“المارشميلو المشوي”.. كوكب يمطر معادن يتحدى النظريات التقليدية حول العمالقة الغازية الحارة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
الولايات المتحدة – اكتشف الفلكيون معلومات جديدة قد تعيد التفكير في كيفية تكوّن الكواكب الغازية العملاقة، وخاصة كوكب “المشتري الحار” الذي يلقب بـ “المارشميلو المشوي” بسبب درجات حرارته المرتفعة.
وباستخدام تلسكوب جيميني الجنوبي، توصل العلماء إلى أن الكوكب WASP-121b فائق الحرارة قد تشكل أقرب إلى نجمه مما كان يعتقد سابقا، ما يثير تساؤلات حول النظريات السائدة بشأن نشوء مثل هذه الكواكب الغازية.
وتم اكتشاف الكوكب الخارجي WASP-121b في عام 2016 من قبل علماء الفلك باستخدام مسح WASP-South، ويبلغ حجمه 1.87 مرة حجم كوكب المشتري، بينما تزيد كتلته عن كتلة المشتري بنحو 1.18 مرة.
ويدور هذا الكوكب حول نجمه المضيف WASP-121، وهو نجم نشط من النوع F6 يبلغ حجمه نحو 1.5 مرة حجم الشمس. ويقع نظام WASP-121 على بعد نحو 881 سنة ضوئية في كوكبة بيت الكلب.
ويصنف WASP-121b على أنه “كوكب ساخن شبيه بالمشتري”، حيث يكمل دورة كاملة حول نجمه في 1.3 يوم فقط.
ويقترب الكوكب من نجمه لدرجة أن جاذبية النجم قد تبدأ في تمزيقه إذا اقترب أكثر. وتقدر درجات الحرارة على سطح الكوكب بنحو 2500 درجة مئوية (4600 درجة فهرنهايت)، وهي حرارة كافية لتبخير بعض المعادن.
وكشفت الملاحظات الجديدة باستخدام أداة IGRINS عن معلومات غير متوقعة حول تاريخ تشكل WASP-121b.
وأظهرت النتائج أن WASP-121b يحتوي على كمية غير عادية من المواد الصخرية، ما يشير إلى أن هذا الكوكب قد تشكل بالقرب من نجمه، وهو ما يتناقض مع الفكرة السائدة التي تفترض أن العمالقة الغازية تتكون في مناطق أبعد من نجومها ثم تهاجر إلى المدارات الأقرب.
وتمكن عالم الفلك بيتر سميث من جامعة ولاية أريزونا وزملاؤه، ولأول مرة، من قياس نسبة الصخور إلى الجليد على الكوكب باستخدام بيانات تلسكوب Gemini South وجهاز مقياس الطيف بالأشعة تحت الحمراء IGRINS.
واكتشف الفريق أن WASP-121b يحتوي على كمية غير عادية من المواد الصخرية، ما يشير إلى أن الكوكب الضخم تشكل بالقرب من نجمه. وإذا كان كوكب ما يحتوي على نسبة عالية من المواد الصخرية (مثل الحديد والسيليكون) مقارنة بالجليد، فهذا يعني أنه تشكل في منطقة من قرص الكواكب الأولي للنظام الشمسي، حيث كان الجو حارا جدا لدرجة أن العديد من المواد الجليدية لم تتكون.
وهو اكتشاف مفاجئ نظرا لأن الاعتقاد السائد كان أن الكواكب الغازية العملاقة تحتاج إلى جليد صلب لتتشكل.
وقال سميث: “قياساتنا تشير إلى أن هذه النظرة التقليدية قد تحتاج إلى إعادة النظر، وأن نماذج تشكل الكواكب بحاجة إلى مراجعة”.
كما اكتشف العلماء خصائص مذهلة للغلاف الجوي لـ WASP-121b، حيث أوضح سميث: “مناخ هذا الكوكب متطرف ولا يشبه أي شيء على الأرض”.
وأشار الفريق إلى أن الكوكب مرتبط مديا بنجمه، كما هو الحال مع القمر المرتبط بالأرض، ما يعني أن جانبا واحدا من WASP-121b يتعرض بشكل مستمر لحرارة نجمه، بينما يكون الجانب الآخر مظلما وأبرد نسبيا. وعلى الجانب النهاري، تتبخر عناصر مثل الكالسيوم في الهواء. ولكن على الجانب الليلي، يمكن لهذه المواد أن تتكاثف وتنتج الأمطار. وقد رصد الفلكيون، على سبيل المثال، “أمطار الكالسيوم” على WASP-121b.
نشرت نتائج هذه الدراسة مفصلة في مجلة Astronomical Journal.
المصدر: ماشابل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: من المواد إلى أن
إقرأ أيضاً:
لجنة الإنقاذ الدولية: المرحلة الحالية تشكل فرصة تاريخية لدعم تعافي السوريين
جنيف-سانا
أكدت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في سوريا، تانيا إيفانز، أن المرحلة الراهنة في سوريا تُشكل فرصة تاريخية لدعم تعافي السوريين، نظراً لانفتاح السلطات على الحوار مع المنظمات الإنسانية الدولية.
وفي مقابلة خاصة مع موقع “عربي21” نوهت إيفانز بنتائج الاجتماع الأول الذي جمع السيد الرئيس أحمد الشرع، مع المدير التنفيذي للجنة الإنقاذ ديفيد ميليباند، مؤخراً في دمشق.
وقالت: إن “اللقاء عكس انفتاحاً جديداً لدى السلطات السورية الجديدة على الحوار مع المنظمات الدولية، وتفهماً لحجم الكارثة الإنسانية، وأهمية توسيع نطاق الخدمات العامة، واستعادة البنية التحتية التي تضررت بشدة خلال السنوات السابقة”.
ودعت إيفانز المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل الإنساني لسوريا، والتخلي عن نهج “الضغط بموارد أقل”، معتبرة أن هذه المرحلة الراهنة تُمثل فرصة تاريخية لدعم تعافي السوريين، شرط أن يقترن ذلك بدعم سياسي وتمويل طويل الأمد يمكن البناء عليه.
وشددت ايفانز على “ضرورة قيام استجابة نوعية وعاجلة لمساعدة السوريين، قائمة على المبادئ الإنسانية، بعيداً عن التسييس أو المشروطية”، مضيفة: “نرى استعداداً سياسياً، لكن نحتاج إلى ترجمة ذلك إلى أثر عملي يلمسه الناس”.
وحول تأثير رفع العقوبات الدولية وتخفيفها عن سوريا اعتبرت إيفانز أنه “رغم بعض الاستثمارات إلا أن التعافي الملموس على حياة المدنيين لم يتحقق بعد، وأن العوائق الإجرائية ما زالت تقف أمام استجابة أكثر فعالية من قبل المنظمات الإنسانية”، مؤكدة الترحيب بأيّة جهود دولية من شأنها دعم التعافي الاقتصادي في سوريا، وتحسين حياة المدنيين الذين عانوا من أكثر من عقد من النزوح والمعاناة، ونأمل أن تسهم الخطوات المتخذة لرفع العقوبات في تحقيق ذلك.
وقالت: “يسعدنا أن نرى زيادة في الاستثمارات الخاصة في سوريا عقب تخفيف العقوبات، إلا أن تحقيق أثر ملموس لهذه الاستثمارات على حياة السوريين سيستغرق بعض الوقت”.
وأوضحت إيفانز أن لجنة الإنقاذ الدولية ترحب بجهود الحكومة السورية الحالية في تشجيع المنظمات الإنسانية على الوصول إلى جميع السوريين المحتاجين، وبهذه الفرصة لتوسيع حضورها والعمل في مناطق كانت سابقاً غير قابلة للوصول، وتؤكد التزامها بتقديم استجابة إنسانية قائمة على المبادئ وتلبي الاحتياجات الملحّة للمجتمعات في مختلف أنحاء سوريا.
وكان رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع استقبل رئيس لجنة الإنقاذ الدولية السيد ديفيد ميليباند والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق، في الـ 26 من الشهر الماضي، لبحث آليات وسبل تعزيز عمل اللجنة وتوسعة مهامها في سوريا.
ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) هي منظمة غير حكومية تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والتنمية الدولية، وبدأت عملها في سوريا عام 2012 وكانت تواجه عراقيل تمنعها من النشاط وتقديم المساعدات في جميع الأراضي السورية، لمنعها من قبل النظام البائد من التحرك والعمل في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
تابعوا أخبار سانا على