شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف - رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في ندوة بجناح دار الإفتاء المصرية في معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت عنوان “الفتوى والشأن العام”، بدعوة كريمة من الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ونخبة من المفكرين والعلماء، من بينهم: الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي؛ والدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية.

هدفت الندوة إلى مناقشة أهمية الفتوى في ضبط مسار المجتمع، والحفاظ على التوازن الفكري والديني، وضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية في تناولها إعلاميًا، واستشراف مستقبل الفتوى في ظل التطورات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية.

وقد استهل الدكتور أسامة الأزهري كلمته بتأكيد  أن الانتماء الوطني يأتي في مقدمة دوائر الانتماء، يليه الانتماء إلى العروبة، ثم إلى الإسلام، مشيرًا إلى أن هذا الترتيب هو المدخل الصحيح لخدمة الإسلام، إذ لا يمكن أن تُخدم الشريعة على أنقاض أوطان منهارة.

هل يجوز للزوجة أن تتجسس على هاتف زوجها.. احذرنه لـ5 أسبابهل يجوز إعادة صلاة الوتر مرة أخرى في آخر الليل؟ ..الإفتاء ترد

وأشار إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعد ملتقىً للعقول والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، إذ تقوم مصر من خلاله برسالتها العلمية والمعرفية.

وأوضح أن الإسلام يتفاعل مع الواقع والمستجدات عبر آليات ثلاث:
١. التجديد: الذي تُبعث به روح الإسلام وفق متطلبات العصر، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها".

٢. الاجتهاد الفقهي: وهو استنباط الأحكام الفقهية وفق معطيات الواقع.

٣. الفتوى: التي توجه الأفراد والمجتمعات وفق الضوابط الشرعية.

وأكد وزير الأوقاف أن التجديد هو أوسع هذه الدوائر، بينما يركز الاجتهاد على القضايا الفقهية، والفتوى تعد حلقة الوصل بينهما لتلبية احتياجات المسلمين المعاصرين، مشددًا على أن العالِم بحق هو الذي يدرك طبيعة العصر وتحدياته وتعقيداته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ليصدر الفتوى بمنهج علمي يحقق التوازن، ويحفظ الأوطان، ويضيء العقول.

كما أكد الوزير أن الفتوى التي تتعلق بالشأن العام يجب أن تقتصر على المؤسسات العلمية المعتمدة، نظرًا لتشابكها مع قضايا الدولة والمجتمع، مشددًا على ضرورة إصدار تشريع قانوني يحدد الجهات المخولة بإصدار الفتاوى العامة، حفاظًا على استقرار المجتمعات وصيانة الشريعة.


وفي كلمته، أشار الأستاذ الدكتور أشار نظير عياد  إلى أن الفتوى المتعلقة بالشأن العام تختلف عن الفتاوى الشخصية، إذ يجب مراعاة المصلحة العامة، واستحضار التنوع الفكري والديني والاجتماعي عند إصدار الفتوى.

كما أكد أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح في القضايا الكبرى، وأن على المؤسسات الدينية أن تتعاون مع الجهات التنفيذية والتشريعية لضمان صدور الفتاوى في إطار يحافظ على الاستقرار المجتمعي.

وفي كلمته، أشاد الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي  بموسوعة الدكتور أسامة الأزهري، مؤكدًا أنها وثقت سير علماء الأزهر في مصر وخارجها بدقة؛ ما يؤكد دوره الفكري والمعرفي الرائد. كما شدد على خطورة الفتوى العشوائية وأثرها السلبي على المجتمعات، داعيًا إلى ضرورة وجود مؤسسات قوية قادرة على ضبط الخطاب الديني وحماية المجتمعات من الفوضى الفكرية.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الله النجار أن الوطن جزء لا يتجزأ من الحكم الشرعي، وأن استقرار الدين مرتبط بوجود أرض آمنة مطمئنة بشعبها وجيشها. وأوضح أن الفتاوى التي تتعلق بالشأن العام يجب أن تراعي المصلحة العامة، وتقدم حق الله على حقوق الأفراد إذا تعارض الأمر بينهما، فالدين لا يمكن أن يستقيم في بيئة مضطربة.


اختُتمت الندوة بتأكيد المشاركين أن التجديد الفقهي ضرورة لضمان استمرارية الشريعة في مواكبة العصر، وأن ضبط الفتوى وفق أسس علمية رصينة يسهم في حفظ الأمن الفكري والمجتمعي، كما شددوا على أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والإعلامية لضمان تقديم الفتاوى بطرق دقيقة ومتزنة، تحافظ على مقاصد الشريعة، وتخدم قضايا المجتمع المعاصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأوقاف وزير الأوقاف الفتوى المزيد

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: اليمنيين عبر التاريخ كانوا رواد المبادرات المجتمعية

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / اسطنبول

قال وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد بن عيضة شبيبة “ان اليمنيين عبر التاريخ كانوا من روّاد الأوقاف والمبادرات المجتمعية، وأن الوقف الذي يُعنى ببناء الإنسان هو الأساس المتين لنهضة الأمم وصون القيم”.

وأضاف الوزير شبيبة في الحفل الختامي للملتقى السادس لبرنامج (روّاد اليمن) الذي نظمه وقف أويس القرني في مدينة إسطنبول التركية، بحضور نخبة من الشباب اليمني المبدع في مجالات الفكر والريادة والعمل التطوعي ” أن وزارة الأوقاف والإرشاد تولي هذا الجانب اهتمامًا خاصًا باعتباره محورًا استراتيجيًا في رؤيتها المستقبلية”..مشيدا بما يقوم به وقف أويس القرني من جهودٍ نوعية في مجال تمكين الشباب وتعزيز روح المبادرة.

واشار وزير الاوقاف والارشاد، الى ان هذا العمل امتدادٌ للإرث اليمني العريق في خدمة العلم والعمل والإنسان..مؤكدًا أن فكرة الوقف باتت اليوم مشروعًا وطنيًا جامعًا يسهم في بناء الإنسان وتوجيه العطاء نحو التنمية الحقيقية.

وشهد الحفل الذي تزامن مع احتفالات الشعب اليمني بذكرى ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، إطلاق مبادرتين وطنيتين هما: مبادرة “أمي اليمن”، التي تتيح لكل يمني داخل الوطن وخارجه المشاركة في وقفٍ خيري يخدم اليمن الأم ويجسّد برّ الأبناء بوطنهم، ومنصة (YPx) وهي منبر شبابي يُعنى بتمكين الشباب وإبراز قصص نجاحهم، تأكيدًا على دورهم في صياغة مستقبلٍ واعدٍ لوطنٍ يتطلع إلى استعادة مجده بعد سنواتٍ من الحرب التي خلّفتها المليشيا الحوثية الكهنوتية.  

مقالات مشابهة

  • اجتماع موسع بين التموين والغرف التجارية لبحث آليات استقرار الأسعار وتوفير السلع
  • وزير الأوقاف: اليمنيين عبر التاريخ كانوا رواد المبادرات المجتمعية
  • وزير التموين يبحث مع الغرف التجارية آليات ضبط الأسواق وتوافر السلع
  • وزير التعليم يبحث مع رئيس جهاز مستقبل مصر آليات تنفيذ أوجه التعاون المشترك
  • جمهور «لينك» يتفاعل مع الحلقة الثانية.. ويؤكد: عمل يحترم عقل المشاهد
  • وصلت لطريق مسدود.. وزير الخارجية يكشف أسباب فشل المفاوضات مع إثيوبيا
  • وزير الخارجية المصري: مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود بسبب المراوغة الإثيوبية
  • رئيس الوزراء يستقبل الدكتور خالد العناني المدير العام المنتخب لمنظمة اليونسكو
  • وزير الصحة يهنئ الدكتور شريف وديع بتعيينه عضوًا بمجلس الشيوخ
  • «ضوابط بناء الأسرة في الإسلام» ندوة تثقيفية ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك» بالفيوم