استمر معرض القاهرة الدولى للكتاب فى استقبال الجمهور لليوم السادس أمس، وسط إقبال جماهيرى كبير على فعاليات المعرض فى دورته الـ56، حيث بلغ عدد الزوار على مدار 5 أيام، منذ افتتاح المعرض للجمهور، نحو 2 مليون زائر، من بينهم 356 ألفاً و144 زائراً فى اليوم الخامس (الثلاثاء).

وقال الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن هذا الإقبال الكبير، الذى يشهده معرض الكتاب، يأتى تتويجاً لتضافر جهود مؤسسات وزارة الثقافة فى إرساء دعائم الفكر والثقافة، كما يُمثل هذا الإقبال علامة مبشّرة بأن هذه الدورة «استثنائية» فى تاريخ المعرض، على صعيد الأهمية والمردود والمحتوى الثقافى والفنى الذى يقدّمه المعرض للجمهور.

وأشاد باهتمام الكثير من الأسر المصرية وحرصها على زيارة المعرض، إدراكاً منها لقيمة المعرفة فى بناء المجتمعات.

ويسعى المعرض من خلال الأنشطة الفكرية والفنية إلى تقديم باقة متنوعة من التثقيف والتوعية والترفيه لرواده، كما يسعى للارتقاء بصناعة النشر، على المستوى المحلى والإقليمى.

وعقد المعرض عدداً من الفعاليات لتحقيق هذا الهدف، حيث تشهد الصالة رقم 5 إقبالاً كبيراً على الأنشطة والفعاليات التى يقدّمها المركز، وأعرب الباحث أحمد عبدالعليم، رئيس المركز القومى للطفل، لـ«الوطن»، عن سعادته بإقبال الأسر والأطفال على المعرض فى العموم، ومعرض الأطفال بصفة خاصة، وقال إن «المعرض يُمثل لنا دائماً تظاهرة نعرض فيها أنشطتنا، وإصداراتنا على مدار العام، ولدينا فى هذه الدورة مجموعة متنوعة من الأنشطة المهمة والمتنوعة، التى يُقبل عليها الأطفال». وأضاف أن المركز القومى للطفل أصدر هذا العام مجموعة متنوعة من الروايات، مُعرباً عن تفاؤله بمستوى الحضور والإقبال الكبير على المعرض. وتابع: «كل عام نُجرى استطلاع رأى للأطفال، لأن الاستماع للأطفال مهم جداً، ونحاول تلبية رغباتهم عند تنفيذ أى نشاط، وبالتالى كل نشاط يخص الأطفال نجد له مردوداً إيجابياً من الأطفال». ولفت إلى أن التنظيم الجيد للمعرض يحقّق سهولة فى تنفيذ هذه الأنشطة، سواء كانت ندوات أو حفلات توقيع أو فنون تشكيلية أو ورشاً.

ودعا «عبدالعليم» أطفال مصر إلى زيارة المعرض للتعرّف والاستفادة بما يقدّمه جناح الطفل هذا العام، وليحصلوا على الهدايا التى يقدّمها المركز القومى لثقافة الطفل لزواره، وهيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة وغيرها من الهيئات المشاركة هذا العام فى المعرض، مشيراً إلى أن القطاعات ودور النشر المشاركة فى معرض كتاب الطفل تتزايد عاماً بعد آخر، وتقدم أسعاراً فى متناول الجميع، وتشجّع على تنمية الخيال.

وأضاف أنه يجرى حالياً استطلاع رأى على تطبيق «تحوت» للذكاء الاصطناعى، خلال تجريبه فى هذه الفترة، على أن تطلقه بشكل كامل بعد أخذ ملاحظات الأطفال فى الاعتبار، كما أطلقنا مسابقة «قارئ الشهر» للأطفال، وسوف تستمر بعد المعرض، بهدف التشجيع على القراءة، وتتضمّن تقديم جوائز مالية وعينية، ومن ضمن الفعاليات أيضاً فى جناح الطفل، حفلات توقيع الكتب الفائزة بجائزة المبدع الصغير، المقدّمة من وزارة الثقافة، وهى من الفعاليات التى تشجّع الأطفال على إبداء الرأى، وتشجيع باقى الأطفال على المشاركة فى الجائزة المهمة التى أطلقت تحت رعاية قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ويسعى المعرض لدعم صناعة النشر، حيث اختتم أمس، فعاليات البرنامج المهنى «برديات 4: القاهرة تنادى»، التى تُعقد للعام الثامن على التوالى، بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية للكتاب. وقال الناشر شريف بكر، منسق الفعالية، إن البرنامج يمثل فرصة للناشرين المصريين والعرب للتواصل والتفاعل مع الناشرين الأجانب، موضحاً أن البرنامج هذا العام يضم نحو 34 ناشراً أجنبياً من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن» أن الضيوف الأجانب كانوا سعداء بالمشاركة، خاصة أن معظمهم يزور مصر للمرة الأولى، لافتاً إلى أنهم انبهروا بالمعرض، وحجم الإقبال الجماهيرى عليه، وعدد الكتب والعارضين، وكانت أمامنا تحديات بسبب اللغة والتفاهم، إلا أن الشباب المتطوعين تمكنوا من حل هذه الإشكالية من خلال الترجمة، كما قدّم المتطوعون من طلاب الجامعات نموذجاً متميزاً فى الترجمة والتواصل وحُسن التعامل وتعريف الضيوف بملامح وثقافة هذا البلد، مشيراً إلى أن هذا الاستقبال الطيب نقل إليهم صورة جميلة عن الروح المصرية التى تتميز بالدفء والكرم.

وقال «بكر» إن البرنامج تضمّن الكثير من اللقاءات مع الناشرين، بأنشطتهم المختلفة، سواء متخصصين فى كتب الأطفال، أو الروايات وغيرها، كما أبدى الضيوف الأجانب اهتمامهم بالترجمة عن اللغة العربية خصوصاً، وبالأصوات النسائية العربية المتميزة، ليتم ترجمتها إلى الهولندية والإيطالية والأذربيجانية، والإنجليزية، كما أتيح للناشرين الضيوف الخروج خارج المعرض ليتعرّفوا على المكتبات، والشوارع ليتعرّفوا على روح المدينة بأنفسهم، وآخر يوم تضمن البرنامج زيارات ترفيهية للناشرين الأجانب، بالتعاون مع وزارة الثقافة إلى المعالم السياحية مثل منطقة الحسين وشارع المعز والقاهرة القديمة، وكذلك أهرامات الجيزة والمتحف المصرى. وأضاف أن هذه الزيارات تُمثل بدايات تعارف واحتكاك وعلاقات بين الناشرين من دول وثقافات مختلفة، تمهيداً لتبادل حقوق الترجمة والنشر فى أطراف مختلفة، فهى تعتبر بدايات مشروع ستؤتى ثمارها مع الوقت، وهو هدف البرنامج الأساسى، وسيكون من نتاج هذه الفعاليات تعاقدات على الترجمة من العربية والعكس، وهو ما يمثل إضافة وتطويراً لصناعة النشر والثقافة فى العموم.

وفى سياق الاهتمام بإصدارات الأطفال، نظم الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال دورة تدريبية متقدّمة للناشرين، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2025، وذلك على مدار يومين، حيث تم طرح الكثير من المحاور المتصلة بتعزيز المهارات ومواكبة التطورات ومواجهة تحديات قطاع النشر الذى يُعتبر ضمن أكثر القطاعات الحيوية فى إطار الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وشهدت الندوة مشاركة واسعة من ناشرين مؤثرين من عدد من الدول العربية، أشادوا فيها بالدورة وبطرحها الكثير من القضايا الحيوية والواقعية التى لامست اهتمامات ناشرى كتب الأطفال، مثل استراتيجيات التسويق والتوزيع والابتكار فى تصميم المحتوى، بجانب أهمية التكنولوجيا الرقمية فى صناعة النشر وتحديات حماية حقوق الملكية الفكرية.

وقد ناقش برنامج اليوم الأول علاقات المؤلف وسيناريوهات لعب الأدوار، لممارسة إدارة علاقات المؤلف، تحدث فيه وتناوله بالشرح والتفصيل الدكتور محمد فتحى، كما تناول الدكتور حسام لطفى الجانب القانونى المتمثل فى إدارة عقود النشر والحقوق.

أما فى ما يتعلق بمحور الكتب الصوتية، فقد تحدّث المهندس على عبدالمنعم عن كيفية بناء البيانات الوصفية للكتب الصوتية واستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعى فى التوزيع الرقمى، كما قدّم خالد البلبيسى استعراضاً لكيفية تصميم الكتاب وسير عملية الإنتاج، أما برنامج اليوم الثانى فقد خصّص لتناول أحد أهم الجوانب الحيوية فى مجال النشر، وهو التسويق والتوزيع، حيث قدّمت داليا إبراهيم نظرة عامة على صناعة النشر والاتجاهات المستقبلية. كما استعرض بشار شبارو الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق والتوزيع، كما طرح جمال حافظ الكثير من الأفكار التطويرية عن النشر الرقمى والذكاء الاصطناعى واستخداماته فى كتب الأطفال. هذا بجانب الخطة التسويقية المتكاملة للمشاركة فى معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال، التى طرحت للمناقشة من قِبل خالد البلبيسى.

وقال محمد شعبان، عضو مجلس إدارة الملتقى ورئيس لجنة المعارض، إن هذه الدورة التدريبية تأتى ضمن حزمة من الفعاليات والأطر التطويرية التى ينظمها الملتقى، بهدف دعم الأعضاء ورفدهم بالخبرات اللازمة. كما أشار «شعبان» الذى قام بالتنسيق والإشراف على مشاركة الملتقى فى معرض القاهرة للكتاب، إلى أن هذه الدورة تُعتبر استثنائية، وهى تأتى فى إطار المساهمة فى تحقيق أهداف الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال والمتمثلة فى دعم الناشرين ومساعدتهم على مواكبة المستجدات والتطورات المتسارعة من خلال آلية وأساليب التدريب الذكى الذى يُعتبر الطريق الأمثل لتحقيق القفزات النوعية فى صناعة الكتاب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب من الفعالیات صناعة النشر کتب الأطفال هذه الدورة الکثیر من هذا العام إلى أن التى ی الذى ی

إقرأ أيضاً:

زايد: مكتبة الإسكندرية صرح ثقافي كبير.. ومقصد سياحي يستقبل 2000 زائر يوميا

قال  الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة تُعد أحد الصروح الثقافية والعلمية الكبرى في مصر، وتحظي بدعم كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي المكتبة دعما كبيرا، لافتاً إلي أن المكتبة تستقبل يوميا نحو 2000 زائر، بينهم 500 سائح، حيث تعد مقصدا سياحيا وثقافيا هاما، كما تمتلك جانبا أكاديميا وبرامجا متعددة، بينها مركز فنون يهتم بتنمية مواهب الشباب في مجالات الفنون الراقية.

وتابع زايد، أن المكتبة تنظم معرض سنوي للكتاب، إلى جانب مهرجان ثقافي طوال شهر أغسطس، وتضم كذلك قطاع المكتبات الذي يشرف على نحو 2 مليون كتاب، إلى جانب مقتنيات وخرائط وأرشيفات توثق مختلف الأحداث المصرية.

وقال أحمد زايد، أن المكتبة تضم قطاعات متخصصة في الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وتبذل جهودا حثيثة في تطوير قواعد البيانات، قائلا : "لا علاقة للمكتبة بأي تسريبات، وكل شيء فيها موثق ومحفوظ بدقة".

ولفت "زايد" إلى أن المكتبة تنظم أكثر من ألف نشاط ثقافي سنويا، وأنها لا تعاني من مشكلات مستعصية، لكن استمرارها في أداء رسالتها يتطلب دعما ماليا مستداما، مشيرا إلى أنها تضم العديد من المكتبه تضم الكثير من المباني التي تتطلب صيانة وتجديدا سنوي مستمر.

و قالت  رضوى حلمي، ممثلة مكتبه الاسكندرية، أن مكتبة الإسكندرية تخدم شرائح كبيرة من المواطنين وتنتشر عبر 30 سفارة معرفية في الجامعات والمحافظات.

و أكدت  حلمي على أن الأنظمة القائمة أصبحت بحاجة إلى تحديث شامل بعد أكثر من عقدين من العمل، مشيرة إلى أن المكتبة كانت قد تقدمت بطلب مبلغ قدره 1.16 مليار جنيه في الباب السادس، وتمت الموافقة على تخصيص 100 مليون جنيه فقط  

وأشارت حلمي إلي أن المكتبة تستهدف حاليا تنفيذ مشروعات حيوية منها تطوير أنظمة السلامة ومخازن برج العرب، مشروع النتروجين لمكافحة الحريق، إحلال وتجديد البحيرة الصناعية بتكلفة إجمالية تبلغ 120 مليون جنيه (منها 30 مليونًا للعام الجديد)، توفير عدد 2 ماسح ضوئي للميكروفيلم لتوثيق المواد النادرة، إحلال  وتجديد نظام الحوسبة الفائقة وغيرها من المشروعات الهامة.

و لفتت  حلمي إلي أن رئيس مجلس الوزراء وجه وزيره التخطيط بتوفير الدعم اللازم للمكتبه، علي أن يتم ذلك خلال العام المالي.

و قال  بدر عثمان ممثل وزارة التخطيط، بتأكيده أن المكتبة طلبت مخصصات تفوق الخطة بنسبة 1000%، بينما أعلى جهة أخرى لم تتجاوز 100%، ومع ذلك تم اعتماد زيادة في المخصصات لتصل إلى أكثر من 100 مليون جنيه هذا العام، قائلًا: "طالما الوزيرة وعدت، فسيتم توفير الدعم المطلوب".

و أكد الدكتور سامي هاشم رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، متابعه توجيه المخصصات المالية للمكتبه لتنفيذ مشروعاتها خلال السنه المالية.

جاء ذلك خلال إجتماع لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، برئاسة النائب سامي هاشم، المنعقدة اليوم الثلاثاء، المخصصة لمناقشة مشروعي خطة وموازنة مكتبه الاسكندرية للعام

طباعة شارك مجلس النواب لجنة التعليم مكتبة الاسكندرية الموازنة عبد الفتاح السيسي ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ أحمد زايد

مقالات مشابهة

  • حضور 25 ألف زائر.. 120 جناحًا في معرض "نسك هدايا الحاج"
  • جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا يستقبل 500 ألف زائر خلال 35 يومًا من الافتتاح
  • زايد: مكتبة الإسكندرية صرح ثقافي كبير.. ومقصد سياحي يستقبل 2000 زائر يوميا
  • رئيس جامعة مطروح يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني
  • عامر جلول يوقع كتابه صراع الهويات والجدل التاريخي في معرض الكتاب
  • العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض طهران للكتاب؟
  • 10.5 مليون زائر للقرية العالمية في الموسم الـ 29
  • حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة
  • ميقاتي قام بجولة في معرض الكتاب: لبنان عاصمة الثقافة
  • افتتاح معرض "أهداف التنمية المستدامة من خلال الفنون".. وفاطمة إدريس تؤكد على دور الفن كوسيلة للتوعية والتغيير المجتمعي