عن "منظومة نسك".. "الحج والعمرة" تفوز بجائزة القمة العالمية "WSA"
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
حققت وزارة الحج والعمرة إنجازًا عالميًا جديدًا بحصولها على جائزة القمة العالمية "WSA" بكونها الفائز الوحيد من المملكة العربية السعودية لعام 2024 عن مشروع "منظومة نسك" ضمن فئة الثقافة والتراث؛ وذلك عقب منافسة قوية مع أكثر من 900 مشروع تقني من 160 دولة، ما يعكس ريادة المملكة في تطوير حلول تقنية مبتكرة تُعزّز تجربة ضيوف الرحمن وتُبرز القيم الثقافية والتراثية.
وتعد جائزة القمة العالمية "WSA" التي تأسست عام 2003؛ من أهم الجوائز العالمية التي تحتفي بالمبادرات الرقمية المؤثرة.جائزة القمة العالمية "WSA"وتُمنح الجائزة كل عامين، بمشاركة أكثر من 186 دولة؛ وتهدف إلى تقليل الفجوة الرقمية عالميًا من خلال تكريم التطبيقات الذكية والمحتوى الإلكتروني المتميز، إلى جانب أنها من أبرز المبادرات الأممية التي يتبناها الاتحاد الدولي للاتصالات.
أخبار متعلقة بالصور.. 250 اتفاقية تعاون منتظرة بمؤتمر الحج في جدةوزارة الحج.. 14 فبراير موعدًا نهائيًا للتعاقدات على الخدماتمؤتمر الحج.. تقنيات ذكية بمنظومة المياه في خدمة ضيوف الرحمن .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تطبيق "نسك" يهدف إلى تيسير إجراءات العمرة - وزارة الحج والعمرة
ويُجسد الفوز جهود وزارة الحج والعمرة في دعم التحول الرقمي الشامل الذي يُعد أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030؛ حيث طورت الوزارة منظومة "نسك" كحزمة من الحلول التقنية المبتكرة التي تُيسر أداء المناسك، وتُعالج التحديات، وتُعزز الكفاءة التشغيلية، وعليها تم اختيار منظومة نسك ضمن الحلول الأكثر تأثيرًا.منظومة "نسك"ومن أبرز إنجازات منظومة "نسك" تطوير أنظمة رائدة مثل بطاقة نسك، ونسك مسار، وأنظمة التفويج؛ التي أسهمت في تحسين الإجراءات وتطويرها.
كما يولي تطبيق "نسك" اهتمامًا خاصًا بإبراز معالم السيرة النبوية والوجهات الثقافية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تم إضافة أكثر من 150 معلمًا بارزًا تشمل المتاحف، والآثار، والمطاعم، والمقاهي، والوجهات السياحية، وما يُثري تجربة المستخدمين داخل التطبيق.تطبيق "نسك"ويُتيح تطبيق "نسك" الفرصة لأكثر من 400 مرشد مرخص لتقديم رحلات استكشافية مُخصصة لضيوف الرحمن، إلى جانب إضافة أكثر من 100 جولة استكشافية؛ تسلط الضوء على معالم مكة والمدينة؛ ما يُعزز فهم الزوار للتراث الإسلامي ويخلق تجربة روحانية وثقافية متكاملة.
ويأتي الإنجاز نتيجة للتوجيهات والدعم الكبيرين اللذين يحظى بهما قطاع خدمة ضيوف الرحمن من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، ضمن رسالة المملكة في تسخير التقنية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وإثراء رحلتهم من البداية إلى النهاية، تأكيدًا لريادة السعودية في تقديم تجربة فريدة ومتكاملة لضيوف الرحمن.
وأعربت وزارة الحج والعمرة عن فخرها بالإنجاز العالمي، مؤكدةً التزامها المستمر بتطوير الحلول التقنية التي تضمن استدامة الجودة في قطاع الحج والعمرة، مع تمكين ضيوف الرحمن من الوصول بسهولة إلى الخدمات الذكية، وتمكينهم من أداء الحج والعمرة والزيارة بكل يسر وطمأنينة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس جدة جدة وزارة الحج والعمرة جائزة القمة العالمية منظومة تطبيق وزارة الحج والعمرة القمة العالمیة ضیوف الرحمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة
في زمنٍ أصبحت فيه الشهرة تُقاس بعدد المشاهدات، وتصنعها الخوارزميات لا الجدارة، لم يعد مستغربًا أن نرى بثًا مباشرًا يتجاوز دخله مئات الآلاف من الجنيهات خلال دقائق، دون أن يحمل أي مضمون حقيقي أو قيمة معرفية.
تنتشر مشاهد لفتيات وشباب يحتفلون بما يُسمى "النجاح الرقمي"، وهم يتلقون سيلًا من الهدايا الافتراضية: ورود، نجمات، وأيقونات رقمية تبلغ قيمة بعضها عشرات الآلاف من العملات داخل التطبيق. عند هذا الحد، تبدأ الأسئلة:
من أين تأتي هذه الأموال؟ ولماذا تُمنح بهذا السخاء لمحتوى سطحي؟
خلف الستار: صناعة الترند
ما يبدو للمتابعين كنجاح عفوي، تقف خلفه منظومة منظمة تديرها ما يُعرف بـ"الوكالات الرقمية"، وهي جهات تمثل بعض صانعي المحتوى وتتحكم في ظهورهم، ومسارهم، وحجم أرباحهم.
تقوم هذه الوكالات باختيار أشخاص بعينهم ممن يمكن دفعهم إلى مقدمة المشهد، بغض النظر عن نوعية المحتوى الذي يقدمونه، وتعقد معهم اتفاقات يُقتطَع بموجبها جزء كبير من العوائد، مقابل الترويج والدعم المستمر.
غير أن الخطر الحقيقي لا يكمُن فقط في الترويج للسطحية، بل في توظيف هذه المنصات كوسيلة حديثة لعمليات غسيل الأموال، وهي ظاهرة باتت تثير قلق المهتمين بالشأن الاقتصادي والأمني.
كيف تتم العملية؟
يبدأ السيناريو من طرفٍ يمتلك أموالًا نقدية يصعب إدخالها إلى النظام المصرفي نتيجة غياب مصدر قانوني واضح. يبحث هذا الطرف عن قناة تُخرج أمواله في صورة شرعية، فيلجأ إلى بعض الوكالات الرقمية التي تتولى تحويل هذه المبالغ إلى "دعم" ظاهر على المنصة.
يُقدَّم الدعم لصناع محتوى مختارين مسبقًا على هيئة هدايا رقمية، تُحتسب كأرباح رسمية تصل إلى حساباتهم المصرفية. ثم تُعاد غالبية هذه الأموال إلى المصدر الأصلي، بعد اقتطاع نسبة بسيطة منها كأرباح شكلية لصانع المحتوى، بينما تدخل الأموال إلى النظام المالي وقد تم "غسلها" رقميًا.
الخوارزميات وتفكيك الوعي الجمعي
لا يمكن فصل ما يحدث على منصات التواصل عن السياق الأوسع الذي يُعيد تشكيل وعي الشعوب وفق مخططات دقيقة وممنهجة. فالخوارزميات التي ترفع بعض الشخصيات السطحية إلى صدارة المشهد، لا تفعل ذلك اعتباطًا، بل تعمل وفق معايير تستهدف إعادة توجيه الذوق العام، وتشويه منظومة القيم، وإضعاف البناء الثقافي للأمة.
هذه الاستراتيجية تتقاطع — بشكل أو بآخر — مع ما ورد في ما يُعرف بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، تلك الوثائق المثيرة للجدل التي، وإن اختلف البعض حول مصدرها، فإنها تُظهر بوضوح نوايا استهداف الشعوب من خلال إغراقها في اللهو، وتشتيت وعيها، وتفريغ مفاهيم القدوة والمعرفة والعمل من معناها الحقيقي.
إن صناعة نجوم من فراغ، والترويج لمحتوى فارغ من المعنى، وتمرير الأموال عبر قنوات تبدو ترفيهية، ليست مجرد عوارض رقمية، بل جزء من منظومة أوسع تسعى — ربما بوعي أو دون وعي — إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ثقافيًا واجتماعيًا، بما يخدم مصالح القوى التي ترى في وعي الشعوب خطرًا على مشاريعها التوسعية.
أثر اجتماعي مدمِّر
تكمن الخطورة في الأثر الاجتماعي والنفسي الذي تخلّفه هذه المشاهد.
فالشباب الذين يجتهدون في دراستهم أو يعملون بكدّ لا يمكنهم إلا أن يشعروا بالخذلان حين يرون من يُحَقق مكاسب طائلة دون جهد معرفي أو إبداع حقيقي.
ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدِّق أن "الظهور السهل" طريق للنجاح، وأن الجهد لم يعد شرطًا لنيل التقدير.
الثمن الحقيقي
المال الذي يُكتسب عبر طرق غير مشروعة، ولو بدا لامعًا في ظاهره، فإنه يحمل في طياته ثمنًا باهظًا:
ثمنًا أخلاقيًا، وربما قانونيًا، ناهيك عن التآكل الداخلي الذي يصيب صاحبه.
فمن يُستخدم أداةً في منظومة كهذه سرعان ما يُستغنى عنه، وقد يدفع وحده ثمن التورط.
بوصلة الوعي
في عالم يزداد ضجيجه يوماً بعد يوم، ينبغي علينا أن نُعيد الاعتبار للمعنى، لا للرقم.
أن نُعلّم أبناءنا أن الرزق لا يُقاس بالسرعة، بل بالنزاهة،
وأن المال حين يُكتسب من باطل، فلا بركة فيه ولا استقرار.
الطريقان لا ثالث لهما:
طريق الحلال، وإن طال، يمنح صاحبه الطمأنينة وكرامة النفس.
وطريق الحرام، وإن سهل، يُفضي إلى التيه والندم.
فلنختر الطريق الذي يُشبهنا، لا ذاك الذي يُغري بريقه ويُخفي خيبته.