ذكرى رحيله| كيف خدع رأفت الهجان إسرائيل طوال 17 عاما؟.. محطات بحياته
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
يُعد رفعت الجمال، المعروف باسم (رأفت الهجان)، واحدًا من أعظم الأبطال في تاريخ مصر الحديث، حيث لعب دورًا بارزًا في مد المخابرات المصرية بمعلومات حساسة ساهمت في انتصار حرب أكتوبر عام 1973.
ووُلد رفعت علي سليمان الجمال في الأول من يوليو عام 1927 بمحافظة دمياط، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل في تجارة الفحم، بينما كانت والدته تتحدث ثلاث لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية، مما ساهم في تشكيل شخصيته متعددة الثقافات.
وأثناء دراسته، أبدى الجمال إعجابًا كبيرًا بكفاح البريطانيين ضد الزحف النازي خلال الحرب العالمية الثانية، ما دفعه إلى تعلم اللغة الإنجليزية باللكنة البريطانية، إضافةً إلى إتقانه الفرنسية بلكنتها الباريسية.
وعقب تخرجه، عمل كمحاسب في إحدى شركات النفط بالبحر الأحمر، لكنه رحل عن الشركة، انتقل ليعمل مساعد محاسب على متن السفينة (حورس).
تدريب رفعت الجمال على التجسسوبعد انضمامه إلى المخابرات المصرية، خضع رفعت الجمال لتدريب مكثف قبل أن يُكلف بمهمة اختراق المجتمع الإسرائيلي.
وشمل التدريب العديد من المجالات مثل علم الاقتصاد، دراسة سلوكيات وتاريخ وديانة اليهود، التمييز بين اليهود الأشكناز والسفارديم، التصوير والتجسس باستخدام معدات دقيقة، تحميض الأفلام، الكتابة بالحبر السري، حل شفرات الاستخبارات، تشغيل أجهزة الراديو، استخدام الأسلحة الصغيرة، وصناعة القنابل الموقوتة.
وكانت هذه المهارات ضرورية لضمان نجاح مهمته في إسرائيل.
السفر إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصريةوفي يونيو عام 1956، بدأ رفعت الجمال تنفيذ مهمته حيث توجه إلى إسرائيل تحت اسم «ديفيد شارل سمحون».
وبفضل ذكائه الفائق، تمكن من بناء شبكة علاقات واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، وأسس مصالح تجارية كبيرة في (تل أبيب)، مما جعله شخصية بارزة هناك.
واستطاع على مدار 17 عامًا أن يخدع الإسرائيليين ويزود مصر بمعلومات استخباراتية شديدة الأهمية دون أن يثير الشكوك.
تزويد مصر بتفاصيل عن خط بارليفولعب رفعت الجمال دورًا حيويًا في الإعداد لحرب أكتوبر 1973، حيث كان أحد المصادر الأساسية التي زودت مصر بمعلومات دقيقة عن خط بارليف، وهو الحاجز الدفاعي الإسرائيلي الذي أقامته تل أبيب على طول الضفة الشرقية لقناة السويس.
من خلال عمله في شركة سياحية بإسرائيل، استطاع الجمال إقامة علاقات وثيقة مع كبار القادة الإسرائيليين، مثل رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان، ما مكنه من الوصول إلى معلومات حساسة عن التخطيط العسكري الإسرائيلي.
مغادرة إسرائيل بعد 17 عامًاوبعد أن لعب دوره المحوري في دعم الاستعدادات العسكرية المصرية، غادر رفعت الجمال إسرائيل عقب انتصار حرب أكتوبر 1973.
وانتقل للعيش في ألمانيا تحت اسم (جاك بيتون)، حيث أسس حياة جديدة مع زوجته الألمانية (فالتراود بيتون). وأنجب طفله الوحيد (دانيال)، بينما استمر في العمل بعيدًا عن الأضواء.
وفي إحدى المقابلات التلفزيونية، كشفت زوجته الألمانية أنها لم تكن تعرف هويته الحقيقية، حيث أخبرها بأنه رجل أعمال إسرائيلي يمتلك شركة سياحية في تل أبيب، وكان يصطحبها معه إلى هناك حيث التقت بعدد من الشخصيات البارزة، مثل دافيد بن غوريون.
واستمرت هذه الخدعة طوال 19 عامًا حتى وفاته عام 1982 في ألمانيا بعد صراع مع مرض السرطان.
إرث رفعت الجمالوظل رفعت الجمال رمزًا للبطولة والتضحية في سبيل الوطن، حيث شكلت قصته مصدر إلهام للعديد من الأجيال.
ووقد خُلدت سيرته من خلال الأعمال الأدبية والدرامية، أبرزها مسلسل (رأفت الهجان) الذي كشف تفاصيل مهمته البطولية، لتظل ذكراه حاضرة في وجدان الشعب المصري والعربي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر تل أبيب أكتوبر حرب رأفت الهجان رفعت الجمال المزيد رفعت الجمال
إقرأ أيضاً:
أزمة ملكة جمال الكون.. هل فقدت مسابقات الجمال بريقها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الجمال في عين الناظر، وقد أثبتت مسابقة ملكة جمال الكون هذا العام أن ذلك قد يكون جزءًا من المشكلة.
أدّت المعايير الغامضة والذاتية للتصويت في مسابقة ملكة جمال الكون إلى صعوبة التحقق من الادعاءات التي أثيرت حول نتيجة المسابقة الختامية. فلم يعد النقاش يتركّز على أداء ملكة جمال المكسيك، فاطيما بوش، على المسرح؛ بل انتقل إلى اتهامات بالتلاعب بالأصوات، وغياب الشفافية، والمحاباة.
أثار أحد الحكّام، الملحّن اللبناني-الفرنسي عمر حرفوش، سلسلة مزاعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد استقالته من اللجنة قبل أيام من النهائي. من أبرز ما ذكره أنّ 30 متسابقة جرى اختيارهن مسبقًا عبر تصويت سري من قِبل لجنة غير رسمية، وأن تتويج بوش كان محسومًا مسبقًا بسبب علاقات تجارية بين شريك المالك ورئيس المنظمة، راؤول روشا كانتو، ووالد بوش.
لم تعلّق منظمة ملكة جمال الكون ولا محامي روشا كانتو على تلك الادعاءات، فيما قال روشا كانتو إن أي عقود سابقة مع شركات مرتبطة به تمت عبر مناقصات عادلة قبل أن يصبح شريكًا في ملكية المسابقة.
وتفاقم الجدل خارج قاعة المنافسة، بعدما أعلنت النيابة العامة في المكسيك أن روشا كانتو يخضع للتحقيق بشأن ارتباطات مزعومة بشبكة إجرامية متورطة في تهريب المخدرات والأسلحة وسرقة الوقود. ورغم ذلك، نشر روشا كانتو بيانات وفيديوهات ينفي فيها تمامًا مزاعم حرفوش.
جاءت النتائج لتزيد من حدّة الأزمة؛ فقد أعلنت أوليفيا ياسيه من كوت ديفوار، الحاصلة على المركز الرابع، تخلّيها عن لقب ملكة جمال أفريقيا وأوقيانوسيا، مؤكدة رغبتها في البقاء وفيّة لقيمها، خصوصًا بعدما شعر كثيرون أنها كانت الأحق بالفوز. كما اعترف روشا كانتو بأن قوة جوازات سفر المتسابقات كانت بين "العديد من العوامل" التي أُخذت في الاعتبار.
إلى جانب ذلك، واجهت المسابقة جدلًا مبكرًا بعدما انتقد مدير مسابقة من تايلاند أداء بوش خلال اجتماع تحضيري، ما تسبب في انسحاب جماعي لعدد من المتسابقات.
سمعة المسابقات المثيرة للجدلغالبًا ما تقف مسابقات الجمال عند نقطة التقاء بين السياسة والفخر الوطني، ما يجعلها أرضًا خصبة للفضائح. وما حدث هذا العام في مسابقة ملكة جمال الكون ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من أزماتها.
فخلال السنوات الخمس الماضية وحدها، واجه منظّمون محليون اتهامات تتعلّق بمتطلبات دخول تمييزية (فرنسا)، والتحرّش الجنسي (إندونيسيا)، وكراهية الأجانب (جنوب أفريقيا). وفي مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة للعام 2023، قدّمت الفائزة نويلية فويتج استقالتها عبر منشور غامض يتعلّق بالصحة النفسية، ملمّحة إلى وجود اتفاقية سرّية صارمة. وبعد أيام فقط، تنازلت ملكة جمال المراهقات الأمريكية عن لقبها أيضًا.
أوضحت عالمة الاجتماع هيلاري ليفي فريدمان، مؤلفة كتاب Here She Is: The Complicated Reign of the Beauty Pageant in America، أن الفضائح التي طالت مسابقة ملكة جمال الكون 2025 ليست جديدة إطلاقًا في عالم مسابقات الجمال، وأن الحديث عن التلاعب وتضارب المصالح كان حاضرًا دائمًا.
كما أشارت إلى الصراع الدائم بين محاولات تحديث المسابقات وبين المحافظة على "البريق والفخامة" اللذين يشكّلان عنصر الجذب الأساسي للجمهور، خاصة أن مسابقة ملكة جمال الكون تبقى في جوهرها مشروعًا تجاريًا.
محاولات للتغيير.. وصراع من أجل البقاءأصبحت الفضائح المرتبطة بمسابقات الجمال تحظى باهتمام يفوق اهتمام الجمهور بالمسابقات بحد ذاتها، ما يطرح سؤالًا جوهريًا: هل ما زال أحد يهتم فعلًا بهذه العروض؟
فرغم شهرة مسابقة ملكة جمال الكون باعتبارها الأعرق عالميًا، فإن نهائي هذا العام لم يُعرض على أي قناة تلفزيونية ناطقة بالإنجليزية في الولايات المتحدة، بل بثّ حصريًا عبر الإنترنت. وتصف فريدمان ذلك بأنه تغيير جذري مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 20 أو 50 عامًا، إذ أصبحت نسبة المشاهدة متدنية للغاية مقابل ارتفاع كبير في التغطية الإعلامية للفضائح.