في عيد ميلاده.. أحمد داود أعمال لا تُنسى بين الكوميديا والرومانسية والإثارة
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
يحتفل النجم أحمد داود، اليوم الجمعة 31 يناير 2025، بعيد ميلاده، مستكملًا مشوارًا فنيًا حافلًا بالأعمال المتنوعة التي جمعت بين الكوميديا، الرومانسية، التراجيديا، والإثارة، ليصبح واحدًا من أبرز نجوم جيله بفضل أدائه المتميز واختياراته الجريئة.
أحمد داود هو ممثل مصري موهوب، بدأ مشواره الفني في المسرح الجامعي، حيث لفت الأنظار بموهبته قبل أن يحجز مكانه في السينما والدراما المصرية، وحصل على شهرة واسعة بعد مشاركته في عدة أعمال ناجحة، واستطاع أن يترك بصمة خاصة بأدائه المتقن وشخصياته المتنوعة التي تراوحت بين العاشق، الطموح، الغامض، وحتى المثير للجدل.
أبرز أعماله السينمائية
فيلم “الهوى سلطان”
لعب أحمد داود في هذا الفيلم دور “علي”، الشاب البسيط صاحب الأحلام العادية، كالحب والزواج والاستمتاع بالحياة، لكن رحلته لم تكن سهلة. حقق الفيلم إيرادات قياسية تجاوزت 85 مليون جنيه في مصر و157 مليون جنيه في السعودية، ليصبح واحدًا من أنجح أفلامه على الإطلاق.
فيلم “يوم 13” (2023)
يُعد هذا الفيلم علامة فارقة في السينما المصرية، كونه أول فيلم يُعرض بتقنية 3D، وينتمي إلى فئة الرعب والإثارة. جسد داود شخصية “عز الدين”، العائد إلى منزل عائلته بهدف بيعه، لكنه يكتشف أسرارًا مرعبة بداخله. نجح الفيلم في تحقيق إيرادات بلغت 35 مليون جنيه في مصر، ليؤكد قدرته على تقديم أدوار متنوعة.
فيلم “122” (2019)
خاض أحمد داود مغامرة جديدة بفيلم “122”، أول فيلم مصري يُعرض بتقنية 4D. لعب دور “نصر زيدان”، الشاب من الطبقة المتوسطة الذي يجد نفسه محاصرًا في مستشفى مشبوه لتجارة الأعضاء، حيث يخوض معركة إنقاذ حبيبته الصمّاء والبكماء من مصير مرعب. كان الفيلم من أبرز أفلام الرعب في تلك الفترة ولاقى نجاحًا كبيرًا.
فيلم “ولد وبنت” (2010)
قدم داود دور “سامح”، الشاب الحالم المتمرد الذي يقع في حب فتاة من طبقة اجتماعية مختلفة، لكنه يصطدم بقيود المجتمع. يعد الفيلم من أبرز الأعمال الرومانسية التي ناقشت الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. ومن أشهر جمل داود في الفيلم: “الارتباط ده فعل مش بالكلام وخلاص، وإنتي ناقصة قلب وإحساس.”
أعماله الدرامية المميزة
مسلسل “جراند أوتيل”
تألق داود في دور “مراد”، الشاب الطموح والطماع الذي يسعى للسيطرة على الفندق، لكنه في الوقت نفسه غارق في حب “نازلي” (أمينة خليل)، مما خلق صراعًا داخليًا بين طمعه وعاطفته، وهو ما جعل الشخصية من أكثر أدواره تميزًا.
مسلسل “هذا المساء”
جسد شخصية “سمير”، الشاب الغامض والمفكر الذي يتأنى في اتخاذ قراراته. نالت الشخصية إعجاب الجمهور بسبب عمقها النفسي وتعقيداتها.
مسلسل “سوتس بالعربي” (2022)
ظهر أحمد داود بشخصية “آدم منصور”، الشاب العشوائي المندفع في قراراته، ضمن النسخة العربية من المسلسل الأمريكي الشهير. استطاع أن يُضيف لمساته الخاصة على الدور، ليصبح من الشخصيات المحبوبة في العمل.
مسلسل “زينهم”
في تجربة جديدة، قدم داود شخصية طبيب شرعي روتيني يمتلك “كرشًا”، وهو أمر غير مألوف له، لكن الدور كشف موهبته في تقديم شخصيات غير تقليدية. المسلسل مستوحى من رواية “أصدقائي الموتى” للدكتور محمد جاب الله، وقدم نظرة مختلفة عن عالم التشريح والطب الشرعي.
مسيرة فنية تستحق الاحتفاء
بفضل تنوع أدواره واختياراته الذكية، أصبح أحمد داود من أكثر الممثلين المصريين إثارة للاهتمام، سواء في السينما أو الدراما، نجح في تقديم شخصيات مختلفة، من العاشق الرومانسي إلى الشاب الغامض والطموح، مما جعله نجمًا متميزًا في جيله.
في عيد ميلاده، يحتفل محبوه بمسيرته الحافلة، متمنين له مزيدًا من النجاح والتألق في أعماله القادمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد داود و مسلسل الشرنقة أحمد داوود زينهم
إقرأ أيضاً:
غزة ما بين “حجار داود” و”ركاب جدعون”
في قلب المأساة، حيث تتقاطع النيران مع الصمت الدولي، وتعلو صرخات الأطفال فوق ركام البيوت، تقف غزة مجددًا في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية. وبينما تطلق إسرائيل على عدوانها الأخير اسم “ركاب جدعون”، أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة اسم “حجار داود” على عملية الرد. ليست مجرد تسميات عسكرية، بل معركة رموز ومعانٍ تعكس جوهر الصراع القائم منذ عقود.
بين التاريخ والواقع: مواجهة متجددة
“ركاب جدعون” هو اسم مستمد من سرديات توراتية، يُرمز فيه إلى القائد جدعون الذي خاض حروبًا باسم “الشعب المختار”. تستخدمه إسرائيل اليوم لتغليف عدوانها بلغة دينية مغموسة بالعنف والتفوق. في المقابل، جاء اسم “حجار داود” استحضارًا لقصة النبي داود في مواجهته الشهيرة مع جالوت، بسلاح بدائي وقلب ثابت. وبين جدعون وداود، تكتب غزة حكايتها الحديثة؛ حكاية من يواجه طاغوت العصر بحجر، وصاروخ محلي الصنع، وإرادة لا تلين.
هذه ليست مجرد حرب بين قوتين غير متكافئتين، بل معركة بين مشروع استعماري يسعى لتكريس نفسه بالقوة، وشعب أعزل يقاتل من أجل حقه في الحياة والحرية والكرامة.
العملية الإسرائيلية: نار لا تفرّق
منذ بدء عملية “ركاب جدعون”، تواصل إسرائيل تنفيذ حملة قصف شرسة على قطاع غزة، استهدفت كل شيء: المنازل، المساجد، المستشفيات، المدارس، وحتى مراكز الإيواء. تُبرَّر هذه الهجمات بما يسمى “الردع الاستباقي”، بينما المشهد الحقيقي يظهر شعبًا يُذبح تحت أنقاض بيته، ويُهجّر من أرضه مرة بعد أخرى.
المجازر اليومية ليست ناتجة عن خطأ أو خلل، بل هي جزء من عقيدة عسكرية تتعامل مع الفلسطيني كتهديد وجودي. لقد تحولت غزة في العقل الإسرائيلي من مجرد جغرافيا إلى “مشكلة أمنية” يجب التخلص منها، مهما كانت الكلفة البشرية.
الرد المقاوم: إرادة لا تُقهر
رغم الحصار، والقصف، والدمار، خرجت المقاومة الفلسطينية لتعلن بدء عملية “حجار داود”. وقد شكّل ذلك مفاجأة استراتيجية لإسرائيل، حيث كشفت المقاومة عن جاهزية عالية، وقدرة على المناورة والرد، وفرضت معادلات جديدة في الميدان.
لم تكن “حجار داود” مجرد رد فعل، بل إعلانًا صريحًا بأن المقاومة قادرة على الدفاع عن شعبها، وعلى التصعيد حين يلزم. الرسالة الأهم: أن الغطرسة العسكرية لن تمر دون ثمن، وأن الشعب الذي يُذبح نهارًا، يمكنه أن يفاجئ العالم ليلًا بقوته وثباته.
المعركة ليست فقط في الميدان
ما بين “حجار داود” و”ركاب جدعون”، هناك معركة أخرى تُخاض بالتوازي: معركة الرواية. الإعلام الغربي، كعادته، يختزل الصراع في عناوين سطحية: “تبادل إطلاق نار”، “صراع معقّد”، أو “دفاع إسرائيلي”. يُحجَب السياق، وتُطمَس الحقيقة، وتُغسل يد الجلاد.
لكن أمام هذه الهيمنة الإعلامية، ظهرت أصوات حرّة – عربية وعالمية – تنقل الحقيقة كما هي: غزة ليست عدوًا، بل ضحية مقاومة. الأطفال الذين يُقتلون ليسوا أضرارًا جانبية، بل أجسادًا شاهدة على جريمة مستمرة.
عار الصمت العربي
في الوقت الذي تنهمر فيه الصواريخ على غزة، تلتزم أنظمة عربية الصمت، بل وتفتح لبعض المعتدين أبواب التطبيع. لم تعد الخيانة تهمس في الظل، بل تعلن عن نفسها على الملأ، بتبريرات باردة ومواقف مخزية. وكأن غزة لا تعنيهم، وكأن أطفالها لا يشبهون أبناءهم.
لكن في المقابل، شعوب هذه الأمة – رغم القهر – لا تزال تنبض بالحياة. خرجت التظاهرات، ارتفعت الأصوات، وامتلأت الشوارع بالرايات والدموع. لا تزال فلسطين تعني شيئًا حقيقيًا في وجدان الأحرار، وستبقى.
غزة تُلخّص الصراع
غزة ليست مجرد جغرافيا ضيقة على الخريطة، إنها البوصلة الأخلاقية للعالم. إما أن تكون مع الحق أو مع القتل. لا حياد في هذه اللحظة. من يصمت على الظلم، يشارك فيه، ومن يبرر الإبادة، يسقط من إنسانيته.
“حجار داود” ليست فقط اسم عملية، بل إعلان عن ولادة زمن جديد في المقاومة الفلسطينية. زمن يُصنع من بين الأنقاض، وتُكتب فيه معادلات الردع بحروف الدم، لا باتفاقات القهر. زمنٌ تقول فيه غزة: أنا هنا، أقاتل، وأصمد، وأصوغ من وجعي مستقبلًا حرًّا رغم الألم.
وفي الخاتمة: بين الحجر والدبابة
في النهاية، ما بين “حجار داود” و”ركاب جدعون”، تنتصر الروح على الآلة، والحقيقة على الدعاية، والحق على القوة. ستبقى غزة رمزًا للشرف الإنساني، وستبقى مقاومتها عنوانًا لعصر لا يزال يرفض الخنوع.
ولن تنتهي القصة هنا… فكل قصف يولّد مقاومة جديدة، وكل شهيد يخلّف ألف مقاتل، وكل دم يُسفك يكتب صفحة أخرى في سفر الحرية الفلسطيني.
الشروق الجزائرية