تنطلق غدا الثلاثاء في جوهانسبرغ القمة الخامسة عشرة لمجموعة "بريكس"، برئاسة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ومن المقرر أن تستمر لمدة ثلاثة أيام.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"، وتشهد هذا القمة حضور الرئيسان الصيني شي جين بينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بينما سيمثل الهند رئيس وزرائها ناريندرا مودي، ويمثل روسيا وزير خارجيتها سيرغي لافروف ، ومن المقرر أن يشارك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمة عبر الاتصال المرئي.


وكمضيفة للقمة، قامت جنوب إفريقيا بدعوة 67 زعيما من مناطق مختلفة في العالم، وتحديدا من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي، لحضور هذه القمة. بالإضافة إلى ذلك، تم توجيه دعوات لـ20 ممثلا عن منظمات دولية مختلفة. ومن المقرر أن يحضر القمة أيضا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، للمشاركة في هذا الحدث.
وتتجه الأنظار نحو جوهانسبرغ لمتابعة أعمال ونتائج قمة مجموعة "بريكس" الرامية لتوسيع نفوذ التكتل والدفع باتجاه تحول في السياسة العالمية، حيث يطالب هذا التكتل المنتج لربع ثروة العالم، بتوازن اقتصادي وسياسي عالمي متعدد الأقطاب. وفي مؤشر على تزايد الاهتمام بهذا التجمع، فقد أبدت أكثر من 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى هذه المجموعة، وقدمت 23 دولة طلبات رسمية للانضمام إلى هذه الكتلة.
وعشية انعقاد القمة وفي ظل الانقسامات على الساحة الدولية تغذيها تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن رئيس جنوب أفريقيا عن مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة من مختلف أنحاء إفريقيا في هذه القمة، وأشار الى أن هؤلاء القادة يريدون بناء شراكة بين مجموعة بريكس والقارة الأفريقية، بهدف تعزيز الفرص لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية.
وفي كلمة متلفزة، أكد رئيس جنوب إفريقيا أن مجموعة /بريكس/ تمتلك القدرة على إحداث تغييرات في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أشار إلى أهمية توسع نفوذ المجموعة من خلال ترحيبها بأعضاء جدد، مؤكدا أن بلاده تؤيد توسيع مجموعة بريكس لتضم دولا تتشارك الرغبة في أن يكون هناك نظام عالمي أكثر توازنا.
وفي ضوء التحديات المتزايدة والانقسامات العالمية، شدد رئيس جنوب أفريقيا على ضرورة تحقيق إصلاحات حقيقية في الأمم المتحدة، مع التركيز على تحويل مجلس الأمن إلى هيئة أكثر فعالية وشمولية، تستطيع ضمان السلام والأمن في العالم. وأكد دعمه للأمم المتحدة كمؤسسة متعددة الأطراف تحتاج إلى تحسين وتطوير لمواجهة التحديات العالمية بفاعلية.
ويتصدر جدول أعمال قمة مجموعة بريكس موضوع توسيعها وزيادة عدد أعضائها وكيفية تحسين العلاقات الاقتصادية بين اقتصادات أعضائها الخمسة، وجمع الأموال لبنك التنمية الجديد، المعروف على نطاق واسع باسم بنك بريكس - الذي تأسس في عام 2015 كبديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. 

وستركز القمة على تعزيز العلاقات بين المجموعة والدول الأفريقية، التي تعتبر سوقا غير مستغلة إلى حد كبير ، من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتعد بريكس، والصين على وجه الخصوص، بالفعل أكبر شريك تجاري لأفريقيا، ومن المتوقع أن تصل التجارة بين الطرفين إلى أكثر من 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
وفيما يتعلق بتوسيع مجموعة بريكس وزيادة عدد أعضائها، فإن ذلك يتطلب موافقة جميع أعضاء التكتل الخمسة، وتحرص روسيا والصين وجنوب إفريقيا على تنمية الكتلة، حيث تسعى موسكو وبكين بشكل خاص إلى توسيع شبكة حلفائهما بين الدول النامية في العالم، لكن الهند والبرازيل أكثر تحفظا تجاه عملية التوسيع وزيادة أعضاء التكتل، وتشيران إلى ضرورة أن تلبي الدول الجديدة معايير معينة قبل أن يتم منحها العضوية في مجموعة بريكس.
وتتيح العضوية في الكتلة للبلدان إمكانية وصول أكبر إلى أسواق الدول الأعضاء ، وتشكل مصدرا للاستثمار الأجنبي المباشر، وستناقش القمة أيضا تعميق استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء ، وإمكانية إطلاق عملة مشتركة أو نظام مدفوعات مشترك لتحسين التجارة داخل الكتلة.
ويقول المراقبون إن توسيع التجمع سيساعد في تحقيق التوازن في تأثير الدول الكبرى على الاقتصاد العالمي، ويضيف هؤلاء أن التوسع لن يساعد فقط دول بريكس في الحفاظ على أهميتها في النظام العالمي ، بل سيوفر أيضا مصدرا بديلا للتمويل للعالم النامي، وقد قام بنك بريكس الذي جمع 94 مليون دولار في مزاد سندات جنوب إفريقيا الأول الأسبوع الماضي ، بإقراض أكثر من 30 مليار دولار لمشروعات في الدول الأعضاء المؤسسين، وقالت رئيسة البنك وهي الرئيسة السابقة للبرازيل ديلما روسيف ، إن البنك يهدف إلى تقديم 30 بالمائة من قروضه بعملات الدول الأعضاء بين عامي 2022 و 2026، حيث تحمي القروض غير الدولارية المقترضين من تداعيات أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة.
بدأ التجمع ، الذي يمثل حوالي ربع ثروة العالم، عام 2009 ، باسم " BRIC "، وهو اختصار لأربعة اقتصادات تعد من الأسرع نموا وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، ومنذ انضمام جنوب إفريقيا إلى هذا التكتل، أصبح يعرف باسم BRICS، وقد زادت صادرات جنوب إفريقيا إلى الصين بمقدار أربعة أضعاف، مما جعل الصين شريكا تجاريا رئيسيا لها.
وتمثل دول بريكس مليارات الأشخاص عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاوتة من النمو، ويمثل التكتل حاليا 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 بالمئة من سكان العالم، وأكثر من 16 في المئة من التجارة العالمية، وتشير بعض التقديرات إلى أن بريكس في حال توسيعها ،يمكن أن تساهم بأكثر من 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: بريكس

إقرأ أيضاً:

المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة

 

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُهنئ "سيدي ولد التاه" عقب فوزه بانتخابات رئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية

 

حريصون على الدفع بقضايا القارة في المحافل الدولية ودعم التنسيق بين مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق أولويات التنمية في إفريقيا

 

هنأت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، "سيدي ولد التاه" الرئيس الجديد لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، عقب فوزه بانتخابات رئاسة البنك التي أجريت ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية المنفذة في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار، ليبدأ فترة رئاسة للبنك تمتد لخمس سنوات.
 

وانتُخب ولد التاه من قبل مجلس محافظي البنك، الذي يضم وزراء المالية والاقتصاد أو محافظي البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في مجموعة البنك البالغ عددها 81 بلدًا إقليميًا وغير إقليمي. ويعتبر المجلس أعلى سلطة لصنع القرار في مجموعة البنك.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن انتخاب سيدي ولد التاه، لرئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، تأتي في وقت حاسم وحيوي، تواجه فيه قارة إفريقيا، تحديات ضخمة على صعيد مسار التنمية، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، والتغيرات المناخية، كما أن التعاون متعدد الأطراف يتعرض لاختبارات قوية في ضوء السياسات التجارية الحمائية التي تُلقي بظلالها على الوضع الاقتصادي عالميًا.

وأضافت الدكتورة رانيا المشاط: «نتمنى التوفيق لرئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية في مهامه الجديدة، ودعم أجندة التنمية في قارة إفريقيا لعام 2063، وأهداف التنمية المستدامة الأممية، استغلالًا للخبرات الكبيرة التي يمتلكها خلال فترة 10 سنوات تولى فيها رئاسة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا».

وأبدت تطلعها أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون والشراكة البناءة والمثمرة بين جمهورية مصر العربية، ومجموعة البنك الأفريقي للتنمية، من أجل تعظيم جهود التنمية، وفقًا للأولويات الوطنية، والتوجه بشكل أكبر نحو دعم وتمكين القطاع الخاص.

ويتمتع ولد التاه-وهو موريتاني الجنسية- بخبرة تزيد عن 35 عامًا في مجال التمويل الأفريقي والدولي، إذ شغل منصب رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA) لمدة عشر سنوات ابتداءً من عام 2015، حيث قاد عملية تحول شاملة ضاعفت الميزانية العمومية للبنك أربع مرات، كما حصل المصرف على تصنيفات ائتمانية متميزة في عام 2024، ووضعته بين أفضل بنوك التنمية التي تركز على إفريقيا، حيث رفعت وكالة موديز تصنيف المصرف إلى Aa1 كما تم تثبيت التصنيف طويل الأجل عند AAA مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة التصنيف الائتماني اليابانية JCR.

كما لعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون العربي-الإفريقي ودفع مبادرات استراتيجية تهدف إلى تسريع النمو الاقتصادي، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم التحول نحو الطاقة المستدامة وتطوير البنية التحتية في إفريقيا.
 

وفي ذات الوقت توجهت، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالشكر للدكتور أكينومي أديسينا، الرئيس السابق للبنك، على مجهوداته طوال 10 سنوات، سعى خلالها لدفع جهود التنمية في القارة، وعزز الشراكة بين جمهورية مصر العربية والبنك الأفريقي للتنمية في العديد من المجالات.

جدير بالذكر أن مجموعة البنك الأفريقي للتنمية تتألف من ثلاثة كيانات، وهي البنك الأفريقي للتنمية، وصندوق التنمية الأفريقي، وصندوق نيجيريا الائتماني. وتشمل البلدان المساهمة فيها 54 بلدًا أفريقيًا أو بلدًا عضوًا إقليميًا، و27 بلدًا غير أفريقي أو بلدًا غير عضو إقليمي.
ويعد سيدي ولد تاه، هو الرئيس التابع لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، ويأتي خلفًا للدكتور أكينومي أديسينا، الذي تولى رئاسة البنك في الفترة من 2015-2025.

مقالات مشابهة

  • ستارمر: تهديد روسيا حقيقي وعلى بريطانيا الاستعداد لمواجهة عالم أكثر اضطراباً
  • الجماز: الهلال أكثر نادٍ وقع صفقات خرافية في عالم الفوتوشوب!
  • تغييرات سياسية وضغوط متصاعدة وتحذيرات أمنية..ماذا يحدث في إفريقيا؟
  • هل تنجح أفريقيا في التحرر من هيمنة الدولار؟
  • سياسي تونسي: عمليات اليمن المساندة لغزة أثمرت مكاسب سياسية واقتصادية ضد الكيان
  • 411 ألف برميل حجم الزيادة.. «أوبك +» ترفع إنتاجها اليومي خلال يوليو
  • مركز «المصادر الوراثية النباتية» يصون أكثر من 600 نوع
  • وزير الخارجية والهجرة ونظيره الجامبي يجريان مشاورات سياسية واقتصادية
  • عربي21 تكشف تفاصيل ارتباط مجموعة مسلحة جنوب قطاع غزة بالاحتلال
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة