قلادة الطفل العطرية.. أَريج التراث وتقاليده الإماراتية الخالدة
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
ترمز قلادة الطفل العطرية التي سيتمّ عرضها في متحف زايد الوطني إلى القدرة والمعرفة التي تمتّعت بها الأم في الأسرة الإماراتية.
هدف كلّ أم تربية طفل يتمتّع بالقوة والصحّة الجيدة. ورعاية الطفل بكلّ حبّ هو عنصر من عناصر الأمومة من قديم الزمن. بصرف النظر عن البلد أو الثقافة التي ننتمي إليها، قد تختلف طرق رعايتنا لأطفالنا لكن النتيجة النهائية واحدة وهي نشأة طفل سعيد، صحّي وقوي.
سيتمّ عرض قلادة الطفل بشكلٍ دائمٍ في صالة عرض "من جذورنا" عند الافتتاح المرتقب لمتحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في السعديات. وترمز هذه القطعة الفنيّة المزيّنة إلى حبّ الأم ورعايتها في الأسرة الإماراتية. وشكلت هذه القلادة المصنوعة من القطن الأصفر المنقّط بتصميم "بو تيلة" التقليدي، والمحشوة بالأعشاب والتوابل وأوراق النباتات، جزءًا مهما من مجموعة أدوات الأم الإماراتية.
وتشرح فاطمة الحمادي، أمين متحف زايد الوطني: "إنّ الروائح المنبعثة من القلادة كانت تهدّئ الطفل وتساعده على الاسترخاء. ولصنع القلادة، كانت الأمّ تطحن الزعفران، المحلب، الحبّة السوداء، وبذور الحنظل وهي عبارة عن نباتٍ صحراوي ذو ثمرةٍ تشبه الليمون، ثمّ تنخل هذا المزيج وتضعه في أيّ قماش متوفّر لديها، ومن بعدها يتمّ ربط الخيط حول عنق الطفل".
وتوضع هذه القلادة بعد استحمام الطفل في الصباح أو قبل القيلولة، مما يسمح للأم بالقيام بمهماتها المنزلية المتنوعة. وأضافت الحمادي: "بغضّ النظر عن تربية الأطفال وتدبير المنزل، كانت النساء عموما هنّ مُعالجات ومُعلّمات الأسرة، وانعكس دورهنّ بحياكة الخيام ورعاية الماشية".
ويطرح متحف زايد الوطني برنامج توعوي يضم أمناء المتحف - بما في ذلك الحمادي، ليغطي الإمارات السبع. يهدف هذا البرنامج إلى التحدث مع كبار المواطنين الذين يحملون في ذاكرتهم قصصهم الخاصة وقصص أجدادهم بما في ذلك قصة القلادة وقصص أخرى تخص المرأة الإماراتية وتشكّل هذه الوثائق الحيويّة التاريخ المتوارث شفهيًا والموجود في جميع أنحاء المتحف، خاصةً في صالة عرض "من جذورنا" حيث سيتمّ عرض هذه القلادة. يذكر أن صالة عرض "من جذورنا" هي واحدة من ست صالات رئيسية داخل متحف زايد الوطني، تسلّط الضوء على استكشاف الهوية الإماراتية من خلال عرض أساليب الحياة التقليدية والعادات الاجتماعية والاقتصادية التي سادت القديمة في مناطق الإمارات الداخلية.
تقول الحمادي عن دورها في برنامج التوعية: "إنّها الوظيفة التي وُلدتُ من أجلها"، فأنا أحبّ التحدث إلى كبار المواطنين باعتبارهم جزءًا من بحثي العلمي. حتى أيام طفولتي، كنتُ أتواجد دائما في المجلس مع جدتي لأستمع باهتمام إلى أحاديث النساء. وبعدها كطالبةٍ في جامعة زايد في رحلات ميدانية إلى العين، كان الأمر يتعلّق بالتعرّف على تاريخ كبار المواطنين وهم يصفون حياتهم وتقاليدهم التي توارثوها من الأجيال السابقة. هذه التجارب ألهمتني في مسيرتي المهنية".
وكانت منطقة الظفرة بأبوظبي محل ولادة ونشأت الحمادي، وهي المنطقة نفسها التي تمّ اكتشاف القلادة فيها والتبرّع بها من قِبل صاحبة القلادة "العبدة علي مرشد المرر"، وقد صنعت القلادة لأطفالها في خمسينيّات القرن الماضي، حيث تعلّمت كيفية تهدئة الأطفال بهذه الطريقة من والدتها وجدّتها - ولا تزال تصنع القلائد للأطفال في عائلتها".
تكتسب صالة عرض "من جذورنا" روعتها من تلك التفاصيل الصغيرة، بل العميقة للمعروضات، كونها تحاكي أهميّة دور المرأة في المجتمع الإماراتي والقِيم القوية التي عاشت بها. كما سيستمتع الزوار بسماع قصصٍ ملهمة عن نجاح المرأة في المجتمع الإماراتي، وكيف تحوّلت مهاراتهنّ إلى الصّيد بالصقور، بالإضافة لمهمّاتهنّ في مساعدة تنظيم الأعراس قديمًا والتي كانت تُعتبر من المناسبات المجتمعية الهامة، وغيرها.
وتقول الحمادي: "إنّ قصص هؤلاء النساء القويات والمبدعات والقديرات تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من التجربة التي سيقوم بها الزوار من كافة الأعمار، حيث يمكنهم الوصول إلى المعلومات من خلال طرق العرض المختلفة سواء مشاهدة مقاطع الفيديو أو الاستماع إلى المواد السمعية أو شم رائحة العطور والتوابل أو مشاهدة عرض حيّ ضمن صالات العرض المخصّصة، وهدفنا أن يستمتع الجميع بقصصنا الثرية والجميلة لتبقى في ذاكرتهم بعد انتهاء زيارة المتحف".
وعلى الصّعيد الشخصي، بالرّغم من الاختلاف بين الاجيال، تؤكد الحمادي أنّ قِيم وأخلاقيات وآداب التعامل متأصّلة في جيلها، وتقول: "لم أكن لأستطيع العيش بدونهنّ. إننا نرى نساء إماراتيات قويات في كل مكان اليوم، وهنّ ما زلن في قلب مجتمعنا". وسوف يتمكن زوار متحف زايد الوطني قريبًا من مشاهدة السبب وراء ذلك.
مادة إعلانية
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات متحف زايد الوطني متحف زاید الوطنی صالة عرض
إقرأ أيضاً:
انطلاق أولى فعاليات برنامج تعزيز القدرات لشركات الزيوت العطرية
أطلقت اليوم أولى فعاليات برنامج تعزيز القدرات لشركات الزيوت العطرية، والذي يُعقد أونلاين خلال الفترة من 19 إلى 23 مايو، بالشراكة مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ ممثلة في مشروع الابتكار الزراعي AIP، وشركة MF للإستراتيجيات، وبدعم وتمويل من البنك الأوروبي للاستثمار (EIB)، وذلك في إطار جهود المجلس التصديري للصناعات الغذائية لتعميق الصناعة المحلية وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المصرية.
يأتي هذا البرنامج كجزء من استراتيجية المجلس لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الزيوت العطرية من مواكبة التوجهات العالمية الحديثة في الصناعة، بما يسهم في زيادة الصادرات ذات القيمة المضافة، وتعزيز مكانة مصر كمصدر رئيسي للزيوت العطرية ومشتقاتها، مستفيدًا من ثروتها النباتية الغنية، وتوافر الأيدي العاملة، وظروف الإنتاج المشابهة لأكبر الدول المنتجة في العالم مثل الهند.
وقد تم اختيار الهند كشريك معرفي في هذا البرنامج، كونها تعد أكبر منتج ومصنّع للزيوت العطرية ومكونات العطور عالميًا، وتمتلك خبرات واسعة وتقنيات متقدمة في هذا القطاع، فضلاً عن تشابهها مع مصر في وفرة المواد الخام الطبيعية وتكاليف التشغيل التنافسية.
أهداف ومحاور البرنامج:يغطي البرنامج مجموعة من المحاور الحيوية التي تشمل:
• الوضع العالمي للزيوت العطرية وتطبيقاتها في صناعة العطور والعلاج بالروائح.
• اتجاهات السوق العالمية ومتطلبات المستهلكين.
• طرق استخلاص الزيوت العطرية وتقييم جودتها باستخدام أحدث التقنيات.
• تصنيف الروائح، وتطوير المنتجات باستخدام المواد الطبيعية.
• الإطار التنظيمي للتصدير ومتطلبات الأسواق الدولية.
• استراتيجيات التسويق وبناء العلامة التجارية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
• التعبئة والتغليف وفقًا لمعايير الجودة العالمية.
يهدف البرنامج إلى تحويل الزيوت العطرية من مادة خام إلى منتج مصنّع عالي القيمة من خلال دعم الشركات المحلية في تطوير منتجات قائمة على الابتكار والتخصص والتصدير المستدام.
ويعكس هذا البرنامج توجه المجلس التصديري للصناعات الغذائية نحو التحول من تصدير المواد الخام إلى تصدير المنتجات النهائية المصنّعة عالية الجودة، مما يحقق أعلى عائد تصديري للدولة المصرية ويسهم في خلق فرص عمل مستدامة وتحقيق التنمية الصناعية المنشودة. و ان التدريب بناء على التوصيات الخاصة بمؤتمر و مهرجان النباتات الطبية و العطرية و سوف يتبع التدريب زيارات للشركات.