انتقادات لقرار وقف التوظيف: يفاقم الأزمة ويدفع الشباب نحو المليشيات
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
ليبيا – باحثة اجتماعية: وقف التوظيف يعكس تهربًا من المسؤولية وليس تصديًا للفساد
أكدت الباحثة في الشأن الاجتماعي، حسنية الشيخ، أن قرار وقف التوظيف والتعاقد لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يعكس تهرب السلطات من مسؤولياتها، بدلًا من اتخاذ خطوات حقيقية لمكافحة الفساد.
انتقاد لقرار وقف التوظيفوأوضحت الشيخ، في تصريح لموقع العربي الجديد، أن القرار يفتقر إلى رؤية واضحة، إذ يستند إلى أرقام الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من الدولة، ليتم بعد ذلك تحميل الشرائح غير المستفيدة من القطاع العام تبعات هذا الرقم، مما يزيد من الأعباء على الباحثين عن فرص عمل.
واقترحت أن يتم التعامل مع تضخم أعداد الموظفين عبر مكافحة الفساد في القطاعات التي تشهد إنفاقًا غير مبرر، عوضًا عن إيقاف التوظيف بشكل شامل. وقالت:
“يجب على هيئة الرقابة مراجعة القطاعات التي تتلقى أكبر المخصصات المالية وتشهد تعاقدات عشوائية، وأبرزها وزارة الداخلية، حيث تُدرج أعداد متزايدة من المسلحين ضمن كوادرها، فهل تمتلك الهيئة الشجاعة الكافية للاعتراف بأن هذا هو السبب الرئيسي للتضخم؟ أم أنها ستواصل معاقبة جميع الليبيين بسبب هذا الخلل؟”
وأشارت الشيخ إلى أن قرار وقف التوظيف سيؤدي إلى زيادة انخراط الشباب في الجماعات المسلحة، إذ سيصبح هذا الطريق هو الأسرع، وربما الوحيد، للحصول على دخل ثابت. وأضافت:
“لا يمكن تجاهل المخاطر الاجتماعية لهذا القرار، خاصةً أن الدولة لم توفر بدائل اقتصادية لاستيعاب الشباب العاطلين عن العمل في وظائف أو أنشطة إنتاجية. ينبغي على السلطات التركيز على إصلاح الاقتصاد، وفتح آفاق جديدة تتيح للشباب فرصًا حقيقية لكسب لقمة العيش بطرق مشروعة.”
وختمت الشيخ حديثها بالتأكيد على أن معالجة الفساد الإداري والمالي في الدولة لا يكون عبر إجراءات عقابية عامة، بل من خلال مراجعة دقيقة لملفات التوظيف العشوائي، ومحاسبة المسؤولين عن تضخم الجهاز الإداري للدولة، بدلًا من تحميل المواطنين أعباء فشل السياسات الحكومية.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
هدن مزيفة ومساعدات منهوبة.. خداع إسرائيلي يفاقم معاناة المجوّعين بغزة
في وقت تتفاقم فيه المأساة الإنسانية في قطاع غزة، ويصارع السكان الموت جوعا تحت وطأة الحصار والقصف، تُمعن سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تصدير صورة زائفة للعالم عبر إعلانات متكررة عن "هدن إنسانية" و"مساعدات إغاثية".
لكن على الأرض، يتكشف المشهد عن واقع أكثر قسوة، حيث تُستخدم هذه الهدن كغطاء للقتل والتهجير، وتتحول شاحنات الإغاثة إلى مادة دعائية تُعرض أمام الكاميرات، بينما يُنهب ما فيها أمام أعين الجنود.
طفل يتضور جوعا في غزة استشهد والده وهو المعيل الوحيد لهم ، قطاع الطرق قاموا بسرقة الرز الذي استطاع الحصول عليه لاطعام إخوته. pic.twitter.com/xo48VKEzPc
— #القدس_ينتفض ???????? (@MyPalestine0) July 28, 2025
وبينما يروج الاحتلال لمرور المساعدات، يستشهد الغزيون واحدا تلو الآخر جراء المجاعة وسوء التغذية، في واحدة من أبشع صور الخداع والحرب النفسية التي تمارس بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر.
هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي ،يوفر منطقة “آمنة” بالقرب من دباباته وجنوده للعصابات والتجار من أجل سرقة المساعدات التي تدخل غزة أمام أعينهم، ويحرم أكثر من مليوني إنسان من الطعام، ثم يحسبها على أنها شاحنات دخلت إلى غزة pic.twitter.com/fXfgloVcmV
— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 28, 2025
وأثارت مقاطع فيديو وصور تُظهر عصابات مدعومة من الاحتلال تقوم بعمليات نهب منسقة للشاحنات غضبا واسعا بين النشطاء الفلسطينيين. وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن 87 شاحنة مساعدات دخلت -أمس الاثنين- إلى القطاع، غالبيتها نُهبت بـ"تواطؤ إسرائيلي مباشر وممنهج".
في السياق ذاته، أوضح بعض النشطاء أن جميع الشاحنات القليلة التي دخلت إلى غزة جرى نهبها من قبل عصابات بعد استهداف جنود الاحتلال عناصر التأمين بالرصاص، في وقت يروج فيه إعلاميا بأن المساعدات تدخل، بينما الواقع على الأرض مختلف كليا.
اليوم الثاني. لم يدخل شيء إلى غزة.
كل الشاحنات القليلة التي دخلت سُرقت من عصابات يدعمها الاحتلال، بعد قصف عناصر التأمين.
غالبًا حنموت جوع ومش حنقدر ناكل ولا يوصلنا أكل. فئة قليلة تسرق وتستغل الناس بدعم الاحتلال، ويتم الترويج للأمر أن المساعدات تدخل، بينما الواقع مختلف كليًا.…
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) July 28, 2025
إعلانوأشار آخرون إلى أن الاحتلال يتعمد السماح بمرور الشاحنات من مناطق خطرة، لأنه يعلم مسبقا أنها ستُنهب ولن تصل لأحد، بينما تكون طائراته على استعداد لاستهداف أي محاولة لتأمين إيصال المساعدات، وكأن كل ما يريده هو التقاط مشهد مرور الشاحنات وبثه إلى وسائل الإعلام.
ولفت بعضهم إلى أن 14 مواطنا غزيا استشهدوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة بسبب سوء التغذية والمجاعة، وذلك بعد إعلان الاحتلال عن دخول مساعدات لم تدخل أصلا، وإن دخل جزء ضئيل منها فقد تم نهبه وسرقته.
14 غزياً ارتقوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة بسبب سوء التغذية والمجاعة، بعد إعلان الاحتلال عن دخول مساعدات لم تدخل أصلًا وان دخل جزء بسيط منها تمت سرقته…
يموت الناس جوعًا، بينما تُعرض شاحنات المساعدات للكاميرات والسرقات فقط..
— أحمد حجازي Ahmed Hijazi ???? (@ahmedhijazee) July 28, 2025
وأكدوا أن الناس يموتون جوعا، بينما تعرض شاحنات المساعدات أمام الكاميرات لأغراض دعائية، وتُترك فريسة للسرقة، دون أن تصل إلى من هم بأمس الحاجة إليها.
وذكر آخرون أن الاحتلال يسهل سرقة الشاحنات قرب دباباته وجنوده، ليُسهل على العصابات والتجار نهب المساعدات، ثم يُحصيها لاحقا على أنها مساعدات دخلت بالفعل إلى غزة، في عملية خداع متكاملة لا تخجل من المجاهرة بالكذب.
في المقابل، رأى نشطاء أن الاحتلال يجيد الجمع بين الخداع والوحشية، إذ سمح بدخول شاحنات محدودة محملة بالفواكه الصيفية، لا لرفع الحصار أو إنهاء المجاعة، بل لتصدير صورة خادعة بأن الحياة طبيعية في غزة.
لم ولن تجد في كتب التاريخ عدوًا يجمع بين الخداع والوحشية كما يفعل المحتل الصهيوني.
سمح هذا المجرم بإدخال عدد محدود من الشاحنات التجارية المحملة بالفواكه الصيفية، لا لرفع الحصار ولا لإنهاء المجاعة، بل لأهداف أشد خُبثًا:
– أراد تصدير صورة خادعة للعالم: أن الحياة عادت، والمجاعة… pic.twitter.com/0oTdDhznlj
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) July 28, 2025
وقالوا إن الهدف من إدخال المانجا والبلح ليس الإغاثة، بل إحراق قلوب سكان غزة الذين يشاهدون النعم ولا يقدرون على شرائها، إذ تُعرض بأسعار فلكية تفوق قدرة الجائع والمكلوم، في حين يُمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والعلاج.
وعلق أحدهم بالقول: "هندسة المجاعة تعني إدخال كميات قليلة من الفواكه للعرض أمام الشاشات، ومنع حليب الأطفال. إدخال شاحنات محدودة لعرضها إعلاميا، وتوجيه قطاع الطرق لسرقتها.. هذه هي الخطة".
هندسة المجاعة تعني
ادخال كميات قليلة من الفواكه لعرضها أمام الشاشات ومنع حليب الأطفال
ادخال كميات قليلة من الشاحنات لعرضها أمام الشاشات وتوجيه قطاع الطرق لسرقتها.#وين_المساعدات
— izzeddin (@izzeddinshaheen) July 28, 2025
واعتبر بعضهم أن "الهدن المؤقتة" التي يروج لها الاحتلال ليست سوى أدوات لتكريس القتل والمعاناة، تستخدم لتحريك السكان ضمن سياسة التهجير القسري، أو لتجميعهم في مناطق محددة لأغراض عسكرية وأمنية.
وأشاروا إلى أن هذه الهدن تُستخدم أحيانا كغطاء لعمليات استطلاع، أو لرصد تحركات المقاومة، أو حتى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهي في حقيقتها "مسرحيات عسكرية" تتخفى بثوب الرحمة، لكنها لا تجلب سوى المزيد من الألم.
إعلان