خبراء أمريكيون: صعود تركيا الدبلوماسي يهدد بإشعال فتيل الحرب
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
تركيا ـ يشهد ميزان القوى في الشرق الأوسط تحولاً متسارعًا، وسط تصاعد نفوذ تركيا الذي يثير قلقًا في عدد من العواصم الإقليمية والدولية. فقد حذّرت مراكز أبحاث أمريكية وتقارير أمنية إسرائيلية من أن التحركات الدبلوماسية المتزايدة لأنقرة قد “تشعل فتيل حرب” في المنطقة.
وسلط تحليل نُشر على منصة “أوراسيا ريفيو” الضوء على القوة العسكرية التركية وعزمها في تنفيذ العمليات العابرة للحدود، معتبرًا أن هذا التوجه الجديد “قد يتعارض مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل”.
وفي التحليل الذي أعده معهد أبحاث السياسة الخارجية (FPRI) ونُشرته المنصة الأمريكية، تم تقييم الدور المتصاعد لتركيا في البنية الأمنية الجديدة التي تتشكل في الشرق الأوسط، ووصفت تركيا بأنها “فاعل توسعي وتعديلي”، فيما عُدّ هذا الواقع الجديد “فرصة لتركيا”.
هيكل ثنائي مدعوم من واشنطن
وتحدث التحليل عن وجود هيكل ثنائي مدعوم من الولايات المتحدة، يقوم على القوة الجيوسياسية لتركيا والثقل الاقتصادي لدول الخليج، ويهدف إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة. ومع ذلك، لفت إلى وجود تساؤلات حول مدى تماسك هذا الهيكل. وأكد أن “تركيا، بصفتها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تتميز بقوتها العسكرية واستعدادها للمشاركة في عمليات عبر الحدود”، ما يرسّخ مكانتها كفاعل إقليمي مؤثر.
سوريا في صلب الاستراتيجية التركية
اقرأ أيضاقبل أن تقطع البطيخ.. طبيب تركي يكشف خطأ قد يؤدي إلى التسمم
السبت 26 يوليو 2025وأشار التحليل إلى أن تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في سوريا من خلال دعم شخصيات معارضة سابقة، وهو ما أثار قلق إسرائيل. ووفقًا للتقرير الأخير الذي أعدته الحكومة الإسرائيلية، فإن هذه التطورات “قد تؤدي إلى حرب محتملة مع تركيا”.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا أمريكا إسرائيل الحرب الإقليمية الدبلوماسية التركية الشرق الأوسط تركيا الآن
إقرأ أيضاً:
صعود “الطبقة المخملية” يُعيد تشكيل ثقافة الأكل في العراق
24 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: كتب حسن الحيدري:
يُعد ارتياد المطاعم لدى العوائل العراقية ثقافة شائعة في الآونة الأخيرة. وكنت قد زرت أحد أصدقائي المقرّبين من سكان منطقة الداوودي في بغداد أواخر عام 2012 تقريبًا، فانتابني شعور بالرفاهية التي تمتاز بها المنطقة، حيث المنازل الراقية، والحدائق الخضراء، والأرصفة المخططة. غير أنني، حين اتصلت به، ضللتُ الطريق داخل الحي بسبب تشابه البيوت والشوارع، وعدم وجود معالم واضحة تساعد في الاستدلال.
وحين أدخل اليوم إلى شارع “التانكي”، أجد المطاعم والمقاهي متجاورة بشكل لافت. وإن دلّ ذلك على شيء، فإنما يدل على تحسن الوضع الاقتصادي لشريحة واسعة من العوائل العراقية، وظهور طبقة “مخملية” تعتمد في أحيان كثيرة على الطعام الجاهز بدل الطهو المنزلي، بحكم انشغالها أو عدم امتلاكها طباخًا. وهي ثقافة بدأت ترتبط بمظاهر الرفاهية والتفاخر، لا سيما من خلال عادات “العزيمة” وكرم الضيافة في الأماكن العامة.
وتشير تقارير الجهات المختصة إلى أن في بغداد نحو 540 مطعمًا فخمًا، منتشرة في المناطق الراقية، وقد امتد انتشارها إلى مختلف أحياء العاصمة.
ويُلاحظ تميّز العديد من تلك المطاعم، لاسيما الواقعة في الكرادة، شارع فلسطين، البلديات، والبنوك، بطابع ملكي لافت، وتصاميم معمارية يدخل الرخام في تفاصيلها، فضلًا عن الزخارف الخشبية التي توحي أحيانًا بأنها ليست مطاعم بقدر ما هي قصور مؤقتة!
ويسجّل عراقيون امتعاضهم من الأسعار المبالغ بها لوجبات طعام لا تتناسب من حيث الكم أو الجودة، وغالبًا ما تتكون من مواد زهيدة متوفرة، مع انتشار واضح لظاهرة الطمع والرغبة في تحقيق أرباح سريعة. ويستغرب كثيرون من تسعيرة قناني المياه، التي تبلغ ألف دينار أحيانًا، بينما تنشر بعض العوائل مقاطع ترفيهية ساخرة، تبيّن أنهم بعد أن تناولوا الطعام بـ14 شخصًا، دفعوا 14 ألف دينار فقط مقابل الماء، مقارنة بسعر علبة كاملة تحوي 12 قنينة فقط!
ويستذكر بعضهم طيبة البغداديين وكرمهم في الماضي، حين كان من المعيب أن يغادر غريب باب منزلك دون أن يشرب الماء. واليوم، يشكون من رسوم “الخدمة” التي تبلغ 3000 دينار، ولا تدخل ضمن سعر الطعام أو الشراب، وكأنها تُجمع بشكل منفصل لتسديد رواتب العاملين. وهناك من يرى أن انتظار فتح السلاسل الحديدية أمام المطاعم من أجل السماح بالمغادرة مقابل 3000 دينار أخرى، يعد إساءة لتصميم بغداد الحضري والإنساني.
وعلى مواقع التواصل، انتشر مؤخرًا مقطع لإحدى الناجيات من كارثة “الهايبر”، الذي يسميه البعض ساخرين “مر وكت”، على لسان أحد “الحجّاية” الظرفاء. تروي الناجية أن العاملين طمأنوا الزبائن أول الأمر بأن الحريق تحت السيطرة، ثم طلبوا منهم الصعود إلى الطابق العلوي بعد اشتداد الحريق، وهنا “تُسكب العبرات”، كما تقول.
ويؤكّد شهود أن غالبية المتواجدين في “الهايبر” لحظة الكارثة، كانوا جالسين مع عوائلهم في المطعم. بينما تشير شهادات إلى أن إدارة المطعم كانت تشدد على العاملين ضرورة متابعة الطلبات بدقة، وخصم أي خطأ من رواتبهم. ويرجّح البعض أن الزبائن كانوا قد دفعوا ثمن وجباتهم مسبقًا، كما تجري العادة تحت ذريعة “السستم ينغلق الساعة 11″، ما يعني أنه لو لم يدفعوا، لربما طُلب منهم المغادرة مبكرًا، وتم إنقاذهم. لكن الجشع، وضغط أصحاب المطاعم على العاملين من ذوي الأجور المتدنية، وغالبيتهم من العرب غير العراقيين، ساهم في تعميق الكارثة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts