بيروت - طالب «حزب الله» الدولة اللبنانية بالضغط على الدول الراعية ‏لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية خلال مهلة الستين يوماً، التي تنقضي الأحد؛ تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ووضع التحرك بعهدة السلطات السياسية، من غير أن يهدد بأي عمل عسكري مستقل، في تطور نوعي على أدبيات الحزب السياسية.

وباتت الدولة اللبنانية في موقع حرج على خلفية «التعنت الإسرائيلي والإمعان في التفجيرات ونسف المباني المدنية» في الجنوب، «والتلويح الإسرائيلي بإطالة أمد الاحتلال لمواقع في الجنوب»، حسبما تقول مصادر مواكبة، وهو ما استدعى تحركات من أعلى المستويات للدفع باتجاه تنفيذ الاتفاق.
فقد أفادت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» بأن إدارة ترمب تضغط للانسحاب من جنوب لبنان يوم الأحد، وفق الاتفاق، رغم موافقة إدارة بايدن على التأجيل. كما قال السفير الإسرائيلي المنتهية ولايته في واشنطن: «نجري محادثات مع إدارة ترمب لتمديد موعد الانسحاب من لبنان».

اتصالات سياسية
وتصدر لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، تلك التحركات السياسية الداخلية، حيث جرى عرض للأوضاع والمستجدات الميدانية حول الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، وخروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، حسبما أفادت رئاسة البرلمان.

في سياق متصل، بحث وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، مع قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق ترتيبات وقف إطلاق النار. وأفادت وزارة الدفاع بأن «الجيش انتشر في كل المناطق التي انسحب منها العدو الإسرائيلي، وهو في جهوزية كاملة للانتشار على كامل تراب الجنوب».

وأكد وزير الدفاع «موقف لبنان الثابت بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه في الجنوب ضمن المهلة التي حددتها ترتيبات وقف إطلاق النار بحلول 26 يناير (كانون الثاني) الحالي».

موقف «حزب الله»
وذكّر «حزب الله»، في بيان أصدره بعد ظهر الخميس، بأن فترة الـ60 يوماً لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بشكل نهائي «شارفت على ‏الانتهاء، وهذا ما يُحتّم عليه تنفيذاً كاملاً وشاملاً، وفقاً لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار».

وقال الحزب في البيان إن «بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، ‏تستدعي من الجميع، وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان، الضغط على الدول الراعية ‏للاتفاق، بالتحرك بفاعلية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة، بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل، ‏وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، ‏وعدم إفساح المجال أمام أي ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال».

ورأى الحزب أن «أي تجاوز لمهلة الـ60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق، وإمعاناً في التعدي على السيادة ‏اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة، لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن ‏الاحتلال».

وقال الحزب: «إننا في الوقت الذي سنتابع فيه تطورات الوضع الذي من المفترض أن يُتوج في الأيام ‏القادمة بالانسحاب التام، لن يكون مقبولاً أي إخلال بالاتفاق والتعهدات وأي محاولة للتفلت ‏منها تحت عناوين واهية، وندعو إلى الالتزام الصارم الذي لا يقبل أي تنازلات».

عمليات داخل جنوب لبنان
وتواصل القوات الإسرائيلية عمليات التوغل ونسف مبانٍ داخل قرى جنوب لبنان. وأحرق الجيش الإسرائيلي منزلاً في الحي الشرقي لبلدة القنطرة لجهة بلدة الطيبة. كما توغلت في حي «راس الضهر» غرب بلدة ميس الجبل، ودهمت عدداً من المنازل بمشاركة الدبابات، وسط إطلاق نار كثيف باتجاه المنازل. كما فجرت أيضاً كل الاستراحات على ضفاف نهر الوزاني، ونفذت تفجيراً عنيفاً في كفركلا، وقامت بعمليات نسف لبعض المباني في المشاريع الزراعية محلة الميسات - الوزاني.

وقال الجيش الإسرائيلي: عثرت القوات على عدة مسارات أنفاق تحت الأرض استخدمت بوصفها مواقع مكوث ومخازن أسلحة لـ«حزب الله».

من جهة ثانية، دخل عدد من أهالي الناقورة، بعدما تجمعوا عند نقطة الحمرا - البياضة جنوب صور، إلى البلدة لتفقد منازلهم التي دمرت نتيجة الحرب بعد حصولهم على تصاريح من الجيش اللبناني، وكانت مديرية التوجيه في الجيش نظمت عملية الدخول إلى البلدة بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منها، وتبين حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل وشبكات الكهرباء والمياه والطرقات.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار الإسرائیلی من من الأراضی جنوب لبنان فی الجنوب حزب الله

إقرأ أيضاً:

جنوب لبنان تحت النار.. غارات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار

قتل شخصان، يوم الأحد، جراء غارتين شنتهما طائرات مسيرة إسرائيلية على محافظة النبطية جنوب لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان “سقوط شهيد في غارة استهدفت سيارة على طريق دبل في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية”، ويرجح أن يكون الضحية هو نفسه المصاب الذي أعلنت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية سابقاً، إثر استهداف سيارة من نوع “رابيد” بصاروخ إسرائيلي على طريق عيتا الشعب – دبل في قضاء بنت جبيل.

ويعد هذا القتيل الثاني في لبنان يوم الأحد، بعد أن استهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه دراجة نارية على طريق بلدة أرنون الشقيف بالنبطية، ما أسفر عن مقتل مواطن لبناني.

وسُجل مقتل شخصين إضافيين الخميس، وثالث السبت، في ضربات إسرائيلية استهدفت مناطق في جنوب لبنان، ما يعكس تصاعد وتيرة الهجمات رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر 2024.

ويأتي الاتفاق بعد نزاع استمر أكثر من عام بين إسرائيل و”حزب الله”، بدأ على خلفية الحرب في قطاع غزة وتحول إلى مواجهة مفتوحة منذ سبتمبر 2024. وينص الاتفاق على انسحاب مقاتلي “حزب الله” من منطقة جنوب نهر الليطاني، التي تمتد على نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بنيتهم العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) قرب الحدود مع إسرائيل.

ورغم هذا الاتفاق، تواصل إسرائيل شن غارات على أهداف تقول إنها تابعة لـ”حزب الله” داخل لبنان، وهو ما أثار دعوات لبنانية متكررة للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال متمركزة فيها داخل الأراضي اللبنانية.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي خلال ساعات قتل عنصر آخر من وحدة المدفعية التابعة لـ”حزب الله”، في عملية عسكرية جديدة ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف البنية العسكرية للحزب.

مقالات مشابهة

  • جنوب لبنان تحت النار.. غارات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
  • ردود فعل غاضبة بعد منع إسرائيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية في رام الله
  • لبنان يعلن استهداف شخص في غارة إسرائيلية على الجنوب
  • إسرائيل تمنع وفدًا وزاريًا عربيًا من دخول رام الله قبيل اجتماع دولي لدعم الدولة الفلسطينية
  • بري: حزب الله جمع سلاحه وملتزم بوقف إطلاق النار
  • عسكريّ في الجيش فقد حياته في حادث سير مروّع
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد بوحدة صواريخ حزب الله
  • ‏الجيش الإِسرائيلي يعلن مقتل قائد الوحدة الصاروخية في منطقة "الشقيف" في حزب الله محمد علي جمول بغارة على "دير الزهراني" جنوبي لبنان
  • الجيش الإسرائيلي: استهدفنا في دير الزهراني في جنوب لبنان قائد الوحدة الصاروخية بقطاع الشقيف في حزب الله