أطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، برئاسة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أول صالون ثقافي تحت عنوان «مصر في عيون أطفالها»، بمشاركة نخبة من الأدباء والمتخصصين في أدب الطفل، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السادسة والخمسين.

اتحاد الكتاب المصري

شارك في الصالون السيناريست وليد كمال، عضو اتحاد الكتاب المصري؛ والكاتب والناقد مصطفى غنايم، رئيس تحرير سلسلة الأدب العالمي للطفل والناشئة، وأدارت اللقاء الإعلامية الصغيرة، الطفلة حور شفيق، التي أبهرت الحضور بإدارتها للحوار بثقة وبراعة، قائلة: «فخورة بكوني جزءًا من هذه الفعالية المميزة التي تبرز إبداعات الأطفال ورؤيتهم لوطنهم».

وفي حديثه عن مصر، قال السيناريست وليد كمال: «مصر هي مصدر إلهام لنا جميعًا، وهي بلد الحضارة والتاريخ، ويمثل أدب الطفل أحد الوسائل الهامة لترسيخ هذه القيم لدى الأجيال الجديدة».

وأضاف: «من خلال الأدب، يمكن للأطفال التعبير عن مشاعرهم تجاه وطنهم، وهذه الفعالية تفتح الباب أمامهم للتفاعل مع قصص وحكايات تدور حول مصر وواقعها الجميل».

وقال الكاتب مصطفى غنايم: «مصر دائمًا في قلب الأدب، وأدب الأطفال هو الميدان الذي يمكننا من خلاله غرس مشاعر الحب والانتماء في نفوسهم. نحن نعمل على تعزيز صورة مصر في عيون أطفالها من خلال الكتب والمحتوى الأدبي الموجه إليهم، وهذا النوع من الفعاليات يسهم بشكل كبير في تنمية وعيهم الوطني».

دعم الثقافة وتعزيز قيم الانتماء الوطني

وأشاد المشاركون في الصالون بدور الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف - رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في دعم الثقافة وتعزيز قيم الانتماء الوطني من خلال هذه المبادرات الرائدة، كما أثنوا على الجهود التنظيمية التي قادها الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس، التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث وإخراجه بصورة مشرفة.

ويهدف الصالون إلى تسليط الضوء على أهمية أدب الطفل في تشكيل وعي الأجيال الصاعدة، وتعزيز قيم الوطنية والانتماء، ليكون خطوة متميزة نحو مزيد من الفعاليات الثقافية التي تثري المشهد الثقافي المصري.

وحرصت الواعظة مرفت رمضان على التنسيق مع الدكتورة هدى حميد، على حضور أكبر عدد من الأطفال لحضور الصالون الثقافي، وعقب اللقاء جرى اصطحاب الأطفال إلى جناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية للاطلاع على إصداراته، وتوزيع مجلة الفردوس على الأطفال المشاركين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اتحاد الكتاب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأعلى للشئون الإسلامية أسامة الأزهري الأعلى للشئون الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي

"نحن نكتب لأن هناك من يُصغي، حتى وإن لم نرَه... نكتب لأن الكلمات تخلق العالم، وتنقذنا من قسوته"، بهذه الروح، عاش الدكتور أحمد خالد توفيق، وبهذه الروح كتب، فصار للعربية جسرٌ جديد إلى قلوب الشباب، وصار هو العرّاب الذي قاد أجيالًا كاملة في رحلات بين السطور، بين الرعب والفانتازيا، بين الطب والحياة، بين الموت ومعناه الحقيقي.

أنغام: "كل ما أغني عن فرح غايب.. بعيط من قلبي"قافلة كسر حصار الاحتلال لغزة تعبر الحدود التونسية إلى ليبيانادين الراسي تعترف: جربت المخدرات وتخليت عنها بدعم ابنيمراسل القاهرة الإخبارية: الهجوم الروسي الواسع على كييف الأعنف منذ أشهر

وُلد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا، محافظة الغربية، نشأ في أسرة مصرية عادية، ودرس الطب في جامعة طنطا حتى حصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة، لم يكن الطب نهاية الطريق، بل كان بداية موازية لمسارٍ آخر، سلكه بشغف أكبر: الكتابة.

دخل عالم الأدب من أوسع أبوابه في التسعينيات، حين كتب أولى سلاسله الشهيرة "ما وراء الطبيعة" عام 1992، بعد أن رفضت المؤسسة العربية الحديثة روايته الأولى، لتعود وتطبعها بعد إصراره ومثابرته، كانت تلك البداية فقط، سرعان ما تبعتها سلاسل مثل "فانتازيا" و"سفاري"، التي أسرت القلوب وأطلقت الخيال من قيوده.

في زمنٍ كانت فيه المكتبات تمتلئ بالكتب المترجمة ويفتقر الشباب العربي لأدب يعبر عنهم، جاء أحمد خالد توفيق ليمنحهم بطلاً يشبههم، بأسلوب سهل عذب، يحمل عمقًا خلف بساطته، وروحًا ساخرة خلف وقاره، لم يتعالَ على القارئ، ولم يتكلف الفلسفة، بل خاطب القلوب قبل العقول، فتعلّق به القرّاء كأنهم وجدوا صوتهم في كلماته.

كتب أكثر من 500 كتاب بين سلاسل، وروايات، ومقالات، وترجمات، لكن روايته "يوتوبيا" التي صدرت عام 2008 كانت علامة فارقة، إذ خرج بها من إطار أدب الشباب إلى ساحة الرواية العربية الجادة، وتُرجمت إلى أكثر من لغة، لتُعرف كواحدة من أجرأ الروايات في نقد الواقع المصري.

ومع الوقت، تحوّل "العرّاب"- كما أطلق عليه قراؤه- إلى ظاهرة ثقافية، لم يكن فقط كاتبًا يروي قصصًا، بل كان أبًا روحيًا لجيلٍ بأكمله، منحهم الأمل حين ضاق الواقع، وفتح لهم أبواب الخيال حين أُغلقت النوافذـ، كان صوتًا حنونًا في زمنٍ صاخب، وخفيف الظل في عتمةٍ ثقيلة.

ولم تكن حياته تخلو من مواقف إنسانية، فقد عُرف بتواضعه الشديد، وحرصه على التواصل الدائم مع قرائه، لا سيما على الإنترنت، حيث كان يجيب على أسئلتهم، ويشاركهم مخاوفهم وطموحاتهم، حتى باتوا يشعرون بأنه صديق حقيقي لا مجرد مؤلف.

روى أحدهم مرة أنه التقاه مصادفةً في معرض الكتاب، وكان يرتدي ملابس بسيطة ويحمل حقيبة ظهر، كأي زائر عادي، لم يكن يحيط نفسه بهالة نجومية، بل بتواضع العلماء ودفء المعلمين، حكى له الشاب عن تأثره بسلسلة "ما وراء الطبيعة"، فابتسم العرّاب وقال: "الحمد لله إن الكلام ده نفعك.. أنا كنت بكتبه لنفسي في الأول."

رحل أحمد خالد توفيق في 2 أبريل 2018، عن عمر ناهز 55 عامًا، لكن وفاته لم تكن نهاية، بل بداية فصل جديد من الحب والوفاء، شيّعه الآلاف، وذرف القرّاء الدموع، وكأنهم فقدوا قريبًا لا كاتبًا، ومنذ ذلك اليوم، تحوّلت صفحاته ومؤلفاته إلى مزارات أدبية، يعود إليها الناس بحثًا عن الدفء، والفهم، والحنين.

طباعة شارك أحمد خالد توفيق العرّاب مدينة طنطا عالم الأدب ما وراء الطبيعة

مقالات مشابهة

  • احتجاجات أميركا في عيون العرب.. ما الذي يحدث في لوس أنجلوس؟
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي
  • اليقظان الحارثي لـ"الرؤية": متحف "عُمان عبر الزمان" معلم ثقافي وسياحي رائد.. والتقنيات الحديثة عززت تجارب 800 ألف زائر
  • تحويل المتغيبين للشئون القانونية.. وكيل صحة الأقصر يتابع الحجر الصحي بالمطار
  • شَظَفُ الطَّبْع
  • “رحلة المُجوّعين”.. رصاصة إسرائيلية تخطف فلسطينية قبل إطعام أطفالها
  • خفر السواحل اليمنية بعدن يطلق حملة توعية للحد من حوادث الغرق خلال موسم الرياح
  • مسرحية ترفيهية للأطفال وعرض عن طقوس العيد في ثقافي حمص
  • الأيديولوجيا في الأدب: روح مبدعة أم ظلّ ثقيل؟
  • «عيدنا فرحة وتكافل».. الهلال الأحمر المصري يوزع لحوم الأضاحي وملابس العيد على الأسر الأكثر احتياجًا