الجزيرة:
2025-07-29@01:32:56 GMT

ترامب ومنظمة التجارة وسلاح الرسوم الجمركية

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

ترامب ومنظمة التجارة وسلاح الرسوم الجمركية

بلغت التجارة السلعية للولايات المتحدة الأميركية 5.1 تريليونات دولار بتقديرات عام 2023، وهو ما يمثل 18.7% من ناتجها المحلي الإجمالي البالغ 27.8 تريليون دولار، وذلك وفقًا لأرقام قاعدة بيانات البنك الدولي.

وجاءت الصادرات السلعية لأميركا بحدود تريليوني دولار، بينما سجلت وارداتها السلعية 3.1 تريليونات دولار، وبذلك بلغ العجز التجاري الأميركي نحو 1.

1 تريليون دولار.

ويبلغ إجمالي التجارة السلعية للعالم كله في العام نفسه قرابة 48 تريليون دولار، وبما يمثل 45.5% من إجمالي الناتج المحلي للعالم البالغ 106.7 تريليونات دولار.

وبذلك يمثل إجمالي التجارة الخارجية السلعية للولايات المتحدة 10.6%، من إجمالي التجارة السلعية للعالم.

وبالنظر إلى هذه الأرقام يتخذ الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب من مجال التجارة الخارجية لبلده ورقة ضغط لتمرير أجندته السياسية، مع العديد من الدول على رأسها الصين والاتحاد الأوروبي.

بل ويفضل ترامب التجارة ورقة ضغط على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا، ما لم تقبل مقترحه بإنهاء الحرب. كما يرى ترامب أن آلية فرض الرسوم الجمركية العالية على تجارة روسيا مع أميركا ودول أخرى، أكبر تأثيرا من العقوبات الاقتصادية.

إعلان

فهل يحق لترامب أن يستخدم الرسوم الجمركية، لمواجهة مشكلة الهجرة غير النظامية مع المكسيك وكندا؟ أو مع الاتحاد الأوروبي والصين، من أجل خفض العجز في الميزان التجاري لبلاده معهما أو من أجل تمرير أجندته السياسية؟

الصين واحدة من الاقتصادات الكبرى التي يرغب ترامب في أن يحل معها مشكلة العجز التجاري (غيتي) أميركا ومنظمة التجارة

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، سعت دول العالم لتنظيم شؤون الاقتصاد العالمي، حيث تم إنشاء المؤسستين الماليتين، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبقيت قضية التجارة العالمية، تدار عبر ما يعرف بالاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة حتى نهاية عام 1994.

ولم تر أميركا عقب الحرب العالمية الثانية، مصلحة في قيام منظمة التجارة، ولم تسع لتفعيلها كما فعلت مع إنشاء البنك والصندوق الدوليين.

إلا أنها سعت في نهاية 1994 لإقرار ميلاد منظمة التجارة العالمية، كبديل لاتفاقية الغات، وذلك في مؤتمر الدار البيضاء، لتدخل المنظمة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 1995.

وكانت خطوة الولايات المتحدة بتفعيل منظمة التجارة، تتويجًا لسيطرتها على النظام العالمي، كقطب أوحد، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات، وقدمت أميركا ومعها أوروبا العديد من الوعود لكافة الدول النامية لكي تنضم للمنظمة.

وكان من أبرز تلك الوعود:

رفع الدعم عن القطاع الزراعي في أميركا وأوروبا. فتح أسواقهما أمام المنتجات الزراعية للدول النامية. العمل على نقل التكنولوجيا للدول النامية.

ولكن لم يتحقق من تلك الوعود شيء، على الرغم من مرور 3 عقود.

وتهتم المنظمة بشكل رئيس بقضايا التجارة الدولية، وكان أشهر اتفاقياتها، اتفاقية مكافحة الإغراق، واتفاقية مكافحة الدعم، واتفاقية الوقاية من الواردات، بالإضافة إلى اتفاقية الحماية الفكرية، واتفاقية حرية الاستثمار. وبذلك نُظمت أعمال التجارة، على المستوى العالمي.

وتعد هيئة فض المنازعات بالمنظمة، الجهة المنوطة باتخاذ القرارات تجاه أي ممارسات تتظلم منها الدول، نتيجة تلك الأعمال التي تتضرر منها على صعيد التجارة أو الخدمات.

ترامب هدد بفرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين (الفرنسية) محاولات ترامب عرقلة المنظمة

في ولايته الأولى، أنعش ترامب الحمائية التجارية، وجعل العالم يعيش حربا تجارية فعلية، سواء في السعي لرفع الرسوم الجمركية خارج نطاق قواعد منظمة التجارة العالمية، وتهديده آنذاك بالانسحاب من المنظمة، أو تعطيل تعيين بعض القضاة داخل المنظمة، مما يجعل المحكمة المعنية بفض المنازعات غير مؤهلة للقيام بعملها.

إعلان

وبشكل عام، يعتقد ترامب، أن اتفاقيات التجارة الأميركية متعددة الأطراف من خلال منظمة التجارة، أو من خلال التجمعات التجارية الأخرى مثل "نافتا" هي اتفاقيات سيئة، وليست في صالح الولايات المتحدة الأميركية.

إلا أن الجديد هو توظيف آلية الرسوم الجمركية، لتحقيق أغراض سياسية، وهو ما عبر عنه ألكسندر بارولا ممثل البرازيل في منتدى دافوس، بقوله "أعتقد أن استخدام الرسوم الجمركية لأغراض سياسية يؤدي إلى تداعيات سلبية وسيضر حقا بالنظام الدولي القائم على القواعد… أعتقد أن هذه رسالة سيئة".

وتعد القضية الأبرز هنا، التي تفرضها تهديدات ترامب، أو خطواته المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ، أنها تضر بأهم مبدأ لمنظمة التجارة العالمية، وهو حرية التجارة، وقد عبرت تقارير صندوق النقد الدولي غير مرة أن خطوات ترامب نحو الحماية التجارية -إبان ولايته الأولى- أحد مهددات النمو الاقتصادي على مستوى العالم.

كيف يتم التعامل مع مخالفات التجارة العالمية؟

هناك خطوات لا بد من اتباعها لإثبات وجود تجاوز من قبل دولة ما تجاه دولة أخرى، ولا يتعلق الأمر بمجرد قرار إداري يصدره رئيس أو وزير في دولة ما.

مثلا في حالة الإغراق، على الدولة التي مورس ضدها الإغراق، أن تثبت الأضرار التي لحقت بها من جهة رخص المنتج الأجنبي قياسا لأسعار المنتج المحلي أو تراجع أرباح شركاتها أو زيادة مخزوناتها المحلية بسبب السلع الأجنبية. في حالة ارتكاب دولة مصدرة لمخالفة دعم صادراتها، بعيدًا عن الأدوات المعتمدة من منظمة التجارة، كأن تقدم الدول المصدرة دعمًا لصناعتها من خلال الإعفاءات الضريبية أو الجمارك، ففي هذه الحالة من حق الدولة المتضررة أن تشكو للمنظمة التجارة، وتطالب بتعويضات. في حالة اتفاقية الوقاية من الواردات، فإذا زادت الواردات لدولة ما عن متوسط وارداتها خلال 3 سنوات مضت، وأدى ذلك إلى أضرار بميزان مدفوعاتها، يصبح من حقها أن تلجأ إلى نظام الحصص من الواردات، لكن هذا الحق مقيد بأن تكون الحصص موجهة للسلع بشكل عام، وليس ضد دولة بعينها. اتفاقية الحماية الفكرية، تعطي الحق لأصحاب الحقوق الفكرية، بالحصول على تعويضات، في حالة إثبات الاعتداء على تلك الحقوق من قبل مؤسسات أو دول.
ترامب يفضل ورقة التجارة للضغط على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا (شترستوك) سوابق للمخالفات الأميركية

في عهد جورج بوش الابن، تم فرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الخاصة بالاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى، كما تم ذلك في ولاية ترامب الأولى بشكل أوسع، وهو ما دعا تلك الدول إلى اللجوء لمنظمة التجارة العالمية، لتقديم شكاوى ضد الولايات المتحدة، لما لحق بتلك الدول من أضرار بسبب القرارات الأميركية.

إعلان

ومؤخرًا صرحت تجوزي أكونجور إيويلا مديرة منظمة التجارة العالمية، أن الدخول في نظام الحماية التجارية، عبر الرسوم الجمركية، من شأنه أن يؤدي إلى كارثة، ويعوق معدلات النمو الاقتصادي.

وثمة شكوى من قبل الدول أعضاء منظمة التجارة العالمية، بسبب تعنت أميركا تجاه جهاز القضاء بالمنظمة، كيف ذلك؟ بعد صدور الأحكام الأولية، يمكن للأعضاء أن يلجؤوا لمحكمة الاستئناف بنفس المنظمة، لكن أميركا عطلت تعيين قضاة جدد لهذه المحكمة فلم تتمكن من القيام بوظيفتها منذ عام 2019، بسبب عدم اكتمال أعضاء المحكمة.

المنظمة ومواجهة ترامب

خلال الأيام المقبلة، سنكون أمام مشهد إقدام ترامب على ما وعد به، أو التراجع عنه. كما سنكون أمام سيناريوهات عديدة للمواجهة من قبل باقي أعضاء المنظمة، أو المنظمة نفسها.

فهل سيتجاهل ترامب المنظمة، خاصة أنها تعاني من ضعف يتعلق بإمكانية استغنائها عن التمويل الأميركي؟

سينتظر عالم التجارة أيضا أن تكون خطوة إقدام ترامب على تنفيذ آلية الرسوم الجمركية، فرصة لأن تتوحد باقي دول العالم لترسم خطوة جديدة على خريطة النظام العالمي متعدد الأقطاب، وتنشئ جبهة أمام تصرفات ترامب.

هذه الجبهة إما أن تدفع الرئيس الأميركي للقبول بقواعد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، أو أن ينجح هو في تقويض هذا النظام عبر تهميش دور منظمة التجارة العالمية، أو الانسحاب من عضويتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منظمة التجارة العالمیة الرسوم الجمرکیة فی حالة من قبل

إقرأ أيضاً:

رحلة استسلام الاتحاد الأوروبي لسياسة ترامب الجمركية

بدأ الاتحاد الأوروبي رحلته نحو الاستسلام في 10 أبريل/نيسان الماضي في مواجهة حملة دونالد ترامب التجارية "الشرسة"، حسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأدت رسوم "يوم التحرير" الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي على معظم دول العالم في وقت سابق من ذلك الشهر إلى حالة من الاضطراب في الأسواق المالية، وتخلى المستثمرون عن الأصول الأميركية خوفًا من الركود، ومع تصاعد موجة البيع، تراجع ترامب، وفي 9 أبريل/نيسان، وخفض الرسوم الجمركية إلى 10%، فيما وصفه بأنه إجراء مؤقت.

لكن بروكسل تراجعت هي الأخرى، ففي 10 أبريل/نيسان الماضي، علّقت رسومها الجمركية الانتقامية، وقبلت عرض الولايات المتحدة بإجراء محادثات في ظل رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم تجارتها، إلى جانب رسوم أعلى على الصلب والألمنيوم والمركبات، مما اعتُبر حينها تهديدا.

وبدلا من الانضمام إلى كندا والصين في اتخاذ إجراءات انتقامية فورية، اختار الاتحاد الأوروبي -الذي أعاقته اختلافات وجهات النظر بين دوله الأعضاء- السعي إلى حل وسط على أمل الحصول على صفقة أفضل.

وبموجب الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وترامب في منتجع تيرنبيري للغولف أمس الأحد، اضطر الاتحاد الأوروبي لقبول تعريفة أميركية أساسية واسعة النطاق بنسبة 15%، شملت بشكل أساسي السيارات، لكنها لم تشمل الصلب، الذي سيخضع لنظام الحصص.

"من لا يتعاون يُشنق منفردًا"

لكن، حسب الصحيفة، فإن الارتياح بين صانعي السياسات بشأن تجنب حرب تجارية عبر الأطلسي فورية شابه بعض الندم، فهل كان بإمكان الاتحاد الأوروبي، أكبر تكتل تجاري في العالم، والذي يُفترض أنه ذو وزن اقتصادي كبير، أن يحصل على شروط أفضل لو لم يخفف من حدة تصرفاته في البداية؟، تساءلت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين، قوله: "إنه المتنمر في ساحة المدرسة، لم ننضم إلى الآخرين في مواجهته. من لا يتعاون يُشنق منفردًا".

إعلان

وقال المسؤول السابق في المفوضية الذي ساعد في التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جورج يركيليس إن أحدث تهديد من الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات جمركية انتقامية بقيمة 93 مليار يورو (108.33 مليارات دولار) على السلع الأميركية جاء متأخرًا جدًا.

وأضاف يركيليس، الذي يعمل الآن في مركز السياسة الأوروبية للأبحاث (European Policy Centre): "بالاستفادة من الماضي، كان من الأفضل للاتحاد الأوروبي الرد بقوة على الولايات المتحدة في أبريل/نيسان، وذلك من خلال رد الصين على زيادات الرسوم الجمركية الأميركية، والتي تركت الأسواق وترامب في حالة من الترنح".

جانب من إعلان ترامب وأورسولا فون دير لاين الاتفاق التجاري (غيتي إيميجز)

وحسب الصحيفة، فإن ترامب ينظر إلى الاتحاد الأوروبي على أنه طفيلي، يتغذى على السوق الأميركية المربحة بينما يغلق سوقه الخاص من خلال اللوائح والمعايير، وقال الرئيس الأميركي إن الاتحاد "نشأ لخداع الولايات المتحدة" و"أكثر فظاظة من الصين".

وحسب التقرير، جاء رد فعل الاتحاد الأوروبي على عودة ترامب إلى السلطة في يناير/كانون الثاني مُتعثرًا، وأضاع أشهرًا من تخطيط فريق مُختص، ضمّ مسؤولين تجاريين كبارًا بقيادة الخبيرة المُخضرمة في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سابين وياند، وتوماس بيرت، المستشار التجاري لفون دير لاين. 

وضع الفريق المتخصص خطة من 3 نقاط على غرار النهج المتبع في ولاية ترامب كالتالي:

الأولى: عرض لخفض عجز تجارة السلع البالغ نحو 200 مليار يورو (233 مليار دولار) من خلال شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال والأسلحة والمنتجات الزراعية. الثانية: عرض تخفيضات متبادلة للرسوم الجمركية على سلع كل طرف. الثالثة: في حال فشل الأولى والثانية، سيُعدّون إجراءات انتقامية ويعتمدون على رد فعل السوق تجاه حرب تجارية محتملة، أو ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، لإجبار ترامب على التراجع.

لكن ترامب تحرّك أسرع من المتوقع، وبحلول مارس/آذار الماضي، فرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم والسيارات.

وفي اجتماع عُقد في لوكسمبورغ في ذلك الشهر، كان العديد من وزراء التجارة على وشك الحرب (التجارية).

مواقف متباينة

ودفعت ألمانيا وفرنسا وعدد قليل من الدول الأخرى المفوضية للتشاور بشأن استخدام "بازوكا التجارة" الجديدة، وهي أداة مكافحة الإكراه، والتي صُممت بعد ولاية ترامب الأولى لمواجهة استخدام السياسة التجارية للضغط على الحكومات في مسائل أخرى، ومن شأنها أن تسمح لبروكسل بمنع الشركات الأميركية من المشاركة في المناقصات العامة، وإلغاء حماية الملكية الفكرية، وتقييد الواردات والصادرات.

وقال دبلوماسيون إنه لم يتضح ما إذا كانت أغلبية الدول الأعضاء توافق على التهديد باستخدام أداة مكافحة الإكراه، ودعت سابين وياند سفراء الاتحاد الأوروبي، الذين كانوا يجتمعون أسبوعيًا على الأقل لمناقشة الأمر إلى التحلي "بالصبر الإستراتيجي".

وعندما أبرمت بريطانيا اتفاقا تجاريا مع واشنطن في مايو/أيار، وقبلت التعريفة الجمركية الأساسية التي فرضها ترامب بنسبة 10%، شجعت هذه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تسعى إلى التوصل إلى تسوية، وخاصة ألمانيا، على القبول بشرط مماثل.

إعلان

وتمسكت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، لأشهرٍ بعرض الاتحاد الأوروبي المُبكّر بإلغاء جميع الرسوم الجمركية الصناعية إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه، على الرغم من أن واشنطن لطالما أوضحت رغبتها في تنازلاتٍ أحادية الجانب.

وأرسل الاتحاد الأوروبي المفوض التجاري المقرب منه، ماروش شيفكوفيتش، إلى واشنطن 7 مرات لاقتراح مجالات الاتفاق، والتعبير عن أهمية العلاقة عبر الأطلسي، والترويج لبرنامج تعويض السيارات الألماني، وفي المجمل، أجرى شيفكوفيتش أكثر من 100 ساعة من المحادثات المحبطة مع نظرائه الأميركيين، وفق الصحيفة.

تحركات ترامب كانت أسرع من الاتحاد الأوروبي في المواجهة التجارية الأخيرة في ما يبدو (الأوروبية)

ورفض ترامب رفضًا قاطعًا صفقة فرض تعريفة جمركية دائمة بنسبة 10% "متبادلة"، والتي تم التوصل إليها في يوليو/ تموز مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك، وهدد بدلا من ذلك برفع الرسوم على الاتحاد الأوروبي إلى 30%، بدلا من 20%، اعتبارًا من أغسطس/آب.

انقسام أوروبي

خلال أشهر من المحادثات، حث شيفكوفيتش الوزراء الأوروبيين على الحذر، وكان وزير التجارة الأيرلندي، سيمون هاريس من المتصلين الدائمين، وقد أراد إنقاذ صناعة الأدوية ولحوم البقر في بلاده من أي هجوم أميركي مضاد، وإعلام العالم – لا سيما الأميركيين – بذلك من خلال منشورات متكررة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعا قادة الأعمال بصوت عالٍ إلى ضبط النفس، مفضلين قبول خفض هوامش الربح على المخاطرة برسوم جمركية عقابية من شأنها أن تؤثر سلبًا على المبيعات.

وخفض الاتحاد الأوروبي حزمة ثانية من الرسوم الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة إلى 72 مليار يورو (83.86 مليار دولار) قبل الموافقة عليها نهائيًا في 24 يوليو/تموز الحالي لاستخدامها في حال انهيار المحادثات، ليصل إجمالي الرسوم إلى 93 مليار يورو (108.33 مليارات دولار).

وكشف عدم اليقين المستمر منذ أشهر بشأن اتجاه المفاوضات عن انقسامات داخل المفوضية نفسها.

وعلى الرغم من محاولات الحكومة الفرنسية لحماية الشركات الفرنسية من الانتقام، فقد دعت مرارًا وتكرارًا إلى نهج أكثر حزمًا من جانب المفوضية تجاه رسوم ترامب الجمركية.

لكن رئيسة المفوضية ومساعديها المقربين دفعوا بأن الضرر المحتمل من إجراءات ترامب الإضافية، بما في ذلك التهديدات بفرض رسوم جمركية محددة على قطاعات حيوية مثل الأدوية في الاتحاد الأوروبي، يعني أن خطر اندلاع حرب تجارية متصاعدة كان كبيرًا للغاية.

وكان ثمة قلق من أن الموقف الأكثر مواجهة تجاه واشنطن قد يمتد إلى مجالات أخرى.

وكان اعتماد أوروبا على ضمان الأمن الأميركي حجة أخرى ضد المواجهة التجارية، وخاصة بالنسبة لأعضاء الكتلة الشرقية والشمالية، فقال دبلوماسيون إن المخاوف من أن يقطع ترامب إمدادات الأسلحة عن أوكرانيا، أو يسحب قواته من أوروبا، أو حتى ينسحب من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد طغت على المحادثات.

مقالات مشابهة

  • رحلة استسلام الاتحاد الأوروبي لسياسة ترامب الجمركية
  • ترامب يعلن رفع التعريفات الجمركية العالمية إلى 15%-20% كحد أدنى
  • الصحة العالمية: سوء التغذية بغزة بلغ مستويات تنذر بالخطر
  • أميركا والصين تطلقان محادثات جديدة لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
  • الصحة العالمية: سوء التغذية في غزة بلغ مستويات كارثية
  • ترامب يُعلن التوصل لاتفاق تجاري على الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي
  • منظمة الصحة العالمية: سوء التغذية بلغ "مستويات خطيرة" في غزة
  • ترامب: الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي لن تقل عن 15%
  • وزير التجارة الأمريكي يعلن دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ مطلع أغسطس
  • الصحة العالمية تشيد بدور مصر في تقديم الخدمات الصحية للمتأثرين بالنزاعات بالدول المجاورة