مسؤول بغزة للجزيرة: الاحتلال يتلاعب بأولويات البروتوكول الإنساني
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف إن الاحتلال الإسرائيلي لا يترك فرصة للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أنه يتلاعب بأولويات البروتوكول الإنساني.
ونفى معروف، في لقاء مع الجزيرة، دخول أي بيوت متنقلة إلى قطاع غزة، كاشفا عن دخول ما نسبته 4% فقط من احتياجات القطاع الفلسطيني من الخيام.
وأكد معروف أن الاحتلال يتلاعب بالأولويات رغم المطالب الفلسطينية بشأن أنواع وكميات محددة للإيواء العاجل، مشيرا إلى أنه يريد التنغيص على الفلسطينيين بعد 15 شهرا من المعاناة والقتل والتدمير والتخريب.
ونهاية الشهر الماضي، كشفت مصادر للجزيرة أن البروتوكول الإغاثي ينص على أن مزودي المساعدات يشملون الأمم المتحدة ومنظمات دولية وهيئات غير حكومية، وأن دخول المساعدات بمعدل 600 شاحنة يوميا مع دخول معدات للدفاع المدني وصيانة البنية التحتية.
وقالت المصادر للجزيرة إن البروتوكول الإنساني يدعو لإدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة إلى غزة لاستيعاب النازحين، وينص على أن المساعدات تتضمن مواد إغاثية ومعدات إنسانية من حكومات ومنظمات دولية.
وقال معروف إن أولويات الإيواء العاجلة تحتل ذات الدرجة من الأهمية مثل الوقود والمعدات الثقيلة والخيام والمولدات الكهربائية والأدوية والمستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن الاحتلال يدخل احتياجات إنسانية أخرى مرتبطة بالسلال والطرود الغذائية.
إعلانوتطرق المتحدث نفسه إلى عدم التزام الاحتلال بآلية الخروج من معبر رفح، إذ نص الاتفاق على إخراج 150 من المصابين والجرحى وفق فئات محددة، وقلّص هذا العدد إلى 50 تقريبا مع التلكؤ في منع بعض الجرحى والمرافقين.
وشدد معروف على ضرورة وجود ضغط حقيقي على الاحتلال لتنفيذ كافة بنود الاتفاق خاصة إدخال الاحتياجات التي وردت نصا في البروتوكول الإغاثي الإنساني مثل خزانات المياه والمواسير لإصلاح البنية التحتية وغيرها.
وأشار إلى أن النازحين العائدين لشمال غزة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد عودة مئات الآلاف من محافظات الجنوب والوسط.
وأواخر الشهر الماضي، قال معروف للجزيرة إن شمال قطاع غزة يحتاج ما لا يقل عن 120 ألف خيمة لإيواء النازحين العائدين إلى الشمال، محذرا من كارثة إنسانية إن لم يتم توفير مستلزمات إيواء عاجلة.
وأمس الثلاثاء، أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 545 ألف فلسطيني عبروا من جنوب غزة إلى الشمال، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن. ويشمل أيضا إدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميا.
ويتزامن حديث المسؤول الإعلامي الحكومي بغزة مع تأكيد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة عرقلة الاحتلال الإسرائيلي تطبيق بعض البنود المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفق القيادي في حماس، فإن جيش الاحتلال يمنع حتى اللحظة إدخال المعدات الثقيلة وفق ما نص عليه الاتفاق، مما يحول دون انتشال جثث الشهداء وجثث الأسرى الإسرائيليين تحت الأنقاض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
بعد وقف إطلاق النار بغزة.. الاحتلال يواجه طوفان الوعي العالمي
مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، يتوقع الاحتلال أن تشتد المعركة على الوعي، بما فيها حملة إنكار وجود دولة الاحتلال، مما يدفعهم لتحذيرها من ارتكاب أكبر أخطائها المتمثلة بترك ساحة هذه المعركة فارغة، والدعوة لاعتبارها الجبهة الثامنة في الحرب.
وذكر المدير السابق لفريق الدعاية الوطنية، المحامي غادي عيزرا، أنه "عندما تصمت المدافع على الأرض، تتزايد التغريدات عبر الفضاء الأزرق، هذه إحدى القواعد الأساسية التي تعلمها كل إسرائيلي في العامين الماضيين، وعلى افتراض أن أيًا من شركاء الاحتلال في مفاوضات وقف إطلاق النار لم يتحول إلى صهيوني في شرم الشيخ، فإن المعادلة واضحة، والنتيجة أن المعركة على الوعي ستتطور، وتتدفق، خاصة وأن مكانته الدولية تآكلت إلى حد الإرهاق، وخرج فيها "المارد" المعادي له من القمقم منذ زمن طويل".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الظروف مواتية لبدء حملة إسرائيلية للمعركة على الوعي، لأنه من المؤكد أن الأصوات القادمة من مصر وواشنطن ستصل لآذان العديد من الدول التي شهدت على حقيقة أن الدعم الدولي المقدم للاحتلال ظهر شيئاً هشّاً، خاصة إذا لم يتم تعزيزه، وخير دليل على ذلك هو تآكل شرعيته طوال أشهر الحرب".
وأوضح أن "السؤال هو ماذا سيفعل الاسرائيليون في ساحة معركة الجبهة الثامنة، تلك التي غالبًا ما يتم تجاهلها، لكنها تصادفهم في المحاكم الدولية، والتجمعات السياسية، والمطارات، والساحات في أوروبا، لذلك فإن الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، لكن الكلمة الأساسية فيها هي الاستراتيجية. ولصياغة هذه الاستراتيجية، يجب على دولة الاحتلال أولاً تحديد رؤيتها السياسية، أن تشرح لنفسها أين تريد أن تكون بعد عام من الآن، إقليمياً ودولياً، ومن ثم، يجب عليها استنباط سياسة وعي قومي، وهو التعبير العملي عن هذه الاستراتيجية".
وأكد أن "سياسة الوعي القومي وسيلة، وليست غاية، والغرض منها مساعدة المستوى السياسي على تحقيق تطلعاته، وفي جوهرها، لا تحدد فقط ما نقوله، بل تحدد بشكل أساسي كيف ومتى، وعلى وجه الخصوص، التمييز بين الدفاع والهجوم، وبالتالي يجب أن تتوافق مع الحملتين الناجحتين اللتين شنهما الفلسطينيون ضدنا في السنوات الأخيرة: حملة الإبادة الجماعية، وحملة الدولة الفلسطينية".
وأشار أنه "ظهرت بالفعل العديد من التحركات القانونية والسياسية، بجانب مجموعة من مبادرات التوعية التي تغذيها، من الأمثلة غير الحصرية في هذا المجال إنشاء قناة الجزيرة، وتأسيس معاهد بحثية ومجموعات طلابية، وإصدار التقارير الدولية ضد الاحتلال، والتحريض على إصدار أوامر اعتقال قادته في المحكمة الجنائية الدولية، وملاحقة جنوده في الخارج، وعزله في الفعاليات الثقافية والرياضية، وإطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم مظاهرات عالمية".
وأضاف أن "الهدف الفلسطيني من كل هذه الحملات واحد هو إنكار حق دولة الاحتلال في الوجود كدولة ذات سيادة، واليوم بعد نهاية الحرب في غزة فإن كل هذه المؤشرات ستتفاقم، مما يعني ضرورة أن تُحدد معركة الوعي أهداف "الهجوم"، أي تفصيل الإنجازات التي يرغب بها النظام الإسرائيلي، بغض النظر عن تصرفات الطرف الآخر، وهذه أهداف مهمة له في أي ظرف وفي أي وقت، وعالم الوعي أداة أخرى لتحقيقها".
وأشار أن "من الأمثلة الواقعية هنا توضيح قيمة دولة الاحتلال في نظر التيارات العميقة في الولايات المتحدة، وتعزيز روابطها مع يهود الشتات، وتوطيد اتفاقيات السلام القائمة مع مصر والأردن، وصولًا للتأكيد على دورها الإقليمي الجديد، ويمكن تنفيذ ذلك بطرق عديدة، حيث تُعدّ شبكات التواصل الاجتماعي إحداها، لكنها بالتأكيد ليست الوحيدة".
تشير هذه السطور الى خطورة ما يواجهه الاحتلال في معركة الوعي من خسائر فادحة، لاسيما في ضوء قراءته للنشاط الفلسطيني المعادي له على هذه الجبهة، مما يجعله يواجه واحدة من أخطر الحملات في تاريخه، خاصة وأنها تتعرّض لسرديّته التي ظهر كذبها خلال حرب الإبادة على غزة.