هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
طوال سنوات، كان العلم الأمريكي مرسوماً على أرضية المجمع الرئاسي الإيراني، والذي يقع في موقع استراتيجي كي يتمكن الزوار من الدوس عليه أثناء دخولهم.
طهران ستكون أكثر استعداداً لإبرام صفقة مع ترامب
لكن قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، تمت إزالة العلم بهدوء، على ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ولم يكن هناك تفسير رسمي من المسؤولين الإيرانيين، لكن هذه الخطوة عكست تحولاً في استراتيجيات طهران، ضمن ما يتشكل ليكون السنة الأهم منذ حرب إيران والعراق في الثمانينات، مع وصول البلاد إلى أضعف نقطة لها منذ سنوات.
وفق الصحيفة، تأتي عودة عدو طهران إلى البيت الأبيض في الوقت الذي وصلت المواجهة النووية الطويلة بين إيران والغرب إلى ذروتها.
كما تأتي بعد عام من الصراع الذي غير ديناميات القوة في الشرق الأوسط على حساب طهران.
Iran rethinks confrontation with Donald Trump | via @FT https://t.co/V0cSPyQZNv
— X.J. Mejid ???? (@XJMejid) January 28, 2025وتزعم إسرائيل التي تبادلت جولتين من الضربات مع إيران السنة الماضية أنها دمرت الكثير من دفاعاتها الجوية، كما دمرت بشكل كبير حزب الله اللبناني، وكيل طهران الرئيسي، فيما أدى إسقاط نظام الأسد في سوريا إلى حرمان إيران من حليفها الرئيسي.
بين التصعيد والمساومةوقال ولي نصر، أستاذ في كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة: "إنها سنة حرجة جداً، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن السياق الاستراتيجي لإيران قد تغير بشكل كبير".
#Iran rethinks confrontation with Donald Trump. Told @FT Iran is weak but also thinks risks of war are a constraint on Trump https://t.co/4hM6xunNKk
— Vali Nasr (@vali_nasr) January 28, 2025وتوقع خبراء أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى سياسته المتشددة تجاه إيران، كما فعل في ولايته الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي وشدد العقوبات ضمن حملة "الضغط الأقصى".
لكن في المقابل، تبرز مؤشرات على احتمال استعداده للمساومة، إذ فوّض ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران. كما صرّح ترامب مؤخراً بأن "التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني سيكون أمراً جيداً".
يرى دبلوماسيون غربيون أن حكومة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أبدت استعداداً أكبر للموافقة على تسوية تفاوضية بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية الداخلية، نظراً لوضعها الهش ورغبتها في تجنب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكنهم يحذرون من أن فشل هذه المساعي سيؤدي إلى تصعيد جديد، خاصة أن القوى الأوروبية التي عارضت حملة ترامب السابقة باتت أكثر استياءً من إيران بسبب توسعها في الأنشطة النووية، ومبيعات الأسلحة لروسيا، واتهامات باستهداف مواطنين غربيين.
وفي ظل تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات تقارب الاستخدام العسكري، يرى دبلوماسيون غربيون أن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، مؤكدين أنهم يريدون أفعالاً ملموسة وليس مجرد وعود.
ومن المقرر أن تنتهي بنود اتفاق 2015 في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يعني رفع القيود المفروضة على الأنشطة النووية الإيرانية وإعلان انتهاء الاتفاق فعلياً.
ومع اقتراب هذا الموعد، تواجه إيران خطر إطلاق القوى الغربية لآلية "إطلاق الزناد"، التي قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة وعزل طهران دولياً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
ضغوط داخلية ونقاشات بين الإصلاحيينفي الداخل الإيراني، يحاول الإصلاحيون الضغط على المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري للانخراط في المفاوضات، محذرين من أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب أزمة شاملة.
وفي هذا السياق، قال السياسي الإصلاحي البارز حسين مرعشي إن الرئيس بزشكيان "لديه فرصة لاتخاذ خطوات مهمة لإيران، ويجب أن يكون أولها فتح صفحة جديدة في السياسة الخارجية"، مشيراً إلى تراجع نفوذ طهران في لبنان وسوريا والعراق.
لكن محللين إيرانيين يؤكدون أن طهران لا تريد أن تبدو وكأنها تتفاوض من موقع ضعف.
ونقل أحد أقارب خامنئي أن "إيران، رغم مواجهتها للضغوط الأمريكية، تحرص على الإشارة إلى استعدادها للتفاوض، لكنها تتجنب تقديم تنازلات كبيرة".
كما أقر بأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها دفعت القيادة الإيرانية إلى إعادة تقييم موقعها في المنطقة، لكنه شدد على أن ذلك لن يؤدي إلى تغييرات استراتيجية في سياسات طهران الداخلية والخارجية.
مخاطرة وحسابات إيرانيةيرى بعض الخبراء أن الضربات التي تعرض لها "المحور الإيراني" مؤخراً، والتي أضعفت النفوذ الإيراني، قد تدفع طهران إلى السعي لإبرام صفقة مع ترامب لضمان عدم تعرضها لهجمات إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، صنم وكيل، إن إيران بحاجة إلى تقديم مغريات لترامب سريعاً إذا أرادت تجنب جولة جديدة من "الضغط الأقصى" والضربات العسكرية المحتملة.
وحذرت من أن "عدم تقديم تنازلات حقيقية قد يؤدي إلى جولة ثالثة من الهجمات الإسرائيلية، بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية"، مشيرة إلى أن المخاطر المطروحة تتعلق ببقاء النظام الإيراني نفسه، وقدرته الاقتصادية، وإعادة تأهيله دولياً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب طهران المواجهة النووية إسرائيل حزب الله إسقاط نظام الأسد إيران وإسرائيل عودة ترامب إيران أسلحة نووية الهجوم الإيراني على إسرائيل حزب الله سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
طهران تستضيف الاجتماع الثالث للجنة متابعة اتفاق بكين بين إيران والسعودية والصين
يعقد في طهران، الثلاثاء، الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية المشتركة بين إيران والصين والسعودية، في إطار متابعة تنفيذ اتفاق بكين الذي أعاد العلاقات بين الرياض وطهران برعاية صينية.
ويأتي الاجتماع بعد جلسة تمهيدية عقدت الاثنين بمشاركة دبلوماسيين وخبراء من الدول الثلاث، خصصت لمراجعة الملفات التي ستطرح على طاولة النقاش بين الوفود الرسمية.
ويواصل هذا المسار سلسلة اللقاءات التي انطلقت عقب توقيع الاتفاق في آذار/مارس 2023، حيث استضافت الرياض، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، الاجتماع الثاني للجنة المشتركة، بمشاركة وفود رفيعة من الدول الثلاث.
وترأس الجلسة حينها نائب وزير الخارجية السعودي وليد عبدالكريم الخريجي، بينما قاد الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، وترأس الوفد الصيني نائب وزير الخارجية دِنغ لي.
وخلال اجتماع الرياض، جدد الجانبان الإيراني والسعودي التزامهما الكامل بتنفيذ اتفاق بكين، والتأكيد على مواصلة العمل لتعزيز علاقات حسن الجوار، وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها. كما نوه الطرفان بالدور الصيني "الإيجابي والمستمر" في دعم الاتفاق ومتابعة تنفيذه.
وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية، ينعقد الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية في طهران لاستكمال النقاشات المتعلقة بآليات تنفيذ الاتفاق، وضمان استمرارية مسار المصالحة بين إيران والسعودية، وسط توقعات بأن تبحث الدول الثلاث ملفات التعاون الأمني والإقليمي، وآليات خفض التوتر في المنطقة.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار الدور الصيني كضامن رئيسي للاتفاق، ومنسق للقاءات بين الطرفين، بما يعكس حرص بكين على تعزيز حضورها الدبلوماسي في الشرق الأوسط ودعم مسار الاستقرار بين القوتين الإقليميتين.