الذكاء الاصطناعى فى حياتنا اليومية
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أصبح التداخل والتشابك بين التكنولوجيا وتفاصيل الحياة اليومية مرعباً وبات الذكاء الاصطناعى من أهم التقنيات التى تمتد اليوم إلى أحد أكثر الملفات حساسية واستراتيجية فى العالم والآن فى مصر إنها المياه، ففى كلمته خلال جلسة منتدى الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، أعلن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن مشروعات رقمية متقدمة لتوظيف الذكاء الاصطناعى فى إدارة الموارد المائية بالتعاون الوثيق مع وزارة الموارد المائية والرى.
التعاون بين الوزارتين يشمل تنفيذ منظومة رقمية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعى ومعالجة الصور لحوكمة عمليات تطهير المجارى المائية وإزالة الأعشاب بما يضمن انسياب المياه بكفاءة إلى الأراضى الزراعية.
التعاون الأهم يركز على ترشيد استخدام المياه الجوفية من خلال أتمتة عملية حفر الآبار ومراقبة معدلات استخراج المياه، إلى جانب محاكاة رقمية متطورة لمستودعات المياه الجوفية، تمكن الدولة من مراقبتها بدقة والسيطرة على استهلاكها، أيضاً يتضمن التعاون تحليل التركيب المحصولى الفعلى لكل موسم زراعى باستخدام صور الأقمار الصناعية، لتحديد الاحتياجات المائية بدقة وضبط المساحات المزروعة بالمحاصيل عالية الاستهلاك مثل الأرز، بما يتسق مع السياسات المائية لمصر، والحقيقة أن ما طرحه الوزير لا يمثل مجرد خطة تقنية بل تحولاً فكرياً فى فلسفة إدارة الموارد المائية.
على مدى عقود طويلة كانت الدولة تواجه تحديات المياه بمنهج رد الفعل، أما اليوم فهى تتحرك بمنهج التحكم الاستباقى الذكى، إنها نقلة من الإدارة الورقية إلى إدارة رقمية ديناميكية، قادرة على التنبؤ بالمشكلات قبل وقوعها، وتوجيه القرارات الزراعية والمائية على أسس علمية، إن المياه هى شريان الحياة فى مصر، والبيانات اليوم أصبحت شريان القرار، ما تقوم به وزارتا الاتصالات والرى هو بناء درع معلوماتية لحماية الأمن المائى من الهدر وسوء الاستخدام، وجعل الذكاء الاصطناعى حارساً رقمياً للنيل.
هذه الخطوة تفتح الباب أمام نموذج مصرى فريد يمكن تصديره إلى الدول التى تواجه تحديات مشابهة، حيث تلتقى التكنولوجيا بالاستدامة والحوكمة البيئية فى نقطة واحدة، ليس من المستبعد أن نرى خلال سنوات قليلة قادمة منظومة مائية ذكية متكاملة تتنبأ بالاستهلاك المائى لكل محافظة، وتصدر تنبيهات فورية قبل أى خلل فى منظومة الرى.
ومع تطور الذكاء الاصطناعى التوليدى وإنترنت الأشياء الزراعى، قد نشهد قريباً أنظمة رى ذاتية الإدارة تشغل مضخاتها تلقائياً وفق بيانات الطقس ونوع المحصول ورطوبة التربة حينها، لن يكون الحديث عن إدارة المياه، بل عن ذكاء المياه.
لقد علمت مصر البشرية قديماً كيف تروض النهر لتبنى حضارة، واليوم، تعلم العالم مجدداً كيف تروض البيانات لتصنع استدامة، إن ما كشف عنه الدكتور عمرو طلعت ليس مجرد مشروعات، بل رؤية استراتيجية تعيد تعريف علاقة الإنسان بالمياه فى عصر الذكاء الاصطناعى — لتظل مصر، كما كانت دائماً، رائدة فى تحويل التحديات إلى فرص، والنهر إلى عقل نابض بالحياة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عصر الذكاء الاصطناعي ع الطاير وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزارة الموارد المائية والري الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبى إدارة الموارد المائية الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعى
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ
عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية
ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.
أمجد الأمين (أبوظبي)