عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56،اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟"، شارك فيها  أ.د/ علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أ.د/ محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف،  أ.د/ محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأدارها الإذاعي القدير أ/ سعد المطعني.

قال فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الندوات الحوارية الأزهرية "سنة حميدة" سنها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر المعارض في العالم العربي والإسلامي، مؤكدًا أن مصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها.

وأوضح عضو "كبار العلماء"، أن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التي ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث أنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة ٨٢ ه‍، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجري، حين ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى في القرن الثالث عشر الهجري، لكنهم أيضا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.

وأضاف الدكتور علي جمعة أن القرآنيون يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ في العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الانجليزي في الهند.

وبيّن الدكتور علي جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هي الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلي والنفسي، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرون هم في الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلاً تامًا، مشددًا على أنه من الواجب علينا أن ندرب أبنائنا على التوثيق ونمكنهم من اللغة ونربيهم على الأخلاق حتى نستطيع تحصينهم من الانسياق خلف تلك الدعاوي الهدامة.

الضويني: الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية

وخلال مشاركته بالندوة، وجه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف رسالة طمأنينة للشباب حول العالم، بأن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية المطهرة ويقف بالمرصاد لمن يحاولون هدم صحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء، ويفد إلى الأزهر الآلاف لينهلوا من علم الأزهر ورسالته التي تخدم الشريعة الإسلامية؛ وهناك علماء بالأزهر الشريف يدَّرسون علمه النافع في أروقة الأزهر وكلياته النظرية والعلمية، ويوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين، وهناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن في كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعي التام بكتاب الله تعالى وهدى النبي الكريم مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويدافع عنها ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية وعبث المنكرين.

من جانبه أكد الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أن القرآنيون تركوا السنة واخترعوا إطروحات مضللة ومزيفة تحاول إسقاط دور السنة في الحياة والإنسانية كلها، مطالبًا بضرورة حماية الشباب من المخاطر الفكرية من خلال تعزيز الوعي وتوطيد الصلة بين العلم والتلقي الصحيح وصحة السند، موضحًا أن الأزهر الشريف يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطي نافع بأسانيد صحيحة، ويركز على ضرورة تحصين عقولهم ضد الغزو الفكري باستخدام برامج فكرية تحميهم من التلوث الفكري، كما شدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التعليم  والتدبر في حماية الوعي من الفيروسات الفكرية في عصر التكنولوجيا، مؤكدًا أن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.

وأضاف الجندي أن القرآن الكريم لا يحتوي على أي تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعني إنكار القرآن، واتباع السنة هو اتباع للقرآن الكريم وأحكامه، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث تعلمنا  السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات  الحداثية التي تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، في حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء، وتفصل أحكامه، مؤكدًا أن الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات.

ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جناح الأزهر الشريف جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الأزهر معرض الكتاب معرض

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر لـ «الخريجين»: أنتم حملة ميراث النبوة

شهد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، اليوم احتفالية تخريج الدفعة (44) من خريجي كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة التي أقيمت في قاعة الاحتفالات الكبرى بكلية التربية للبنين بالقاهرة.

وقدم رئيس جامعة الأزهر التهنئة للخريجين وأسرهم، ناقلًا لهم تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

أجنحة جامعة الأزهر

وأوضح رئيس الجامعة أن لجامعة الأزهر جناحين: الأول تعليمي، والثاني دعوي، مشيرًا إلى أن كلية الدعوة الإسلامية بعلمائها الأجلاء تحمل عبء الجانب الدعوي محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

ووجه رئيس الجامعة الخريجين إلى ضرورة الاستمرار في الجد والاجتهاد، لافتًا إلى أن التخرج ليس نهاية المطاف؛ بل هو بداية الطريق.

مشاعل الوسطية

كما وجه رئيس الجامعة إدارة الكلية للسعي جاهدة في ثقل خبرات ومهارات الطلاب خلال مرحلة الدراسة حتي يكون الخريج ملمًّا بمتطلبات العصر، ويعي ويدرك تمامًا فقه الواقع، خاصة أن الكلية زاخرة بالعلماء الذين يشار إليهم بالبنان، إضافة إلى أن خريجيها يحملون مشاعل الوسطية والاعتدال في مختلف المراكز الإسلامية بأنحاء العالم.

حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضحدعاء التوبة والرجوع إلى الله.. احرص على الاستغفار من الذنوب والمعاصي

وفي نهاية كلمته دعا للخريجين بالتوفيق والنجاح في حياتهم العملية، مشيرًا إلى أن الحياة مدرسة كبيرة يجب أن نجد ونجتهد فيها.

وفي الختام قامت إدارة كلية الدعوة الإسلامية بتكريم الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، ومنحته درع الكلية؛ تقديرًا لجهوده المخلصة في سبيل النهوض والارتقاء بالكلية حت  أصبحت تتبوأ مكانة مرموقة.

جدير بالذكر أن كلية الدعوة الإسلامية تعد من الكليات المتميزة في جامعة الأزهر؛ حيث كانت في طليعة الكليات التي حصلت على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء.

طباعة شارك رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر الخريجين الأزهر الدكتور سلامة جمعة

مقالات مشابهة

  • مجمع القرآن الكريم بالشارقة يختتم برنامجه الصيفي الثالث
  • رئيس جامعة الأزهر لـ «الخريجين»: أنتم حملة ميراث النبوة
  • يسري عزام: المقوقس أرسل للنبي محمد عسلًا من «بنها»
  • قطر تشارك في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم
  • إسدال الستار على النسخة السابعة من ملتقى ظفار للقرآن الكريم
  • مسيرة حاشدة لدعم مرشح المصريين الأحرار الدكتور محمد الشريف بمركز المراغة
  • مجلس جامعة الأزهر: ما تقوم به مصر وأزهرها الشريف نحو غزة يسبق أي جهود
  • تكريم 24 فائزا في ختام ملتقى ظفار للقرآن الكريم
  • بين المجاز والحقيقة...إسرائيل تطالب بقطع رأس الأزهر الشريف
  • دور الأزهر الشريف في صيانة الشرع والمجتمع