بوابة الوفد:
2025-06-26@21:59:24 GMT

حكم العمل في بناء مقابر غير المسلمين وترميمها

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز العمل في بناء المقابر وحفرها وترميمها؛ سواء أكان ذلك للمسلمين أو لغير المسلمين، ولا حرج عليه في ذلك شرعًا؛ لأن هذا العمل داخل في عقد الإجارة المشروعة بالقرآن والسنة والإجماع.

حكم بناء المقابر لغير المسلمين 

وقد تواردت نصوص الفقهاء على جواز ذلك، بل ينال المسلم الثواب على هذا العمل إذا نوى به الإعانة على الامتثال لأمر الرحمن بدفنِ بني الإنسان، كما أن هذا يُعدُّ من جملة السعي في العمل، وطلب الرزق، وتحصيله الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية.


الحث على العمل والسعي في طلب الرزق

وقالت الإفتاء إن من الأمور التي حثت عليها الشريعة الإسلامية: السعي على العمل، وطلب الرزق، وتحصيله؛ قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، ثُمَّ يَغْدُوَ -أَحْسِبُهُ قَالَ: إِلَى الْجَبَلِ- فَيَحْتَطِبَ، فَيَبِيعَ، فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ» أخرجه البخاري في "صحيحه".

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «طَلَبُ كَسْبِ الْحَلَالِ فَرِيضَةٌ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ» أخرجه ابن الأعرابي والطبراني وابن المقري في "المعجم"، والشهاب القضاعي في "المسند"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان" واللفظ له.

التكييف الفقهي لعمل المسلم في بناء مقابر غير المسلمين وترميمها

أجازت الشريعة الإسلامية بالكتاب والسنة والإجماع بناء المقابر لغير المسلمين:
- فمِن الكتاب: عموم قول الله تعالى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ۝ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ﴾ [القصص: 26-27]، فقد ذكر الله عز وجل أنَّ نبيًّا مِن أنبيائه عليهم السلام آجَرَ نفسه حِجَجًا مُسَمَّاة، مَلَّكَهُ بها بُضْعَ امرأةٍ، فدل على جواز الإجارة؛ كما قال الإمام الشافعي في "الأم" (4/ 26، ط. دار المعرفة).


- ومِن السنة: ما أخرجه البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ». والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

- وقد أجمعت الأمة على مشروعية الإجارة؛ كما في "المغني" للإمام ابن قدامة (5/ 321، ط. مكتبة القاهرة)، و"الإقناع في مسائل الإجماع" للعلامة ابن القطان (2/ 159، ط. الفاروق الحديثة).

حكم العمل في بناء مقابر غير المسلمين وترميمها

ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ" أخرجه البخاري في "صحيحه".

وعن كَعْبِ بن عُجْرَةَ رضي الله عنه أنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا، قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لِيَ أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: «مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ»، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ، فَسَقَيْتُ لَهُ، عَلَى كُلِّ دَلْوٍ تَمْرَةٌ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا كَعْبُ؟» فَأَخْبَرْتُهُ. أخرجه الطبراني في "الأوسط".

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه أَجَّرَ نَفْسَهُ مِنْ يَهُودِيٍّ، عَلَى أَنْ يَنْزِعَ لَهُ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، حَتَّى جَمَعَ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ: "كُلِي وَأَطْعِمِي صِبْيَانَكِ" أخرجه المعفي بن عمران واللفظ له، وأحمد وأبو يعلى في "المسند"، والترمذي -وحسنه- وابن ماجه والبيهقي في "السنن".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بناء المقابر المقابر رضی الله عنه اس ت أ ج ر فی بناء ى الله

إقرأ أيضاً:

فقدتُ ساقَيَّ الاثنتين: فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل على أمل العمل

اعتقد ساهر، في وقت مبكر من صباح أحد أيام الأحد، أن الفرصة مواتية، حيث ظنّ أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستكون منشغلة بردّات الفعل على الهجمات الصاروخية الإيرانية، فبدأ بتسلق جدار الفصل الإسرائيلي.

احتاج ساهر (26 عاما) إلى نحو 15 دقيقة لعبور الجدار. لكن أثناء تسلقه، ظهرت دورية إسرائيلية فجأة. قال ساهر "شعرت بالذعر، فأفلت الحبل وسقطت".

سقط من أعلى الجدار -وهو حاجز أسمنتي يصل ارتفاعه في بعض المناطق إلى 8 أمتار- وارتطم بالأرض بعد سقوطه من ارتفاع 4 أمتار.

يقول ساهر "لبرهة، ظننت أنني متّ"، وأضاف "سمعت أصواتا بالعبرية، ثم بدأ الألم يتسلل إلى جسدي".

نقلته سيارة إسعاف فلسطينية إلى مستشفى رام الله، حيث شُخّصت حالته بكسور متعددة في الأضلاع، ووُضعت له دعامة طبية.

كان ساهر، الذي يعمل في البناء، يحاول الوصول إلى عمله في مدينة ريشون لتسيون داخل إسرائيل. وقد تحدث إلى الجزيرة شريطة عدم كشف هويته، خوفا من الملاحقة بسبب دخوله غير القانوني.

وقبل بدء الحرب على غزة في أعقاب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتمد نحو 390 ألف عامل فلسطيني على وظائف داخل الأراضي الإسرائيلية. لكن مع اندلاع الحرب، ألغت السلطات الإسرائيلية تصاريح العمل، وأجبرت العمال على المغادرة.

ومع استمرار الحرب واشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة، يخاطر بعض الفلسطينيين، خصوصا في قطاعات البناء والضيافة، بحياتهم للعودة إلى إسرائيل بحثا عن عمل مؤقت.

ومع إغلاق المعابر وانخفاض أعداد المهرّبين الذين كانوا ينقلون الناس بالسيارات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يبقَ أمام الكثيرين سوى خيار واحد وخطير: تسلق الجدار. وقد أصبح هذا الخيار أكثر فتكا مع تشديد إسرائيل لإجراءاتها الأمنية، وازدياد التوترات في المنطقة.

وأصبح الجدار الآن خاضعا لمراقبة شديدة عبر الطائرات المسيّرة والحساسات والدوريات العسكرية.

إعلان "بين نارَين"

ومع وصول معدل البطالة في الضفة الغربية إلى مستويات حرجة، يدفع اليأس البعض إلى تسلق الجدار. يقول عاهد رزق (29 عاما) وهو ممدد على سريره في مستشفى رام الله: "يا رب، خذني وريحني من هذا العذاب".

ويعاني رزق، الذي تزوج حديثا، ليس فقط من الألم الجسدي بل من عجزه عن إعالة أسرته حيث فقد القدرة على استخدام ساقيه بعد سقوطه من جدار الفصل أثناء محاولته دخول إسرائيل في منتصف يونيو/حزيران.

وأصيبت إحدى ساقيه بالشلل، والأخرى تحطمت كليا. وخضع لعملية جراحية استغرقت 6 ساعات بعد سقوطه من ارتفاع 5 أمتار تقريبا، حيث انقطع الحبل الذي كان يتسلق عبره تحت وطأة وزنه البالغ 140 كلغ.

وقال رزق "ليست هذه المرة الأولى لي، لكنّها كانت الأخطر. كنت أدخل سابقا مع مهرّبين مقابل أجر. لكن منذ بداية الحرب، عمّت الفوضى، لم تكن هناك سيارات، والجنود كانوا في كل مكان".

وأضاف "كنت بين نارَين: إما أن أموت أثناء العبور أو أعجز عن العمل وإعالة عائلتي".

وأوضح أن عشرات العمال كانوا يتجمعون قرب الجدار بين بلدة الرام والقدس المحتلة. وبما أنهم لم يمتلكوا سلّما بارتفاع كافٍ، استخدموا سلّما قصيرا وحبلا مربوطا من الجهة الأخرى.

لكن أثناء صعوده، انقطع الحبل. وأوضح أنه سقط "فوق شاب آخر كان يتسلق. أُصيب بكدمات، لكنني فقدت ساقَيّ. ذهب البقية إلى العمل. ابن عمي فرّ حين اقترب الجيش، وبقيت وحدي".

"لا خيار آخر"

ويقول شاهر سعد، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، إن الفلسطينيين يُجبرون على محاولات عبور خطيرة منذ سنوات طويلة. وأضاف للجزيرة "عقود من البطالة المرتفعة لم تترك لآلاف الأشخاص أي خيار آخر".

لكن العبور بات أكثر فتكا منذ بدء الحرب، وفقا لسعد. فقد أُطلق الرصاص على فلسطينيين أو سقطوا حتى الموت أثناء محاولاتهم. وأوضح أن ما لا يقل عن 35 عاملا فلسطينيا لقوا حتفهم أثناء محاولاتهم الدخول إلى إسرائيل للعمل في عام 2025، دون وضوح الأعداد التي توفيت جراء إطلاق النار أو السقوط.

وأشار سعد إلى أن القيود الإسرائيلية المشددة تمنع وصول العمال إلى مسارات عمل رسمية، وغالبا ما تكون ظروف العمل في المواقع الإسرائيلية سيئة: "معظم المواقع تفتقر لأدنى معايير السلامة. لا تُوزّع معدات الوقاية، وبعض الإصابات سببها الجهل بإجراءات السلامة".

تعميق التهميش الاجتماعي

ويرى المحلل السياسي المستقل ساري عرابي، المقيم في رام الله، أن إستراتيجية إسرائيل المتمثلة في فرض القيود والحصار العسكري تهدف إلى تعميق التفاوت بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال للجزيرة "هي سياسة تقوم على تقييد الحركة ومنع الوصول إلى الموارد، وتضع المدنيين أمام خيارَين: الجوع أو الخطر الجسدي".

وأضاف "هذه السياسة التي تعتمد على العزل الجغرافي والسيطرة العسكرية تُعمّق التهميش الاجتماعي وتزيد الاعتماد على المساعدات. إنها تزرع اليأس والفقر".

وفي قرية نعلين غرب رام الله، روى عثمان الخواجا (37 عاما) -وهو أب لـ3 أطفال- كيف فتحت القوات الإسرائيلية النار عليه أثناء محاولته تسلق الجدار في مارس/آذار الماضي، حيث سقط أرضًا وكُسرت ساقاه. كان يعمل في مجال البلاط وقال إنه تسلق الجدار عدة مرات من قبل خوفا من عدم قدرته على إعالة أسرته.

إعلان

وتابع "الخوف يعمي البصيرة أحيانا". وخضع الخواجا لعملية جراحية لتركيب قضبان معدنية في ساقيه. وبعد 3 أشهر من العلاج، تمكن من المشي مجددا.

وقال الخواجا "الله كتب لي حياة جديدة". ثم أضاف "لن تُقدّر قيمة الحياة إلا إذا واجهت الموت، عندها تتعلم القبول بما يأتيك".

هذا التقرير نُشر بالتعاون مع منصة "إقلب"

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • مديرية أوقاف بأسيوط تنظِّم ندوة للفتيات بعنوان: "الأخلاق والقيم طريق النجاح"
  • دريان: لا دولة بدون المسلمين والمسيحيين
  • الرئيس السيسي يهنئ الأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد: الهجرة النبوية نبراس نهتدي به لبناء وطن ينعم بالسلام
  • من مكةَ إلى المدينةِ: رحلةُ بناء أمة
  • اتحاد المسلمين.. زوال للصهاينة والهيمنة الغربية
  • خطر يُهدد وظيفتك!
  • فقدتُ ساقَيَّ الاثنتين: فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل على أمل العمل
  • مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ الأمة العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد
  • الأزهر: في البحر أو بين الأهل الكل محتاج إلى الله