقات والعمليات الغادرة ، كل ذلك غير وارد البتة ، ولا يمكن أن تمر مثل هذه الخروقات والانتهاكات مرور الكرام ، دون أن تقابل برد مماثل من قبل المقاومة الفلسطينية ، ومن خلفها القوات المسلحة اليمنية الحاضرة بكل قوة ، والجاهزة جهوزية عالية للتعامل مع أي حماقات إسرائيلية بطريقتها التي عرفها وما يزال وسيظل يعرفها إلى أن يرعوي ويعود إلى رشده ويتخلى عن نزعته الإجرامية والاستيطانية التي آن الأوان بأن تتوقف .
اليمن اليوم يقوم بدور المراقب للمشهد الفلسطيني وما الذي سيفضي إليه اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإلى أي مدى سيلتزم العدو الصهيوني بتنفيذه ، تنفيذ كافة بنوده دون أي انتقاص أو انتقاء ، ولا يمكن أن نلزم الصمت حيال أي خروقات ترتكب ، فالقوات المسلحة اليمنية في حالة استعداد دائم ، ولا يمكن أن تغفل أو تنشغل عن القيام بواجب دعم وإسناد إخواننا في قطاع غزة ، مهما كان حجم المؤامرات التي تستهدف اليمن على خلفية هذا الموقف الأخوي الذي أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته عصر أمس، بأنه يتجاوز حالة التعاطف إلى ما هو أبعد بكثير ، باعتبار ذلك من الواجبات والمسؤوليات الدينية والإنسانية والأخلاقية ، التي تستوجب علينا جميعا الحمد والشكر لله على أن هدانا لهذا الموقف الذي يرضي الله الكريم ورسوله .
وأمام الموقف اليمني المساند لإخواننا في قطاع غزة ، والذي اتسم بالثبات والقوة ، مع التنامي والتصاعد والتزايد في وتيرتها إلى الحد الذي شكل اليمن حالة من الرعب للكيان الصهيوني ومستوطنيه الذين استوطنوا الملاجئ لأيام عديدة نظرا لكثافة العمليات اليمنية المساندة لغزة ، والتي اتعبت صفارات الإنذار الإسرائيلية بشكل لافت ؛ أشار السيد القائد إلى عدد من مميزات الموقف اليمني المساند لغزة ، منها أن هذا الموقف لم يأت تحت تأثير مشاعر عاطفية فحسب ولكنه ارتقى إلى مستويات أكبر ، حيث انطلق من منطلق الشعور بالمسؤولية والموقف الإيماني الجهادي لأبناء الشعب اليمني المنقطع النظير ، والذي تمت ترجمته على أرض الواقع ، أزعج العدو الصهيوني وأصابه في مقتل ، معززا صمود إخواننا في قطاع غزة .
ومن مميزات الموقف اليمني المساند لغزة العزة ما يتعلق بوحدة الموقف الشعبي والرسمي اليمني ، وهذا من توفيق الله للقيادة والشعب اليمني ، فالعدو لعب على ورقة تفكيك الجبهة الداخلية ، وخلق حالة من التصادم في المواقف بين القيادة والشعب ، ولكن وحدة الموقف اليمني الرسمي والشعبي أفشل كل مخططات ومؤامرات ورهانات الأعداء ، بفضل الله وعونه وتوفيقه ، نتيجة تنامي حالة الوعي لدى أبناء الشعب اليمني ، وتأييده المطلق للقيادة الحكيمة في كل القرارات التي تصدرها، والخيارات التي تذهب لترجمتها وتنفيذها ، عكس ذلك التناغم والتلاحم لتلكم المواقف الشعبية غير المسبوقة التي عبر من خلالها أبناء المحافظات اليمنية الحرة عن دعمهم وإسنادهم لغزة ووقوفهم إلى جانب مقاومتها ومجاهديها في مواجهة كيان العدو الصهيوني .
ومن مميزات الموقف اليمني المساند لغزة هو فاعلية ونجاح وتأثير مفاعيل هذا الموقف سواء على المستوى العسكري والذي كان الأكثر تأثيرا وفاعلية ، والأكثر ضغطا على الكيان الصهيوني من أجل الذهاب للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار ، والذي سبق لحكومة هذا الكيان رفضه في وقت سابق ، وتمسكه بالحسم العسكري ، وكذا المستوى السياسي والإعلامي والاقتصادي رغم كل الظروف التي يمر بها وطننا ، ويعيشها أبناء شعبنا ، وهي مميزات جعلت من اليمن رأس حربة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي خاضها اليمن قيادة وحكومة وجيشا وشعبا لمواجهة هذا الكيان الإجرامي الإرهابي الذي أجبر خانعا ذليلا منهزما منكسرا على القبول بوقف إطلاق النار ، بعد أن فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه الشيطانية الخبيثة ، ليجد نفسه مرغما على رفع الراية البيضاء ، والإعتراف بالهزيمة ، وهي النهاية الحتمية لكل الظالمين البغاة المعتدين على مر العصور .
وعلى الباغي تدور الدوائر .. وما النصر إلا من عند الله .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية

يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.

فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.

لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.

اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.

استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.

إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.

فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.

تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.

ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.

كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.

البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.

أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.

بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.

لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.

والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • تحسن في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية في عدن
  • روسيا تعلن حالة الطوارئ في الجزر التي ضربها تسونامي بعد الزلزال
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • تعزية من البنك اليمني للإنشاء والتعمير في وفاة الشيخ قاسم المنصوب
  • الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
  • مناقشة دور الهلال الأحمر اليمني في محافظة إب
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تبارك بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الصهيوني
  • مباركة فلسطينية للمرحلة الرابعة من الحصار البحري اليمني