في عالم يتحول فيه القلم والورقة إلى ذكريات من الماضي، يحذر خبراء أتراك من أن تراجع دور الكتابة اليدوية قد يكون أكثر من مجرد تبدل في العادات، بل قد يتحول إلى خطر يهدد عمق اللغة والذاكرة الإنسانية ليعيد تشكيل العلاقة بين العقل والإبداع.

ويشير الخبراء إلى أن تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وما يرافقه من تراجع في استخدام الكتابة اليدوية، قد يؤدي إلى إضعاف مهارات اللغة والذاكرة لدى الأفراد.

على مدى قرون، كانت الورقة والقلم من أساسيات التواصل البشري، قبل أن تبدء الأدوات الرقمية اليوم بالحلول محلها وبشكل متسارع، فيما غدت الرسائل والملاحظات تُكتب الآن عبر شاشات اللمس، أو باستخدام لوحات المفاتيح، وحتى عبر الأوامر الصوتية.

وبالتوازي مع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا التحول في أدوات الكتابة يساهم في تراجع القدرات اللغوية والفكرية للأفراد بشكل ملحوظ.

كما أن هذا التراجع لا يقتصر على زيادة السطحية في استخدام اللغة، بل يؤدي أيضًا إلى تأثيرات عصبية سلبية على عمليات التعلم والذاكرة.

اقرأ أيضا

تركيا.. “الصناعات الدفاعية” تعلن الشركات الأكثر…

الأحد 02 فبراير 2025** تغير أدوات الكتابة

وفي هذا السياق، قال البروفيسور حياتي دوه لي، أستاذ قسم اللغويات بكلية الآداب في جامعة إسطنبول التركية، للأناضول، إن تغير أدوات الكتابة التقليدية بات يؤثر بشكل ملحوظ على عالم الفكر والإبداع.

وفي معرض وصفه لأهمية الكتابة في تاريخ البشرية، قال دوه لي: “في الواقع، عملية الكتابة لا تنتهي، بل تتغير أدواتها فقط”.

وتابع الأكاديمي التركي: “منذ اختراع الكتابة، بدأ الإنسان باستخدام وسائل منها النحت على الحجارة أو الكتابة على الألواح الطينية، ثم انتقل إلى الكتابة باستخدام القصب وريش الطيور”.

وأضاف: “لاحقًا، تطورت الأدوات إلى الآلات الكاتبة. ومؤخرًا، أصبحنا نستخدم لوحة المفاتيح. الشباب يكتبون، ونحن جميعًا نكتب، ولكن بأدوات مختلفة”.

وشدد على ضرورة التركيز على تأثير هذه الأدوات على مهاراتنا في الكتابة والكفاءة اللغوية.

وأوضح أن الدراسات في مجال علم اللغة العصبي (يعنى بدراسة العلاقات بين اللغة والدماغ) أظهرت أن الكتابة باستخدام القلم تعد أكثر فاعلية وفائدة خلال فترة التعلم والتحصيل العلمي.

و”تشير الأبحاث إلى أن التمارين الكتابية التي يجري حلها باستخدام القلم والكتابة اليدوية منذ المراحل المبكرة للتعليم، تجلب فوائد كبيرة للتعلم والذاكرة، حتى في مراحل العمر المتقدمة. في المقابل، فإن الكتابة الرقمية، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي السريعة، لها تأثير محدود في تعزيز المهارات اللغوية”، بحسب دوه لي.

كما لفت الأكاديمي التركي إلى العلاقة المباشرة بين تراجع عادات الكتابة وضعف المهارات اللغوية.

وأوضح أن “الأشخاص الذين لا يمارسون الكتابة باستخدام الوسائل التقليدية بانتظام، يفقدون تدريجيًا القدرة على استغلال مهارات اللغة”.

وأشار إلى أن “الكتابة تتيح استخدام اللغة بشكل أكثر كفاءة، لكن إذا تجنبنا الكتابة، فسنكتفي بمهارات لغوية تقتصر على التواصل اليومي البسيط. وإذا كان هذا كافيًا بالنسبة للبعض، فهو خيارهم. لكن تحقيق ثقافة عالية، أو أدب رفيع، أو علم متقدم يتطلب ممارسة الكتابة بشكل أكبر”.

** ضعف الكتابة والإملاء

وخلص أستاذ اللغويات إلى أن تراجع استخدام الكتابة اليدوية يؤثر سلبًا على الإلمام بقواعد الكتابة والإملاء.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا الكتابة الکتابة الیدویة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أساسية في الإفطار.. وجبة خفيفة لتعزيز وظائف الدماغ والذاكرة

يمكن للعديد من أنواع الأطعمة أن تساعد في تعزيز وظائف الدماغ والذاكرة، كما تقدم مجموعة من الفوائد الإدراكية، وهناك وجبة خفيفة مفيدة للدماغ.

ووفقا لأخصائي الدماغ والجهاز العصبي المُتخصص في طول العمر المعرفي، الدكتور كلينت ستيل، حسبما نشرت صحيفة Times of India، هذه الوجبة الخفيفة هي البيض المسلوق.

يُقدّم البيض المسلوق فوائد صحية عديدة، بما يشمل تحسين وظائف الدماغ، ذلك لكونه غنيا بحمض التيروزين الأميني المعروف بقدرته على زيادة التركيز والانتباه، وهو حمض يساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين الوظائف الإدراكية لدى من يعانون من التوتر.

كما أكّدت نتائج دراسة، نشرت في عام 2023 بدورية BMC Psychiatry، أن من بين الفوائد الأخرى للبيض المسلوق تحسين الحالة المزاجية ويُقلل من خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب لدى كبار السن.

تحتوي البيضة الواحدة على 78 سعرة حرارية، و6 غرامات من البروتين، و5 غرامات من الدهون، كما تحتوي البيضة المسلوقة الكبيرة على 8% من الاحتياج اليومي من فيتامين A، و 6٪ من القيمة اليومية لحمض الفوليك، و14% فيتامين B5 من القيمة اليومية ل حمض البانتوثينيك، و32% من القيمة اليومية لفيتامين B12، و20% من القيمة اليومية لريبوفلافين أو فيتامين B2، 7% من الفوسفور، و28% من السيلينيوم، كما يحتوي على كميات جيدة من فيتامينات D وE وB6 والكالسيوم والزنك.

كذلك يعد البيض مصدرًا ممتازًا للكولين وفي مقطع فيديو نُشر على إنستغرام، قال «ستيل» إن "الكولين هو مُكوّن أساسي لما يُسمى الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لوظائف الدماغ، وخاصةً الذاكرة".

كذلك تلعب فيتامينات B6 وB9 (حمض الفوليك)، وB12، الموجودة في البيض دورًا أساسيًا في صحة الدماغ، حيث أظهرت الأبحاث باستمرار أن هذه الفيتامينات تساعد في منع التدهور المعرفي وحماية المسارات العصبية.

وأكد أخصائي الدماغ أهمية حمض الفوليك في صحة الدماغ ونموه، حيث يرتبط نقص حمض الفوليك باضطرابات الحالة المزاجية وزيادة خطر ضعف الإدراك.

ويمكن أن يساعد تناول البيض بانتظام في الحفاظ على مستويات كافية من هذه العناصر الغذائية ودعم حيوية الدماغ على المدى الطويل.

كذلك يوفر البيض أيضًا أحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تعزز وظائف الدماغ، وهذه الدهون الصحية تدعم التواصل العصبي وتقلل الالتهابات، مما يساهم في الصحة الإدراكية العامة.

وعن الكمية الموصى بها يومي، يوصي الخبراء بتناول البيضة كاملة، وينصح بتناول تناول أربع إلى ست بيضات أسبوعيًا لتحسين وظائف الدماغ، بل ويُساعد على عكس العلامات المبكرة للتدهور المعرفي، يُمكن تناول البيض على الفطور أو كوجبة خفيفة.

وجبة الإفطارالإفطارصحة الدماغقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • افتتاح فعاليات ملتقى القاهرة الكبرى الأول للفنون والحرف اليدوية
  • بالخيط والقماش والذاكرة يستمر حنين العودة إلى غزة
  • غدًا.. قصور الثقافة تطلق ملتقى القاهرة الكبرى الأول للفنون والحرف اليدوية
  • المجلس الانتقالي يهدد باستخدام القوة العسكرية للسيطرة على محافظة حضرموت
  • بدء دورة تدريبية لموظفي الكهرباء والمياه في مجال استخدام الكمبيوتر ووحدات التخزين
  • وزارة التعليم الكوردستانية تندد بحظر استخدام اللغة الكوردية في جامعات عراقية
  • أتراك يعتدون على عائلة سعودية في منطقة إيدر..فيديو
  • التعليم العالي تمنع استخدام اللغة الكوردية في جامعات نينوى وكركوك وديالى
  • خبراء أمريكيون: صعود تركيا الدبلوماسي يهدد بإشعال فتيل الحرب
  • أساسية في الإفطار.. وجبة خفيفة لتعزيز وظائف الدماغ والذاكرة