الشيخوخة بين الطب والطبيعة: جدل علمي حول مستقبل مكافحة التقدم في العمر
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
أميرة خالد
يتصارع فريقان من العلماء حول طبيعة الشيخوخة: هل هي مرض يمكن علاجه، أم مرحلة عمرية حتمية لا مفر منها؟ بينما يسعى فريق إلى إثبات أن الشيخوخة مجرد حالة مرضية قابلة للعلاج، يؤكد فريق آخر أنها جزء طبيعي من دورة الحياة، وأن محاولة تجنبها أو علاجها أمر مستحيل.
وتشهد الأوساط العلمية تقدمًا ملحوظًا في البحوث والدراسات التي تهدف إلى إبطاء الشيخوخة أو حتى علاجها، ووفقًا لتقرير نشرته جريدة “وول ستريت جورنال”، فإن التطورات في فهم بيولوجيا الشيخوخة تقود بعض العلماء إلى اعتبارها مرضًا رئيسيًا يسهم في الإصابة بأمراض أخرى والوفاة.
ويرى هؤلاء أن تصنيف الشيخوخة كمرض قد يسهل الحصول على موافقة لإنتاج أدوية تعالجها مباشرة، بدلًا من التركيز فقط على الأمراض المرتبطة بالعمر.
ففي الولايات المتحدة، حيث يتقدم عدد كبير من السكان في السن، يظل العديد من كبار السن يتمتعون بصحة جيدة ونشاط، مما يدفع البعض إلى رفض فكرة اعتبار الشيخوخة مرضًا.
ويشير المعارضون إلى أن التقدم في السن ليس بالضرورة مصحوبًا بأعراض أو آلام، بل يمكن أن يكون مرحلة مليئة بالحيوية والإنجاز. كما يحذرون من أن تصنيف الشيخوخة كمرض قد يؤدي إلى إهمال الحالات الصحية لكبار السن، أو استغلالهم ماليًا من قبل صناعة مكافحة الشيخوخة.
من جهتها، لا تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الشيخوخة مرضًا، ولا يوجد حتى الآن دواء معتمد لعلاجها، وتؤكد كارول بلوويس، أخصائية العلاج الطبيعي المتخصصة في طب الشيخوخة، أن العمر ليس مؤشرًا على الصحة أو القدرة، مشيرة إلى وجود أشخاص في الثمانينيات من عمرهم يتمتعون بنشاط بدني يفوق بعض الأربعينيين.
وفي الوقت نفسه، يجذب مجال مكافحة الشيخوخة استثمارات ضخمة، حيث تحول السعي لإطالة العمر إلى تيار رئيسي، ويأمل بعض العلماء أن تؤدي التطورات في هذا المجال إلى إبطاء أو منع ظهور الأمراض المرتبطة بالعمر، مما يوفر مليارات الدولارات التي تُنفق على الرعاية الصحية.
فيما تحذر بيكا ليفي، أستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة ييل، من أن اعتبار الشيخوخة مرضًا قد يعزز التمييز على أساس السن، ويؤدي إلى إهمال الحالات الصحية الحقيقية لكبار السن.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: التقدم في العمر الشيخوخة جدل علماء مكافحة
إقرأ أيضاً:
هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟
الركوع أحد أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة بدونه، ومن نسيه وجب عليه الإتيان بسجود السهو تعويضًا، كما أن إدراك الركوع مع الإمام يعني إدراك الركعة وصلاة الجماعة، أما من لم يدرك الإمام في ركوعه، فلا تحتسب له الركعة.
وفيما يتعلق بالحركة التي تلي الركوع، فإن الفقهاء اختلفوا في مسألة الإطالة بعد الاعتدال منه؛ فمنهم من رأى أن المصلي يجوز له أن يسجد فورًا بعد الرفع، ومنهم من أجاز البقاء قليلاً للدعاء، لكنهم اشترطوا أن يكون الدعاء مما ورد فيه فضل خاص، كما في الحديث الذي أثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، على من قال دعاءً معينًا سمعه منه في الصلاة، وقال عنه إن الملائكة تسابقت لكتابته.
تسبيحة واحدة تكفي في الركوع والسجود
وفيما يخص عدد التسبيحات المطلوبة في الركوع أو السجود، أكد العلماء أن تسبيحة واحدة فقط تكفي، موضحين أن المهم هو أن يركع المصلي ويطمئن في ركوعه، ومتى تحقق الركن وأدّاه المصلي بخشوع، فإن صلاته تكون صحيحة.
وشدد العلماء على أن التسبيح في الركوع والسجود سنة عند جمهور أهل العلم، بينما يعده الحنابلة واجبًا وأقله تسبيحة واحدة.
وأضافوا: "لو أخطأ المصلي فذكر أذكار السجود في الركوع أو العكس، فصلاته صحيحة، ولا يترتب على ذلك سجود سهو، بحسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء".
وأشار العلماء إلى أن الأفضل للمسلم أن يسبح ثلاث مرات أو أكثر أثناء الركوع والسجود، لكن إذا اقتصر على تسبيحة واحدة فقط، فصلاته صحيحة بإجماع العلماء، إذ إن السنة يمكن أن تتحقق بأدنى فعل منها.
دعاء عظيم بعد الاعتدال من الركوع
وتناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، موقفًا شريفًا يدل على فضل بعض الأدعية في هذا الموضع من الصلاة، حيث روى عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أنه قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركوع وقال: "سمع الله لمن حمده"، قال أحد الصحابة من خلفه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة: "من المتكلم آنفاً؟"، فقال الرجل: أنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
وأوضح الدكتور جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هو من قال هذا الدعاء أولًا، لكنه أثنى عليه عندما سمعه، لما فيه من فضل عظيم، مشيرًا إلى أن بعض الأذكار والأدعية التي لم ترد عنه بشكل مباشر لها مع ذلك منزلة وفضل إذا أُدخلت في مواضعها المناسبة في الصلاة.
وأشار إلى حديث آخر عن ابن أبي أوفى، يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد رفع ظهره من الركوع: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
هذه الأقوال والأحاديث تدل على سعة رحمة الله، وعلى مرونة السنة النبوية في الأذكار، ما دامت لا تخرج عن مواضعها الشرعية، ولا تبتعد عن ما أقره النبي أو أثنى عليه.