#سواليف

في وقت يعقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو سلسلة من الاجتماعات المهمة في #واشنطن، بما في ذلك لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد #ترامب المقرر اليوم الثلاثاء، سلطت صحيفة معاريف الإسرائيلية الضوء على التوترات التي قد تهدد استقرار حكومة نتنياهو، في ظل خلافات حادة داخل الائتلاف الحاكم حول مستقبل #الصراع مع قطاع #غزة واتفاق وقف إطلاق النار.

وناقش التقرير -الذي نشرته الصحيفة لمراسلتها السياسية آنا براسكي- تهديدات اليمين الإسرائيلي المتطرف بإسقاط حكومة نتنياهو إلا إذا عاد إلى تل أبيب وفي جعبته خطة لاستئناف #الحرب على #غزة في نهاية المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.

ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اليوم أول اجتماع له مع #ترامب في ولايته الثانية، حيث سيتم مناقشة قضايا رئيسية مثل التطبيع مع المملكة العربية السعودية، والتهديد النووي الإيراني، ومستقبل الصراع مع حماس.

مقالات ذات صلة قائمة محدثة بأسماء المناطق التي قد تشهد تساقطا للثلوج الخميس 2025/02/04

ووفقا لتقديرات إسرائيلية، فإن إدارة ترامب تدفع نحو تعزيز اتفاق التطبيع مع السعودية، الذي قد يتطلب من إسرائيل تقديم تنازلات تتعلق بدور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة، والتزام عام بالدولة الفلسطينية، في وقت تواجه فيه هذه الخطط معارضة شديدة من داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحزب “عوتسما يهوديت” بقيادة إيتمار بن غفير.

رفع سقف المطالب

وقالت براسكي في تقريرها إن “الأرض تحترق تحت قدمي #نتنياهو، فقد أعلن بن غفير خلال اجتماع لحزبه أمس عن موقف حازم يرفض أي تسوية مع #حماس إلا عبر العودة إلى #الحرب”.

ولفتت المراسلة إلى المصطلح الذي استخدمه بن غفير لوصف اتفاق وقف إطلاق النار بالقول “لم نصل من أجل هذا الطفل”، في إشارة إلى الاتفاق الحالي الذي وصفه بأنه “متهور” و”غير مجد”.

وأضاف “يجب على رئيس الوزراء العودة من الولايات المتحدة بالتزام بأننا سنعود إلى الحرب، بدون مساعدات إنسانية، وبدون وقود، وبدون كهرباء ومياه نقدمها لأعدائنا”.

كما أشارت إلى مطالبة بن غفير، الذي كان حتى وقت قريب الشريك الأكبر لنتنياهو في الحكومة، بتشجيع ترامب على التمسك بتهجير سكان قطاع غزة، حيث قال “يجب على رئيس الوزراء العودة من الولايات المتحدة مع الترويج لمبادرة لتشجيع الهجرة، خاصة أن الرئيس ترامب يظهر استعداده، ويجب أن نستفيد من الفرصة. بدون كل هذا، لن يكون هناك نصر مطلق، وبدون كل هذا، سيكون مضيعة لوقتنا كله”.

كما أوردت تصريحات سموتريتش الذي قال أمس خلال اجتماع لحزبه أيضا “لا بديل عن العودة إلى القتال في قطاع غزة التي ستؤدي إلى انهيار حماس”.

وأضاف “من المستحيل تجاهل التكاليف والمشاهد القاسية التي نراها في غزة ومشاهد حماس وهي تظهر حكمها وسيطرتها على الأرض”.

وسلطت الضوء كذلك على موقف أكثر إحراجا لنتنياهو، وهو أن سموتريتش، الذي يعد أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، رفض أيضا أي تنازلات تتعلق بخطة التطبيع مع السعودية إذا كانت ستتضمن إقامة دولة فلسطينية.

وقال سموترتيش “نؤيد اتفاق سلام مع دول عربية أخرى، ولكن بشرط أن يكون قائما على الحقيقة وليس على أكاذيب، كما لو أن للعرب حقوقا قومية في أرض إسرائيل”.
نتنياهو تحت الضغط

وخلص التقرير إلى أن موقفي بن غفير وسموتريتش يقللان بشكل كبير من مساحة المناورة المتاحة لنتنياهو، سواء في المحادثات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة أو في مفاوضات التطبيع مع السعودية، “فمن ناحية، يضغط اليمين المتطرف من أجل العودة إلى الحرب، ومن ناحية أخرى، تدفع إدارة ترامب نحو تسوية سياسية قد تتطلب تنازلات إسرائيلية”.

وأشارت براسكي في هذا السياق إلى تقديرات بأن نتنياهو قد يعود من واشنطن بسلسلة من الأفكار لخطوات دبلوماسية وأمنية كبرى، بما في ذلك تعزيز محادثات التطبيع مع السعودية ووعد ترامب بالتعامل مع التهديد النووي الإيراني، إلا أنها حذرت من أن هذه الخطط قد تواجه معارضة شديدة من داخل حكومته، مما يزيد من احتمالية حدوث أزمة سياسية قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف الحاكم.

وخلص التقرير إلى أن مستقبل الصراع مع غزة يعتمد إلى حد كبير على نتائج اجتماعات نتنياهو في واشنطن ومدى قدرته على تحقيق توازن بين الضغوط الداخلية والخارجية، إلا أن “نتنياهو يواجه معضلة سياسية كبيرة: فإما أن يرضي حلفاءه في الائتلاف الحاكم ويعود إلى الحرب، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، أو أن يسعى إلى تسوية سياسية قد تهدد استقرار حكومته. وفي كلتا الحالتين، فإن مستقبل الصراع مع غزة يبدو أكثر تعقيدا من أي وقت مضى”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف نتنياهو واشنطن ترامب الصراع غزة الحرب غزة ترامب نتنياهو حماس الحرب التطبیع مع السعودیة إطلاق النار الصراع مع بن غفیر

إقرأ أيضاً:

درعا بعد التحرير.. أنوار العودة وحلكة المعاناة

درعا- عبّر اسم درعا دومًا عن بوابة سوريا على التاريخ والكرامة، وهي المدينة التي تعيش اليوم مرحلة ما بعد التحرير متأرجحة بين واقع مأزوم وآمال متعبة ترمق القادم عسى أن يكون أجمل.

منذ إعلان سقوط نظام الأسد وتحرير سوريا لم تتغير تفاصيل المعاناة اليومية كثيرا، بل ربما ازدادت تعقيدا في جوانب عديدة، وكأن الحرب غادرت برحاها الفاتكة، لكنها تركت خلفها معارك طاحنة صامتة تدخل في تفاصيل الحياة اليومية.

في شوارع درعا، تعود الحركة خجلى؛ هناك صبية يذهبون إلى المدارس بأحذية ممزقة وحقائب خالية من الدفاتر، وفي الطرف الآخر كبار يتجولون في الأسواق وأعينهم تدور في رؤوسهم من الهم على أمل العثور على سِعر مقبول أو فرصة عمل عابرة، بينما يعرض الباعة بضاعتهم المحدودة الباهظة الثمن، وفي خلفيّة المشهد لا تستطيع روائح التوابل الفواحة أن تخفي مرارة الغلاء.

انتشار قوات الأمن والجيش السوري في ريف درعا (الجزيرة) أوضاع معقدة

وفي جولة بالأسواق التي كانت يوما تعج بالحياة، لا تخطئ العين ما تشاهده من ركود اقتصادي، والسبب لا يعود فقط إلى فقر الجيوب وجفاف السيولة المالية، بل إلى تعقيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تلقي بظلالها على كل تفاصيل الحياة اليومية لا سيما المعيشية منها.

يقول أبو خالد وهو تاجر في حي الكاشف منذ 20 عاما، "الناس تعود إلى البلاد بعد طول اغتراب وتهجير، لكن الحياة لا تعود كما كانت أبدا؛ فالكهرباء تأتي 3 ساعات فقط، والمياه لا تصل إلا يومين في الأسبوع، من يستطيع أن يعيش في ظل هذا التهالك والقسوة؟".

على الصعيد الإنساني، فإن قصص العودة تفوق في قسوتها مشاهد النزوح والتهجير، كثيرون رجعوا ليجدوا بيوتهم مهدمة أو منهوبة أو غير صالحة للسكن، فكثير من العائلات تعيش اليوم بين الركام، تصنع من الستائر أبوابا، ومن الأحجار أرائك، ولا تدري أين تذهب.

إعلان

بحسب التقارير الأممية، فإن أكثر من 82% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ولعل المعاين للواقع يكتشف أن النسبة أكبر من ذلك، وذلك ما تجسده درعا بوضوح.
وفي حوران -بالذات- الملقبة "أم اليتامى"، لم يكن الفقر جديدا، لكنه اليوم صار أكثر شراسة ونهشا للإنسان ووضوحا للعيان، ولا سيما أنه يترافق مع انعدام الخدمات وغلاء الأسعار وتراجع الزراعة، وشلل شبه تام في الصناعات المحلية.

تركة ثقيلة

في الوقت ذاته، يبدو أن الحكومة الجديدة لا تزال تعاني من وطأة تركة النظام السابق الثقيلة وهي غير قادرة حتى الآن على تأمين أدنى مقومات الحياة بسبب البنية التحتية التي دمرها وأنهكها النظام المخلوع، فالكهرباء لا تزور منازل السكان إلا لساعات محدودة، وأما مياه الشرب فإنها تصل عبر الصهاريج بأثمان باهظة.

وحتى الخبز الذي هو قوام حياة المواطن السوري، فإنه سلعة "بائسة" من حيث النوعية والقدرة على تحصيلها، فلا يُباع إلا بعد خوض معارك في طوابير طويلة تمتد منذ الفجر، وسط غياب مادة الطحين المدعوم وتراجع في كفاءة المخابز.

وأما عن الوضع الصحي، فإنه لا يقل بؤسا، فالمستشفيات تعمل بطواقم منهكة غير قادرة على تغطية الاحتياج، والأدوية الأساسية إما مفقودة أو باهظة الثمن، فيما تستقبل العيادات الخاصة المرضى الذين يستطيعون دفع أجور المعاينة مع هامش إنساني يتركه الأطباء في عياداتهم الخاصة للمعوزين، لكن عموم الفقراء متروكون أسرى لأوجاعهم.

وبخصوص التعليم، فالمدارس منهكة والمناهج ممزقة والكادر فيه نقص شديد، والطلاب يدرسون في غرف لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف، فيما أعيد ترميم بعض المدارس بجهود المغتربين بينما بقي كثير منها خارج الخدمة بسبب آثار الحرب المدمرة؛ ففي إحدى المدارس القريبة من مركز المدينة، لا يتجاوز عدد المدرسين 3، بينما الصفوف تعج بأكثر من 50 طالبا في الغرفة الواحدة وما هذا إلا نموذج لصورة كبيرة موجعة.

إعلان

عزيمة وإرادة

ومع ذلك تظل المدينة تنبض بما تبقّى من إصرار وعزيمة وإرادة، فالناشطون المحليون ينظّمون دورات تعويضية، ويشكلون فرقا تطوعية خدمية في مختلف المجالات.

وعلى الرغم من كل هذه القسوة في المعيشة، فإن المدينة لا تفقد روحها، فالناس في درعا معجونون بمعنى الانتماء لوطن ينهض بهم، وقد اعتادوا أن يبنوا من الرماد حلما جديدا. ولا تزال الأمسيات تجمع العائلات حول أحاديث الواجب والهمة والانطلاق، والريادة في العمل وضرورات البذل والعطاء.

ولا تزال المساجد في درعا مراكز انطلاق العمل والبناء والمبادرات للنهوض، كما كانت من قبل مراكز انطلاق الثورة لهدم الاستبداد؛ فدرعا بعد التحرير ليست مدينة خرجت من الحرب فحسب، بل هي تحاول أن تبني نفسها خارج ذاكرة الحرب وداخل صراع جديد عنوانه الصمود، وهي إذ تقف على عتبة المستقبل، لا تنكر وجع الحاضر، لكنها تصر على أن تكون ذات صباح قريب، فهي مدينة تستحق الحياة.

مقالات مشابهة

  • هل يتخلى ترامب عن نتنياهو؟.. مستشار بمعهد واشنطن يجيب
  • نتنياهو قد يأمر بشن هجوم على إيران حتى بعد اتفاق مع واشنطن
  • درعا بعد التحرير.. أنوار العودة وحلكة المعاناة
  • هل على نتنياهو أن يخشى من جيل الأطفال الذي شهد الإبادة؟
  • أمريكي-ألماني يُحاول حرق السفارة الأمريكية بإسرائيل ويهدد باغتيال ترامب
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • أكثر من 1000 أكاديمي ومسئول بإسرائيل وقعوا طلبا بوقف حرب غزة
  • زيلينسكي يندد بصمت الولايات المتحدة بعد الهجوم الروسي بالطائرات المسيرة والصواريخ
  • أكسيوس: ساعر حذر نتنياهو من "خطأ" قطع المساعدات عن غزة
  • أكسيوس: ساعر حذر نتنياهو من "خطأ" وقف مساعدات غزة