بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب.. ما هى مهام الكاتب المصري القديم؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
بمناسبة افتتاح فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور قيادات وزارة الثقافة ونخبة من المثقفين والإعلاميين وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة إلى مهمة وقيمة الكاتب فى الحضارة المصرية والكتابة المصرية نفسها باعتبارها أقدم كتابة فى العالم من خلال اللوحات العاجية المكتشفة بمقبرة أم الجعاب بأبيدوس فى سوهاج التى تؤكد أسبقية مصر فى معرفة أول كتابة فى التاريخ قبل الكتابة المسمارية السومرية بالعراق بمئات السنين وقد قام عالمي الآثار "إدوارد نافي" و"إريك بيت" بأعمال حفائر أثرية فى منطقة أم الجعاب بأبيدوس بين عامي 1912 إلى 1919، ومنذ عام 1977 يقوم المعهد الألماني للآثار بالقاهرة باستكشاف أم الجعاب وإجراء الحفريات بها، تحت إشراف "فيرنر كايزر" وبعده "جونتر دراير" بالإضافة إلى اكتشافات علماء الآثار المصريين.
ويوضح الدكتور ريحان أن نشأة الكتابة فى مصر ارتبطت باستيفاء متطلبات الدولة والتحكم في عمليات الإدارة والاقتصاد وذلك عن طريق تسجيلات كتابية، وبهذا بدأت المهنة الهامة وهي مهنة الكاتب في تدوين ما يخص الدولة المركزية وما بها من إدارات واتضحت أهمية مهنة الكاتب فى وصايا "سنب حتب" لابنه
" أعد نفسك لتكون كاتبًا وحاملًا قلم المعرفة ... إنها أشرف مهنة وأجدر وظيفة تليق بك وترفع شأنك وتقربك من الآلهة ... إن ما يخطه قلمك سيعيش أبد الدهـر ويـكـون أكثـر خـلـودًا مما ينقشه الآخرون على الحجر الصلب؛ لأنه سيعيش في قلوب الناس ورؤوسهم فلا تمتد إليه يد العبث أو التخريب ... تعلم كيف تحرك أصابعك القلم، وكيف يحرك عقلك أصابعك فلا يخط قلمك إلا الحكمة والمعرفة وما ينفع الناس، أجعل ملف البردي وأدوات الكتابة أصدقاءك ستجد أنهم أوفى الأصدقاء وأخلص الندماء، ستزيدك الكتابة بما هو أجمل من ملابس الكتان وعطور اللوتس، إن ما يخطه قلمك هو أعظم ميراث لا تعبث به يد الطامعين وأثمن من إرث أرض في ناحية الشرق أو مقبرة ناحية الغرب، إن الكتابة مهنة مقدسة تقربك إلى الإله الذي منحك العقل والقلم وتقربك من فرعون والناس وتجعلك حبيب للجميع وقريبًا إلى قلوب الجميع، فغذاء العقل الذى تقدمه للناس باق أما غذاء البطون الذى تقدمه يعطيه لهم الغير ولا يدوم"
وقال "رع حتب" واصفًا لذة الكتابة "الكتابة تجعل الكاتب أسعد من امرأة وضعت طفلًا فالكتابة كميلاد الطفل الذي يعوض الأم ما تحملته من آلام في حمله وولادته، فلا تشعر بأى تعب وهي تقوم وترضعه وتعطى ثديها لفمه كل يوم"، ولقد أدرك المفكر المصري القديم مدى ما تحققه الكتابة من استقلال وحرية ذاتية للكاتب حينما يشعر براحة العقل والسيادة على النفس وعدم الحاجة إلى الآخرين
وتنوه الباحثة الآثارية فى الآثار المصرية القديمة رنا محمد جابر التونسى إلى استخدام المصرى القديم لعدد كبير من الكتبة في تسجيل أعمال كثيرة فمنها تسجيل مساحات الأرض المزروعة وتقدير الضرائب على الفلاحين في جمعها وإحصاء ثروة البلاد الزراعية والحيوانية وغير ذلك من سائر الأعمال التي تقتضيها الحياة الزراعية
وكذلك سجّل الكتبة تفاصيل أعمال البناء وبعثات المحاجر لتشمل عدد العمال ومدة عملهم وما أدوه من أعمال وما استنفدوا من طعـام وشراب، كما احتاجت معابد الدولة كذلك إلى عدد كبير من الكتبة لنسخ الكتب الدينية والمدنية والقيام بكافة النواحي الإدارية الخاصـة بالمعابد والأماكن المقدسة
وتضيف الباحثة الآثارية رنا محمد جابر التونسى بأن الكاتب كان رئيسًا لفرق العمال باعتباره عاملًا بسيطًا قبل أن يصبح رئيسهم، وكانت هذه المهنة تدر لهم أجرًا مجزيًا بالمقارنة مع الجهد المبذول أو بالفئات العمالية الأخرى التي أبقى لنا تاريخ مصر ما يكفى من الوثائق لعقد مقارنات موضوعية، فكان يشرف على العمل ويراقبه بأكبر قدر من الحزم مسجلًا كل ما يحدث على مدار اليوم من أكبر حدث لأصغر حدث تسجيلًا دقيقًا من حيث ساعات الحضور وأسباب الغياب وحصر بالأدوات ومواد البناء وأهم من ذلك كله تسجيل أسباب التغيب عن العمل لأسباب مختلفة، بدءًا من مرض أحد الأقارب وصولًا إلى أتفه الأسباب
وفى انتهاء ساعات العمل المحددة يستخرج كل عامل أدوات عمله ويتحقق من حالتها وقد انتابه قدر من القلق، فعليه إعادة الأدوات بعد انتهاء العمل وتسليمها للكاتب الذى سيوازن بينها وبين حجر يستخدمه كوزن وسجلت عليه جميع البيانات اللازمة لإحكام المضاهاة والرقابة عند التسليم، كما يقوم الكاتب بدور الوسيط مع الإدارة ويسجل فى دفتر اليومية ما تم تنفيذه من أعمال والأدوات المستخدمة والأجور اليومية والعمال الغائبين، وكل ما يجد من أحداث ويرأس الكاتب المحكمة الخاصة بالورش يعاونه في ذلك أحد عشر عضوًا من فريق العمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب وزارة الثقافة المجلس الأعلى للثقافة
إقرأ أيضاً:
شعبة النقل الدولي: المطارات الذكية والخضراء ضرورة وطنية لمستقبل الطيران المصري
طالب الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، بضرورة الإسراع في تحويل المطارات المصرية إلى مطارات ذكية وصديقة للبيئة، في ظل تزايد أعداد المسافرين، ومواكبة الطفرات العالمية في تكنولوجيا الطيران، مشيرًا إلى أن هذا التحول يمثل ركيزة أساسية لتسهيل تجربة السفر من شراء التذكرة وحتى الوصول للمطار، وهو ما تدركه الحكومة المصرية وتسعى إلى تطبيقه ضمن رؤيتها الاستراتيجية.
وأوضح السمدوني أن الحكومة تسير ضمن خطة متكاملة في إطار "رؤية مصر 2030" لتحويل المطارات إلى مطارات خضراء، مشيرًا إلى نجاح الشركة القابضة للمطارات في تمويل عدد من المشروعات الرائدة، على رأسها إدخال الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي لتوليد الكهرباء داخل المطارات، ما يسهم في خفض البصمة الكربونية والحفاظ على البيئة.
وكان الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، عقد مؤخرًا سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع كبار مسؤولي قطاع الطيران في كوريا الجنوبية، لتعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات، لا سيما في مجالات تطوير المطارات الذكية، وتحديث البنية التحتية، وتوسيع حلول الصيانة والخدمات الجوية، وتطبيق التقنيات الرقمية المتقدمة.
وأكد السمدوني أن المطار الذكي يقوم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليلات البيانات الكبيرة، وشبكات الاتصال السريع 5G، وهو ما يحقق كفاءة تشغيلية عالية، ويعزز من أمن وسلامة الرحلات، ويمنح المسافر تجربة سلسة ومتميزة.
استخدام الطائرات الحديثة
وأشار إلى أن مصر تستهدف من خلال هذا التوجه أن تصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في الطيران، في ضوء التزاماتها بالتنمية المستدامة، لافتًا إلى أن استخدام الطائرات الحديثة وزيادة حركة السفر يفرضان تحديات متنامية تتطلب تحديث البنية التحتية للمطارات، وتطبيق أعلى معايير السلامة، مع خفض التكاليف وتسريع إجراءات السفر بما يحقق مصلحة الدولة والمواطن على حد سواء.