موقع 24:
2025-12-13@00:18:34 GMT

لم ينتصر القتلى في غزة

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

لم ينتصر القتلى في غزة

"لقد نجونا من القتل”. تلك هي الجملة المضمرة التي تمر على ألسنة أهل غزة من غير أن يوليها الإعلام العربي اهتماما خشية أن يُتهم بمحاباة إسرائيل ومجرمها بنيامين نتانياهو. غير أنها فلتت من ذلك الإهمال المبتذل غير مرة.

يوم الأحد الماضي وما أن أُعلن عن وقف إطلاق النار خرج مسلحو حماس من الأنفاق إلى الشوارع ليحتفلوا بنصرهم.

لا أحد من أهل غزة سيكلف نفسه مشقة سؤالهم “أين كنتم؟ وعلى مَن انتصرتم؟” لا لأنه يعرف الجواب، بل وأيضا لأنه يعرف أن بقاءه حيا لا يعني لهم شيئا. كان من المناسب أن يحتفل أهل غزة بالنصر الذي هو في حقيقته نصر الآخرين عليهم. انتصر الطرفان المتحاربان عليهم.
من المؤكد أن حماس لم تنتصر على إسرائيل التي تشير كل الوقائع على الأرض إلى أن نبيها الجديد نفّذ لها كل ما ترغب فيه من صور الهلاك والفتك بأعدائها. في المقابل فإن حماس لم تُهزَم والدليل على ذلك أن الإعلام العربي سلط الضوء على عدد من الأسيرات المحررات وتناسى أن الثمن كان 50 ألف قتيل و100 ألف جريح ومعاق و10 آلاف مفقود تحت الأنقاض ومدن مهدمة تبلغ كلفة إعمارها أموالا طائلة لن يصل منها إلى غزة إلا الأقل الشحيح.

من داخل ثقافة الهزيمة العربية يمكن أن نلتقط شخصين كانا ماهرين في صناعة الهزيمة غير أن ردود أفعالهما كانت مختلفة. يقف جمال عبدالناصر على ضفة، فيما يقف صدام حسين على ضفة أخرى. حين انكسرت مصر عام 1967 خرج عبدالناصر على المصريين والعرب ليعترف بمسؤوليته عن الهزيمة، أما حين انكسر العراق في حرب تحرير الكويت عام 1991 فإن صدام حسين خرج على العراقيين والعرب وهو يردد: “يا محلا النصر بعون الله”. أطلق العراق رسمياً على تلك الحرب اسم “أم المعارك”. حتى تسمية “حرب الخليج الثانية” كان ممنوعا تداولها بين العراقيين. يُحسب لعبدالناصر أنه لم يعتبر بقاءه حياً واستمرار نظامه نصراً في حين اعتبر صدام أن بقاءه حياً بعد أن تسبب في مقتل أكثر من ربع مليون جندي عراقي على ما سُمّي بطريق الموت نصراً. لو كان حسن نصرالله حياً اليوم لما تمكن اللبنانيون من تجاوز عقبته منتصراً على الرغم من كل الخراب المادي والخسائر البشرية التي دفعها لبنان.
واقعياً دفع الشعب العراقي ولا يزال يدفع ثمن هزيمة رجل هُزم غير أنه انتصر عليه وبإرادة دولية. وبسبب تلك الفكاهة السوداء لا يزال العراق يعيش واقعا مهشما ومهمشا. لا هو دولة مواطنة وليس لدى أبنائه قناعة بأنه سيستمر موجودا. السؤال نفسه يمكن أن يحيط بأهل غزة الذين انقطعت صلتهم بفلسطين منذ حوالي عقدين وجاءت مغامرة حماس لتكرس هزيمتهم الروحية. فهم أحياء، ولكن لا قيمة لحياتهم إلا بما يكرّس انتصارا لحماس التي لا يملك أفرادها سوى السلاح الفردي لغة لعلاقتهم بالمجتمع الذي فرت أرواح عشرات الألوف منهم إلى السماء. لا يتوقع من حماس أن تنتبه إلى أن هناك مجتمعا منكوبا. كان انتظار وقف إطلاق النار موعدا مع النصر. ذلك ما كان نتانياهو يخشاه وهو يفكر بصبيانية لا تختلف عن النزق غير المسؤول الذي يحيط بسلوك الطرف المقابل.
كل حديث مجاني عن نصر في غزة، إنما هو محاولة للتغطية على جريمة إسرائيل. ذلك ما لا يمكن القبول به. لقد مارست إسرائيل عمليات إبادة منظمة في غزة لذلك لا يمكن القبول بالمشهد الذي يظهر أهلها منتصرين. لم ينتصر القتلى ولا المعاقون ولا الجرحى ولا المفقودون الذين تم دفنهم تحت أنقاض بيوتهم. قتلوا وهم على يقين من أن قاتلهم يعرف جيدا أن لا علاقة لهم بالحرب. ينبغي عدم تطريز جريمة إسرائيل بهلاهل النصر الوهمي. أما الأحياء من أهل غزة فلطالما تمنوا الموت بسبب ما عاشوه من ذل وهوان وجوع وهلع وتشريد.
أما صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل فلا ينبغي النظر إليها باعتبارها مكافأة للطرف الذي تسبب بقيام الحرب كما لو أنه حقق هدفه منها. ليس من الإنصاف أن تتعرض غزة لعدوان إسرائيلي مدمر استمر لمدة سنة وثلاثة أشهر و14 يوماً، من أجل أن يُطلق سراح بضعة مئات من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. لو خُير الأسرى بين استمرارهم في السجن وتدمير غزة وسحق سبل الحياة فيها لاختاروا السجن. هناك اليوم محاولة بائسة لتسويق فكرة الانتصار من خلال توجيه الأنظار إلى الأسيرات الفلسطينيات المحررات وحكاياتهن لا لشيء إلا رغبة في الانتهاء من الحكاية الأصلية التي تنطوي على ضرورة مساءلة المسؤول عما جرى وتقديمه إلى المحاكمة إن كانت هناك محاكم فلسطينية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة أهل غزة غیر أن

إقرأ أيضاً:

كارما وزميلاتها وعلقةموت.. معركة لأجل القصاص والبراءة.. من ينتصر؟

حجزت محكمة جنح الأميرية محاكمة الـ3 طالبات المتهمات بالتعدي على زميلتهن كارما خلال المشاجرة التي نشبت داخل مدرسة كابيتال بالتجمع الخامس لـ 30 ديسمبر للمرافعة وفي تلك التفاصيل نرصد لكم القصة الكاملة.

النيابة العامة 

استمعت النيابة العامة بالقاهرة الجديدة لأقوال أسرة الطالبة "كرمة"، التي تعرضت لاعتداء بالضرب على يد ثلاث طالبات داخل مدرسة شهيرة بالتجمع الخامس.

بلاغ للأجهزة الأمنية 

تقدم والد الطالبة ببلاغ إلى الأجهزة الأمنية، أفاد خلاله بتعرض ابنته للاعتداء اللفظي والبدني من قبل ثلاث فتيات داخل المدرسة، حيث شمل الاعتداء استخدام ألفاظ خادشة للحياء.

دفاع المجني عليها 

وكشف دفاع المجني عليها، أنه لا يوجد نية للتصالح قائلاً: "محدش اتواصل معانا وكارما عايزة تاخد حقها، وبننضم لطلبات النيابة العامة، حيث إنها المحركة للدعوى الجنائية" .

تأجيل محاكمة 3 طالبات متهمات بضرب الطالبة كارماتفاصيل جلسة محاكمة 3 طالبات متهمات بضرب الطالبة كارما بالتجمع

وقال دفاع المجني عليها، إنه يطالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، حيث إن الواقعة ليست مشاجرة عابرة وإنما اعتداء من ثلاثة طالبات أكبر من موكلته سناً، وهو ما يوصف بأنه اعتداء ممنهج نتج عنه العاهة المستديمة الواردة بتقرير الطب الشرعي.

وأضاف: “موكلتي ما زالت تعاني بسبب الواقعة التي حدثت لها من اضطرابات نفسية وبكاء متكرر وعزلة اجتماعية، بالإضافة للحالة الصحية السيئة، كما أن الحكم سيكون بمثابة حياة كادت تنهار ويمسح دمعتها ويجبر كسر قلبها”.

إحالة المتهمات 

وقررت جهات التحقيق إحالة 3 طالبات للمحاكمة الجنائية، على خلفية تورطهن في ضرب الطالبة كارما وتهشيم أنفها في المشاجرة التي شهدتها إحدى المدارس الدولية بمنطقة التجمع الخامس، والمعروفة إعلاميًا بـ “مشاجرة مدرسة كابيتال”.

وكشفت التحقيقات أن المتهمات، ومن بينهن الطالبة راوية، اشتركن في الاعتداء بالضرب على زميلتهن "كارما" داخل المدرسة، ما تسبب في إصابتها بجروح متفرقة، وسط حالة من الفوضى داخل الحرم المدرسي، وثقتها مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تقرير الطب الشرعي 

وفي وقت سابق، كشف تقرير الطب الشرعي أن الطالبة كارما تعاني من كسر بعظام الأنف ناتج عن واقعة الاعتداء التي تعرضت لها، بالإضافة إلى انسداد بالتنفس واعوجاج بالحاجز الأنفي، وتشوه بسيط في الشكل الخارجي للأنف.

وأشار إلى أن المجني عليها تحتاج لتدخل جراحي بعد بلوغ سن 16 عامًا، ما يؤكد خطورة الإصابات التي لحقت بها، مضيفًا أن الطب الشرعي طلب صورة أشعة لعظام الأنف قبل وقوع الحادث، إن وجدت، للبت في مدى تسبب الواقعة بعاهة مستديمة من عدمه.

ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة الضرب.

عقوبة الضرب

وتنص المادة 236 من قانون العقوبات على أن كل من جرح أو ضرب أحدا عمدا أو إعطاء مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع، وأما إذا سبق ذلك إصرار أو ترصد فتكون العقوبة السجن المشدد أو السجن، وهذه العقوبة تنطبق أيضا على الجرائم التي تنتهك بحق الأطفال.

كما نصت المادة ٢٤٠ من قانون العقوبات لجريمة الجرح أو الضرب المفضي إلى عاهة مستديمة، على عقوبة السجن من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات، وتشدد العقوبة في حالة ما إذا كانت الجريمة مقترنة بسبق الإصرار أو الترصد، فتكون السجن المشدد من ثلاث سنين إلى عشر سنين.

طباعة شارك كارما طالبة كارما حبس الطالبات مشارجة

مقالات مشابهة

  • أشهر استديو تحليلي رياضي إنجليزي ينتصر لمحمد صلاح: "توقفوا عن ذبح الفرعون”
  • المغرب ينتصر على سوريا ويبلغ المربع الذهبي لكأس العرب
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • كارما وزميلاتها وعلقةموت.. معركة لأجل القصاص والبراءة.. من ينتصر؟
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى