تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دخل القانون الذي يحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حيز التنفيذ يوم الخميس في "الأراضي ذات السيادة" من وجهة نظر الدولة اليهودية، بما فى ذلك القدس الشرقية المحتلة منذ ١٩٦٧ والتى ضمتها إسرائيل وتتعامل معها كأراضٍ إسرائيلية. وتأتي هذه الخطوة التى كانت متوقعة فى ظل الصلف الإسرائيلى، في أعقاب إقرار الكينست الإسرائيلي لقانون يحظر وجود الأونروا في إسرائيل، بما في ذلك القدس الشرقية التي تحتلها البلاد منذ عام ١٩٦٧.


ويخلق تنفيذ القرار قدرًا كبيرًا من عدم اليقين والقلق بين ملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة كما يأتى في خضم أزمة اقتصادية وإنسانية عميقة في الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية، أو في غزة أو في القدس الشرقية.
وفي القدس الشرقية، في المنطقة الاستيطانية التي يقع فيها أصبح المقر الرئيسي الضخم للأونروا بالفعل موضع حسد الكثيرين. وبدأت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن مشاريع عقارية تتضمن إنشاء مئات الشقق، مكان مقر الوكالة الأممية. وقال جوناثان فاولر، المتحدث باسم المنظمة في القدس "إن هذا انتهاك لاتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام ١٩٤٦ التى صادقت إسرائيل عليها في عام ١٩٤٩". وقدر المتحدث أن وقف أنشطة الوكالة وإغلاق مقراتها في القدس الشرقية من شأنه أن يلحق الضرر بنحو ٧٠ ألف مريض وأكثر من ألف طالب يتلقون الرعاية الصحية والخدمات التعليمية التي تقدمها الوكالة.
ولكن بالنسبة للسياسيين الإسرائيليين، فإن كل هذا لا قيمة له. فقد احتفلت مجموعة من الناشطين الإسرائيليين من أقصى اليمين يوم الخميس بـ"يوم تاريخي، بداية سريان قانون حظر الأونروا"، حسبما أعلن العنصرى أرييه كينج، نائب رئيس بلدية القدس، أحد قادة الحركة الاستيطانية في الجزء الشرقي من المدينة الذي ضمته إسرائيل. وقام بوضع طاولتين بلاستيكيتين، وأحضر بعض النبيذ وبعض الكعك للاحتفال بالحدث. وشاركه الاحتفال شاي جليك، مؤسس في جمعية تهدف إلى منع إقامة الفعاليات التي ينظمها اليسار المناهض للاحتلال، وكذلك بنياهو بن شبات، من منظمة "إم ترتسو"، وهي منظمة تعمل على مواجهة الخطابات التي تعتبر معادية للصهيونية في الجامعات. وبينما يعج النشطاء بالضجيج، فإن مبادرتهم تجري في ظل لا مبالاة تامة، من المجتمع الدولى.
مستقبل غامض
ومن أجل تجنب المخاطرة، فضلت إدارة الأونروا إخلاء المجمع الضخم للوكالة الذى تعرض للهجوم عدة مرات، بما في ذلك محاولة إشعال حريق متعمد في مايو. وقال جوناثان فاولر "عندما حاولنا إخماد الحريق، تعرضنا للرشق بالحجارة وهددنا بأسلحة وهمية".
وفي أجواء مثل "نهاية العالم"، تم نقل كافة أرشيفات المنظمة غير الحكومية تدريجياً إلى عمان بالأردن لأغراض الرقمنة. ومع ذلك، في البلدة القديمة من القدس، عند باب الساهرة، تواصل عيادة صغيرة تابعة للأونروا أنشطتها. واستقبلت الخميس ١٥٠ مريضاً. كما استقبلت الأربعاء ٢٢٠ مريضاً، بينهم هناء موسى السيدة الثمانينية التي تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وهي قلقة بشأن صحتها بقدر قلقها بشأن مستقبل العيادة التي تتلقى فيها الرعاية. وبدون تأمين صحي، لا تستطيع المقيمة في حي وادي الجوز زيارة الطبيب في أي مكان آخر غير هنا، حيث تتلقى أدويتها، بما في ذلك الأنسولين، مجانًا. قالت السيدة العجوز وهى تتنهد "أتمنى أن يستمر هذا المكان موجودًا"، فيما لا يجرؤ أي عضو من الطاقم الطبي على طمأنتها.
بعد إغلاق مقر الأونروا، هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل أنشطة الوكالة التابعة للأمم المتحدة، المسئولة عن إدارة ست مدارس ومركزين صحيين في القدس الشرقية، من بين عشرات المراكز الأخرى في الضفة الغربية وغزة. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الحظر من شأنه أن "يزيد من عدم الاستقرار ويعمق بؤس الفلسطينيين". وردت دوروثي شيا، القائمة بالأعمال الأمريكية لدى الأمم المتحدة، قائلة: "إن الأونروا تبالغ في تأثير هذه القوانين، والاقتراح بأنها ستجبر الاستجابة الإنسانية بأكملها على التوقف هو أمر غير مسئول وخطير".
تراجع النفوذ
واليوم يعيش موظفو المنظمة "ضغوطاً هائلة"، حسبما يقول حمزة الجبريني، وهو طبيب يبلغ من العمر ٣٨ عاماً، مسئول عن العيادة في البلدة القديمة، والذي يقارن آلاف المرضى في المركز بـ"الأسرة" التى يقوم برعايتها منذ عام ٢٠١٤. ولا يعرف مقدمو الرعاية الإثني عشر في فريقه ما إذا كانوا سيظلون قادرين على إرسال عينات الدم لتحليلها في المختبر في الجزء الغربي من القدس، أو استلام الأدوية من المستودع الموجود في رام الله بالضفة الغربية. ولا يحدد القانون ما إذا كان حظر الاتصال بين المسئولين الإسرائيليين وموظفي الأونروا يمتد إلى عبور نقاط التفتيش بين الدولة اليهودية والضفة الغربية المحتلة. تقول فداء نصار، فنية مختبر تعمل لدى الأونروا منذ عام ١٩٩٧، أمام الصيدلية عند مدخل المبنى التاريخي الذي تم تحويله إلى مستشفى في عام ١٩٤٩: "أخشى على المرضى مثلما أخشى أن أفقد وظيفتي".
وفي مخيم شعفاط للاجئين، وهو المخيم الوحيد داخل حدود بلدية القدس، لا يدرك العديد من السكان الإعلان عن نهاية عمل الأونروا. وقد تراجع نفوذ الوكالة التابعة للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، على الرغم من وجود العيادة والمدرستين في وسط هذا الحي الكبير، الذي يجاور الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل بين الأحياء العربية في المدينة والضفة الغربية. 
كما هو الحال في جميع المدارس في الضفة الغربية المحتلة، لا تزال العطلة الشتوية مستمرة لبضعة أيام، ولا أحد هنا يعرف ما إذا كانت الفصول الدراسية ستتمكن من استئناف عملها. وفي نهاية المطاف، سيتعين على ١١٠٠ طفل يذهبون إلى المدرسة هناك الانضمام إلى المدارس العربية في المدينة، أو حتى نظام التعليم الإسرائيلي، كما يقول شاهر علقم، عضو مجلس سكان مخيم الشويفات للاجئين وطالب سابق في مدارس الأونروا. ويرى أن الخيار الأخير سيكون بمثابة "خطوة أخرى نحو اختفاء التعلم عن تاريخهم الفلسطيني وأفكارهم وتقاليدهم بين أصغر اللاجئين".
في طريقها إلى نقطة التفتيش التي تفصل المخيم عن بقية القدس، تشعر هيا، وهي فلسطينية تبلغ من العمر ٢٨ عامًا، بالقلق بشأن الاختفاء المحتمل لهذا الدعم "الضروري" للأسر الأكثر فقراً في مخيم اللاجئين. ولكن ليس فقط في الضفة الغربية المحتلة، بل وأيضاً في غزة، حيث تقدم الأونروا اليوم جزءاً كبيراً من المساعدات الإنسانية في القطاع المدمر. 
لكن الأمم المتحدة سارعت إلى التأكيد على أن الأونروا تواصل عملها في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، رغم دخول القرار حيز التنفيذ، من دون أن توضح كيفية ذلك.
وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن الموظفين الفلسطينيين يعملون من أماكن أخرى، بينما اضطر الموظفون الأجانب إلى مغادرة إسرائيل. وأضاف "لقد اتخذنا احتياطات، وكل المعدات الموجودة داخل المقر، والملفات، وأجهزة الكمبيوتر، وكذلك المركبات، تم نقلها".
إدانة دولية
تقدم الأونروا الدعم للاجئين الفلسطينيين في كل أنحاء الشرق الأوسط منذ أكثر من ٧٠ عاماً، وتقوم مكاتب الأونروا وموظفوها بدور رئيسي في توفير الرعاية الصحية والتعليم للفلسطينيين عموماً، بما في ذلك قطاع غزة الذي دمرته ١٥ شهراً من الحرب مع إسرائيل.
وأنشئت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط في ديسمبر ١٩٤٩ بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب حرب ١٩٤٨.
ورفضت المحكمة العليا في إسرائيل الأربعاء التماساً تقدم به مركز "عدالة" الفلسطيني لحقوق الإنسان يطعن في حظر الوكالة. وقالت المحكمة "بعد النظر في حجج الطرفين، لم نعتبر أنه من المناسب إصدار أمر الإلغاء المطلوب"، ورداً على قرار المحكمة، قال مركز "عدالة" إن إسرائيل "تتجاهل التداعيات الإنسانية الكارثية". وقد أثارت هذه الخطوة الإسرائيلية إدانة من منظمات إغاثة وكذلك من حلفاء لواشنطن، فيما لقيت دعماً من الإدارة الأمريكية الحليف الأساسى لإسرائيل.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأونروا إسرائيل فی القدس الشرقیة فی الضفة الغربیة الأمم المتحدة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

قصة الخلاف الكبير.. كيف تخلى سان جرمان عن أفضل حارس بالعالم؟

تصاعدت أزمة حارس المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما مع نادي باريس سان جيرمان، بعد انهيار مفاوضات تجديد عقده الذي ينتهي في صيف 2026، لتصل إلى حد استبعاده تماما من الفريق الأول، وتحديد قيمته للبيع في سوق الانتقالات الصيفية.

خلاف مالي حاد
وبحسب تقارير صحفية، فإن وكيل أعمال دوناروما، إنزو رايولا، طالب إدارة النادي بزيادة راتب اللاعب، رغم أنه يعد من بين الأعلى أجرا في الفريق براتب شهري يبلغ 850 ألف يورو.

في المقابل، تمسكت الإدارة بالهيكل الجديد للرواتب الذي فرضه المدير الرياضي خلال العامين الماضيين، والذي يقوم على تخفيض الأجر الأساسي وزيادة الحوافز المرتبطة بالأداء الفردي والجماعي.

وصدمت إدارة النادي الفرنسي اللاعب ووكيل أعماله، عندما قررت "نبذه" تماما من الفريق، وقرار المضي قدما دونه، دون اللجوء إلى المفاوضات، في أسلوب "عقابي" أثار الجدل.

رسالة وداع مؤثرة
في ظل توتر العلاقة، نشر حارس مرمى منتخب إيطاليا رسالة وداع عبر حساباته على مواقع التواصل، وجهها إلى جماهير باريس سان جيرمان، قال فيها:

"منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه، أعطيت كل شيء داخل وخارج الملعب لكسب مكاني والدفاع عن الفريق. للأسف، قرر شخص ما أنني لم أعد أستطيع أن أكون جزءا من المجموعة والمساهمة في نجاح النادي. آمل أن أتمكن من توديع الجماهير في ملعب حديقة الأمراء، وإن لم يحدث، فاعلموا أن دعمكم كان يعني العالم بالنسبة لي، وسأحتفظ بذكراكم دائما".

وأضاف موجها حديثه لزملائه: "أنتم عائلتي الثانية، شكرا على كل مباراة وكل لحظة. اللعب لهذا النادي والعيش في هذه المدينة كان شرفا كبيرا لي، شكرا لباريس".

استبعاد من السوبر الأوروبي
المدرب لويس إنريكي استبعد دوناروما من قائمة الفريق لمواجهة توتنهام الإنجليزي في نهائي السوبر الأوروبي، مساء الأربعاء، وهو ما اعتبر إشارة واضحة إلى قرب رحيل الحارس.

تحديد سعر البيع والتعاقد مع بديل
وكشفت شبكة "سكاي إيطاليا" أن باريس سان جيرمان حدد مبلغا يتراوح بين 20 و30 مليون يورو للتخلي عن دوناروما خلال فترة الانتقالات الحالية، وذلك بعد تعاقده بالفعل مع الحارس الفرنسي لوكاس شوفالييه من ليل مقابل 40 مليون يورو ليكون بديلا أساسيا في الموسم المقبل.

وكيل الأعمال يوضح الموقف
وفي تصريحات صحفية، قال إنزو رايولا: "يشعر الفتى بأسف شديد لما حدث. الأيام العشرة الأخيرة محت 4 سنوات قضاها دوناروما هنا. أنا مصدوم من هذا الإهمال، انهارت العلاقة".

وأضاف: "النادي قدم طلبات مختلفة خلال المفاوضات، وسأستشير المحامين حول الموقف. ربما أندية الدوري الإنجليزي الممتاز فقط تستطيع تلبية المطالب المالية الكبيرة للنادي".
وتابع: "الأمر لا يتعلق بالتخلي عن مشروع رياضي، بل بفهم كيفية التعامل مع النادي، حتى من منظور الصورة العامة، يجب أن نتخذ مواقف واضحة".

مستقبل مجهول
مع استمرار الخلاف بين الطرفين، يبقى مستقبل جيانلويجي دوناروما منفتحا على عدة احتمالات، وسط توقعات بأن يكون الدوري الإنجليزي الوجهة الأقرب للحارس الإيطالي، في حال نجحت الأندية هناك في تلبية شروط باريس سان جيرمان المالية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد وإصابة 40 ألف طفل في غزة.. وأزمة إنسانية خانقة تهدد الناجين
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية تضرب مسلمي الروهينغا جوعًا
  • نزوح وعودة في السويداء وسط أزمة إنسانية خانقة (صور)
  • محافظ الغربية يصدر قرارًا بوقف العمل الميداني لعمال النظافة وقت ذروة الحرارة
  • قصة الخلاف الكبير.. كيف تخلى سان جرمان عن أفضل حارس بالعالم؟
  • إسرائيل ترحّل قسًا إيطاليًا بعد مطالبته بوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • خبراء: الضغوط الغربية على “الجنائية الدولية” تهديد خطير للعدالة
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان
  • مفوض الأونروا: إسرائيل تواصل إسكات الأصوات التي تُبلغ عن فظائعها بغزة
  • العراق يدين احتلال غزة وفرض السيطرة على الضفة الغربية من قبل إسرائيل