لجريدة عمان:
2025-10-16@15:57:57 GMT

هل تكفي الذكريات لملء فراغ الغياب؟!

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

هل تكفي الذكريات لملء فراغ الغياب؟!

لا أستطيع أن أنسى اليوم الذي رحلوا فيه، كان الوداع مفاجئًا، وكأن الزمن قد قرر أن يسحب من بين يديّ أجمل لحظات العمر، تلك اللحظات التي كانت مليئة بابتساماتهم وأصواتهم التي لا تبارح مسامعي، هل غاب الأجداد حقًا؟ أم أن غيابهم مجرد وهمٍ يتسلل إلى القلب، فتلتقيه الذكريات لتملأ الفراغ الذي خلّفوه؟ تلك اللحظات التي ضمّت وجودهم، والتي تطرّزت بعباراتهم وحكمتهم، تصبح كالنغمة التي تتكرر في قلب المكان، فتذكرنا أن حضورهم كان طيفًا لا يموت، رغم غيابهم الجسدي.

حينما أكتب عن الأجداد، لا أستطيع أن أتجاهل الكم الهائل من المشاعر التي تُثار في قلبي، هم ليسوا مجرد أفراد مرّوا في حياتنا، بل كانوا علامات فارقة، شوارع راسخة في خريطة الذاكرة، عندما كنت صغيرًا، كانت لحظاتهم مليئة بحكايات يروونها عن الزمن البعيد، وعن الأجداد الذين سبقوهم، وعن أيام الطفولة التي عاشوها في زمن آخر، كان كل حديث منهم يبعث في روحي طمأنينة، وكل كلمة تحمل بداخلها عطر الماضي، وكل نصيحة تحمل بريق حكمة مفقودة في زماننا المعاصر.

«إذا أردت أن تعرف كيف تكون قويًا، فتذكر كيف كنا نعيش أيام الشدة...» هكذا كان يقول لي جدي، في كلمات بسيطة لكنها تحمل أثقالًا من تجارب الحياة.

لكن عندما غابوا، لم يعد للصوت نفسه وقعٌ في المكان، أصبحت كل زاوية في البيت فارغة، كما لو أن الزمن قد اختطف معه جزءًا من روح المكان، غيابهم لم يكن غيابًا عن الأجساد فحسب، بل عن طيفهم الذي كان يعطر الأوقات، وعن بصماتهم التي كانت تشكل هوية الأسرة، كيف للذاكرة أن تحمل كل هذا العبق؟ كيف للمكان أن يبقى حيًا دون حضورهم؟

المفارقة العجيبة أن الأجداد لا يموتون كما يموت الآخرون، فهم لا يرحلون إلا في أجسادهم، يظلون حاضرين في كل زاوية من حياتنا، في كل خطوة نخطوها، وفي كل لحظة صمت نعيشها، نراهم في كل مكان، في ابتسامة طفل، في طريقة كلامنا، في الحكمة التي ننقلها لأبنائنا وأحفادنا، هل يكفي هذا؟ هل تكفي الذكريات لتغطي الفراغ الذي خلفوه؟ هل تكون الأجيال الجديدة قادرة على فهم المعاني التي زرعوها فينا؟ أم أن الزمن، كما في كل شيء آخر، ينسى شيئا فشيئا حتى يغيب المعنى عن الأعين؟

في لحظات الضياع، في لحظات الحيرة، ندرك أن غياب الأجداد هو غيابٌ لا تعوضه الأيام ولا الأوقات، نحن أمام حقيقة واحدة: لا يمكن للزمن أن يعيد لنا ذلك الحضور العميق، ذلك المعنى الكبير الذي كان في قلوبهم، لا يمكن للذكريات أن تملأ الحيز الذي خلفوه، ولا يمكن لنا أن نرثَ سوى ما زرعوه فينا من حب، من حكمة، ومن صبر.

ولكن، في كل ذلك، هناك شعاع من الأمل، شعاع ينبعث من تواصلنا مع إرثهم، من تمسكنا بتلك القيم التي زرعوها فينا، مهما مرَّ الزمان، تظل آثارهم حية فينا، إن نحن حملناها في قلوبنا وطبّقناها في حياتنا، الأجداد علمونا كيف نواجه الحياة بكل صعوباتها، كيف نتمسك بالأمل حينما يعصف بنا اليأس، علمونا أن الفقد ليس نهاية، بل هو بداية لفهم أعمق للحياة، وكيف أن الموت ليس إلا نقطة انتقال من عالم إلى آخر. لا نملك سوى أن نعيش على ذكراهم، وأن نحيي إرثهم بما في ذلك من تربية، وحكمة، وقيم، الأجداد هم الحافز الذي يدفعنا للمضي قدمًا في الحياة بكل ما فيها من تحديات، في كل مرة نعيش لحظة فرح، نتذكرهم، وفي كل مرة نتعثر، نتذكرهم، وجودهم في ذاكرتنا يجعلنا نرسم خطانا بثقة، وتظل حياتهم مثالًا نحتذي به.

في غيابهم، قد يكون الفرح أقل سطوعًا، ولكن الذكريات ستظل تلوّن حياتنا بألوانهم الطيبة، وها نحن اليوم، نعيش وسط هذه الذكريات، نحتفظ بكل كلمة قالوها، بكل دعوة كانوا يرفعونها إلى السماء من أجلنا، وفي كل مرة ندعو لهم بالرحمة، نجد أنفسنا جزءًا من تلك الحلقة التي لا تنتهي.

اللهم اجعلهم من أهل الجنة، وارزقهم الراحة الأبدية، ونسألك أن تكون أرواحهم في طمأنينة، وأن تظل دعواتهم تحفظنا في الدنيا، كما حفظنا حضورهم في قلوبنا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إدارة الهرم التعليمية تعلن فصل 60 طالب ثانوي لتعديهم نسبة الغياب

أعلنت إدارة الهرم التعليمية ، أنه قد تقرر رسمياً فصل عدد (٤٥) طالبًا من الصف الثاني الثانوي وعدد (١٥) طالبًا من الصف الأول الثانوي، لتعديهم نسبة الغياب المقررة وفقًا للتعليمات الوزارية المنظمة للانضباط المدرسي.

وأكدت إدارة الهرم التعليمية ، على أهمية الالتزام بالحضور اليومي لما له من دور كبير في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وتنمية الانضباط والمسؤولية لدى الطلاب، وحفاظًا على حقهم في استكمال العام الدراسي بنجاح.

وكانت قد تلقت المدارس تعليمات عاجلة من مديريات التربية و التعليم ، تشدد على تصحيح كتب التقييمات الخاصة بالطلاب بصفة دورية ، و الدقة والشفافية في رصد النتائج، بما يعكس المستوى الحقيقي لأداء الطلاب ويساعد في تحديد نقاط الضعف والعمل على معالجتها.

ننشر تفاصيل خطة التعليم لحماية طلاب المدارس من الأمراض المعديةوزير التعليم لطلاب أولى ثانوي : اهتموا بمواد الدين والتاريخ واللغة العربية

وشددت التعليمات الصادرة للمدارس أيضا على انتظام حضور الطلاب، وضرورة تسجيل الحضور والغياب يوميًا بدقة، واتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه حالات الغياب المتكررة، مؤكدين أن الانضباط في الحضور هو أحد عوامل تحقيق التفوق والنجاح الدراسي.

كما تم التشديد أيضا على ضرورة الإهتمام بالإشراف اليومى لضمان بيئة تعليمية جاذبة .

وشملت التعليمات أيضا ، تفعيل الأنشطة المدرسية داخل المدارس، بإعتبارها جزءًا أساسيًا من بناء شخصية الطالب وتنمية مهاراته، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تنوع الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية التي تسهم في اكتشاف مواهب الطلاب وصقلها.

وقد واصل محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني جولاته الميدانية بمختلف محافظات الجمهورية لمتابعة انتظام سير الدراسة والالتزام بتطبيق التعليمات المنظمة للعملية التعليمية، حيث أجرى صباح اليوم زيارة مفاجئة لعدد 6 مدارس بمحافظة الفيوم للوقوف على مستوى الأداء داخل المدارس.

ورافق الوزير خلال الجولة الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير.

واستهل وزير التربية والتعليم والتعليم الفني  جولته بزيارة مدرسة إبشواي الإعدادية بنين، التابعة لإدارة إبشواى التعليمية، والتي يبلغ عدد طلابها (1266) طالبًا، حيث اطمأن على انتظام الحضور بين الطلاب والمعلمين، وتسليم الكتب للطلاب، كما تفقد الوزير الفصول الدراسية واطلع على دفاتر تحضير المعلمين وسجلات الدرجات والغياب، كما اطلع على كتب التقييمات الخاصة بالطلاب، مؤكداً على أهمية متابعة تحصيل الطلاب بصفة يومية.

وتوجه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني  بعد ذلك إلى مدرسة إبشواي الثانوية بنات، والتي تضم (1137) طالبة، حيث تفقد صفوف الصفين الأول والثاني الثانوي، واطلع على دفاتر المعلمين وسجلات الدرجات.

وأجرى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني حوارًا مفتوحًا مع طالبات الصف الأول الثانوي حول اختيارهم لنظام شهادة البكالوريا المصرية، كما استفسر من الطالبات عن تجربتهن في الدخول على منصة “كيريو” الخاصة بمادة البرمجة، وأهميتها في تنمية المهارات الرقمية المؤهلة لوظائف المستقبل، حيث أشادت الطالبات بالمحتوى المتميز على المنصة وسهولة استخدامها، كما أكدن أنها تساعدهن على فهم المفاهيم التكنولوجية الحديثة بطريقة مبسطة وتفاعلية، وأن بعض الطالبات وصلن إلى مستويات متقدمة على المنصة.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني خلال حديثه مع الطالبات على أهمية الموازنة بين المواد العلمية والإنسانية، مشددًا على أن مادة التربية الدينية تأتي في المقام الأول لغرس القيم الأخلاقية، وأن مادة التاريخ ضرورية لفهم هوية الوطن وتاريخه العريق، فضلًا عن أهمية اللغة العربية التي تعد وعاء الفكر والثقافة.

طباعة شارك إدارة الهرم التعليمية إدارة الهرم الغياب الثانوي فصل

مقالات مشابهة

  • نجم ريال مدريد يواجه شبح الغياب عن كلاسيكو الأرض
  • «التعليم»: فصل أكثر من 100 طالب بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بسبب الغياب |تفاصيل
  • قرارات رسمية بفصل العشرات من طلاب المدارس بسبب الغياب
  • البابا لاون: يسوع وحده يملأ فراغ القلب ويمنح السعادة الحقيقية
  • توخيل: راشفورد بلا حدود.. لكن إمكانياته لا تكفي وحدها
  • أدّى لانخفاض الغياب .. مدرسة تنشر أسماء الطلبة المتغيبين يومياً عبر فيسبوك
  • الذكاء الاصطناعى فى حياتنا اليومية
  • إدارة الهرم التعليمية تعلن فصل 60 طالب ثانوي لتعديهم نسبة الغياب
  • "الأغذية العالمي": جهزنا مواد تكفي لإطعام مليونين في غزة
  • توكل كرمان: اليمن يُدار خارج منطق الدولة... والقرار الوطني يُباع بثمن بخس وهناك تسعةُ أو عشرةُ رؤساء واليمن تعاني من فراغٍ كبيرٍ في السلطةِ.