جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-19@08:38:39 GMT

ترامب على عرش أمريكا مجددًا

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

ترامب على عرش أمريكا مجددًا

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

عاد دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وسط حالة من الترقب الدولي والمحلي، حاملًا أجندة سياسية واضحة تعكس رؤيته لإعادة تشكيل الولايات المتحدة على كافة الأصعدة.

قراراته الأولى في ولايته الثانية جاءت حاسمة وجريئة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل أمريكا في ظل قيادته الجديدة.

منذ اللحظة الأولى، استهدف ترامب سياسات سلفه، جو بايدن، بإلغاء 78 إجراءً تنفيذيًا، في خطوة تُظهر تصميمه على إعادة البلاد إلى "طريقها الطبيعي"، حسب وصفه. من بين هذه القرارات كان إلغاء قوانين تعترف فقط بـ"جنسين"، وهو ما يعكس موقفه المحافظ من القضايا الاجتماعية.

هذه الخطوة قد تكون بداية لصدام جديد بين المُحافظين والليبراليين في الداخل الأمريكي، حيث يرى أنصاره في هذه القرارات تصحيحًا لمسار اجتماعي اعتبروه منحرفًا، بينما يعتبرها معارضوه محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

وفي سياق رؤيته للصرامة القانونية، أعاد ترامب العمل بعقوبة الإعدام للجرائم الكبرى. القرار لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى مواقفه السابقة، إلّا أنه أثار موجة من الجدل بين مؤيدٍ يراهُ أداةً للردع الفعّال ومعارض يعتبره انتهاكًا لحقوق الإنسان. هذا القرار يُظهر توجُّه ترامب نحو استخدام السياسات الصارمة لاستعادة هيبة القانون والنظام.

لم يتوقف ترامب عند الداخل؛ بل وجه أنظاره نحو السياسة الخارجية بقرارات جذرية تضمنت انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ. هذه الخطوات تأتي في إطار رؤيته لتعزيز السيادة الأمريكية وتخليصها من "الأعباء الدولية"، على حد تعبيره.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستؤدي هذه الانسحابات إلى عزلة دولية للولايات المتحدة أم أنها ستعزز نفوذها كقوة مستقلة؟ يرى بعض المحللين أن هذه القرارات قد تضعف دور أمريكا كقائد عالمي، بينما يعتقد آخرون أنها ستمنحها حرية أكبر في تحديد أجندتها.

في خطوة أثارت الاستغراب، قرر ترامب تأجيل حظر تطبيق "تيك توك" لمدة 75 يومًا، مؤكدًا الحاجة إلى مزيد من الدراسة. أما على الصعيد الرمزي، فقد أقدم على إعادة تسمية "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا"، في رسالة تعزز رؤيته الوطنية وتؤكد سياسته الشعبوية.

ترامب يعود إلى الساحة وسط انقسامات حادة وواقع سياسي متوتر. رؤيته التي تتبنى شعار "أمريكا أولاً" قد تكون نقطة تحول في السياسة الداخلية والخارجية، لكنها تواجه تحديات معقدة:

1. على المستوى الداخلي: قراراته الجريئة قد تعمق الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، لكنها قد تلقى ترحيبًا من قاعدته الشعبية المحافظة التي تؤمن بضرورة الصرامة والقيم التقليدية.

2. على المستوى الدولي: انسحابات ترامب قد تُضعف التعاون الدولي، لكنها قد تُعيد صياغة دور أمريكا كلاعب مستقل يفرض شروطه.

3. الاقتصاد: السياسات التي تركز على تعزيز الصناعات الوطنية قد تمنح الاقتصاد الأمريكي دفعة جديدة، لكنها قد تؤدي إلى صدامات تجارية دولية.

رغم شعبيته الكبيرة بين مؤيديه، يواجه ترامب تحديًا جوهريًا يتمثل في توحيد أمة ممزقة بفعل الاستقطاب السياسي. قراراته الأولى تُظهر عزمه على تحقيق أهدافه دون الالتفات للمعارضة، لكن هذا النهج قد يزيد من حالة الانقسام بدلًا من تقليصها.

كرئيس ذي شخصية استثنائية، يمتلك ترامب قدرة فريدة على تحويل المواقف لصالحه. وإذا نجح في تحقيق توازن بين سياسته الوطنية ونهجه الصارم، فقد يدخل التاريخ كقائد أحدث تغييرات جذرية. ومع ذلك، فإن استمرار الانقسامات قد يُسجل عهده كفترة من التوتر الداخلي والانعزالية الدولية.

إن مستقبل أمريكا في ظل ترامب يبدو مفتوحًا على جميع الاحتمالات؛ حقبة جديدة من القوة الوطنية أو سنوات من الجدل والصراع السياسي.

والأيام المقبلة ستكون كاشفة، لكنها بلا شك ستكون مليئة بالمفاجآت وخاصة سياسية أمريكا أتجاه قضايا الشرق الأوسط!

وختامًا نقول لترامب:

ترامب بأي حالٍ عدتَ إلى البيتِ الأبيضِ

أبعالمٍ ممزقٍ أم بوعدٍ مستبدِ؟

أشرقتَ والشرقُ جرحٌ ينزفُ في خضوعٍ

أم بظلّ المؤامراتِ قد أتيتَ تتوددِ؟

هل جئتَ والريحُ تحملُ نارَ فرقةٍ

أم بزيفِ السلامِ قد جئتَ تتوعدِ؟

فالشرقُ في كلِّ فجٍّ يشكو مآسيه

وأنتَ تخوضُ لعبةً في دربٍ مُقَيّدِ.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مظاهرات حاشدة اليوم في كل أمريكا ضد ترامب

يحضر متظاهرون للاحتشاد في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، اليوم السبت، للاحتجاج على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدفاع عن الديمقراطية.

تأتي المظاهرات المنتظرة استجابة لدعوة أطلقتها حركة “لا ملوك” التي تعد تحالف رافض لترامب يضم نحو 100 منظمة.

وزارة الدفاع الألمانية تحضر لإرسال قوة صغيرة إلى غزةزلزال يضرب تايوان بدرجة 5.3 على مقياس ريخترباريس ولندن يتشاوران لصياغة قرار أممي لإرسال قوات لغزةلم يستقبله أحد.. زيلينسكي يعقد مؤتمرا صحفيا خارج البيت الأبيض

تعد المظاهرات هي الثانية والأكبر احتجاجيًا منذ منتصف يونيو، حين خرج ملايين الأمريكيين في مظاهرات مماثلة، في أكبر حراك ضد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.

وبحسب منظمي الاحتجاجات، من المتوقع تنظيم أكثر من 2600 تجمع سلمي في المدن الكبرى مثل نيويورك، سان فرانسيسكو، شيكاجو وأتلانتا، إضافة إلى فعاليات في مدن كندية مثل تورونتو وفانكوفر وأوتاوا.

وزارة الدفاع الألمانية تحضر لإرسال قوة صغيرة إلى غزةزلزال يضرب تايوان بدرجة 5.3 على مقياس ريخترباريس ولندن يتشاوران لصياغة قرار أممي لإرسال قوات لغزةلم يستقبله أحد.. زيلينسكي يعقد مؤتمرا صحفيا خارج البيت الأبيض

اتهمت ليا جرينبيرج، المؤسسة المشاركة لمجموعة إنديفيزيبل، إدارة ترامب بانتهاج أسلوب سلطوي كلاسيكي يتضمن الترهيب، والتشهير، والكذب، مؤكدة أن المتظاهرين لن يخضعوا للترهيب.

طباعة شارك جرينبيرج ملايين الأمريكيين ضد ترامب مظاهرات حاشدة أمريكا

مقالات مشابهة

  • لا للملوك.. 7 ملايين متظاهر يجتاحون مدن أمريكا احتجاجا على ترامب وإدارته
  • 7 ملايين متظاهر في أمريكا يحتجون ضد ترامب في أكثر من 2700 مسيرة
  • مقتل صياد كولومبي.. وبيترو يتهم أمريكا بانتهاك السيادة البحرية لبلاده
  • مصر تجري اتصالات مكثفة مع أمريكا وإيران لاستئناف المفاوضات النووية
  • بعد تحشيد عسكري.. هل اقتربت لحظة المواجهة بين أمريكا وفنزويلا؟
  • مظاهرات حاشدة اليوم في كل أمريكا ضد ترامب
  • فاينانشيال تايمز: أوروبا تدفع ثمن حرب المعادن بين أمريكا والصين
  • مستخدما كلمة نابية.. ترامب: مادورو عرض وصولا تفضيليا لموارد فنزويلا لتخفيف التوتر مع أمريكا
  • «تحالف صمود» يطرح رؤيته للوساطة الرباعية لإنهاء الحرب في السودان
  • الهند تسعى لزيادة واردات النفط والغاز من أمريكا تحت ضغط ترامب لوقف شراء النفط الروسي