كيف نفهم الموقع الطبقي من خلال تصاميم ال profile pictures وتنويعاتها لمجموعة لا للحرب؟!
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
كيف نفهم الموقع الطبقي من خلال تصاميم ال profile pictures وتنويعاتها لمجموعة لا للحرب؟!
أما التصميم القبيح ذو الخلفية الخضراء -بثلاث تدرجاتٍ للون الأخضر- مع بوند ضخم مزعج بصريًّا باللغة العربية فغالبًا ما يضعه قحاتي الأقاليم الرث؛ درس في جامعة ولائية أغلب الظن، لكنه يخدم ضمن القضايا الثقافية المطلبية لجمهور البرجوازية الصغيرة في الخرطوم.
وبالطبع لا يترقى لمصاف المواقع المُتقدّمة في مؤسسته الحزبية؛ إذ يُترك له العمل السياسي الهامشي: كتنظيم الندوات، أو حراسة صناديق الاقتراع، أو الإشراف على المهام التأمينية،.. أو غير ذلك من الأنشطة التي تتطلّبُ تعافٍ بدني مع عاطفة بدائية صادقة مُخلصة.
وهذا لطبيعة شعوره الدائم بالخِذْلان والحنق يتبنى المواقف السياسية المضرّة بمصالحهِ المادية المباشرة، ويضع في بروفايله الشخصي “لا للحرب” لأنه ناقِم على كل شئ، ليمضي ما تبقى من حياته ساخطًا ولسانُ الحال: “أدافعُ عن فكرة كسرتها هشاشة أصحابها”!
في الشعار الأزرق الكحلي مع اليد الحمراء المبسوطة المُتقطر منها الدم مع دارجية أمدرمانية سمحاء مضبوطة بالشكل “سكونٌ على الميم في لازمْ مع فتحة على التاء وكسرة على القاف: تَقِيف” ينشطُ أبناء الطبقة الوسطى المدينية المُتطلّعة؛ أصحابُ الطموح السياسي والنزعة الاستحقاقية العالية. وهؤلاء -لا شعوريًا- يعتبرون أنفسهم -سياسيًا- الوريث الشرعي ل(ثورة) ديسمبر و(الثورات) السابقة أيضًا، وأي ترتيب عنيف للمشهد لا يضمنُ حضورهم البارز لن تتم مباركته من قِبلهم؛ إذ اعتادوا دعوتهم ومشاورتهم للبتّ في الأمور جليلة الشأن؛ وبما أنّ الحرب أشعلها الإسلاميون -حسب تصورهم- وهم المُستفيد الأول منها فلا بد إذن من تجريمها وإحاطة المشهد بدعاوى فساد القضية وبطلانها. وهنا تجدرُ الإشارة للتصوُّر الثقافي لأبناء أحياء الخرطوم العريقة، إذ أنّ الإسلامي مكروه في دخيلتهم لأنه في صورة ذلك الريفي المُتطفِّل الكريه الذي غزى المركز؛ وسرعان ما سيطر على المؤسسات بإبعادهم عبر ما عُرف بالصالح العام، وبسط يده على منابع الثروة، وقام بتوسِعة مظلّة التمثيل السياسي وإغراقها بأصحاب الولاء من نطاقات جغرافية واسعة.
في ميدان الطبقة الوسطى المدينية يلعب صُناع البروباغندا أمثال ناس سيد الطيب، لكن مع انفجار ثورة الاتصال بالعالم ناس سيّد العجايز البستثمروا في التحشيد عبر استثارة الذاكرة الجماعية -الكارهة للقمع والاستبداد بطبيعة الحال- ببيوت الأشباح، وهولوكست العشرية الأولى للإنقاذ باتوا في نهاية المطاف old school؛ وما يقدروا يبيعوا بضائعهم التعبانة مع عالم جنوني جديد كليًّا فيه خطابات جندر، وidentity politics متنوّعة. مع هيمنة منصات نتفليكس، وسوشال ميديا متمركزة حول الذات ضمن أنشطة العولمة المتأخرة. ومع بُزُوغ شمس ال Ai هرولت حوائطهم الكئيبة التي كانت تضرب سياجًا على الخيال السياسي.
بل تبدّلت حتى أنماط العرض دعك من محتواه؛ فالسياسي الكلاسيكي الغارق في عوالم خطابات الراكوبة وسودانيز اونلاين ليس في مقدوره مواكبة عصر المدونات الصوتية/ بودكاست الساحر والمُستحث لانتباه الجمهور المعاصر.
وهذا فرصة لنقدم النصح لسيد الطيب والراجل العوير الاسمه ود قلبا داك -بجي في بالي في صورة المغترب البرسل يقول لأمه شوفي لي عروس وبعداك يرسلوا لي عروسته طرد- إنهم ياخدوا المعاش بعد كدا. حقيقةً إنتو outdated ومع الأسف مضت الكرة إلى ملاعب أخرى بعد أن “كان الزمان أَقَلَّ جموحاً من الآن”!
أما من يضعون (البوستر) ذو التصميم العصري باللونين الأزرق والأحمر القرمزي فهم نفس الطبقة التي شاركت في السابق في الحملة الملوّنة: “blue for Sudan”. وهم أصحاب تأهيل علمي رفيع، فهم الطبقة المرفّهة ممن يتمتعون بنفوذ وقوة سياسية واقتصادية. غالبية هؤلاء يُحسبون على الكوادر العاملة في منظمات المجتمع المدني وسلك السفارات. خطابهم ليس لأبناء جلدتهم؛ يكتبون بطبع لمن هم في الخارج لذا يكتفون بالأوسام باللغة بالانجليزية. وهم قناصة بارعون وصائدو الجوائز المحترفين؛ يتواجدون عند النبع ويهيمنون على مصادر “الفندات” والمنح. وبالتأكيد فإن أسلافهم إما رجال أعمال وأصحاب توكيلات تجارية ما قبل حقبة التحرير الاقتصادي، أو موظفو خدمة مدنية في مواقع متقدّمة على أيام الحقبة المايوية.. وهؤلاء يطوف خيالهم بفردوسٍ مفقود اسمه “الخرطوم القديمة”؛ وتحوم أشواقهم بأطلال المدينة الكولونيالية التي حدّثهم عنها الأجداد، إذ يذكُرون لهم بإفتتان شارع الجمهورية ومعالمه المندثرة: السوق الأفرنجي، بابا كوستا، ساحة اتنيه، الحفلات الساهرة، الملاهي الليلية مع أبناء الجاليات الأجنبية من الإغريق والشوام، بيرة أبو جمل، ..
طبعا تجدرُ الإشارة لمسألتين الأولى: إنه ما نقدر نأسس مطمئنين على حقبة مايو؛ بإعتبار إنه حصل صدام عنيف واضطرابات سياسية عظمى. إذ معروف أنّ نميري بدأ برنامج للتأميم والمصادرة، ثم قذف بالتوجه اليساري خارجًا وقرّب القوى التقليدية، وأخيرًا قرر إعلان قوانين الشريعة في أعظم انزياح يميني على خواتيم سنوات حكمه.
الثانية: إنه بفعل الازدهار الاقتصادي على أيام تدفق أموال النفط نشأ تحالف بين أبناء أثرياء الاسلاميين والجماعة الهاي بتوع blue for Sudan. ومنشأه بالطبع ثقافي أو لتطابق طبيعة النظر للعالم وما يجب أنْ تكون عليه الأمور في الداخل؛ وهي: هيا نبرال كل شئ بما في ذلك المفاهيم الدينية، والتقاليد الاجتماعية، والحراكات السياسية، واحتجاجات الشارع.. إلخ
وأكيد وصلوا لتفاهمات حول مسألة الحجاب هه، وتأييد الثورات والاحتجاجات الملوّنة، وخفض مناسيب اللهجة قومية النزعة في مقابل الترحيب بمجتمعات سوروس المفتوحة ههه هه!
طبعا في الآخر قحاتي الريف الرث قمعه القرويون، وبتاع الطبقة الوسطى المشرّد فهم إنه يرجع بيته بأي وسيلة وتنازل عن تبني سردية تقدم. أما ناسStop war ديل شغالين القصة دي مقطوعية وبزنس ضمن آلة عولمية
محمد أحمد عبد السلام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مقارنة واقعية :- بين نظام احمد الشرع .. ونظام المحاصصة الطائفي القومي في العراق!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: وقبل كل شيء ( يفترض يطمّون انفسهم تحت التراب قادة الطبقة السياسية العراقية ويعودوا لبيوتهم ويتركوا العراقيين يضمدون جراح بلدهم ويعمروا أركانه المهدمة ) لأنهم ب 22 سنة ولم يؤسسوا لنظام يحترمه الشعب العراقي ويثق به ،ولا تحترمه دول المنطقة والعالم، ولم يسجلوا اي انجاز يذكر وله قيمة … واحمد الشرع وجماعته ب 5 أشهر كسبوا دول المنطقة ودول العالم والدول الكبرى وبات يحترمهم شعبهم ومستمرون بتأسيس نظام مؤسسات ونظام متصالح مع المنطقة ومع الشعب والمكونات … احمد الشرع وضع بيضه في جميع السلات العربية والاقليمية والدولية وتهادن مع اسرائيل تكتيكيا وهذا هو المنطق … وجماعة الطبقة السياسية بالعراق وضعوا بيضهم في السلة الإيرانية بالنسبة للشيعة ،والسنة وضعوا بيضهم في السلة التركية والإيرانية، والأكراد وضعوا بيضهم بالسلة الاميركية والاسرائيلية(فسادَ اللانظام والفوضى وعدم الانسجام والكراهية فيما بينهم منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة )
ثانيا :-نجح احمد الشرع بتأسيس لوبي اقليمي عربي استطاع ان يؤثر على ترامب وواشنطن والعواصم العالمية فتم رفع العقوبات عن سوريا وعن احمد الشرع ورفاقه وفتحت العواصم العربية والاقليمية والدولية ابوابها للشرع وهذا دليل ان هؤلاء الناس عرفوا كيف يفصلوا بين فترة الجهاد والنضال عن فترة بناء الدولة ولم يعزفوا ليل نهار على المظلومية والبراميل المتفجرة ….. وجماعة العراق بس لطم وبطالة وتجهيل وخرافة وشعارات وتزوير ونهب وسلب ونشر للكراهية بين العراقيين !
ثالثا :-احمد الشرع ونظامه يحاور ومستمر بالحوار مع جميع مكونات الشعب السوري لوضع اسس سلام وتلاقي..والنظام في العراق ليس لديه غير سياسة الاستعداء والشك والريبة والعنتريات والشعارات والعزف على النغمة الدينية والطائفية نشازا وباشر بقتل الطيارين والمهندسين والعلماء واصحاب الاختصاصات وتشريد جميع اصحاب الكفاءات
رابعا : احمد الشرع كان يمارس قتال الاميركان وأظل الطريق احيانا باعتراف منه وكان مسجون عند الاميركان مع بعض الأسماء العراقية الإسلامية التي هي الان حجر الزاوية في النظام العراقي (فيسمون هؤلاء مجاهدين وحماة الدين ويسمون الشرع أرهابي وقاتل ) وتالي طلع الارهابي والقاتل رجل دولة ب 4 أشهر.. وطلعوا المجاهدين وخلال 22 سنة لصوص وسراق المال العام وتدمير الدولة !
خامسا : جماعة المظلومية والجهاد والعنتريات اول استلامهم السلطة أجتثوا جميع رفاقهم في المعارضة ضد نظام صدام وجاءوا بجماعة صدام والقاعدة وداعش ليكونوا حلفاء لهم في النظام .. واحمد الشرع وجماعته لم يتنكروا لرفاقهم في المعارضة ولم يشركوا المنافقين البعثيين وجماعة الاسد بل دافعوا حتى عن الغرباء الذين وقفوا معهم ضد نظام بشار الاسد ( وهذا وفاء وشرف الخنادق ) وهذا لم يكن موجودا عند جماعة النظام في العراق اطلاقا !
سادسا :- اربعة اشهر يحكم احمد الشرع وجماعته لم نسمع منهم خطابا طائفيا ،ولم نسمع تنظير للسلفية ولا لغيرها ولم نسمع عنتريات وانتقام ووعيد ( مثل جماعة النظام بالعراق) بل نسمع حبهم للعروبة بحيث ( وزير الخارجية السوري كردي ولكنه اكثر شخص يؤكد على العروبة ) وجماعة النظام في العراق حاربوا واحتقروا العروبة وكانوا ولازالوا يعيرون من يفخر بقوميّته العربية ويطلقون عليه تسمية قومچي ( وهي قومية الرسول محمد وعلي والحسين وعمر والخلفاء والصالحين ) بل حاربوا الشيعة العرب في العراق وكرهوا كل شخص يتكلم عن العروبة ودللوا كل شخص يرقص ويعزف على الطائفية وحب وعشق ايران والحرس الثوري !
سابعا؛-وهنا أنا واقعي و لست بحاجة لمجاملة الشرع ورفاقه لأني لا اعرفهم ..وليس لدي (أملاك وعقارات وفنادق ومزارع وأرصدة وعشرات الشقق وزوجات وعشيقات في سوريا ) كالتي يملكها زعماء وقادة الطبقة السياسية في العراق … بل هي مقارنة مبتورة لأن سلسلة الخزي وسوء الادارة والفساد والخراب وسرقة أصول الدولة لن تنتهي حتى لو بقينا نعد بها لإسبوع كامل (لذا وجب شرعاً وأخلاقاً العمل على اجتثاث هذه الطبقة السياسية التي أخزت تاريخ العراق وسمعة العراقيين )فالعراق لا تليق به هذه الطبقة السياسية الطارئة التي جلبها اعداء العراق !
ثامنا : فلينظر المالكي للصورة ادناه والى تصريحه ( هل لازال مصرا عليه) وهاهو الشرع بدون شعارات وعنتريات امريكا بجلالة قدرها تهرول اليه لنيل رضاه!
سمير عبيد
٢حزيران٢٠٢